المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سوال صعب يبحث عن اجابة



ahmad albadawi
04-07-2009, 10:30 AM
[[اريد ان اسال سوال هل كل شي مكتوب على الانسان منذ الازل اي قبل الولادة واريد اجابة دقيقة لان السوال صعب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ahmad albadawi
05-11-2009, 09:20 AM
اذن انه لا يوجد اجابة او ما في عقل او خايف من الاجابة

دعاء
05-14-2009, 07:55 AM
انا حسب ما بعرف انو الانسان مخير في قراراته وحياته لكن في بعض الامور بتكون مقدره وبكون للانسان الاختيار كيف يتعايش نعها

ahmad albadawi
05-14-2009, 08:01 AM
مشكورة اكثير يا دعاء انا اقول في نفس الكلام ولكن اين الجناية انهم يقلون بل يعلقون كل شي على علاقة القدر وانه مكتوبة منذ الازل واتمنى ان يكون وعي الامة مشابه لوعيك

أحمد أبو زنط
05-18-2009, 01:10 PM
المشكلة يا عزيزي أن هذا السؤال يحتاج إلى شرح مستوفي وقد يصعب كتابة الإجابة ..
لكن وحتى لا ندع المجال للشك في شيء يمس أساس عقيدتنا فإني سأجيبك متوكلا على الله


أولا يجب أن نعي نقطة أساسية هامة جدا وهي
انه متى عدم الإختيار استتبعه انعدام الحساب
أي أنه متى ما فقدنا حقنا في الاختيار في أي شيء من الأشياء ... لا بد أن يتبع ذلك رفع الحساب عنا .. وتفسير ذلك ما يلي .. أن الله حرم الظلم على نفسه وجعله بين العباد محرما... وهذا سندا للحديث القدسي الذي يرويه سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم عن ما رواه عن ربه عزوجل أن يا عبادي إن حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظاملوا


والآن اوجه تطبيق ذلك المبدأ السماوي في شريعة المسلمين كثيرة ومتعددة
حيث ان القاعدة الأصولية تقضي بأن الضرورات تبيح المحظورات
ومثال ذلك أكل لحم الخنزير للمضطر على نفسه من الهلاك .. فهذا لا يحاسب عليه لأنه فقد الاختيار (( عودا على النقطة الأولى )))
كما أن المريض المفطر في رمضان لا يحاسب لانعدام اختياره حيث أنه أفطر مضطرا
وليس ذلك فحسب بل إن المجنون والمعتوه ومن أصيب بعقله والصغير ممن لم يبلغ الحلم كل أولئك لا يحاسبون لذات المبدأ .. أنهم غير مميزين ولا بمكلون الاختيار فكيف يحاسبون ؟؟؟
وهذا هو قمة العدل .. فمن فسد خياره انعدم حسابه .. ونحن في القانون هذا الامر مبرر في قضايا الدفاع عن النفس مثلا
فإن قلنا بمحاسبة اولئك معدومي الخيار لكن ذلك الظلم بعينه ،، وحاشا رب العزة عن ذلك الذي حرم الظلم عن نفسه (( الحديث القدسي ))... فكيف يحاسب من لم يختار .. إنما نحن في الحياة ندفع ثمن اختيارتنا وهذا مبدأ يقوم عليه الوجود


______________________________________________



النقطة الثانية،، وهذا هو جوهر الإجابة على سؤالك ... لكنه يعتمد إعتمادا كليا على ما ذكرته آنفا ..


عزيزي .. إن الاجابة على هذا السؤال تقتضي أولا استيعاب النقطة الأولى في إجابتي .. ومن ثم تعال للناقش الأمور ونحللها


_______________________________________________


ابتداء هذا السؤال ليس بصعب .. لأن الاسلام دين أجاب على كل تساؤلات العقل البشري ولم يدع شيئا مبهما .. وهذا هو ذاتية المصدر التشريعي في الاسلام فالقرآن لا يحيلك مثلا إلى كتاب آخر للمزيد من المعلومات بل يؤكد دوما على أنه مصدر المعلومة وأنه ذاتي التشريع ومثال ذلك ما يؤكده القرآن في الآيات الكريمة والتي تكررت مرارا حيث يقول رب العزة

(( ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لدبهم إذا يختصمون ))" آل عمران 44"


كما قال تعالى في سورة هو آية 49 (( تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل فاصبر إن العاقبة للمتقين ))


كما قال تعالى في سورة هود آية 100 (( ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم ومنها حصيد ))


ويتضح من الآيات السابقة أن القرآن ذاتي المصدر حيث أنه يكرر دوما أنه المصدر الأول والآخير للمعلومة وأنك إن بحثت عنها في غير مكان لن تجدها إلا هنا في القرآن .. وهذا معنى قوله تعالى (( ما كنت تعلمها أنت ولا قومك )) وقوله تعالى (( وما كنت لديهم إذا يختصمون ))


______________________________________


إذا بعد هذا التمهيد أعتقد أننا أصبحنا جاهزين للخوض في مغزى استفسارك ألا وهو ...هل أن كل شيء مكتوب على الإنسان منذ لحظة ولادته


عزيزي أحمد .. هذا السؤال يجرنا الى فرضية ألا وهي أنه إن كان الانسان قد كتب عليه إلزاما كل شيء في هذه الحياة فلماذا عيشها ولماذا يطبق ذلك المكتوب في الملكوت الاعلى بل ولماذا يحاسب إن كان الإنسان كل مافعله في هذه الحياة أنه طبق ما كان مكتوب .. وهذا هو مغزى التمهيد السابق

حيث أن الانسان متى ما كان دوره في هذه الدنيا فقط تطبيق ما كتب في اللوح المحفوظ لأصبح مجرد آلة مبرمجة من قبل الخالق للقيام بالأمر الموجه لها والمكتوب عليها .. لكن هذا غير صحيح مطلقا .. بل إن افتراض ذلك يهدم اساس العقيدة الاسلامية وفلسفتها للوجود والموجودات

حيث أن تطبيق الإنسان الحرفي لما هو مكتوب عليه يعني ان الانسان غير مسؤول عما يفعل .. لأن ما فعله مكتوب عليه مسبقا .. يعني أنه غير مخير بل مسير ... أي أنه فاقد الاختيار ونحن قلنا سابقا من عدم اختياره إنعدم حسابه

فكيف يحاسب الإنسان على شيء لا يملك زمام أمره ولم يختره بإرادته .. هذا ظلم إذا .. وحاشا رب العزة أن يكون ظالما فهو العدل وهو الحقيقة المطلقة في هذا الكون


________________________________________________


لكن ما معنى أن كل شيء مكتوب على الانسان إذا ؟؟



أعزائي إن كل شيء مكتوب على الانسان على سبيل العلم بالغيب وليس على سبيل أنه أمر لا مفر منه وعلى الانسان تطبيقه


وللتوضيح أكثر نقول


ان المكتوب في اللوح المحفوظ هو ما يعلمه الله عنا .. وما يعلم اننا سنفعله .. ليس لأنه تعالى اقره علينا بل لعلمه بالغيب ولعمله أننا سنفعل ذلك يقينا ... لكن ذلك لا يعني اننا برمجنا على ذلك ... حيث أن علم الله بغيب الأمور يستتبع علمه بما سنفعله بالمستقبل


وإقرأ عن علم الله للغيب في الآيات التالية

(( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين )) " الأنعام 59 "


(( عالم الغيب والشهادة وهو الحكيم الخبير )) " الأنعام 73 "


وانتبه إلى قول الله تعالى حيث يفصل ما أوردته تتفصيل حيث يقول:


(( يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من أخباركم وسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ))


