المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث الجمعة :: الذوق والأخلاق



أحمد أبو زنط
04-03-2009, 01:15 PM
بطاقة معلومات:

||
||| الموضوع: الذوق والأخلاق
||| الكاتب: الأستاذ عمرو خالد
||

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم ، إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشداً.


- خلق هذه المرة، الجميع يستغربه على الإسلام، إنه خلق (الذوق، الأدب، سمو النفس، التعامل الراقي مع الناس).


- البعض قد يتساءل: وما علاقة هذا الخلق بالإسلام؟ وأنا أنوي في هذا الدرس أن أصل بكم إلى أن هذا الخلق أصله من الإسلام.


بداية: ما معنى الذوق والأدب:


أقصد به أدبيات التعامل مع الناس، اقصد به النفس المرهفة، أقصد به الروح الجميلة، أقصد به الجمال، النظافة، النظام، أقصد به الحس المرهف والنفس الشفافة التي تدرك الخطأ بسرعة من نظرة العين، وابتسامة الوجه.


وهذا الخلق خلق إسلامي صميم ، وأنا أعلم أن ما زال بداخلكم تعجب, ما علاقة هذا الخلق بالدين ؟ وأن عنوان المحاضرة لا يشدكم هذه المرة ، وأنكم تقولون أن ما أنوي الحديث عنه إنما هو أولى به الدبلوماسيين مثلا ، أو يدرس في مدارس أجنبية هم من يقدرون هذا الحديث ، لكن ما علاقتنا نحن بهذا ؟


ونحن في مجتمعاتنا لدينا 4 أنواع من الناس (الأنماط) في تعاملهم مع هذا الخلق:


- النوع الأول : من يعتقد أن الأدب، الذوق، الحضارة، الرقي، الخلق الرفيع إنما هي قيم غربية، أوروبية ونحن تعلمناها منهم، لذلك نحن نتعلمها في المدارس الأجنبية ، ونرسل لها أولادنا ليتعلموا الذوق والأدب في التعامل ويشبوا على ذلك وحديث اليوم إنما هو موجه لهذا النوع على وجه الخصوص وسنرى سويا أصل هذا الخلق.


- النوع الثاني: إنهم أناس تربوا وشبوا على هذا الخلق في منازلهم، ويتخيلون أن الإسلام عكس ذلك، وعندما يسمع عن المتدينين يعلم أنك تعني عدم اللياقة، عدم النظام، عدم النظافة …… وأصبح الذوق حاجز بينه وبين التدين. وهنا أقول لهم: لا إن هذا الحاجز الذي وضعتموه بين الذوق والرقي والحضارة والأدب والتدين إنما هووهم فالذوق أصله من ديننا الإسلامي.


- النوع الثالث: ناس يرون أن الإسلام في المسجد فقط, و لا علاقة له بما هو خارجه من أدبيات وإدارة وتعاملات.


- النوع الرابع : هو شاب متدين، ملتزم فهم الإسلام كعبادة وصلاة وذكر وقيام ولكن ليس لديه ذوق – وأرجو ألا تغضبوا مني – فكره بذلك بقية الناس في التدين وممكن يكون من بينهم والده ووالدته ويقولون أنظر : من وقت تدينه وهو مهمل في هيئته وأحواله ! إنه متدين حريص على عبادته ، حريص على إرضاء الله عز وجل ولكنه لا يتفهم أن الذوق من القيم الإسلامية التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم.


وأنا اليوم أريد أن أقول لهذا النوع: أرجوك افهم الإسلام كدين متكامل. لذلك أنا أعتبر أن هذا الخلق من أهم الأخلاق الإسلامية التي يجب أن نتحلى بها ولا يقل أهمية عن الصدق أو الأمانة.


وهدفي في النهاية من هذه الرسالة أن أرسخ معكم مفهوما مهما جداً، أننا نفخر بانتمائنا للإسلام.


- وليس معنى حديثي معكم عن الذوق أنكم لا تتعاملون بذوق بالعكس فأنا أعلم أن جميعنا تربى وتعلم الذوق في بيته، لكنه يتعامل به لأنه من أدبيات التعامل خصوصا من أولاد الأصول وليس لأنه من الإسلام، أو لأن الإسلام هو من طلب مننا التعامل على هذا النحو، لكني هنا لأقول لكم أن ما تتعاملون به من أدب وذوق إنما مرجعيته ومرده للإسلام.


ولنبدأ حديثنا بعد هذه المقدمة الطويلة بأنواع الأدب والذوق:


أنواع الأدب والذوق

1) أدب مع الله


2) أدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.


3) أدب مع الخَلق (الناس).





أدب مع الخَلق (الناس)

ولنبدأ بالأدب مع الناس لنختم بالأدب مع الله عز وجل:


وفي الحقيقة عندما حاولت حصر ما جاء به الإسلام عن الأدب والذوق وجدت نفسي تائها ووجدت أنه لا بد من الترتيب لذلك، سنبدأ بالأدب والذوق في منزلك، ثم بالأدب والذوق في الشارع، ثم بالأدب والذوق مع من تزورهم … وهكذا.


الأدب والذوق في داخل بيتك :


وهنا لا بد أن نبدأ بالأدب والذوق مع والديك، وأنا هنا لا أتحدث عن بر والدين حتى لا تخلط الأمور، ولأن الموضوع كبير جداً فأنا أكتفي بضرب أمثلة فقط لأدلل لك على مدى أهمية الأدب والذوق في الإسلام.


مثلا : أحدنا جاء إلى منزله ومعه صنف يحبه ويشتهيه من أصناف الطعام ويخاف أن يراه أبوه أو أمه ويأخده منه فإذا به يخفيه، أو يأكله في الطريق، أو يأكله مع أصدقائه وأكرر إنني لا أتحدث هنا عن بره بوالديه ولكني أتحدث عن ذوق المسلم مع أبيه وأمه وتقدير الإسلام لهذا الذوق . وسأروي لكم قصة :


- أحد الصحابة في عهد النبي كان يحتضر فجاءه إخوانه يقولون له : أنطق بالشهادتين فما استطاع ، عقد لسانه ، فجاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فالأمر خطير : إنه صحابي منضبط في صف النبي صلى الله عليه وسلم ، طائع لله ورسوله ، فسأل النبي : أله أم ؟ فقالوا نعم يا رسول الله ، فذهب إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألها عن بر ولدها بها فقالت : لقد كان باراً بي، ولكنه كان يأتي بالفاكهة والطعام يخبؤها عني، فيطعم أولاده ، ولا يطعمني. فلم يستطع نطق الشهادتين لأنه لم يكن يتعامل بذوق معه أمه ! فيوقد النبي ناراً ويقول للأم سنحرقه طالما لا تسامحينه، فتقول: سامحته يا رسول الله. فلما تحرك قلبها، ينطق لسانه: اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.


