المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرفاعي يكشف اسراراً عن الدولة الاردنية بالوثائق والمعلومات تنشر لاول مرة



Essa Amawi
03-29-2009, 12:55 PM
http://ammonnews.net/ammoneNewsImage/2009328big606494.jpeg

"عمون" تنشر تفاصيل حوار "الجزيرة" مع رئيس مجلس الاعيان الذي بث مساء السبت .. الرفاعي : الجيش العربي لم يسلم اللد والرملة ..الملك المؤسس ضحى بحياته من أجل الدفاع عن القدس وفلسطين ..ووالده اعتقل ونفي لانه رفض التفريط بعروبة فلسطين وعروبة واسلامية القدس ..العلاقة بين الملك والمخابرات الاميركية لم تكن بين الحسين وال سي اي ايه انما كانت مع الدولة ..

عمون - رصدها وائل الجرايشة - كانت حلقة الرد الاردني على الكاتب والصحافي محمد حسنين هيكل و"الجزيرة" مليئة بالاسرار والمعلومات والوثائق والادلة التي اجاب من خلالها رئيس مجلس الاعيان / رئيس الوزراء الاسبق زيد الرفاعي الشاهد الحي على كلام الكاتب هيكل حول التاريخ الهاشمي وما نسب عن الراحلين الملك الحسين والملك عبد الله الاول المؤسس ..


ولعل ابرز ما كشف عنه الرفاعي في الحلقة التي بثتها قناة "الجزيرة" ليلة الاحد وحاوره فيها الزميل الاستاذ ياسر ابو هلاله مدير مكتب المحطة في الاردن ان المغفور له جلالة الملك حسين طيب الله ثراه لن يكون هدفه للدفاع عنه ف"الملك لا يحتاج الدفاع مني او مني غيري .. وشخصيته ومواقفه القومية والوطنية وتضحياته في سبيل القضايا العربية وبخاصة القضية الفلسطينية لا تعد ولا تحصى وواضحة للعيان وللمنصفين" .

وتنشر "عمون" فيما يلي نقلا عن الجزيرة كامل التسجيل تعميما للفائدة :



اود ان اوضح في البداية انني في اجاباتي عن اسئلتك لن يكون هدفي الدفاع عن المغفور له جلالة الملك حسين طيب الله ثراه فالملك لا يحتاج الدفاع مني او مني غيري .. فشخصيته ومواقفه القومية والوطنية وتضحياته في سبيل قضايا الامة العربية وبخاصة القضية الفلسطينية .. انجازاته ومكانته وحتى جنازته .. هذه كلها أمور تتحدث عن نفسها مع ان الجنازة لم تعجب السيد هيكل لأنه شارك 96 رئيس دولة من جميع اقطار العالم.

هذه الامور تتحدث عن نفسها والملك الحسين واكرر جلالة الملك ليس بحاجة لمن يدافع عنه
لن أتهجم على السيد هيكل ولن اسيء له لا سمح الله فقد كان بيننا مودة ومعرفة لكنني فوجئت واستغربت وحزنت عندما استمعت الى ما قاله السيد هيكل تلفزيونيا .


ان اتصال الدول ورؤسائها واجهزتها مع الخصوم والاعداء امر طبيعي وضروري وهي ممارسة معروفة ومستقرة عبر التاريخ فتاريخنا العربي والاسلامي مليء بالاتصالات مع الاعداء..

وفي عصرنا قامت وتقوم جميع الدول بالاتصال مع اعدائها فالدول تفاوض الاعداء ولا تدخل في مفاوضات مع الاصدقاء والاشقاء والمهم ليس الاتصال ولكن الهدف ونتيجة الاتصال وهو معيار الحكم للاتصال مع الاعداء الهدف والنتيجة ..