هذه الأية قمة الاعجاز في الغيب ... حيث أقرت أن علم الله لما يسفعله الانسان مستقبل هو علم بالغيب لا إقرارا لهذا الفعل وأمر به وهذا ما نجده بقوله تعالى (( قد نبانا الله من أخباركم)) ولم يقل تعالى .. قد كتب الله عليكم أنكم ستفعلون كذا وكذا
بل إقتصر على ذكر أن الله قد أنبأنا بأخباركم .. أي ان الله أخبرنا أنكم ستفعلون كذا وكذا لكنه لم يجبركم على فعل هذا .. لكن الله ولأنه يعلم الغيب عرف أنكم ستقومون بذلك


وهذ ما نراه في نهاية الأية حيث قال تعالى ((ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون )) وإنتبه إلى قوله (( فينبئكم بما كنتم تعملون )) وأنها مرتبطة بعلم الغيب


وانتبه الى استخدام الله للكلمات التالية


قال تعالى من أخباركم ولم يقل ما هو مكتوب عليكم .. والخبر يفيد النقل عما فعلتم أو أنكم ستفعلون لأنه خبر عن شيء أي معلومة عنه

كما استخدم تعالى (( ينبئكم بما كنتم تعملون ))
يبنبئكم أي يخبركم ولا تعني يامركم بذلك .. إنه مجرد إخبار وليس أمر وهذا لا ينفي الاختيار


كما استخدم تعالى كلمة تعملون
أي ما قمتم به فعلا ولم يقل تعالى ما أمرتكم به أو ما كتبته عليكم


وهذا دليل واضح أن ما هو مكتوب علينا في اللوح المحفوظ إنما مكتوب عى سبيل العلم بالغيب لا على سبيل الأمر بذلك


ولتبسيط هذا الأمر فكر كما يلي


أنت تنظر إلى جدار مائل ومشقق وبدأت تسقط بعض من حجارته .. فماذا ستقول .. ستقول أن هذا الجدار سوف ينهار
ففي حالة قلت ذلك وإنهار الجدار فعلا .. هل ستكون أنت من أمر بهدمه .. قطعا لا لأنك انما قلت ما قلت لعلمك ( المسبق ) مما استشعرته من دلائل أن الجدار سوف ينهار ..


أيضا ... أنت تنظر إلى سيارة من نوع معين .. وأنت خبير بالسيارا ت .. ستقول فورا أن سرعة هذه السيارة تيلغ كذا وقتها تبلغ كذا .. وهي تكلف كذا .. وستبقى تسرد من الحقائق ما شئت .. كيف ذلك هل لأنك أنت من قرر .. قطعا لا بل لأنك خبير بهذا الامر وتعلم ( مسبقا) أنه يفترض أن يكون الأمر كذلك


أيضا .. أعطيت ابنك دينارا وقلت له .. اذهب إلى البقال واشتري ما شئت ... عندما يذهب .. ستقول في نفسك انه سيشتري كذا وكذا وكذا وقد تكتب ذلك على ورقة وعندما يأتي تقارن بين ما كتبته وبين ما أحصره إبنك فتكتشف أنه إنما احضر الأمور ذاتها المكتوبة على الورقة !!! ... لماذا فعل ذلك ... هل لأنك كتبت عليه ذلك ...قطعا لا
لكن كيف عرفت ؟؟؟ ... عرفت ذلك لأنك تعرف ابنك وتعلم ما يحب وما يكره .. وتعلم أن سيشتري تلك الأمور دون غيرها لأنك انت أباه ... فكيف إذا بالخالق العظيم ( ولله المثل الأعلى ) ألن يعرف ماذا ستفعل مسبقا ... أليس هو من خلقك ويعلم بأسرارك .. أنت انسان عادي وعلمت ميسبقا أن أبنك سيشتري كذا وكذا وعلمت أن السيارة مواصفاتها كذا وعلمت أن الجدار سينهار


فكيف اذا لن يعرف الله خالقنا ماذا سنفعل ... أليس هو القائل في محكم التنزيل (( ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ))



وهذا كله ما يؤكد أن الله كتب ما كتبه باللوح المحفوظ لأنه يعرف خبايانا وهو الأقرب إلينا من حبل الوريد .. وأنه كتب ذلك لعلمه بالغيب ولعمله ماذا سنفعل ... وليس لأن ذلك المكتوب من قبيل الأمر بذلك .. لذلك نحن محاسبين على اختيارتنا وإن كانت مكتوبة مسبقا عند الله تعالى

محمد حسونة
05-18-2009, 06:16 PM
طبعا كل شي مكتوب على بني ادم لانه الايمان بالقدر خيره وشره

صفاء الايمان
05-18-2009, 06:19 PM
مكتوب على الانسان لكن الا نذكر ان الانسان مسير ومخير بنفس الوقت
يعني انه سير لشيء محدد وهي الوظيفة يلي انخلق لاجلها
ومخير لاجل حياته واختيار الطريق السليم من غيره وبذلك يحاسب يوم القيامة وكما شرح الاخ ابو زنط احمد ^^_^^

ahmad albadawi
05-19-2009, 10:37 AM
طبعا كل شي مكتوب على بني ادم لانه الايمان بالقدر خيره وشره



ماذا تقول بالسارق اذا سرق والزاني اذا زنا ؟؟؟
كمان مكتوب يا استاذا محمد

ahmad albadawi
05-19-2009, 10:40 AM
مكتوب على الانسان لكن الا نذكر ان الانسان مسير ومخير بنفس الوقت
يعني انه سير لشيء محدد وهي الوظيفة يلي انخلق لاجلها

يعني الامور الخارجة عن قدرة الانسان قصدك


ومخير لاجل حياته واختيار الطريق السليم من غيره وبذلك يحاسب يوم القيامة وكما شرح الاخ ابو زنط احمد ^^_^^


نعم هذا هو الراي الحكيم

ahmad albadawi
05-19-2009, 10:43 AM
ما شاء الله عليك يا استاذ احمد بس ممكن ان تقرا البحث بالرد ومن ثم نتناقش


\

المشكلة يا عزيزي أن هذا السؤال يحتاج إلى شرح مستوفي وقد يصعب كتابة الإجابة ..


لكن وحتى لا ندع المجال للشك في شيء يمس أساس عقيدتنا فإني سأجيبك متوكلا على الله


أولا يجي أن نعي نقطة أساسية هامة جدا وهي
انه متى عدم الإختيار استتبعه انعدام الحساب
أي أنه متى ما فقدنا حقنا في الاختيار في أي شيء من الأشياء ... لا بد أن يتبع ذلك رفع الحساب عنا .. وتفسشير ذلك ما يلي .. أن الله حرم الظلم على نفسه وجلعه بين العباد محرما... وهذا سندا للحديث القدسي الذي يرويه سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم عن ما رواه عن ربه عزوجل أن يا عبادي إن حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظاملوا


والآن اوجه تطبيق ذلك المبدأ السماوي في شريعة المسلمين كثيرة ومتعددة
حيث ان القاعدة الأصولية تقضي بأن الضرورات تبيح المحظورات
ومثال ذلك أكل لحم الخنزير للمضطر على نفسه من الهلاك .. فهذا لا يحاسب عليه لأنه فقد الاختيار (( عودا على النقطة الأولى )))
كما أن المريض المفطر في رمضان لا يحاسب لانعدام اختياره حيث أنه أفطر مضطرا
وليس ذلك فحسب بل إن المجنون والمعتوه ومن أصيب بعقله والصغير ممن لم يبلغ الحلم كل أولئك لا يحاسبون لذات المبدأ .. أنهم غير مميزين ولا بمكلون الاختيار فكيف يحاسبون ؟؟؟
وهذا هو قمة العدل .. فمن فسد خياره انعدم حسابه .. ونحن في القانون هذا الامر مبرر في قضايا الدفاع عن النفس مثلا
فإن قلنا بمحاسبة اولئك معدومي الخيار لكن ذلك الظلم بعينه ،، وحاشا رب العزة عن ذلك الذي حرم الظلم عن نفسه (( الحديث القدسي ))... فكيف يحاسب من لم يختار .. إنما نحن في الحياة ندفع ثمن اختيارتنا وهذا مبدأ يقوم عليه الوجود


______________________________________________



النقطة الثانية،، وهذا هو جوهر الإجابة على سؤالك ... لكنه يعتمد إعتمادا كليا على ما ذكرته آنفا ..