- انظر لهذه الواقعة ولتقدير الإسلام لذوق التعامل مع الأم في موقف صغير :


أنه كان يعطي الفاكهة لأولاده ولا يعطي لأمه. وقس على ذلك أفعالك .


من الأدبيات أيضاً: أن تنادي عليك أمك وأنت منشغل فلا ترد عليها:


يأتي الإسلام ويضرب لنا في هذه النقطة مثل وحديث طويل ويحكيه لنا رسول الله صلى اله عليه وسلم يقول : " كان فيمن قبلكم رجل يسمى " جريج العابد " ، كثير الصلاة ، فإذا هو في المحراب يصلي جاءت أمه ، و نادت عليه وهو يصلي ، فقال : يا رب أمي وصلاتي – كان حائرا – فأقبل على صلاته فانصرفت أمه ، ثم جاءت في اليوم التالي : يا جريج ، فقال : يا رب أمي وصلاتي ، فأقبل على صلاته فانصرفت أمه فجاءت في اليوم الثالث : يا جريج ، فقال : أيا رب أمي وصلاتي ، فأقبل على صلاته فانصرفت الأم وغضبت فقالت : اللهم لا تمته حتى ينظر في وجوه .... وقالت كلمة معناها الزانيات ، فسلطت عليه امرأة زانية حملت في ابن وقالت إنه ابن " جريج " ، فقاموا إليه بني إسرائيل يضربونه ويؤذونه حتى أنجاه الله في النهاية. " لكن ما أريد أن أصل إليه من هذه القصة أنه كان عابداً وباراً بوالدته ، ولكنه أوذي لأنه لم يرد عليها ثلاثة مرات نادت فيها عليه ، وأنا أهدي هذه القصة لشاب ذهب يصلي الجمعة وتأخر ساعتين عن أهله وهم ينتظروه على الغداء ، وليس لشاب شغلته العبادة عن أهله ولكني أهديها لفتاة تجلس مع صديقاتها بالساعات ، منغلقين على أنفسهم وتأبى أن تمنح أمها 1/2 ساعة تجلس فيه معها.


حتى في الاستئذان للدخول على الأب والأم :


تجد آية في القرآن تتكلم فقط عن أدب الدخول على الأب والأم غرفة نومهم في قرآن يتلى ليوم القيامة ؟ نعم


" يا أيها الذين آمنوا ليسئذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات " (النور,58) آية تضع قاعدة من قواعد الذوق، الأطفال تحت سن البلوغ لا بد وأن يستأذنوا ثلاث مرات : قبل صلاة الفجر، وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء.هل هذا دين جاء لينظم الحياة في المسجد أم في المنزل ؟ لا إنه جاء لينظم الحياة داخل غرفة النوم ! لا إله إلا الله .


جاء رجل لنبي الله صلى الله عليه وسلم وقال له: يا رسول الله أأستأذن على أمي؟ قال: نعم، قال: يا رسول الله أستأذن على أمي ؟ قال: نعم، قال : يا رسول الله أأستأذن على أمي ؟ قال: أتحب أن تراها عارية ؟ ، قال: لا يا رسول الله، قال: فاستأذن على أمك. " وخرجت الأجيال وكبرت على الاستئذان على الأب والأم بتعاليم وأدبيات وذوقيات الإسلام.


فلقد انتقل الإسلام بالبشرية إلى الحضارة والمدنية، لذلك كان موقف مثل ذلك غريب على هذا الرجل.


ولنأتي إلى الذوق مع الزوجة، ونحن لا نزال مع الذوق في البيت.


مثال: نشاهد في الأفلام والمسلسلات الأجنبية، الرجل الأوربي مع زوجته في مطعم ما يأكلون، فإذا به يقطع قطعة اللحم ويضعها في فم زوجته بالشوكة، والشباب والفتيات يعجبون جدا بمثل هذا الموقف ويقولون: يا للرومانسية ! ونكبر نحن على تقليد مثل هذه التعاملات مدعين التمدن من خلال تقليد الأوربيين فما بالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أعظم الصدقة لقمة يضعها الرجل في فم زوجته " ! والآن إلى من مرجعيتك؟


وهناك مشكلة أخرى : الكثير من البيوت تهدم ويتفرق الزوجان قبل الزواج بقليل بسبب تأسيس البيت فإما أهل العروسة يغالون ويبالغون في طلباتهم ، أو أن الزوج لا يريد أن يوفر للزوجة مثل الحياة والمستوى المعيشي الذي كانت تحياه فتفشل الزيجة. أنظر إلى ذوقيات النبي في مثل هذه الحالة.


- النبي صلى الله عليه وسلم تزوج زوجاته وكلهن يسكن بجوار المسجد النبوي في المدينة المنورة والمنطقة كلها صحراوية وزوجاته تعودن على هذا المناخ ، ثم تزوج النبي بالسيدة : ماريا المصرية ، إنها من أرض النيل والخضرة ، وهذا هو النبي القائد والمسئول عن الدعوة وعن تعليم القرآن ويأخذ بيد الصحابة ويقوم الليل ، ينتبه لهذه الذوقيات البسيطة ، فلا يسكن الرسول صلى الله عليه وسلم السيدة ماريا بجانب زوجاته ، ولكنه يسكنها في منطقة تسمى العوالي : لأنها منطقة زراعية .. صلى الله عليه وسلم . أترى المراعاة الدقيقة وذوقه في التعامل مع زوجته، فقد كان يستطيع أن يسكنها مع زوجاته. لكنه لم يفعل ..


وأنا أخشى هنا أن يفهم كلامي على أن الأهالي يريدوا كل بناتهم يسكنوا على النيل!


- لذلك على العكس كان النبي غير ذلك عندما زوج ابنته السيدة فاطمة جاءها عريس (لقطة) إنه رجل مؤمن، يعتمد عليه ويا سعد من تتزوجه، لكنه فقير فزوجه إياه على ما يملك، وقد كان ما يملك حصيرة، وسادة حشوها ليف! ، لا أقول إننا سنفعل كذلك اليوم ، ولكن راعوا ذوقيات قدرة الرجل ، ولا تختلفوا على ماديات. ومع ذلك أنا أقول من ذوقيات الإسلام أن تراعي المستوى الاجتماعي والمادي للزوجة.


نعود ثانية لشيء آخر في ذوقيات التعامل مع الزوجة :


- الزوجة في وقت المحيض : وكيف أن حالتها النفسية تكون مختلفة ، وفي هذا الوقت هناك أزواج كثيرين يرفضون التعامل مع الزوجة بأي شكل في هذا الوقت وفي الحقيقة هذا من عدم الذوق ، وأنظر هنا لذوق النبي صلى الله عليه وسلم :


- تقول السيدة عائشة: كنت في أثناء المحيض، أشرب من الإناء فيأخذه النبي وينظر إلى موضع شفتي، ويضع فيه (فمه) على موضع شفتي!