جلالة الملك المؤسس المغفور له الشهيد عبد الله الاول كان سابق عصره وكان يستشرف المستقبل وكان يدرك بعد انسحاب بريطانيا من فلسطين وانتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين ستقوم دولة يهودية في فلسطين وكان يدرك ان الدول العربية التي استقلت حديثا قبل عام 48 لم تكن تملك القدرة العسكرية للحيلولة دون اقامة هذه الدولة اليهودية وبخاصة مع مواقف الدول الكبرى ( بريطانيا ، فرنسا ، الاتحاد السوفياتي ، والولايات المتحدة الامريكية ) وبالتالي قام بالاتصال مع الدولة اليهودية والهدف من الاتصال الحيلولة دون قيام دولة يهودية في فلسطين وما حدث في تلك الاتصالات وهذا الكلام موثق وموثوق حتى عند الجانب الاسرائيلي وليس عند العرب وكان الهدف الوحيد من اللقاء عرض المغفور له على القيادة اليهودية باقامة حكم ذاتي في مدينة تل ابيب ومنطقة صغيرة محاذية لها وضمن اطار دولة عربية واحدة .

النتيجة لم توافق القيادة اليهودية على ذلك وعندما انسحبت بريطانيا واشتعلت الحرب العربية قام الجيش العربي وكان في ذلك الوقت اصغر الجيوش العربية واقلها عددا وعدة خاض الحرب وقاتل بشرف وبطولة وتمكن برغم كل الصعاب المحافظة على الضفة الغربية وعروبتها وأهم من ذلك كله حافظ على عروبة القدس ولم تتمكن اسرائيل من احتلالها رغم الهجمات المتواصلة عليها

الجيش العربي لم يسلم اللد والرملة لكن حين كثفت اسرائيل هجماتها على القدس وكما قلت الجيش العربي كان عدده محدود جدا وسلاحه محدود جدا اخذ قرار بأن تتحرك القوات من اللد والرملة الى القدس للدفاع عنها والمحافظة على عروبتها وكان الترتيب انه مع انسحاب الجيش العربي ان يحل محله القوات العراقية التي كانت متواجدة هناك وكان التحرك تكتيكي فرضته ظروف المعركة والاولوية كانت للقدس ولم تتمكن القوات العراقية من المحافظة على اللد والرملة في ذلك الوقت .

عند الحديث عن الملك المؤسس ضحى بحياته من أجل الدفاع عن القدس وفلسطين تماما كما سبق وفعل والده الذي ضحى بملكه واعتقل ونفي لانه رفض التفريط بعروبة فلسطين وعروبة واسلامية القدس

العلاقة بين الملوك الهاشميين - وهم اخوة - علاقتهم علاقة اخوة وصداقة ولم تكن كما يدعى غيرة اوحسد على العكس من ذلك حتى ان بعض المصادر كانت تقول ان الملك المؤسس كان على استعداد أن يتنازل عن عرش الأردن مقابل ان تكون هناك دولة هاشمة مملكة واحدة في المشرق العربي واذا كان ملك مستعد التنازل عن عرشه مقابل ان تكون هناك مملكة هاشمية كبيرة وان كانت بقيادة اخ من اخوانه فكيف ينسجم ذلك مع الحديث عن حسد .


الاتصالات مع اسرائيل لم تستمر قبل 48 كانت بهدف الحيلولة من قيام دولة يهودية في فلسطين والجيش العربي حافظ على عروبة الضفة الغربية والقدس حتى اخرج اليهود من القدس القديمة ووثيقة الاستسلام قائد الحامية اليهودية موجودة وموثقة واستسلموا وانسحبوا من القدس والجيش حافظ على عروية القدس .

بعد ذلك انقطعت الاتصالات حتى عام 63 ولم تكن اي اتصالات وبعد الخسارة في الحرب وانهيار اتفاقية الدفاع المشترك ومعروف انه تسليح الجيش الاردني العربي هو سلاح غربي تمت الاتصالات مع الجانب الاسرائيلي ولم تكن اتصالات سياسية وكان الهدف الوحيد هو تحييد معارضة اللوبي الصهيوني في امريكا ومعروف نفوذه على الكونغرس وعلى الادارة الامريكية وكان دائما يضغط لعدم تزويد الجيش العربي بالسلاح فكان الهدف تمكين الاردن من الحصول على السلاح والدعم من الولايات المتحدة فالسياق الطبيعي كان الاتصال لهدف محدد يخدم المصلحة الاردنية وبالتالي العربية للحصول على السلاح الامريكي.