عزيزي .. إن الاجابة على هذا السؤال تقتصي أولا استيعاب النقطة الأولى في إجابتي .. ومن ثم تعال للناقش الأمور ونحللها


_______________________________________________


ابتداء هذا السؤال ليس بصعب .. لأن الاسلام دين أجاب على كل تساؤلات العقل البشري ولم يدع شيئا مبهما .. وهذا هو ذاتية المصدر التشريعي في الاسلام فالقرآن لا يحيلك مثلا إلى كتاب آخر للمزيد من المعلومات بل يؤكد دوما على أنه مصدر المعلومة وأنه ذاتي التشريع ومثال ذلك ما يؤكده القرآن في الآيات الكريمة والتي تكررت مرارا حيث يقول رب العزة
(( ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لدبهم إذا يختصمون ))" آل عمران 44"


كما قال تعالى في سورة هو آية 49 (( تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل فاصبر إن العاقبة للمتقين ))


كما قال تعالى في سورة هود آية 100 (( ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم ومنها حصيد ))


ويتضح من الآيات السابقة أن القرآن ذاتي المصدر حيث أنه يكرر دوما أنه المصدر الأول والآخير للمعلومة وأنك إن بحثت عنها في غير مكان لن تجدها إلا هنا في القرآن .. وهذا معنى قوله تعالى (( ما كنت تعلمها أنت ولا قومك )) وقوله تعالى (( وما كنت لديهم إذا يختصمون ))


______________________________________


إذا بعد هذا التمهيد أعتقد أننا أصبحنا جاهزين للخوض في مغزى استفسارك ألا وهو ...هل أن كل شيء مكتوب على الإنسان منذ لحظة ولادته


عزيزي أحمد .. هذا السؤال يجرنا الى فرضية ألا وهي أنه إن كان الانسان قد كتب عليه إلزاما كل شيء في هذه الحياة فلماذا عيشها ولماذا يطبق ذلك المكتوب في الملكوت الاعلى بل ولماذا يحاسب إن كان الإنسان كل مافعله في هذه الحياة أنه طبق ما كان مكتوب .. وهذا هو مغزى التمهيد السابق
حيث أن الانسان متى ما كان دوره في هذه الدنيا فقط تطبيق ما كتب في اللوح المحفوظ لأصبح مجرد آلة مبرمجة من قبل الخالق للقيام بالأمر الموجه لها والمكتوب عليها .. لكن هذا غير صحيح مطلقا .. بل إن افتراض ذلك يهدم اساس العقيدة الاسلامية وفلسفتها للوجود والموجودات
حيث أن تطبيق الإنسان الحرفي لما هو مكتوب عليه يعني ان الانسان غير مسؤول عما يفعل .. لأن ما فعله مكتوب عليه مسبقا .. يعني أنه غير مخير بل مسير ... أي أنه فاقد الاختيار ونحن قلنا سابقا من عدم اختياره إنعدم حسابه
فكيف يحاسب الإنسان على شيء لا يملك زمام أمره ولم يختره بإرادته .. هذا ظلم إذا .. وحاشا رب العزة أن يكون ظالما فهو العدل وهو الحقيقة المطلقة في هذا الكون


________________________________________________


لكن ما معنى أن كل شيء مكتوب على الانسان إذا ؟؟



أعزائي إن كل شيء مكتوب على الانسان على سبيل العلم بالغيب وليس على سبيل أنه أمر لا مفر منه وعلى الانسان تطبيقه


وللتوضيح أكثر نقول


ان المكتوب في اللوح المحفوظ هو ما يعلمه الله عنا .. وما يعلم اننا سنفعله .. ليس لأنه تعالى اقره علينا بل لعلمه بالغيب ولعمله أننا سنفعل ذلك يقينا ... لكن ذلك لا يعني اننا برمجنا على ذلك ... حيث أن علم الله بغيب الأمور يستتبع علمه بما سنفعله بالمستقبل


وإقرأ عن علم الله للغيب في الآيات التالية
(( وعنده مفتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين )) " الأنعام 59 "


(( عالم الغيب والشهادة وهو الحكيم الخبير )) " الأنعام 73 "


وانتبه إلى قول الله تعالى حيث يفصل ما أوردته تتفصيل حيث يقول:


(( يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من أخباركم وسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ))


هذه الأية قمة الاعجاز في الغيب ... حيث أقرت أن علم الله لما يسفعله الانسان مستقبل هو علم بالغيب لا إقرارا لهذا الفعل وأمر به وهذا ما نجده بقوله تعالى (( قد نبانا الله من أخباركم)) ولم يقل تعالى .. قد كتب الله عليكم أنكم ستفعلون كذا وكذا
بل إقتصر على ذكر أن الله قد أنبأنا بأخباركم .. أي ان الله أخبرنا أنكم ستفعلون كذا وكذا لكنه لم يجبركم على فعل هذا .. لكن الله ولأنه يعلم الغيب عرف أنكم ستقومون بذلك


وهذ ما نراه في نهاية الأية حيث قال تعالى ((ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعلمون )) وإنتبه إلى قوله (( فينبئكم بما كنتم تعملون )) وأنها مرتبطة بعلم الغيب


وانتبه الى استخدام الله للكلمات التالية


قال تعالى من أخباركم ولم يقل ما هو مكتوب عليكم .. والخبر يفيد النق عما فعلتم أو أنكم ستفعلون لأنه خبر عن شيء أي معلومة عنه
كما استخدم تعالى (( ينبئكم بما كنتم تعملون ))
يبنبئكم أي يخبركم ولا تعني يامركم بذلك .. إنه مجرد إخبار وليس أمر وهذا لا ينفي الاختيار


كما استخدم تعالى كلمة تعملون
أي ما قمتم به فعلا ولم يقل تعالى ما أمرتكم به أو ما كتبته عليكم


وهذا دليل واضح أن ما هو مكتوب علينا في اللوح المحفوظ إنما مكتوب عى سبيل العلم بالغيب لا على سبيل الأمر بذلك


ولتبسيط هذا الأمر فكر كما يلي


أنت تنظر إلى جدار مائل ومشقق وبدأت تسقط بعض من حجارته .. فماذا ستقول .. ستقول أن هذا الجدار سوف ينهار
ففي حالة قلت ذلك وإنهار الجدار فعلا .. هل ستكون أنت من أمر بهدمه .. قطعا لا لأنك انما قلت ما قلت لعلمك ( المسبق ) مما استشعرته من دلائل أن الجدار سوف ينهار ..