وكان النبي يقصد هذا في هذه الفترة على وجه التحديد ليراعي نفسيتها التي تحتاج لذلك في هذه الفترة. هل بعد ذلك نقول الغرب و تقاليد الغرب؟


يا جماعة أنا لم آتي بجديد فهذه الأحاديث نحن على علم بها، ولكننا لا ندرك أنها تضع لنا أساسيات الذوق والأدب في التعامل لذلك لا بد أن ننتمي للإسلام بفخر.


من الأدبيات أيضا في التعامل مع الزوجة: أن نراعي المرأة في لحظة ضعفها أو غضبها:


- السيدة عائشة ذات مرة وهي تجلس مع النبي صلى الله عليه وسلم فإذا بصوتها يرتفع في لحظة دخول سيدنا أبي بكر الصديق ، فكاد أن يضربها ، فجاء النبي وحال بينه وبينها وهدأ أبو بكر ، وذهب أبو بكر ، فوجد النبي السيدة عائشة منكسرة فقد كانت ستهان وتضرب الآن ، فقال لها النبي يهون عليها : أرأيت كيف حلت بينه وبينك ؟ إنه ذوق النبي في التعامل مع زوجته والتهوين عليها في لحظة إنكسار .


- أزواج كثيرين لا يتعاملون مع زوجاتهم بذوق ورقة في التعامل ، دائما يهددون "سأتزوج عليك" ، " سأنفصل عنك" وهذا الحديث حتى ولو مزاحاً يجرح المرأة كثيراً.


- السيدة عائشة كانت تجلس ذات مرة مع النبي تحكي له عن قصة عشرة أزواج مع زوجاتهم ، قصة طويلة جداً وفي نهايتها ذكرت له قصة رجل يدعى "أبا زرع" كان رجل رقيق مع زوجته يحبها وتحبه ويعيش معها أجمل عيشة ، إلا أنه طلقها ، فنظر إليها النبي وقال لها : كنت لك كأبي زرع لأم زرع غير أني لا أطلقك. فقد راعى النبي قلق السيدة عائشة بعض الشيء فأراد أن يسكن روعها بذوقه وسرعة بديهته.


- من عدم مراعاة الذوق أيضا في التعامل مع الزوجة: يأتي الرجل من عمله الغائب فيه طول اليوم – إلى بيته متجهم الوجه، ويجلس ليفتح الصحف ويظل يتصفحها ثم يدخل لينام ! وهذا يؤذي الزوجة. صحيح قد تكون متعبا ومرهقا من عملك طوال اليوم ، لكنك لن تكون أكثر إنشغالا من النبي صلى الله عليه وسلم. انظر إليه في بيته : كل زوجات النبي يخبرن عنه أنه كان في بيته هاشا باشا ، وكان ضحاكا في بيته – أي أنه يضحك ويضحك من حوله – وكان يجلس معنا يحدثنا ونحدثه ، فإذا أذن للصلاة كأنه لا يعرفنا ولا نعرفه . ولكنه كان يجلس معهن ويتحدث إليهن لم يغلق على نفسه الباب ويقول إنني متعب ومثقل بمشاكل عدة.


في مسألة الشكل والتزين: يريد الزوج دائماً من زوجته التزين والتحلي له، أما هو فلا يهم، لا يهتم بشكله وأناقته أمامها.


وهذا هو عبد الله بن عباس – وهو من أعلم الصحابة - يقول: إني أحب أن أتزين لزوجتي كما أحب أن تتزين هي لي.


في الحقيقة مفاهيم الذوق في الإسلام عالية جداً وراقية جداً.


آخر مثال سنتحدث فيه يخص المعاشرة الزوجية بين الرجل والمرأة:


وكيف أن القرآن تحدث عن ذوق التعامل بينهما في الفراش، فالإسلام لم يترك صغيرة أو كبيرة. اسمع هذه الآية :


"نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ، وقدموا لأنفسكم"


إذن وقدموا لأنفسكم تعني: الملاطفة والمداعبة قبل المعاشرة إنه من الذوق في العلاقة الزوجية.


والقرآن قد عبر عن ذلك بكلمة كلها ذوق " وقدموا لأنفسكم ".


من الأدب والذوق في بيتك : سنة جميلة :


إذا أردت الدخول إلى بيتك فمن السنة والذوق أن تقرع جرس الباب أولا وتنتظر ثواني ثم تفتح الباب.


وذلك لسببين : الأول : لأن الإسلام يحب أن ترى امرأتك في أحلى صورة ويمكن يكون شعرها أو ملبسها غير مهندم فلا يجب أن تراها هكذا أعطيها فرصة أن تعدل من نفسها ، لأنه من الذوق أيضا أن تقابلك هي أيضا في أبهى صورة "إذا نظر إليها سرته"


والثاني : أن هناك رجال من طبعهم تخوين الزوجة ، والنبي يريد أن ينزع من قلبه وعقله هذه النقطة ، لأنه لا يصح ولا يجوز أن تتعامل مع زوجتك بهذه الصورة أعطيها الأمان دائما، اقرع الجرس أولا ونبهها لمجيئك ثم أدخل عليها.


- ما هذه الذوقيات الراقية؟ إنها بسيطة لكنها تفرق في التعامل.


- الأدب والذوق في الشارع :


وفي الحقيقة ذوقيات التعامل والسلوكيات المهذبة مهدرة في الشارع المصري ولكننا سنتناول سلوكا سلوكا ونتحدث عنه :


1- طريقة المشي: علمونا في بيوتنا : إياك أن تتسكع في مشيتك، أو تسير تتخبط في الحجارة والطوب في الأرض ، أليس كذلك؟


واسمع ماذا كانوا يقولون عن النبي صلى الله عليه وسلم :


" كان إذا مشى أسرع دون الجري ، مشية بها جدية كلها أدب وذوق ، مشية ليس بها تراخي ، وليس بها جري .


- حتى أن القرآن ذكر مسألة المشي وقال " وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً " مشية هينة ، فيها ذوق وعدم تكبر أو تعالي ، فيها هدوء ورصينة.


من السلوكيات المهدرة أيضا في الشارع المصري : نفير السيارات (الكلاكسات) .


- شاب يريد أن ينادي صديق من تحت بيته فيستعمل آلة التنبيه بإسراف وبدون ذوق لأنه متكاسل عن الصعود إليه ، حتى هذه النقطة يتدخل فيها القرآن :


" إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون، ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم ". (الحجرات 4.5) أدب من الأدبيات في التعامل.