وفي الوقت الذي لم تكن اتصالات اردنية مع الجانب الاسرائيلي كانت اتصالات بين بعض الدول العربية والاسرائيليين وهذه الامور موثقة وامامي كتاب من " ميديل ايست ميشين " يتكلم بالتفصيل عن الاتصالات التي جرت بين القيادة المصرية في ذلك الوقت مع اسرائيل والولايات المتحدة فالاتصالات لم تكن محصورة في الاردن ولم تكن في مراحل متزامنة في ذلك الوقت بل اتصالات من جهات مختلفة لاهداف مختلفة في مراحل مختلفة .


الجبهة كانت مشتعلة ومتعكرة في الخمسينات بدأت في قبية واخر هجوم نهاية عام 66 في قرية سموع وكانت معركة وهجوم كبير استشهد فيها 50 من قواتنا المسلحة وحرس الحدود وعلمنا فيما بعد ان اسرائيل كانت تخطط لحرب لاحتلال الضفة الغربية وكانت تريد ان تكون الحرب في ذلك العم 66 ولم تتمكن بسبب صمود الجيش العربي في الضفة الغربية اضافة للاتصالات التي قام بها الملك حسين واجلت اسرائيل الحرب وفي عام 67 كان استمرار لما بدأته اسرائيل في السموع عام 66 ، وقبل الحرب عام 67 كانت العلاقات بيننا ومصر شبه مقطوعة كان هناك خلافات بين الدول في المواقف لكن عندما شعر المغفور له الملك حسين ان المنطقة مقبلة على حرب وبدأت اسرائيل تهدد سوريا وقامت مصر باغلاق مضائق تيران وربط المغفور مع ما حصل في ذلك الوقت ما حصل بالسموع شعر ان اسرائيل ستشن هجوم على الدول العربية فذهب الى القاهرة واجتمع مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر واخبره انه وقع على اتفاقية بين مصر وسوريا وكان رد جلالة الملك انه على استعداد للتوقيع على نفس المعاهدة معك ولا داعي للتحضير لأي شيء جديد فقط اتوا بالمعاهدة المصرية السورية بنفس المعاهدة ونوقعها ونضع الاردن مكان سوريا

هيكل يدعي ان الملك حسين لم يكن جادا في دخول الحرب عام 67 وانه اتفق مع اسرائيل وامريكا على اطلاق ما وصفه السيد هيكل ب " رصاصة صوت " حتى انه استكثر علينا قنبلة صوتية يقول رصاصة ، ويقول ان جلالة الملك اختار الفريق المصري عبد المنعم رياض لقيادة الجيش الاردني هذا الكلام غير صحيح ، فجلالة الملك لا يعرف الفريق عبد المنعم في ذلك الوقت ولا يعقل ان يطل ضابط معين في الجيش المصري لقيادة الجيش الاردني ويدعي هيكل ان الفريق رياض حضر الى عمان مع الملك حسين في طائرته وهذا لم يحصل ، فهو زار الأردن لأول مرة بعد عودة الملك بيوم واستلم قيادة الجيش في بداية حزيران وهيكل لم يكن موجود ولو كان اي صحة لاتهامات هيكل فهل يعقل ان الملك لم يكن جاد ويوقع اتفاقية دفاع مشترك مع مصر ويسلم قيادة جيشه الى ضابط مصري واذا كان يريد ان يبقى خارج المعركة فكيف يدخل المعركة ولماذا دخلها اذا كان هذا الهدف .

اليوم الذي بدأت فيه المعركة والقتال قام الجنرال المعين من الامم المتحدة للإشراف على اتفاقية الهدنة اتى الى عمان ونقل رسالة من اسرائيل يدعون فيها ان الهجمة فقط على مصر وان الاردن ليس طرف في الحرب اذا لم نختر ان يدخلها وكان جلالة الملك يدرك تماما ان الهدف الاسرائيلي هو لتمكينهم من احتلال الضفة الغربية قبل سينا والجولان وان الضربة لمصر تمكين احتلال الضفة

وجلالة الملك جاوب وانا شاهد على تلك الرسالة بنفسي " جوابي على هذه الرسالة ستأخذونه من مدفعيتنا ودباباتنا وطائرتنا فالهجوم على مصر هو هجوم عل الاردن والامة العربية بكاملها فكيف ينسجم هذا الموقف وهذه الحقائق مع الادعاءات التي نسمعها والتي تشكك بهذا الموقف"؟