أيضا ... أنت تنظر إلى سيارة من نوع معين .. وأنت خبير بالسيارا ت .. ستقول فورا أن سرعة هذه السيارة تيلغ كذا وقتها تبلغ كذا .. وهي تكلف كذا .. وستبقى تسرد من الحقائق ما شئت .. كيف ذلك هل لأنك أنت من قرر .. قطعا لا بل لأنك خبير بهذا الامر وتعلم ( مسبقا) أنه يفترض أن يكون الأمر كذلك


أيضا .. أعطيت ابنك دينارا وقلت له .. اذهب إلى البقال واشتري ما شئت ... عندما يذهب .. ستقول في نفسك انه سيشتري كذا وكذا وكذا وقد تكتب ذلك على ورقة وعندما يأتي تقارن بين ما كتبته وبين ما أحصره إبنك فتكتشف أنه إنما احضر الأمور ذاتها المكتوبة على الورقة !!! ... لماذا فعل ذلك ... هل لأنك كتبت عليه ذلك ...قطعا لا
لكن كيف عرفت ؟؟؟ ... عرفت ذلك لأنك تعرف ابنك وتعلم ما يحب وما يكره .. وتعلم أن سيشتري تلك الأمور دون غيرها لأنك انت أباه ... فكيف إذا بالخالق العظيم ( ولله المثل الأعلى ) ألن يعرف ماذا ستفعل مسبقا ... أليس هو من خلقك ويعلم بأسرارك .. أنت انسان عادي وعلمت ميسبقا أن أبنك سيشتري كذا وكذا وعلمت أن السيارة مواصفاتها كذا وعلمت أن الجدار سينهار


فكيف اذا لن يعرف الله خالقنا ماذا سنفعل ... أليس هو القائل في محكم التنزيل (( ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ))




وهذا كله ما يؤكد أن الله كتب ما كتبه باللوح المحفوظ لأنه يعرف خبايانا وهو الأقرب إلينا من حبل الوريد .. وأنه كتب ذلك لعلمه بالغيب ولعمله ماذا سنفعل ... وليس لأن ذلك المكتوب من قبيل الأمر بذلك .. لذلك نحن محاسبين على اختيارتنا وإن كانت مكتوبة مسبقا عند الله تعالى

ahmad albadawi
05-19-2009, 10:45 AM
الان اطلب منكم التوقف واختيار وقت مناسب ووافي لقرأة الموضوع بتمعن .............تحياتي

ahmad albadawi
05-19-2009, 10:50 AM
رسائل جدل الأفكار ( 2 )





الله عالم لا يجهل



رسالة نقدية تناقش موضوع أنَّ الله عالم











بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيم

نِقاطُ‎ٌ لِلْجِدالِ حَوْلَ تَحْقيقِِ مَعْنى أنَّ الله عَالِمٌ





الإهداء



يهدي أمين نايف ذياب هذه النقاط لنوعين من الناس:

1- طلاب المعرفة والحق وهم المخلصون الذين ليس بينهم وبين الحق عداوة .

2- الجهلاء الضالون وهم على ضربين :

( ا ) ضرب استمرأ الموروث والكسل الذهني فعجز عن الفهم .

(ب ) ضرب يجهل أنه يجهل ولا يتورع عن اتهام الفاهم بنيته .



القارئ الكريم العاقل : قبل أنْ تبدأ قراءة هذا الموضوع اعلم هُديتَ هداية لطف للخير _ إذ هداية الدلالة والإرشاد تحققت برسالة المصطفى صلوات الله عليه _ أنَّ مسألة العلم الزائد عن الذات ليست مسألة حادثة بل وجدت مبكراً منذ أنْ تحول الحكم الإسلامي إلى عضوض ثم جبري أثناء محاولة الظلمة والفسقة والفجار والمفسدين وجلاوزة السلاطين وعلمائهم تسويغ الظلم والفسق والفجور والفساد وإيقاع الأذى على الناس في حقوقهم وأموالهم وأعراضهم وحياتهم بل وفي دينهم بدعوى العلم الشمولي السابق ودعوى لا يقع في ملك الله إلاَّ ما يريد ولرد الأمور إلى نصابها - بعد تركيز التسويغ - جاء هذا البحث .



المقدمة



الإنسان حقيقةُ معلومٌ وجودُها ضرورةً ، وهو ذات عارفة ، وموضوع يُعرف ، وإنكار ذلك ضربٌ من الجهالة الجهلاء ، والضلالة العمياء ، والعاقل يعلم أنَّ العدم الشامل ممنوع ولا يصح ، ولا يوجد ، والناظر بالكون الذي يعيش فيه ، والحياة التي عليها الأحياء ، سواء كانت حياة نامية { الحياة النامية هي الحياة الخالية من الجهاز العصبي أي حياة النبات أو حياة الأحياء الدنيا التي يقال عنها لا روح لها أو حياة الأجزاء من الأحياء أو الأعضاء من ذوات الروح لفترة وجيزة بعد خروج الروح } مظهر هذه الحياة النمو والإغتذاء ، وبمنع الغذاء عنها يتوقف النمو ، وتبدأ رحلة الموت ، أو كانت حياة ذوات الجهاز العصبي ، من القملة إلى الإنسان { مظهر هذه الحياة الإدراك بأنواعه } : الجيني المُوَرَّث ـ كالنمل والنحل وثعبان السمك وما هو مثلها ـ والغريزي المتعلق بالبقاء ، وبقاء النوع ، والمهارات التدريبية المرتبطة بالحاجة والغريزة : ككل أنواع الحيوان ، وكتدريب الكلب المعلم ، والصقر ، والقرد ، ومختلف حيوانات السيرك ، وينفرد الإنسان بالإدراك العقلي _ إضافة إلى الاستعداد والإدراك الغريزي ، الذي يشترك فيه مع الحيوان _ وهو خصوصية له . والباحث في كيفية إدراك المدركات ، من تصرفات النمل والنحل إلى الإنسان العارف العاقل ، يدرك أنَّ هذا الوجود المعلوم مشاهدة ، لم يكن ، والإنسان العارف يعلم أنَّ العدم المطلق لا يٌنْشِأُ وجوداً ، فالوجود فعل الموجد ، والفعل لا يصح إلا من قادر ، ويحدث الوجود بقدرة القادر ، ولا يكون القادر إلاَّ قادرا مطلقا ، أو قادر بقدرة { القدرة غير الطاقة } وهذا الوجود هو فعل القادر المطلق ، إذ هذا الوجود مخرج من العدم ، سواء خُلق من العدم المطلق ، أو من العدم الوجودي ، فهو فعل القادر الذي لا يحد قدرته حد ، وإذ المقدور واقع على وجه الاتساق والإحكام ، فهو فعل العالم الذي لا يجهل ، من هذه النقطة بالذات ، تبدأُ المشكلة ، إذ في الذهن تلازمٌ ، بين كون الله عالماً ، وبين المعلومات الشاملة ، لكل الكونيات ، والشرعيات ، وسبب الربط بين كون الله عالما ، وبين المعلومات الشاملة ، عدم الإدراك للمعنى الزائد عن الذات ، والذي لا يجوز بحق الله لكماله ، وعدم افتقاره لأسماء المعاني ، ولتركز الزمان والمكان في أذهانهم ، فمع تنزيه الله عن النقص والاحتياج ، وعن الزمان ، والمكان ، قولا ، إلاَّ أنَّ الواقع عكس ذلك تماما ، فالقول بالعلم المحيط يرونه وجها آخر للعلم الأزلي ، فلا يثير اعتراضا ، أو يرونه وجها للعلم الحصولي المكتسب الحادث ، فتثور عليه الاعتراضات ، فعند أصحاب الجهالات ، كان اللهُ ، وكان معه العلم بكل المعلومات ، ويجرون عليه اسم القدر ـ مع أنَّ اللسان العربي لا يسعفهم ـ وإذا كان الأمر على هذا الوجه ، فالعلم بالمعلومات هل هو الله ؟ ! أو { لا هو ولا هو غيره } المقولة غير المعقولة ، التي تفتق عنها ذهن الأشاعرة [ وهو منهج ، تَكَوَّنَ متأخراً ، حوالي 300 هـ ، على يد أبي الحسن (( علي بن إسماعيل )) سليل أبي موسى الأشعري ] تعالى الله عن ذلك ، والسؤال الضروري ، حول هذا القول الخطير ، الذي يجعل الله أسيرا للمعلومات ، مع أن الفاعلية تعني القدرة على الفعل والترك ، في لحظة الفعل ، وإلاَّ فهو الجبر ، يرد في القرآن الكريم وصف الله تعالى بالقادر والقدير وتتكرر كثيرا [ والله على كل شيء قدير ] فهل هو قادر ـ حين الفعل ـ على فعل الشيء ، وغيره ، أو حتى عدم فعله ، وبقاء الله وحده ؟ أم هو لا يفعل إلاَّ ما سبق أنْ عَلِمَهُ وَقًدَّرَهُ منذ الأزل ؟ من المعلوم الشائع والمشهور القول : بأنه كان الله ولا شيء معه ، فهل كانتْ معه المعلومات ؟ وهذه المعلومات هل هي الله أم هي غيره ؟ وهم أمام هذا السؤال ، أمام خيار من الخيارات التالية : أولا : إثبات أنَّ الله عالم لا يجهل لا لمعنى زائد عن الذات أي نفي أنَّ الله عالم بعلم بل هو العالم وذاته العالم . أو ثانياً : إثبات علم لا هو الذات ولا هو غيرها [ العلم لا ينفك عن المعلومات ] ، ومثل هذا القول يعني قبول ما قاله النصارى عن الأقنوم [ الكلمة ] فالكلمة عند النصارى لا هي الله ولا هي غيره ] ولهذا ورد في الإصحاح الأول من إنجيل يوحنا ما يلي : 1- في البدء كان الكلمة ، والكلمة كان مع الله ، وكان الكلمة هو الله ، 2- هو كان في البدء مع الله ،3- به تَكَوَّنَ كل شيء ، وبغيره لم يتكون أي شيء مما تكون 4- فيه كانت الحياة ، والحياة هذه كانت النور للبشر . وقبول ما قاله اليهود فهم يقولون : إنَّ الشريعة وُجدتْ لا محالة قبل أنْ يُخلقَ العالم (( في صدر الله أو عقله )) وعند أهل السنة وحزب التحرير منهم : أنَّ الكونيات والشرعيات ، وسلوك البشر ، وأفعال المخلوقات الأخرى القادرة على الفعل ، وظهور الظواهر : الكونية ، والحياتية ، والطبيعية ، كلها معلومة له تعالى منذ الأزل . ثالثا : القول بأنَّ الله عالم بذاته بعلم ، وعلمه غيره ، ومع أنه غيره ، إلا أنه أزلي .

