المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قهوة حنا: من معالم معركة الكرامة



سائد العبادي
03-22-2009, 12:15 PM
الكاتب: د بكر خازر المجالي
2009-03-20
في الذاكرة قهوة المغربي في السلط وقصص تتصل في تأسيس الدولة وذكريات لرجال بنوا هذا الوطن وما زالت القهوة في شكلها الجديد في الميدان تقرؤنا جانبا من تاريخ الدولة، وفي الذاكرة أيضا قهوة حمدان في عمان ، وهي شاهد على مرحلة هامة من تاريخ الدولة خاصة في فترة بورصة الأحزاب وبازار العقائديات وأيضا اتخذت قهوة حمدان مكانا آخر ولكن لا نعرف نكهة الارجيلة فيها الآن، قهوة أخرى لها اتصال بمعركة الكرامة الخالدة عام 1968م وهي قهوة حنا التي تقع على طريق عمان القدس، كانت استراحة مشهورة للمسافرين وعنوانا مميزا على طريق يمتلئ تاريخا من عمان عبر ناعور فإلى العدسية نزولا إلى قهوة حنا قبل اقل من 2كلم من مثلث الرامة والكفرين التي نطالع من عندها تلك الهضبة العالية -جبل نبو- وكأننا مع ذراع موسى عليه السلام تمتد ترتفع في الأفق تودع الأرض المقدسة إلى غير رجعة دون أن يدخلها، ومن ثم إلى جسر الأمير عبدالله(سويمة) فإلى مقام النبي موسى الذي أوجده صلاح الدين الأيوبي ولكن ما أقام موسى عليه السلام به ولا وصله،ومن ثم الخان الأحمر وبعدها إلى العيزرية والقدس.

قهوة حنا معلم بارز لا اثر منها الآن سوى ما يتذكره رجال الكرامة الذين قاتلوا على محور جسر الأمير عبدالله باتجاه ناعور خاصة رجال كتيبة الدبابات الثالثة الملكية بقيادة علاوي جراد ومن معه مثل الرئيس فاضل علي والملازم علي أبو العصام والملازم محمد راشد العبدالله والملازم عاكف المجالي والملازم عبدالجليل المعايطة ،ومن الدبابات الخامسة الرئيس محمود سالم أبو وندي ومن لواء حطين قائده بهجت المحيسن و المقدم فهد مقبول الغبين، وغيرهم من الرجال الذين صنعوا النصر وحققوا فوزا بعث المعنويات وكان المحو الحقيقي لآثار نكسة حزيران.

قهوة حنا ركام على الأرض وجدول ماء صغير كان هو الكوثر حينها ، لكنها تراكم من الذكرى تحدثنا عن زمن البطولة وصولة أولئك الرجال مع قائدهم الأعلى المغفور له الملك الحسين حين قاد معركة مصيرية عنوانها أن نكون أو لا نكون، الكرامة اليوم هي ذكرى انتصار نقرأه على الأرض عند قهوة حنا وفي مثلث الشونة والمثلث المصري وفي داخل بلدة الكرامة الأردنية وفي المندسة وأم الشرط وخشم جعوان وفي فيفا والصافي ووادي الجيب.

الكرامة هي اسم لخارطة من مساحة الوطن قد تزين بالنصر الممهور بدماء الشهداء الاردنيين الذين لبسوا عباءة الوطن وتخضبت بنجيع الشخشير(عارف) والمطارنة(مسلم) والخصاونة (سالم) والزبن (محمد) واللصاصمة (حامد) والحدادين (سميح) والصرايرة (اشتيان) والطورة (عبدالله) والسردية (علي) والبطاينة (راتب) وغيرهم من أبناء الوطن ، فارتفعوا للسموات العلى بعد أن رفعوا اسم النصر الحقيقي صنعوه على امتداد جبهة زادت عن المائة كيلومتر، قاتلوا بأسلحة من العزم والإرادة والتصميم ضد ألوية من الحديد والنار، فأهدوا الأمة أسمى انتصار في زمن اليأس والحزن والإحباط شأنهم شأن آل البيت الأطهار لا يسألون أجرا عليه إلا المودة لا يلوون ولا يقفون عن ادعاء وجحود ونكران أو عند تلفيق من رأس أصابه الوهن والخرف.