السيد هيكل كما كان يصر انه من اقرب المقربين للرئيس الراحل عبد الناصر وانه الى جانبه دائما ومستشاره الأول ، اقول في اليوم الثاني من بدء المعركة في يوم 6/6 عام 67 ارسل عبد الناصر هذه البرقية الى جلالة الملك واذا كان السيد هيكل قريب من عبد الناصر كما يصر فمن المؤكد انه علم بهذه البرقية ان لم يكن كتبها بنفسه يقول فيها " اخي الملك حسين تلقيت برقيتك وانني لاقدر اننا نواجه لحظة من تلك اللحظات التي تمر فيها الامة في تاريخها والتي تتطلب شجاعة تفوق طاقة البشر ، عندما يكتب التاريخ سوف يذكر التاريخ لك جرأتك وشجاعتك وسوف يذكر للشعب الأردني الباسل انه خاض هذه المعركة فور ان فرضت عليه دون تردد ودون اي اعتبار الا اعتبار الواجب والشرف ، ان العدوان قد فرض علينا وكان علينا مجابهته بكل ما فيه من قوة وما فيه من غدر وتواطؤ ، ان القرار الذي اراه هو ان نختار ثاني الحلول التي تفاهمت عليها مع الفريق عبد المنعم رياض وهي اخلاء الضفة الغربية الليلة على ان نضع في اعتبارنا رأيكم الأول الخاص بتدخل مجلس الامن لايقاف القتال .. ان تاريخ الامم فيه الاخذ والعطاء وفيه التقدم والتراجع فليكن فيما نختاره في هذه اللحظة الحاسمة وان كان اختيارا عصيبا علينا خطوة نستطيع ان نتقدم منها "..


كان جلالة الملك الراحل يعتقد ان الهدف الاسرائيلي الاول هو احتلال الضفة الغربية ولم يكن الهدف الاسرائيلي مرتبط بان الاردن وقف مع مصر او سوريا ، فاسرائيل هدفها احتلال الضفة الغربية وعندما قرر الملك حسين أن ينضم الى الموقف المصري و السوري كان بهدف توحيد الجبهة العربية لانها كان يعلم ان الحرب لم تكن على مصر وسوريا بل جميع الجبهات والهدف الرئيسي الضفة الغربية ، وكان مدرك ان الحرب مقبلة وان اسرائيل تحضر لها وكما ذكرت ان تقديراته كانت الحرب بعد السوع نهاية عام 66 وارسل رسالة الى الرئيس عبد الناصر ان الحرب على وشك أن تبدأ ويجب أن نكون مستعدين ، ويشير السيد هيكل الى هذه الرسالة ويقول انه بسبب البيروقراطية لم تصل الرسالة الى عبد الناصر وانه اطلع عليها وكأنه رسائل الملوك يطلع عليها هيكل ولا تصل الى رئيس الدولة .

كان واضحا ان اسرائيل تخطط لجميع الجبهات العربية ولكن الهدف الرئيسي هو الضفة الغربية وبالتالي كان الموقف منسجما وكان هدف الملك حسين ان يكون هنالك جبهة عربية واحدة تقاتل للدفاع ليس تدافع عن جبهة واحدة بل على كل الجبهات .

واقول حول مزاعم هيكل بان رئيس هيئة الاركان الاردني طلب من امريكا نقل الطائرات الاردنية الى قبرص رغم وجود اتفاقية دفاع مشترك مع مصر وقال " هذه من حكايات السيد هيكل الغريبة ، اولا - وهذه الامور موثقة – كان سلاح الجو الاردني في ذلك الوقت صغير جدا فكان لدينا 21 طائرة هوكر هنتر وهي الطائرات العربية الوحيدة التي غارت على اسرائيل عام 67 ، فعندما ارسلت اسرائيل طائراتها للهجوم على مصر في الضربة الاولى قامت طائرات سلاح الجو الأردني بالاغارة على اسرائيل وعادت الطائرات لتتزود بالوقود والعتاد وعندها اسرائيل ادركت خطر حتى سلاح هذا الجو الصغيرفشنت هجمات عنيفة على قواعدنا العسكرية ومطاراتنا ودمرت جميع الطائرات الاردنية ففقددنا الـ 21 طائرة " هوكر هنتر " التي كانت عندنا واستشهد الشهيد الطيار فراس العجلوني وفي محاولة اقناع من القاعدة للغارة الثانية على اسرائيل .