ahmad albadawi
05-19-2009, 10:50 AM
الجزء التاني


هل يصح القول بأنَّ الله عالم بعلم ؟



علم الله ليس هو الله يقينا ، فهل يكون منذ الأزل ؟ فيكون في هذه الحالة وجود [ قديمين ] الله وعلمه ـ تعالى الله عن ذلك ـ أليس من الحق القول بأنَّ الله عالم بالمعلومات ؟ والمعلومات متعلقة بالأشياء والوقائع والحوادث ، والله عالم بالمعلومات عن الأشياء والوقائع والحوادث ، على ما هي عليه في ذاتها وليس على ما عليه ستكون ، والزيادة عن هذا الفهم ، هي حالة تنطع يراد منها فهم الله ذاتا ، والمشكلة أنهم لا يفرقون بين العالم بعلم أي يكتسب المعلومات والمعارف والمهارات ثم يستعملها وبين ذات العالم الذي لا يجهل ، فلا تلفت نظرهم قول الله تعالى { وفوق كل ذي علم عليم } فالله ليس ذي علم لأنه يكون فوق نفسه ، بل هو عالم لا يجهل . معنى أن الله عالم لا يجهل ، تعني أنَّ الله يقع منه الفعل على وجه الاتساق والإحكام وليس معنى ذلك وقوع فعله حسب علمه ، كما هو معهود العالِم بعلم ، مع أنَّ العالم بعلم ، لا بد أنْ يظهر أثر علمه ، في إحسان العمل ، وإتقانه ، وإلاَّ لا يحكم له بكونه ذي علم .

لا بد من اليقين عند المؤمن ، أنَّ الله عالم لا يجهل ، ولا يكون الله عالما عن تحصيل ، بل عالما على الإحاطة ، أي ليس عالماً بعلم أزلي ، وليس عالماً بعلم على سبيل الاكتساب والحدوث ، لكن المشكلة التي تواجه الفكر الإسلامي والمدعين التفكير المستنير ! هو قصور العقل عندهم عن إدراك معنى كلمة الْمحيط ، فالقول بأن الله عالم على الإحاطة ، لا تعني أنَّ الله عالم بعلم حادث ، ولكنها لا تعني أيضا أنه عالم بعلم أزلي ، إذ في كلا المعنيين ، يَثْبُتُ النقص لذات الله تعالى ، والله مُنزه عن النقص ، فالعلم الأزلي من لازمه ، أنَّ الله مقهور لعلمه ، فليس الله فعَّالٌ لما يريد ، بل فاعل لما سبق في علمه أنْ يفعله ! فهل هناك جهالة أكثر من هذا القول المنكر ؟ ! .



ظهور الإشكالية



ظهرت إشكالية فهم معنى ـ أنَّ الله عالم ـ مبكراً جداً ، فمع اتفاق المسلمين جميعا ، على تنزيه الله عن النقص والجهالات ، في ذاته ، وأفعاله ، إلاَّ أنَّ الاختلاف في كيفية التنزيه ، هو السائد ، والكلمات التالية ـ دالة على هذا الاختلاف ـ وهـذه هي الكلمات : ( 1 ) المعطلة ( 2 ) أهل التنزيه [ أهل التوحيد والعدل ] ( 3 ) المفوضة ( 4 ) المتوقفة ( 5 ) الممررة على مراد الله ( 6 ) المشبهة بلا كيف ( 7 ) المثبتة للمعنى المعهود الحسي مع نفي الكيف ( 8 ) المجسمة بلازم قولهم وهم السلفية ( 9 ) المجسمة تجسيما صريحا ( 10 ) إيمان العجائز. وفي موضوع الأفعال ظهرت كلمات : القدرية بمعنى العدلية والقدرية بمعنى الجبرية والنزاع حول من يقع معنى القدرية عليه معلوم ليتحدد فيما بعد باسم الجبرية ، والعدلية ، وأهل لا جبر ولا تفويض ، والكسبية ، والقول بأن : { الله خالق والإنسان فاعل } وأخيرا مقولة الدائرتين ، ولا يزال دخان صراعها المرير واضحا للعيان ، إذ المعركة الآن حامية الوطيس ، بين طرفي (( أهل السنة والجماعة )) : الأشاعرة ، والسلفية ، فالله لا تحل به الحوادث عند الأشاعرة إذ لا تحل الحوادث إلاَّ بالمخلوق لكن السلفية ترى أنَّ هذا القول تعطيل لصفات الله الفعلية ولن ينقذ الأمة تجاهل المعركة ، ووضع الرأس بالرمل ، مثل النعامة الغبية .



نص قديم



ورد في صحيح مسلم في أول كتاب الإيمان رقم [ 93 ] متسلسل ورقم [ 1 ] في كتاب الإيمان من صحيح مسلم ورقم [ 8 ] ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي .

حدثني أبو خيثمة زهير بن حرب : حدثنا وكيع عن كَهْمَس ، عن عبدالله بن بريدة ، عن يحيى بن يَعْمُرَ ، ح : وحدثنا عبيدالله بن معاذ العنبري وهذا حديثه : حدثنا أبي : حدَّثنا كَهْمَس عن ابن بُرَيْدَةَ ، عن يحيى بن يَعْمُرَ قال : كان أول من قال بالقدر بالبصرة معبد الجهني ، فانطلقت أنا وحُميد بن عبدالرحمن الحميري حاجين أو معتمرين فقلنا لو لقينا أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناه عمَّا يقول هؤلاء في القدر ، فَوُفِّقَ لنا عبدالله بن عمر بن الخطاب داخلاً المسجد فاكتنفته أنا وصاحبي ، أحدُنا عن يمينه والآخر عن شماله ، فظننت أنَّ صاحبي سيكل الكلام إليَّ ، فقلت يا أبا عبدالرحمن ! أنَّه قد ظهر قِبَلَنا ناسٌ يقرأون القرآن وَيَتَقَفَّزُونَ العلم – وذكر من شأنهم – وأنهم يزعمون أنْ لا قدر ، وأنَّ الأمر أُنْفٌ قال : إذا لقيت أُولئك فاخبرهم أني بريءٌ منهم ، وأنهم برآء مني ، والذي يحلف به عبدالله بن عمر ! لو أنَّ لأحدهم مثل أحد ذهباً فأنفقه ما قبل الله منه حتَّى يُؤمن بالقدر ثم قال : حدثني عمر ين الخطاب قال : بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشَّعَر لا يُرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منَّا أحدٌ ، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم . فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه ، وقال : يا محمد ! أخبرني عن الإسلام ؟ . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( الإسلام أنْ تشهد أنْ لا اله إلا الله وأنَّ محمداً رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان وتحج البيت إنْ استطعت إليه سبيلا )) قال : صدقت ـ قال ـ : فعجبنا له ، يسأله ويصدقه . قال : فأخبرني عن الإيمان ؟ . قال : (( أنْ تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ، واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره )) قال : صدقت . قال : فأخبرني عن الإحسان ؟ . فال : (( أنْ تعبد الله كَأَنَّكَ تراه ، فإنْ لم تكن تراه ، فإنه يراك )) قال : فأخبرني عن الساعة ؟ . قال : (( ما المسئُول عنها بأعلم من السائل )) فال : فأخبرني عن أماراتها ؟ . قال : (( أنْ تلدَ الأمةُ ربتها ، وأنْ ترى الحفاة العراة العالة رِعاء الشاء ، يتطاولون في البنيان )) قال : ثُمَّ انطلق ، فلبثت مَلِيَّا ، ثُمَّ قال لي ، (( يا عمر ! أتدري من السائل ؟ )) قلت الله ورسوله أعلم . قال : (( فإنَّهُ جبريل ، أتاكم يُعلمكم دينكم )) .

يورد مسلم الحديث في شيء من الزيادة والنقص وباختلاف في رجال السند بعد ابن بريدة في الرقمين { 94 – 95 } وفي { 96 } بعد يحيى بن يعمر ولم يذكر مسلم ماهية الزيادة والنقص ويورد في الرقمين { 97 – 98 } الجزء الخاص بسؤالات جبريل دون جملة [ وتؤمن بالقدر خيره وشره ] بسند عن أبي هريرة ثم يورده برقم { 99 } وبه جملة [ وتؤمن بالقدر كله ] بسند عن أبي هريرة .



******



دراسة في الأحاديث التي تذكر القدر



ورد في مفتاح كنوز السنة [ معجم فهرسة ] تحت مادة القدر عنوان ـ أنْ تؤمن بالقدر خيره وشره ما يلي : ـ

مسلم ك/1 ح / 1 . أبو داود ك / 39 باب 16 . الترمذي ك / 30 باب 10 و16 ك/38 باب 4 . ابن ماجة المقدمة باب 10 و 11 . مسند أحمد ثاني ص 107 في مسند عبدالله بن عمر و 181 في مسند عبدالله بن عمرو بن العاص . الخامس ص 89 في مسند جابر بن سمرة و 182 و 185 و 189 في مسند زيد بن ثابت . و 317 مكرر في مسند عبادة بن الصامت . السادس 441 في مسند أبي الدرداء . تشير هذه الفهرسة وجود القدر خيره وشره ب [ 5 ] كتب فقط من أصل [ 14 ] كتاب فهرس لها مفتاح كنوز السنة

وجاء في مفتاح كنوز السنة تحت مادة القدر عنوان ـ أول من تكلم في القدر بالبصرة معبد الجهني ما يلي : ـ

مسلم ك/1 ح/1 . أبو داود ك/ 39 باب 16 . الترمذي ك/ 38 باب 4 .

تدل قراءة هذه الأحاديث في عنوانيها وفي مفتاح كنوز السنة على ما يلي : ـ

1. البخاري لم يخرج هذا الحديث بشقيه رغم أنَّ صحيحه فيه الكتاب رقم [ 82 ] أي المراد من كلمة كتاب{ القسم } في موضوع القدر خاصة وبلغ مجموع أبوابه [ 16 ] بابا وعدد أحاديثه المتصلة السند [ 27 ] وفيه عدد من الأحاديث المعلقة عدا عن عناوين الأبواب والسؤال هو لماذا لم يخرجه البخاري ؟ ورغم هذا العدد من الأحاديث لا توجد جملة وأنْ تؤمن بالقدر خيره وشره . أو قول من الله تعالى . مجتمعتين أو كل على انفراد .

2. كتاب موطأ مالك فيه الكتاب رقم [46 ] بعنوان كتاب القدر وأبوابه بابان وأحاديث البابين بلغت [ 16 ] حديثاً بعض هذه الأحاديث بلاغات ولا يوجد في موطأ مالك الحديث في شقيه أو جزء منه فلماذا لم يخرجه مالك أيضاً ؟

3. يلاحظ القارئ أنَّ قصة معبد الجهني ، الْمُدْخَلَةَ على النص عند مسلم ، غيرُ موجودةٍ في مسند أحمد ، رغم تعدد رواة حديث سؤالات جبريل عند أحمد، ومعلوم أيضا أنَّ أحمد روى حديث عبدالله بن عمر عن أبيه ومع هذا فالحديث بشقيه لم يورده أحمد في مسند عمر بن الخطاب ، ما ورد عند أحمد قول يحيى بن يعمر لابن عمر [ إنَّ عندنا رجالا يزعمون أنَّ الأمر بأيديهم فإنْ شاءوا عملوا وإنْ شاءوا لم يعملوا أليس هذا القول بهذا المنطوق وبهذه الصورة يعني استنكارا للقول بالفعل الإنساني الاختياري ؟ فيكون القولُ دالاً على الجبر ؟ وفي نهاية تعداد المواضيع الإيمانية تأتي عبارة { والقدر كله } وليس فيه عبارة خيره وشره وعبارة من الله

4. ما يصرح به نص الحديث في مسلم وتؤمن بالقدر خيره وشره فأين هو موضوع العلم الأزلي السابق الشمولي للكونيات والشرعيات من جهة ؟ وأين هي المقولة المتداولة التي تضيف { من الله تعالى } ؟ وهل توصف المعاصي بأنها شرٌّ أوقعه الله تعالى ؟ .

5. في حديث عبدالله بن عمرو بن العاص لم يرد ظهور جبريل بصورة رجل يعلم المسلمين دينهم ولا ظهور القائلين لا قدر أو معبد الجهني وإنما ورد أنَّ رسول الله قال : لا يؤمن المرء حتى يؤمن بالقدر خيره وشره .

6. نص حديث جابر بن سُمرة هو : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث أخاف على أمتي الاستسقاء بالأنواء ، وحيف السلطان ، وتكذيب بالقدر .