صحيح هو يتحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم، لكنه درس أيضا لتنظيم سلوكيات الناس، هذا ينادي وهذا ينادي …


من السلوكيات الأخرى: وأنت تقود سيارتك تأبى أن يسبقك من يقود سيارة خلفك أن يتخطاك أو يسبقك، وتضيق عليه الطريق، فاسمع :


" يأيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا، يفسح الله لكم " . (المجادلة.11)


- يقول عمر بن الخطاب: ثلاثة يصفين لك ود أخيك منهم: " وأن تفسح له في المجلس".





- (أن تفسح له) هنا تنطبق على كل شيء: أن تفسح له في المسجد، أن تفسح له في الطريق بين السيارات، أن تفسح في العزاء ! نعم، ألا تلاحظ أن كل من يدخل إلى سرادق يدخل وهو قلق متوتر لأن كل العيون عليه، فماذا إذا أخذت بيده وأجلسته ألن تكون بذلك قد أنقذته وأنهيت حالة قلقه.


وتنطبق أيضا في المدرج بالكلية، أن تفسح لزملائك. إنها آية في القرآن تعلمك الذوق وأن تفسح لأخيك !


من السلوكيات الخاطئة : إلقاء القمامة في الشارع .


وأنت تقود سيارتك، تلتفت حولك، إذا كان لا أحد يراك تلقي بما معك من قمامة . ولكن النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا " إماطة الأذى عن الطريق صدقة " فما بالك بالذي يلقي بالأذى في الطريق ؟! كيف يكون إثمه؟


" الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول : لا إله إلا الله ، وأدناها : إماطة الأذى عن الطريق " إذن إماطة الأذى عن الطريق جزءً من الإيمان ، وكأن الذوق أصبح جزءاً من الإيمان. جعل أيضا المحافظ على نظافة الطريق متصدق – في الحديث السابق – إذن نحن في حاجة لفهم إسلامنا بشكل صحيح، لماذا تخاف الناس من الإسلام والالتزام ؟ إذا كان كله ذوق وأدب بهذا الشكل.


فكر معي: لقد قال النبي هذا الحديث " إماطة الأذى عن الطريق صدقة " والجزيرة العربية كلها صحراء وهل ستفرق ؟ بالعكس إننا لا نشعر بتأنيب ضمير إذا ألقينا القمامة ونحن مسافرين على الطريق الصحراوي.


لكن النبي يعلمنا الحضارة من 1400 سنة ، وكأنه يقول هذا الحديث لنا هذه الأيام.


الأسوأ من إلقاء القمامة : من يبصق في الطريق .


- اسمع هذا الحديث: يقول النبي صلى لله عليه وسلم " إن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه ابن آدم " وهذا يكفيك لتتعلم الذوق في كل شيء، فانظر إلى أي شيء يتأذى منه ابن آدم وأعلم أن الملائكة تتأذى منه أيضا.


تتأذى من كل شئ : من البصاق ؟ من السجائر ؟ ، رائحة الجوارب ؟ من … نعم تنطبق على كل ذلك.


- إن الذوق والأدب واللياقة أصل من أصول الإيمان.


يقول النبي : " إياكم والجلوس في الطرقات " قالوا : يا رسول الله ما لنا بد إنما هي مجالسنا ، يقول النبي : " إن أبيتم إلا الطريق فاعطوا الطريق حقه " ، قالوا : وما حق الطريق يا رسول الله : قال : " غض البصر ، وكف الأذى ، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ". إنهم يسألون عن أدبيات الشارع.


الأدب والذوق في الزيارة :


وسأخبرك بسنن النبي، وأنا لا أعلم هل هي حضارة أم سنة أم قيمة جمالية ؟


أولا : تذهب لزيارة شخص بدون ميعاد " يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ". (النور.27). وفي وقتنا الحالي معنى تستأنسوا: أن تقوم بإجراء مكالمة تليفونية تستأذن في الحضور، وانظر إلى التعبير القرآني: تستأنسوا: أي أنك تضمن أن صاحب البيت سيستأنس بك ويمكن أن تستشف ذلك من نبرة صوته بالتليفون. انظر إلى الذوق في هذه الكلمة "وتسلموا على أهلها"، أي أن السلام يأتي بعد الاستئذان وبعد الذهاب للمنزل.


- أما إذا كان ليس على استعداد لاستقبالك فلا تغضب " وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم." (النور.28). إذن يعلمك القرآن أنه من الأدب أن ترجع ولا تغضب.


- إذا أخذت موعدا وذهبت في الموعد المحدد. انت الآن تقف أمام البيت. تذكر أن والدتك وأنت صغير كانت تعلمك ألا تقرع الجرس وتقف في وجه الباب مباشرة لأن ذلك ليس من الذوق ، أما الرسول صلى الله عليه وسلم فهو يوصيك بنفس الوصية ، يقول النبي في معنى الحديث : " لا تقفوا أمام الباب ولكن شرقوا أو غربوا " – أي تقف على يمين أو يسار الباب – أيضا تعلمنا في بيوتنا ألا تقرع الجرس باستمرار وأكثر من مرة حتى لا يضجر أصحاب المنزل ، الرسول أيضا يعلمنا ذلك ، يقول صلى الله عليه وسلم : " الاستئذان ثلاثاً " ومن السنة أن تترك وقتا من الزمن بين كل من هذه المرات الثلاثة حتى تتيح له الفرصة إذا كان يصلي أو بالحمام … ،


" الاستئذان ثلاثاً فإن لم يؤذن لك فارجع " فلا تصر وتطرق على الباب وعلى الجرس بإلحاح لأنك تعتقد أن هناك من بالداخل ، لا يصح " وإذا قيل لكم ارجعوا فارجعوا " .


- وصلنا لقرع الباب ، ومن بالداخل يسأل : من ؟ فلا تقل : أنا ، يعلمنا الإسلام أن نقول أسماءنا مباشرة. يقول جابر بن عبد الله جئت إلى النبي فطرقت الباب، فسأل من ؟ فقلت: أنا، فيقول: فسمعته يقول من الداخل: أنا، أنا ؟ - وكأنه كرهها – فتعلمها الصحابة ، فكان النبي إذا سأل : من ؟ قال هذا : أنا أبا ذر يا رسول الله ، وتقول الأخرى : أنا أم هانئ يا رسول الله ، وهكذا تعلمها الصحابة ،من 1400 سنة ، إنه الإسلام الذي لم يترك صغيرة ولا كبيرة .


- فتح لك الباب فدخلت وأغلقت الباب بشدة من ورائك. هذا ليس من الذوق، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ، ولا ينزع من شيء إلى شانه" .


- شيء آخر : صاحب المنزل دعاك إلى وليمة (عزومة) فأنت تذهب وتصطحب معك صديق لك ، أو أنك تقول لوالدتكم أن صديقا لك سيأتي لتناول الغذاء عندك ثم تفاجئها بـ 6 اشخاص . هذا ليس من الذوق.