السيد هيكل يقول اننا طلبنا ارسال طائراتنا الى قبرص ولا اعلم كيف ستصلالى قبرص ، ونحن في حالة حرب وظهور اي طائرة فوق اسرائيل ستدخل في معركة والطريق الثانية ماذا ؟ فوق سوريا ولبنان هل السوريورن لا يعلمون ذلك ؟ ولماذا لا ترسل الى قبرص وليس الى اي مطار عربي آخر في السعودية أو العراق أو اي مكان آخر ؟ هذا الكلام ليس له أساس من الصحة ولا أدري من أين يأتي السيد هيكل بهذه الخيالات التي يعتمدعليها في كثير من قصصه وحكاياته ؟؟

بعد الكارثة التي حلت في الـ 67 واحتلال اسرائيل للضفة الغربية بكاملها والقدس وسيناء والجولان ومناطق في جنوب لبنان كانت هناك ضرورة سياسية للاتصال والهدف مرة ثانية نعود للمعيار والمقياس الوحيد لاي اتصال ( الهدف والنتيجة ) الهدف كان في شقين أولا : رعاية المواطنين الفلسطنيين الاردنيين تحت الاحتلال وكان لا بد من وجود اتصالات لنتمكن من المحافظة على بقاء اهلنا في الضفة الغربية وعلى العناية بهم والسبب الثاني : محاولة اقناع اسرائيل بضرورة الانسحاب من الاراضي العربية المحلتلة جميعها الى حدود 67 مقابل اقامة سلام عادل ودائم وهذه الاتصالات لم تكن محصورة في الاردن وتتم بعلم القادة العرب المعنيين وأحيانا تتم بطلب منهم وبالتالي كانت جزء من التحرك العربي السياسي ، ونمتلك الوثائق الكثيرة ومحاضر جلسات وحتى لا يعتب علينا السيد هيكل فساستعمل الوثائق المصرية .

فالسيد عبد المجيد فريد كان أمينا عاما لرئاسة الجمهورية العربية المتحدة منذ عام 1959 وحتى وفاة الرئيس جمال عبد الناصر وكان بحكم منصبه يحضر جميع الاجتماعات ويدون المحاضر وهذه المحاضر التي نشرها السيد عبد المجيد تثبت ما يتعلق بشأن الاتصالات ، ونحن عندنا محضر اجتماع قمة الخرطوم .

لكن ساتكلم من المحضر المصري لقمة الخرطوم والتي عقدت في 29 / 8 / 67 م وهذا كلام الرئيس المصري جمال عبد الناصر في القمة " لا بد أن ندرك جميعا ان هنالك أمرا حيويا وعاجلا وهو استعادة الضفة الغربية والقدس في اقرب وقت ومن أجل تحقيق هذا الهدف العاجل أنا قلت للملك الحسين أمام الوفد الجزائري في القاهرة وأكرره اليوم في هذه القاعة وأمامكم جميعا لأن اي تأخير في استعادة القدس والضفة الغربية سيساعد على تغيير معالمها لتصبح في النهاية جزءا من اسرائيل ، اني أرى ان يذهب الملك حسين كي يتفاهم مع الامريكان ويتفق معهم على استرجاع الضفة الغربية وأنا على استعداد أن اذكر هذا على الملأ لأن امريكا وحدها هي التي تستطيع أن تأمر اسرائيل برفع يدها عن الضفة الغربية .


عندما بدأت الاتصالات في تلك المرحلة بعد 67 كان لمساعدة اهلنا تحت الاحتلال ولاقناع الاسرائيليين بالانسحاب من جميع الاراضي العربية المحتلة وليس فقط من الضفة الغربية مقابل سلام عادل ودائم ، ونعلم انه كان هنالك جهود دولية كبيرة ( قرار مجلس الامن 242 و338 ومبادرة ياري ومهمته ومبادرة الاربعة الكبار والاثنين الكبار وحكماء افريقيا ) كلها تسعى من أجل الوصول الى حل سلمي من خلال التفاوض والاتصالات كلها من أجل التمهيد لانجاح هذه المساعي ومع الاسف لم نحصل على شيء ، وهناك أكثر من اجتماع كانت اسرائيل تعرض على جلالة الملك مقابل سلام منفرد مع الاردن ان تنسحب ولكن ليس من الضفة الغربية وفي احدى المرات عرضت الانسحاب حتى 98 % من الضفة الغربية باستثناء القدس ، وكان جلالة الملك يرفض اولا اي حديث عن سلام منفرد ويصر على ضرورة انسحاب اسرائيل من جميع الاراضي المحتلة ومن ضمنها القدس .