7. نَصَّ حديث زيد بن ثابت والنص عن أبي بن كعب ويذكر في آخر الحديث أن ابنَّ الديلمي سأل أيضا حذيفة وابن مسعود فقالوا مثل قول أُبي وأتى زيد بن ثابت فحدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك يقول النص : حدثنا وهب بن خالد {هو الحمصي } عن ابن الديلمي قال لقيت أبي بن كعب فقلت يا أبا المنذر وقع في نفسي شيء من القدر فحدثني بشيء لعله يذهب من قلبي ، قال : لو أنَّ الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه ، لعذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم كانت رحمته لهم خيرا من أعمالهم ولو أنفقت جبل أحد ذهباً في سبيل الله عزَّ وجلَّ ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر وتعلم أنَّ ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك ولو متَّ على غير ذلك لدخلت النار . وفي ص [ 185 / 5] من المسند يصرح زيد بأن الكلام السابق بتمامه دون نقص هو قول الرسول صلى الله عليه وسلم وفي ص [ 189 / 5] هو نفس النص في ص [ 182 / 5]

8. في ص [ 317/5 ] من المسند يرد حديثان عن عبادة بن الصامت والحديثان هما وصية عبادة لابنه قال عبادة في مرض موته : [ يا بني أنك لن تطعم طعم الإيمان ولم تبلغ حق حقيقة العلم بالله تبارك وتعالى حتى تؤمن بالقدر خيره وشره ويتسائل ابنه كيف لي أنْ أعلم ما خير القدر وشره ؟ قال [ عبادة ] : تعلم أنَّ ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك يا بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أول ما خلق الله تبارك وتعالى القلم ثمَّ قال أكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة يا بني إنْ مت ولست على ذلك دخلت النار وفي الحديث المكرر نفس المعاني إلاّ أنه في الحديث الأول الوصية على لسان عبادة مباشرة بينما في الثاني يخبر ابن عبادة الوليد عن وصية أبيه في سند فيه ابن لهيعة وليس في الوصية إنْ مت الخ . وهذا الحديث يدل على أنَّ الكتابة مخلوقة بعد القلم والقلم أول الخلق وهو يدل أنَّ الكتابة للكونيات وكتابة الكونيات حادثة بعد القلم فكيف أدخلت الشرعيات بالكتابة ؟

9. حديث أبي الدرداء قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا يدخل الجنة عاق ولا مدمن خمر ولا مكذب بقدر .

10. حديث أبي داود هو عين حديث مسلم أي حديث يحيى بن يعمر عن ابن عمر .

11. يُلفتُ النظر أنَّ أمهات كتب الحديث لم تبوب لموضوع عنوانه [علم الله ] فكتاب العلم في البخاري موضوعه تحصيل المكلف المعرفة وعند البخاري كتاب بعنوان القدر وعند مسلم العلم والقدر بعين مراد البخاري ومثل ذلك تماما في موطأ مالك وفي سنن الترمذي ويرد القدر في الباب العاشر من المقدمة عند ابن ماجة ولا يرد الموضوعان في سنن النسائي فالقدر موضوعه خلق أفعال المكلفين بقدرة التمكين المخلوقة فيهم وليس موضوعه علم الله .

12. في العودة إلى تعليق لي قبل سنوات على باب القدر في صحيح سنن ابن ماجة وهو كتاب جرى فيه الحكم على الحديث الواحد بكلمة واحدة من قبل الألباني مع الاكتفاء من حيث السند بالصحابي وقد قام الألباني بهذا العمل بعقد إجارة بينه وبين مكتب التربية العربي لدول الخليج وهذا هو التعليق [ هذه الأحاديث جزء من مادة الصراع حول موضوع القدر ، إنَّ موضوع القدر ليس موضوعاً يفهم من خلال النص بل هو موضوع يقع الحس على مدلوله هو خلق العباد لأفعالهم ولا يمكن للنص أنْ يكون في موضع المخالفة لما يقع العقل على مدلوله { والأغلب } أنَّ هذه النصوص موضوعة وضعها علماء السلاطين أصحاب الهوى والأغراض لتسويغ تصرفات الحكام الجائرة باسم القدر ، إنَّ دعوى أنَّ معنى القدر هو العلم لا يثبت من ناحية اللسان العربي ! .

13. وقفة ضرورية تتضمن الأبحاث التالية : ـ

· بحث في دلالة هذه الأحاديث

· بحث في معبد الجهني

· بحث في يحي بن يعمر

· بحث في ترويج معاني الأحاديث



1. بحث في دلالة هذه الأحاديث . هل معنى هذه الأحاديث أنَّ الله عالم بعلم أزلي ؟ وكلمة أزل لم ترد في القرآن البتة ولا في هذه الأحاديث . هل في القرآن وهذه الأحاديث أنَّ الله يعلم الأشياء قبل وقوعها ، وما يعلم أنه يقع لا بد أنْ يقع ، وأنه لا يقع شيء إلاَّ مما علمه ، إذا كانت هذه الجمل لا تعني الجبر فما هو الجبر ؟ ما معنى كلمة الأزل والأزلي ؟ أليس معناهما { القديم } أي واجب الوجود ؟ أي ما ليس له بداية هل كلمة أزلي وصف لعلم الله ؟ فهل علم الله هو الله ؟ أو كان الله وكان معه العلم ؟ المشكلة في مدلول كلمة علم إذا كان علم الله هو الله ، وعلم الله مفردات مثل مفردة : سيؤسس الشيخ تقي الدين النبهاني حزباً ، يسميه حزب التحرير وهذه المفردة هي من علم الله الأزلي _ على حد قولهم _ وهذه المفردة من حيث هي من علم الله الأزلي ، فهي غير مخلوقة ، وهي لا بد أن تقع ، ولا يمكن أنْ يقع غيرها ، فهي مخلوقة من حيث الوقوع وغير مخلوقة من حيث كونها مفردة من مفردات علم الله ، المعلومة سابقة على المفعولية والمعلومة جزء من علم كلي شمولي ، وحين وقوع المفعولية لا بد أنْ يصاحب المعلومة تغير مِنْ { سيؤسس منذ الأزل } إلى { أسس عام 1951 م } هل تبقى المعلومة هي أم تتغير تبعا لتغير واقعها ؟ العقل السني الكسول المتبلد { العقل الحافظ } أو { العقل المقلد } عاجز عن الفهم ، ولهذا لا يعيد البحث والنظر ، ليحدد أفكاره تحديدا جلياً ، فيكون الفكر عنده نقيا ، لا تخالطه الشوائب ، وصافيا من الغبش واللبس والتمييع ، مبلورا واضحا كل الوضوح ، حيا قابلا للإنشاء والارتقاء ، ومن هنا تصعب مهمة إعادة بناء عقل الأمة ، واستئناف الحياة الإسلامية فتتحقق رسالتها الخيرة في الأرض ، وللعلم فإن عقل حزب التحرير ، في قيادتيه ، وفي لجنة المحافظة عليه ، وغير ذلك من تشظيات وتشرذم ، هو عقل سني تراوح بين الأسطوري والتسليمي على مثل إيمان العجائز والسطحي الساذج والحالم المنتظر والتنويري الذاتي المتمدح والمعقد والديني الفردي المهتم بنسك العبادات والمتعالي المترفع ، وقد أعاد مؤسسه طرح أفكار أهل السنة ، دون أنْ يخبرهم أنَّ هذه الأفكار هي أفكار أهل السنة والجماعة فظنوا أنها من إبداعات الشيخ ، ورغم ديناميكية المؤسس ، بقي مجمل الكتلة كسولا بليدا ، ولذلك فقدوا القدرة على التأثير .