النبي صلى الله عليه وسلم ذهب هو وخمسة من الصحابة إلى أحد الأنصار والذي دعاهم إلى طعام ، وهم يسيرون في الطريق تبعهم سادس ، فأول ما وصلوا عند باب الأنصاري فقال له النبي – للأنصاري - : إن هذا تبعنا فإن شئت أن تأذن له دخل ، وإن شئت رجع ! قال: بل أأذن له يا رسول الله.


- أما نحن فقد نقول خمسة من ستة أشخاص لن تفرق كثيرا، ولن يلاحظ, لكن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لنا : لا ، ويعلمنا غير ذلك.


دخلت إلى بيت مضيفك ووجدت التليفون، فطلبت منه أن تتحدث بالتليفون وأجريت مكالمة (مباشر) أو دولية مثلا وأخذت تتحدث نصف ساعة وهذا لا يصح ، وليس من الذوق في شيء ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم :


" ما أخذ بسيف الحياء فهو حرام " ما تأخذه من صاحبه وهو يصمت لحيائه منك فهو حرام ! تخيل، ما هذا الدين ؟


ذهبت للزيارة وجلست طويلا جداً، يتنزل قرآن ليقول لك " وإذا طعمتم فانتشروا " بعدما تتناول الطعام، انتشر، لا تطل على الناس.


- الإمام الشافعي له قصة: جاءه من يزوره في مرة وأطال، فأخذ يحضر له الطعام يأكل وينتظر، يأكل وينتظر – أي يطيل – ثم قال له: أخشى أن أكون قد أثقلت عليه يا إمام، فقال له : أنت ثقيل علي وأنت في منزلك!


أنظر حتى عتابه له كان بذوق ، فالجملة تحمل معنيين.


قررت أن تزور قريب لك وتقيم عنده يومين أو أسبوع ، وزوجته رحبت بك ولكن في المقابل ، أنت غير مهتم وغير منظم في البيت حتى أصبح رأٍساً على عقب وتستضيف أناس في البيت وتسهر معهم لوقت متأخر … يقول النبي صلى الله عليه وسلم عندما هاجر من مكة إلى المدينة وكان قد نزل ضيفا على بيت رجل يدعى " أبو أيوب الأنصاري " لفترة ما حتى يبنى المسجد النبوي ويبنى بيت للنبي صلى الله عليه وسلم ، وقد كان بيت ( أبا أيوب ) مكون من دورين ، فقال للنبي – من ذوقه – أنت تسكن في الدور الأعلى وأنا أسكن في الدور الأسفل ، حتى لا تدب قدمه فوق النبي صلى الله عليه وسلم ، كان النبي صلى الله عليه وسلم أيضا كله ذوق ، فقال له النبي : لا لأن الكثيرين من الصحابة وغيرهم من سيزور النبي ، فإذا كان أبو ايوب وزوجته في الدور الأول فسينزعجوا من كثرة الزوار ، لكن عندما يكونوا بالدور الأعلى فلن ينزعجوا ولن يضيق على زوجته.


- عندما تذهب لزيارة أحد ، تدخل وتجلس في أي مكان وهذا لا يصح ، فلا بد أن تجلس في المكان الذي يختاره لك صاحب المنزل ، وذلك حتى لا تكشف المنزل كله مثلا ، أو تضيق على زوجته يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يجلس أحدكم على تكرمة الرجل إلا بإذنه " التكرمة : أي السرير.


والمعنى ألا تجلس على شيء من خاصة الرجل إلا بإذنه.


تخيلوا الشخصية التي تتصرف بهذا الشكل ، ألا تكون محبوبة ، ألا تكون متحضرة فالحضارة ليست تكنولوجيا ، وليست بغلو ثمن ما أرتديه، أو بالسيارة ألتي أركبها إنها الأدب والذوق في التعامل ، والذي قد نكون قد تربينا عليه في بيوتنا ، ولكننا ها نحن نقول إنه من 1400 سنة ، وأن مرجعيتنا للإسلام في كل صغيرة وكبيرة .


عيادة المريض: لا تطل في زيارتك لمريض حتى لا تثقل عليه إلا إذا كان هو مستأنسا لجلستك معه، لكن الأصل ألا تطل.


- جاء أربعة ليزوروا الإمام أبو حنيفة وهو مريض وأطالوا جداً، فقال لهم: قوموا فقد شفاني الله عز وجل.


الأدب والذوق مع الجيران :


النبي يعلمنا أنه من السنة إذا حضرت إلى منزلك ومعك أكل نادر أو فاكهة حلوة وجيرانك تطلعوا إليها أو رأوها معك فلا بد أن تعزم عليهم ، وألا تخبأها من الأساس ، لكن لا تستعرض بها وقد رأوها إلا وتعزم عليهم منها.


لكن الرجل يأتي ومعه كيس تفاح مثلا، ويخرج التفاحة يعطيها لأولاده أمام الجيران ليظهر لهم أنه بيت عز، هذا من قلة الذوق.


- من الذوق إنك إذا طبخت طبخة ولها رائحة نفاذة أن تعزم على جيرانك منها.


- من الذوق أيضا ألا تعلو بحائطك عن حائط جارك إلا بإذنه ، ونحن لأن مشكلتنا في معظم العمارات, الناس تعلو بأدوار وحوائط وتقطع عن الأدوار السفلى الشمس والهواء ودون استئذانهم.


الذوق في المسجد :


1- أن تفسح به بالطبع 2- ألا تتخطى الرقاب (بقدمك وأنت تمر) 3- أن تغلق تليفونك المحمول ! نعم، والله إن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه (بن آدم).


- الرجل ينعم الله عليه بلحظة خشوع في الصلاة وإذا بالموبايل يرن فجأة يخرجه من هذه اللحظة فإذا به يكره صاحب التليفون ويمكن أن يدعو عليه في صلاته ، وتتأذى منه الملائكة.


4- أحيانا عندما نحاول أن نقاوم بعض العادات التي جبل عليها الناس وهي ليست من السنة بشكل خطأ، وهنا تحضرني قصة لا أنساها:


كان هناك رجل كبير " شيخ " لا يعمل السنة جيدا ، فبعدما انتهى من صلاته وسلم ، مد يده لمن يصلي بجواره وقال :حرما – طبعا حرما وجمعاً بعد الصلاة هذه لم ترد عن الرسول صلى الله عليه وسلم وليست بالسنة ، لكنها عادة – فالشاب الذي على يمينه مد يده إليه وقال : جمعاً ، أما الشاب الذي على يساره فقال له : أنها ليست من السنة ولم يمد يده للرجل ، فقال له الرجل : إذن قلة الذوق هي التي وردت في السنة؟ فقد كان من الممكن أن يمد الشاب يده ليسلم على الرجل ثم يفهمه بعدها على حدة أن هذه العادة ليست من السنة . فننتبه يا إخواننا لهذه الذوقيات البسيطة في التعامل .