وفي رده على موضوع جلوس الملك الف ساعة مع الاسرائيليين واستشهاد هيكل بالكاتب افيش لايم قال الرفاعي " الموضوع ليس ألف ساعة أو خمسمائة ساعة ، الموضوع ماذا حصل الاسرائيليون من هذه الالف ساعة ؟ لم يحصلوا على أي تنازل من الملك الحسين أو أي شبر من الأرض ولا حق من حقوق الشعب الفلسطيني ، والسيد هيكل يستشهد بالكاتب افيش لايم وهذا الكاتب اعتمد على مصادر اسرائيلية في معظم كتابه وحتى لو استشهدنا به فالسيد هيكل كان انتقائيا كمن يقول " ولا تقربوا الصلاة " ويقف ، فذات الكاتب يقول انه كان الف ساعة ولم يحصل اليهود في خلالها من الملك حسين على أي شيء من الذي يريدونه ، وحتى لايم يقول في مقابلته مع رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق اسحاق رابين قال له انه قال للملك حسين بعد معاهدة السلام " أثناء مفاوضاتنا كنت عنيد جدا ولم تعطي اي شيء وكان جواب جلالة الملك : نعم كنت كذلك لانني لم اكن على اي استعداد لان اتنازل عن سانتيميتر من الاراضي الفلسطينية ولا اي ذرة من حقوق الشعب الفلسطيني ، هذا ما يقوله الكاتب الذي يستشهد به السيد هيكل وبالتالي الموضوع كما ذكرت اي اتصالات تقاس باهدافها ونتائجها .

فكان هناك علاقة بين الدولة الاردنية والولايات المتحدة الامريكية ، فالعلاقة لم تكن شخصية بل علاقة دولة مع دولة فالسيد هيكل يدعي ان العلاقة بين الملك حسين و CIAبدأت عام 56 وهذا الكلام غير صحيح فذاك العام لم تكن هنالك اي علاقات على مستوى عسكري او أمني أو استخباري مع الولايات المتحدة ، ففي ذلك الوقت ( 56 ) كنا ما زلنا مرتبطين بالمعاهدة مع بريطانيا وهي المعاهدة التي الغاها جلالة الملك وبعد ذلك قام بتعريب قيادة الجيش العربي واول زيارة رسمية لجلاته كانت عام 1959 وبدأت المساعدات الامريكية منذ عام 1960 م ونعم نحن نأخذ مساعدات مالية لدعم الموازنة ولمشاريع التنمية والبنية التحتية ونأخذ مساعدات عسكرية وأمنية ، ونحاول دائما أن نضغط دائما على امريكا لزيادة هذه المساعدات للدولة تصب لخدمة المصلحة الوطنية ، أما علاقة شخصية بين جلالة الملك والـ CIA فهذا كلام لا يحتاج لرد ، ويدعي السيد هيكل ان CIA تدعم جلالة الملك شخصيا بشكل مادي هذا كلام غير صحيح لأن أي دعم كان يأتي من الولايات المتحدة لاجهزة الدولة المختلفة .

ويعلم السيد هيكل عندما سربت المعلومات التي تحمل الاتهام الشخصي عن العلاقة الشخصية كان الهدف واضح فهذه المعلومات اختلقت عام 77 ونشرت وكان الهدف الضغط وربما نوع من الانتقام لأنه رفض المشاركة في اجتماعات كامب ديفيد وكان الهدف الضغط على الأردن لتكون طرفا في كامب ديفيد لكلن جلالة الملك رفض ذلك ونتيجة هذا الرفض بدأت الهجمة على الاردن وكان جزء من هذه الحملة من نشر من العلاقة مع CIA .