5- من الذوقيات أيضا ألا تفرق بين اثنين في المجلس وتجلس بينهما, من السنة أن تستأذنهما أو تجلس إلى جوارهما.


الذوق في الدعوة إلى الله : إلى الشباب والإخوان الذين أحبوا الدين وأحبوا أن يكلموا الناس عن الدين ، إليهم هذه الذوقيات :


إذا وجدتم أحدا يتصرف بشكل خاطئ : انظروا إلى الحسن والحسين أحفاد النبي صلى الله عليه وسلم ، وجدا رجلا يتوضأ بشكل خاطئ ، فوضعا خطة ذكية. ذهب أحدهما إلى الرجل وقال له : أيها الرجل إن أخي يدعي أنه يتوضأ أفضل مني ، وأنا أقسم أني أتوضأ كما يتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاحكم بيننا وقل أينا يتوضأ اصح ، فدخل الأول وتوضأ على مهل وكما تقول السنة تماماً ، ثم دخل الآخر فتوضأ مثل أخيه ، فنظر إليهما الرجل وقال : والله إني لا أجيد الوضوء كما توضأتما ، فقالا : جزاك الله خيرا وذهباً. انظر كيف يكون الذوق في تصحيح الخطأ وفي الدعوة إلى الله ، فرقت كثيرا عن رجل يذهب إليه ويقول " يا عم الحاج إن ما تفعله خطأ وانظر إلى الصحيح ".


-كان النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد وإذا برجل إعرابي يتبول في المسجد ! تخيل في المسجد النبوي ، فقام الصحابة وكادوا يقتلوه ، فقال لهم النبي : اتركوه حتى يكمل بولته ! تخيلوا ، وأنظر إلى حكمة النبي وذوقه في معالجة الموقف : فقد حدث ما حدث ، وإذا هاجموه وهو يتبول ؟ تخيل كيف سيكون موقفه وهو يجري بهذا المنظر ؟ !


- كلنا نعلم أن سيدنا جبريل عليه السلام لم ينزل بالآذان ، وكان المسلمين يفكرون كيف يجمعوا الناس للصلاة ، فرأى منهم واحد رؤية فيها صيغة الآذان ، وكان قد رأى هذه الرؤية سيدنا عمر بن الخطاب أيضا ، فأتيا النبي يجريان يبلغاه بما رأيا ، فقال النبي : إنها لرؤية حق ، ولكن مر بها بلالاً لا تؤذن أنت به يا من رأيت الرؤية ، قلها لبلال فإنه أندى منك صوتاً – صوته أحلى – حتى لو كان فلان أقرب منه لله ؟ ، لا بل يؤذن من كان صوته أفضل وأحلى ، إنها قيمة جمالية في الإسلام ، وأتى بعدها آلاف المؤذنين الذين يتباهوا بجمال الصوت استجابة لكلمة قالها النبي من 1400 سنة.


الإمام أبو حنيفة كان يحب أن يقوم الليل ، وكان يسكن بجواره مباشرة شاب فاسد ، دائماً يأتي مخمورا ليلا ويظل يغني فكان يشوش على الإمام ، فعلم الإمام أنه لو نهاه وهو في هذه الحالة لن ينتهي ، فكان الشاب يغني ويقول : " أضاعوني ، أضاعوني " ، وفي ليلة جاء الإمام ليصلي فلم يسمعه يغني فسأل عنه : أين الشاب الذي كان يغني " أضاعوني " ، فقالوا له : أمسكت به الشرطة لأنه يشرب الخمر ، فأراد الإمام أن يدعوه ولكن بشكل آخر ، فذهب إلى الشرطة وقال لهم : هلا تركتموه من أجلي فقالوا له : إنه مخمور دائماً ، فألح في طلبه حتى تركوه. فأخذه الإمام وقال له أركب ورائي على بغلتي وظل طوال الطريق صامتاً ، فعندما وصلوا إلى البيت ، قال له : هل أضعناك يا فتى ؟ فقال : لا والله ، والله لا أعود لها أبدا – يقصد الخمر – أرأيتم اللطف والذوق مع الناس ماذا عساه أن يفعل؟


الذوق في حديثك مع الناس :


من السلوكيات الشهيرة والتي لا تدل على الذوق : أن تفاطع الناس في حديثهم ولا تدع لهم الفرصة للكلام.


انظر للنبي صلى الله عليه وسلم ، يأتيه رجل كافر ويعرض عليه كلاما سخيفا وكله استهزاء بالدين. يقول له: يا محمد إن كان ما تفعله هذا تريد به مالا ، فلك الأموال حتى تصير أغنانا ، وإن كان ما تفعله هذا تريد أن تصبح به ملكاً ملكناك علينا ، كلها أمور سخيفة ، وهذا الرجل يدعى عتبة بن ربيعة ، وعندما جاء النبي قال له : يا ابن أخي إني عارض عليك أمور يعرضها عليك قومك فاسمع مني ، فقال له النبي : تكلم يا أبا الوليد ، أسمع – انظر إلى ذوق النبي – ورغم كل ما قاله لم يقاطعه النبي مرة واحدة ، وبعدما انتهى ، سأله النبي : أفرغت يا أبا الوليد ؟ انظر إلى الأدب ، ولاحظ أنه يناديه بكنيته : "أبا الوليد".


فقال له : نعم ، انتهيت ، فقال له النبي : إذن اسمع مني : فقرأ النبي سورة فصلت حتى وصل للآية " فإن أعرضوا فقد أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود " فخاف الرجل ، فوضع الرجل يده على النبي صلى الله عليه وسلم وقال له : ناشدتك بالرحم أن تسكت – أي حلفتك بصلة القرابة بيننا – فسكت النبي صلى الله عليه وسلم . أرأيت أدب الحوار.


في يوم الطائف : ضرب النبي صلى الله عليه وسلم بالحجارة من قبيلة ثقيف، آذته بالضرب والشتم والحجارة والبصاق على وجهه ، وشجت رأس سيدنا زيد بن حارثة خادم النبي ، وتخضبت قدمي النبي بالدم ، وفي وسط هذا يبحث النبي عن مكان يحتمي به من الحجارة فوجد بستانا صغيرا اختبأ فيه ، فرق أصحاب البستان للنبي وقد غطاه الدم ، فأرسلوا له صبيا صغيرا اسمه (عداس) – 12 سنة – وهو نصراني ، قالوا له : أعطي قطفا من العنب لهذا الرجل – فهم لم يتعرفوا على النبي – فوضع الصبي الطبق أمام النبي فتناول النبي واحدة وقال بصوت عال : بسم الله ، فقال له الصبي : إن أهل هذه البلاد لا يقولون هذا الكلام ، فقال النبي : ما اسمك ؟ قال الصبي : عداس ، فقال له : من أي البلاد أنت يا عداس ؟ ، قال له : من (نينوى) ،فقال النبي: من بلد الرجل الصالح : يونس بن متى ؟ فقال له الغلام : وما يدريك ما يونس بن متى ؟ فقال النبي : ذلك أخي ، كان نبيا ، وأنا نبي ، فانكب الغلام على قدم النبي يقبله ، عندما كنت أسمع هذه القصة من قبل كنت أتعجب ما الذي دفع الصبي ليقبل قدم النبي ؟ وقد توصلت للآتي :


1- أن النبي بدأ الحوار بـ " بسم الله " فلا تخفي كلمات الإيمان لكي يحبك الناس.