منطقيا عندما يدعى ان جلالة الملك كان له علاقة مع CIA والمقصود من هذا الادعاء ان الملك كان يعمل لخدمة المصالح الامريكية في المنطقة ، واقول لا احد ولا دولة تساعد شخص بموقع رئيس دولة ماديا الا اذا كان هنالك مقابل والسيد هيكل يعلم انه مواقف الملك الحسين في تعامله مع امريكا هو خدمة الاردن وليس لحساب الولايات المتحدة وهو يعلم انه بعد حرب ال67 وهي الفترة التي يقول انه كنا نستلم مساعدات مالية شخصية انه الولايات المتحدة قامت بفرض حظر عسكري على الأردن ولم تزودنا بسلاح ولا حتى ذخائر ولا قطع غيار بحجة اننا قمنا بالاعتداء على اسرائيل حيث اعتبروا ان دخول الاردن في حرب 67 اعتداء وهجوم اردني على اسرائيل وعقوبنا لغاية ال 71 .

والسيد هيكل يعلم أو قد لا يعلم انه في مطلع عام 1970 كان السيد جوزيف سيسكو مساعد وزير الخارجية الامريكي يريد زيارة الى المنطقة وكان الوضع في الاردن مضطرب حيث يوجد 52 منظمة فدائية وكان في خلل في الامن الداخلي وكان ضمن جولته في المنطقة زيارة الاردن فقام السفير الامريكي بنصيحة سيسكو بعدم زيارة عمان لأن الحكومة الاردنية لن تستطيع توفير له الحماية بمعنى تشكيك في قدرة الاردن حتى على حماية ضيف يأتي للاردن فغضب جلالة الملك وأمرني شخصيا أن أبلغ رئيس الوزراء بضرورة طرد السفير الامريكي وامهاله 12 ساعة لمغادرة المملكة ورجوت جلالة الملك أن نتأنى نتريث وقلت للملك عندنا مشاكل أكثر مما يكفينا الان ولا نريد مشكلة اضافية مع امريكا فقال جلالته ان هذا الرجل اساء الى كرامة الاردن وانا لا يمكن ان اتساهل مع اي جهة تمس كرامة المملكة واصر موقفه ونقلت امره الى الحكومة وقاموا بابلاغة وطرد السفير ، ويمكن نحن أول دولة في تاريخ العالم التي تطرد سفير امريكي وتعلم أنه غير مرغوب به ويجب المغادرة خلال 12 ساعة .

اختلافاتنا مع الولايات المتحدة استمرت وفي مطلع التسعينات كان في موقف معادي من امريكا لنا وكان في حصار على لااردن وحوصرنا حتى في ميناء العقبة .

السيد هيكل يستشهد بكتاب "وود وورد " ومصادر غربية وهي مصادر مشكوك فها وأنا أمامي كتاب مايلس كوبلاند الذي كان مدير محطة الـ CIA في القاهرة ويكيلون نفس الاتهامات لرؤوساء دول عربية أخرى وفي مقدمتهم الرئيس الراحل عبد الناصر وهذا كلام جزء من الحملات للتشكيك في القادة العرب ولا يجوز ان يكون الشخص انتقائي يقبل مصدر ويرفض أخر ، فاما يرفض الجميع لانها غير صحيها او يقبلها جميعا ويكون الامر أوسع من الاردن ويشمل المنطقة كاملة .


وفي رده على سؤال حول تفضيل تعامل الولايات المتحدة مع الملك حسين لتهميش منظمة التحرير الفلسطينية قال الرفاعي " لا اعتقد ذلك لأن التعامل مع الملك حسين كان يعني أن تقوم اسرائيل من الانسحاب من الضفة الغربية كاملها ومن القدس فكان يعلمون أن هذا موقف الملك حسين والاردن وبالتالي عندما قرر العرب ان تكون منظمة التحرير مسؤولة عن الضفة الغربية وكان الملك حسين اول الموافقين على ذلك في مؤتمر الرباط لأنه كان الهم الاصلي هم استعادة الضفة وكان يقول جلالة الملك وذكره في اكثر من مناسبة واجتماعات الدول العربية والمحاضر والوثائق موجودة " دعونا نستعيد الضفة الغربية والقدس ولا اريد ان تعود الى الاردن ، نضمن انسحاب اسرائيل منها نضعها تحت اشراف دولي والشعب الفلسطيني يمارس حقه في تقرير مصيره ويختار أن يكون دولة مستقلة اذا كان هذا خياره ، فكان هدفه انسحاب اسرائيل من الضفة الغربية وليس ضمها للأردن أو دور اردني فهذا المهم كان الانسحاب ، وبعد ذلك تقام الدولة الفلسطينية اذا كان هذا خيار الشعب الفلسطيني وعندما تقرر ان تكون المنظمة هي المسؤولة عن المفاوضات ابتعد الاردن وبالتالي كان قرار الرباط وسنة 1988م كان قرار فك الارتباط مع الضفة الغربية مع التمسك بدور الاردن في الحفاظ على المقدسات في القدس والأوقاف الاسلامية الى ان تقوم الدولة الفلسطيينة لتستطيع تلعب هذا الدور .

كل طرف عندما يتفاوض مع طرف الاخر يسعى لاهداف لتحقيقها والطرف الاسرائيلي كان يطمح في تقديري للحصول على تنازلات من الملك حسين وكان جلالة المغفور له مصر على موقفه " انسحاب اسرائيلي كامل ولا سنتيميتر من الأرض ولا اي حق من حقوق الشعب الفلسطيني" هذا موقف ثابت لم يتغير والنتائج تثبت ذلك ، يتحدثون عن ساعات طويلة من اللقاءات .. صحيح ساعات طويلة لكن ماذا حصل الاسرائيليون منها ؟ كانوا يضغطون للحصول على تنازلات وكان موقف جلالته ثابت الانسحاب من جميع الاراضي المحتلة .

وعندما يتحدث السيد هيكل يحلل معلومات .. ينتقي معلومات .. يقرأ .. يسمع .. يشاهد عن بعيد لكن أنا اتكلم بكل دقة وصراحة وصدق وأنا كنت مشارك وأنا موجود ولم يتنازل الملك الحسين عن موقفه بغض النظر عن الظروف كلها وكان دائما متمسك أولا بالمصلحة الاردنية وثانيا بالمصلحة الفلسطينية وثالثا بالمصلحة العربية وهذا موقف لم يتغير .

وهناك شواهد كثيرة على ذلك فتذكرون جميعا حتى بعد توقيع معاهدة السلام التي حصل الاردن فيها على كامل حقوقه حيث انسحبت اسرائيل من بعض الاراضي التي كانت تحتلها في جنوب وشمال المملكة ( شرقي نهر الاردن ) وحصلنا على حقوقنا في المياه كاملة واصر المغفور له ان يكون هنالك دور للاردن في القدس والمقدسات الى ان تقام الدولة الفلسطينية المستقلة ، ومع ذلك عندما قامت اسرائيل بمحاولة الاعتداء على السيد خالد مشعل في عمان بالاردن اعتبر جلالة الملك ان ذلك اعتداء على سيادة الاردن وضع انقاذ حياة خالد مشعل بكفة ومعاهدة السلام في كفة ثانية وكان على استعداد لالغاء معاهدة السلام بكاملها لأن ذلك اعتداء على سيادة الأردن .

jiuzhanfa
05-15-2009, 04:00 PM
Do you think it's the light that's attracting them???Mike and his pregnant wife live on a farm in a rural area in the west of England. No running water, no electricity, etc. One night, Mikes' wife is begins to deliver the baby. The local doctor is there in attendance. "What d'ya want me to do, Doctor? " "Hold the lantern, Mike. Here it comes!" the doctor delivers the child and holds it up for the proud father to see.??"Mike, you're the proud father of a fine strapping boy." "Saints be praised, I..." Before Mike can finish the Doctor interrupts, "Wait a minute. Hold the lantern, Mike." Soon the doctor delivers the next child. "You've a full set now, Mike. A beautiful baby daughter."??"Thanks be to..."??Again the Doctor cuts in, "Hold the lantern, Mike, Hold the lantern!" Soon the Doctor delivers a third child. The doctor??holds up the baby for Mike's inspection.??"Doctor," asks Mike, "Do you think it's the light that's attracting them?"Rules and modesty destroy genius and art. (William Hazlitt, British essayist)Welcome to our website http://www.toppowerlevel.net (http://www.toppowerlevel.net) Immediately joined: Warhammer Online Power Leveling (http://www.toppowerlevel.net/powerlist.php?fid=3965)