2- عندما سأله النبي " ما اسمك " وهذه من مفاتيح الحوار الجيدة أن تسأل من تحدثه عن أسمه.


3- وقد استخدم الاسم مباشرة وسأله من أي البلاد أنت يا عداس . وأنت تقف مع شاب وتسأله عن اسمه ، فيقول لك : أحمد ، وبعد دقيقة تقول له : إنني سيعد جداً بمقابلتك يا محمد ، لأنك لم تركز في الاسم ، لكن النبي استخدم الاسم مباشرة حتى لا ينساه ، وحتى يحبب النبي الصبي فيه .


4- ثم سأله عن بلده ، وعندما أجاب قال له من بلد الرجل الصالح : انظر إلى نعته للرجل ، وعندما قال : يونس بن متى ، أتى باسم أبيه تأكيدا للرجل ، وقال : إنه أخي ، ثم قال : كان نبي ، وأنا نبي ، وكأنه ينسب نفسه إليه ، وهذا من ذوقه وأدبه . فانكب الغلام على قدمي النبي يقبلهما .


من الذوق أيضا ومما علموه لنا في بيوتنا، ألا نتكلم بصوت خفيض، (الوشوشة)، وألا نثرثر كثيرا. وكذلك النبي نهانا عن الثرثرة وكان إذا تكلم أسمع . وعلمنا شيء جميل : إنه عندما يكون هناك ثلاثة يقفون معاً ، نهانا النبي عن أن يتناجي اثنان دون الثالث ، إلا إذا كنتما وسط أناس كثيرة ، أو وسط أربعة مثلا ، وذلك حرصا على مشاعر الثالث.


وأنا أعلم فتاة في انجلترا أسلمت بسبب هذا الأدب:


فمن الأدب أيضا : إنه إذا كان هناك ثلاثة ، منهم اثنان يتحدثان لغة أخرى لا يعلمها الثالث ، من الأدب أن تتحدث باللغة التي يعملها الثالث حتى لا يشعر أنهما يتحدثان عنه ، فهذه الفتاة الإنجليزية كانت تعمل بمكان ويعمل معها فيه إثنان مصريان ، فكانا يتحدثان بالعربية سويا ، وكلما جاءت هذه الفتاة أكملا حديثهما بالإنجليزية ، وحدث ذلك أكثر من مرة ، حتى لاحظت الفتاة وسألتهما لم تفعلان ذلك ، فأخبراها أن ذلك من السنة في دينهم وأن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي أمرهم بذلك وهنا قالت بالنص : نبيكم هذا حضاري جداً ، فأسلمت هذه الفتاة بعدها بـ 6 اشهر وتقول أن أول ما دخل قلبي من الإسلام كانت هذه الذوقيات في هذا الدين.


من الذوق أيضا يا شباب ألا يكون لسانك بذئ ، الشباب الآن اعتادوا على أن يسبوا بعضهم. وأنا أذكر لكم هنا :


- أحد التابعين كان معه ابن صغير وكان هناك كلب مر أمامهم ، فقال له الطفل : سر يا كلب يا ابن كلب ، فقال الرجل بغضب شديد لابنه : إياك أن تقول هذا ، فقال له الصبي : لم يا أبت ؟ فهو كلب وأبوه كلب فقال الرجل : يا بني أنت قلتها للتحقير لا للإثبات ، أي لا لكي تثبت أنه أبوه كلب ؟ إنما أردت تحقيره ، ولا ينبغي أن يخرج من لسانك مثل هذا .


- نريد أن نصل لهذا الخلق العظيم: ألا تؤذي شعور إنسان في الكلام ، كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا ، ولا يقول : يا فلان أنت فعلت كذا .


- وانظر إلى سيدنا يوسف عليه السلام : بعدما ضيعه إخوته ، وألقوه في البئر ، وتاه عشرين سنة وتعذب كثيرا بسببهم. ، انظر للآية بعدما عاد إليه أبوه وأمه وإخوته وتحققت رؤياه : " ورفع أبويه على العرش ، وقال : يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا، وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن – ولم يقل إذا أخرجني من السجن والجب حتى لا يؤذي مشاعر إخوته فهم موجودون ، انظر إلى الرقي وجاء بكم من البدو ، من بعد أن نزع الشيطان بيني وبين إخوتي . مع أن الشيطان نزع بينهم هم ليكيدوله له ، لكنه لم يرض أن يقول أن الشيطان ضحك على إخوته ونسب كل ما حدث للشيطان الذي أفسد العلاقة بينه وبين إخوته ، وبدأ بنفسه (بيني) / هل رأيتم الذوق والأدب ، هل ستؤذي بعد ذلك جارتك بالكلام؟ هل ستؤذي زوجك بالكلام ؟


الذوق مع أصحاب المراكز العليا :


أستاذك في الجامعة (الدكتور) ، الوزير ، رجل العلم ……………


من السنة أن تنزله منزلته – إلا في حالة الحرب – انظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم عندما أرسل إلى كسرى ملك الفرس والذي يسجد للنار : من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم الفرس ، وعندما أرسل إلى ملك الروم : من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم ، وكان يستطيع أن يقول إلى هرقل الكافر أو كسرى الكافر لكنه ينزل الناس منزلتهم بين أقوامهم . أترى الأدب.


- إياك أن تذهب لأستاذك في الجامعة وتقول له: " أنت " ، تقول له : حضرتك وهذا من الذوق والأدب الإسلامي .


الذوق مع أصحاب الفضل عليك :


ومنهم معلمك ، إياك أن تعتقد أنه من الرجولة أن تسخر من معلمك.إنه من أصحاب الفضل عليك ألم يعلمك ؟ ، كذلك من علمك الدين ، من أخذ بيدك في طريق الإسلام والالتزام ، أي أحد له فضل عليك.


- وأنظر إلى العباس عندما سأله رجل: أيكما أكبر أنت أم رسول الله ؟ - والعباس أكبر – فقال : هو أكبر مني ، وأنا ولدت قبله.


- سيدنا أبو بكر والنبي صلى الله عليه وسلم : دخلا المدينة يوم الهجرة ولم يعلم أهل المدينة بعد أيهما رسول الله ، وكان أبو بكر متقدم براحلته فظن الناس أنه النبي ، فأخذوا بخطام ناقته ، فلم يشأ أن يحرجهم فأخذ بعباءته وظلل بها النبي ، ففهم الناس وجروا جميعهم نحو ناقة النبي.


- أحيانا من طول العشرة بينك وبين مدرسك تفقد أدبك وذوقك معه. مثل أن يكون يعطي لك درس خصوصي في المنزل ، فتتباسط معه في الحديث. وهذا عيب في حقه فهو له فضل عليك .


انظر إلى الإمام الشافعي : يقول : لا استطيع أن أقلب الورق بصوت مرتفع بين يدي أستاذي حتى لا أزعجه.


ويقول الشافعي : لا أستطيع أن أشرب الماء أمام أستاذي إجلالا له.


الذوق في الجنائز:


تجد السيدات في الجنائز في وسط تلاوة القرآن، وأم أو أخت أو زوجة المتوفي تبكي ، كل منهما تتحدث مع جارتها ، وكذلك الرجال.


يقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله يحب الصمت في ثلاث: عند الزحف، وعند قراءة القرآن، وفي تشييع الجنائز.


أخيرا في الذوق مع الناس :


1) المبالغة في الذوق تعد من قلة الذوق :


مثال: وأنت تزور مريضا, تخفف في الزيارة، لكن المريض طلب منك بإلحاح أن تجلس معه، فأنت تقسم على أن تذهب وتقول هذا ما تعلمناه وهذا من الذوق، لا المبالغة والتكلف في الذوق من قلة الذوق.


يقول الإمام الشافعي: أثقل إخواني على قلبي: من يتكلف لي وأتكلف له وأحب إخواني إلى قلبي من أكون معه كما أكون وحدي.


2) المبالغة في الجدية ليست من الذوق:


أي أنك لا تضحك مثلا أبدا مدعي الجدية والذوق. هذا ليس من الذوق .


الأدب مع الله

1- صيانة فكرك من أن تلحق بالله أي نقيصة.


مثال : (ليه يا رب عملت في أولادي كده؟) هذه قلة أدب مع الله عز وجل).


2- صيانة قلبك أن يلتفت لغير الله عز وجل.


أليس عيبا أنت تلتفت لغيره وتفكر فيما سواه وأنت تصلي بين يديه؟


3- صيانة أفعالك من أن تفعل شيء يكرهه الله عز وجل.


مثال : تنظر لامرأة في الطريق ، تصاحب فتاة ، تترك صلاة ، تفعل ذنب كذا .. كل هذا من سوء الأدب مع الله.


يقول العلماء : من تأدب بهذه الثلاثة : فكره مع الله ، وقلبه مع الله ، وأفعاله لله ومع الله فهو من أهله محبة الله.


أرأيت الأدب مع الله يصل بك إلى أي مرتبة ؟





من نماذج الأدب مع الله :


سيدنا عيسى بن مريم عندما يقول له الله يوم القيامة :


" وإذا قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله ؟". فيجيب:" إن كنت قلته فقد علمته ، تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك " الله على الأدب ، كان من ممكن يقول له : لا لم أقل وكيف ذلك و …… لكنه اكتفى بأدب وذوق مع الله أن يبجل ويرفع علمه على أنه يقول مثل هذا ولا يعمله وهو يعلم كل شيء فقال مكملا : إنك علام الغيوب ، ما قلت لهم إلا ما أمرتني به وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم ، فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم ، أنت على كل شيء شهيدا ، إن تعذبهم فإنه عبادك ، وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم " ما رأيكم في الأدب ؟


قصة سيدنا موسى مع الخضر :


الخضر فعل 3 أشياء : 1) خرق السفينة 2) قتل الغلام 3) بنى الجدار لليتيمين. انظر عندما تحدث عنهم :


الفعلين الأولين في ظاهرهما شر فألحق بنفسه عند الحديث قائلا :


" أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها " ولم يلحق العمل بالله. " وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا، فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه".


فقال: خشينا وأردنا ولم يقل: أراد الله حتى لا يلحق عمل الشر بالله حتى لو في الظاهر.


لكن عندما تحدث عن الجدار " وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهم وكان أبوهما صالحاً فأراد ربك أن يبلغا أشهدهما ويستخرجا كنزهما". هنا قال أراد ربك: لأن العمل فيه خير إذن فمن الله.


الناس جميعا متفاوتون عند الله على حسب أدبهم مع الله عز وجل ، ولذلك ربنا لعن اليهود وأحد أسباب لعنتهم اجترائهم و قلة أدبهم مع الله عز وجل " وقالت اليهود يد الله مغلولة ، غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء"


لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء " إنهم اليهود أيضا لقد لعنوا بسبب سوء أدبهم مع الله.


أما نحن فمتفاوتون أيضا مع الله عز وجل في الأدب .


منا من يترك المعاصي أدبا مع الله .


ومنا من يقوم الليل ولكنه يرتدي أفضل عباءة عنده ويتعطر بأطيب العطور قائلا: إنه يتجمل للقاء الله عز وجل.


ومنا من يستاك (أي يستعمل السواك) قبل كل صلاة حتى تكون رائحة فمه جيدة وهو مشرف على مقابلة الله عز وجل.


ومنا من يسمع آذان الصلاة ويقف لينصت له تعظيما لشعائر الله عز وجل.


وإذا سمع القرآن أطرق أدبا مع الله عز وجل.


الأدب مع الله درجات يا شباب، وأنا هنا أشبهها بملك طلب مقابلة أحد رعيته، يا ترى سيدخلون عليه واحد غير مهذب أم سيدخلون واحد شديد الأدب ؟


فكذلك الله عز وجل يدخل عليه الناس بقدر أدبهم معه تبارك وتعالى، ولذلك أكثر الناس أدبا هو أكثر من يدخله الله عليه ، لذلك الوحيد الذي دخل سدرة المنتهى للقاء الله عز وجل في رحلة الإسراء والمعراج هو رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه أكمل الناس أدبا.


فقال عنه الله: "ما زاغ البصر وما طغى" في هذا اللقاء من شدة أدبه مع الله.


هذا هو الأدب يا إخوان وحقا أنه من تهاون في الأدب مع الله حرم السنن وكثرت معاصيه.


أوصيكم بالأدب مع الله والأدب مع رسول الله ومحاولات التخلق بالأدب مع الناس.


تم بحمد الله.

فـيـصـل الـبـلـوي
04-04-2009, 01:10 AM
شكرا أخي الكريم أحمد على هذا الطرح

ولي عوده لقراءة الموضوع على تروي


تـقبل خالص التـــحيه