2. سعت مضامين أحاديث القدر إلى هز المسئولية الإنسانية من جهة وتفريغ محتوى وعد الله ووعيده بحجة القدر المقدور منذ الأزل من جهة ثانية ولاحظ أيها القارئ الكريم منطوق الأحاديث : { أنَّ ما أخطأك لم يكن ليصيبك ، وأنَّ ما أصابك لم يكن ليخطئك } وهم لا يقصدون المصائب من جدب وقحط وإعصار وزلازل وبراكين وعواصف وهي كلها حادثة بل قصدهم أعمال التكليف : من إيمان وطاعات ، والنقيض الكفر والعصيان .

أهل السنة والجماعة مصطلح متأخر إذ يراد به الأشاعرة والماتريدية وشيخا الأشاعرة والماتريدية هما من علماء القرن الرابع الهجري فلابد من الانتباه لهذه الملاحظة .

3. بحث في معبد الجهني . من هو معبد الجهني ؟ لماذا الحملة الشديدة عليه ؟ هل يستدعي قوله في القدر هذه الحملة ؟ من أعطى قول واجتهاد خصوم معبد صفة الحق المطلق ؟ أنطقت النصوص لصالحهم حتى بعد التدخل الظاهر فيها ؟

¨ معبد الجهني : هو معبد بن عبدالله ويقال بن خالد بن عليم ويقال عكيم ويقال عويم الجهني البصري وغير ذلك لا يعرف تاريخ ولادته مات مقتولا سنة 80 هـ أول من قال بالقدر في البصرة[ هكذا دعوة خصومه ] سمع الحديث من ابن عباس والحسن بن علي وابن عمر ويزيد بن عميرة الزبيدي والحارث بن عبدالله الجهني وحمران مولى عثمان ومعاوية وعمران بن حصين ويقال مرسل وأرسل عن عمر وعثمان وحذيفة بن اليمان والصعب بن جثامة روى عنه الحسن البصري وسعد بن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف وقتادة ويزيد بن رفيع ومالك بن دينار ومعاوية بن قرة و عبدالله بن فيروز الداناج { ابن الديلمي } وابن عوف .

¨ من الملاحظ أنَّ الناقلين عنه كلهم من القائلين بالعدل حسب مفهوم المعتزلة للعدل .

¨ حياته : حضر يوم التحكيم وانتقل من البصرة إلى المدينة فنشر فيها مذهبه { أي أنَّ المكلفين على الخيار } وعنه أخذ غيلان الدمشقي المشهور خرج مع ابن الأشعث على الحجاج بن يوسف فجرح فأقام بمكة فقتله الحجاج صبراً بعد أنْ عذبه وقيل صلبه عبد الملك بن مروان بدمشق على القول بالقدر ثم قتله .

¨ شذرات من مواقفه : قالت أمه للحسن : لقد شهدت ابني في الناس يقول : القول بالعدل وحكي أنَّ الحجاج أرسل إلى معبد الجهني وأخرجه من الحبس ـ وكان يطعمه خبز الشعير والكراث والملح ـ قال له الحجاج : يا معبد كيف ترى قِسْمَ الله لك ؟ ! قال : يا حجاج خلِّ بيني وبين قِسْمِ الله فإنْ لم يكن لي قِسْمٌ إلاَّ هذا رضيت به . فقال له : يا معبد أليس قُيِّدَّتَ بقضاء الله ؟ قال : يا حجاج ما رأيت أحداً قيدني غيرُك ، فأطلق قيدي فإنْ أدخلني قضاء الله رضيت به .

¨ لماذا الحملة الشديدة عليه ؟ وهو من جيل التابعين ، مع انه وإن لحق بعض الصحابة ، إلا أنه حسب اعتبار الجيل 40 سنة ، من آخر جيل التابعين ، إن كان حساب الجيل من الهجرة ، وهو من أوائل جيل تابعي التابعين ، إذا كان حساب الجيل من بداية النبوة ، وهذا هو الأرجح . لا يشك أحد من المسلمين من كون الله عالماً لا يجهل ، وأنه علاَّم الغيوب ، وأنه عليم ، وأنه عالم الغيب والشهادة ، ومع الشهادة لمعبد بأنه ثقة في الحديث ، من قبل علماء جرح مشهورين ليسوا من أهل القول بالقدر ، كابن معين وأبي حاتم والعجلي والدارقطني ، إلاَّ أنّ جملة علماء الحديث صبوا جام غضبهم عليه ، لقوله بالقدر ، مع نفي معنى التقدير الأزلي .

¨ مشكلة القدر أنها ليست بحثاً من الأبحاث النظرية فقط ، بل للقدر توظيف معين ، هذا التوظيف هو تسويغ المظالم ، وخاصة مظالم الحكام عند القائلين بالجبر ، استنادا إلى علم الله الشمولي الأزلي للكونيات والشرعيات ، ولذلك يؤكد الشيخ تقي الدين النبهاني تبعاً لشيوخ الأشاعرة أنَّ الله يعلم الأشياء قبل وقوعها وما يعلم أنه يقع لا بد أنْ يقع وأنه لا يقع شيء إلاَّ مما علمه تلك هي وظيفة العلم الشمولي الأزلي وإذ رفض معبد هذا التسويغ لأنَّ الله جعل المكلف في محل القدرة في لحظة التلبس بالفعل قادرا على الفعل والترك وهذا يعني أن ليس علماً أزليا جبره على الفعل أو كشف اختياره {تسويغ حزب التحرير للجبر} شنَّ علماء السلاطين وعلماؤهم الحملة على معبد وأخيرا قتلوه صبرا وصلبوه ولا يزال أتباعهم يشوهون تاريخه كما شوهه أحبارُهُم من قبلُ . واليوم إذ يشبه البارحة يقوم أعضاء كانوا في حزب التحرير أو هم أعضاء الآن في حزب التحرير بشن هجوم على من أعاد بلورة موضوع القدر وعلاقته بكون الله عالما وعلاقة الموضوعين بالجبر والاختيار .

¨ هل يستدعي قول معبد بالقدر هذه الحملة الظالمة ؟ وهل يجوز لعلماء أهل السنة والجماعة الكذب ضده ، وتشويه صورته ؟ ثم يسجن ويعذب في سجنه ، ويقتل ويصلب بعد ذلك . القضية : أنَّ معبدَ عدلي ، وأنَّ الظلم عنده فعل قبيح ، وعند العدليين الله لا يفعل القبيح ، ولم يقدره ، ولا يريده ، والله لم يقدر فعل الإنسان بل قدر فيه الاختيار وجعله مكلفاً فإنْ فعل الحسَن فباختياره وإنْ فعل السوء فباختياره هذا هو فهم معبد للقدر وبالتالي ففهمه يسحب البساط من تحت الظلمة وأعوانهم وعلمائهم ، من هنا كانت الحملة الشديدة عليه ! .

¨ من أعطى قول واجتهاد خصوم معبد صفة الحق المطلق ؟ الإسلام إيمانيات [ عقائد ] والإسلام أفكار [ تعريفات وقواعد ] والإسلام أوامـر ونـواهي [ أحكام عملية ] تشمل العبادات والمعاملات والبينات والعقوبات وينتج عن اتباع الإسلام سجايا خلقية رفيعة والإسلام [ رحمة ومصلحة ] والإسلام تكليف للعقلاء القادرين ، والإسلام في أدلته ميدان فكري يتسع للفهم والاجتهاد في النوازل وهما أي الفهم والاجتهاد يسيران وفق منهج منضبط بالدليل على المسألة المعينة في قضايا الإيمان والأفكار ، وفي أنَّ النص يحوي المسألة المعينة في الأحكام مع تنزيل الحكم على الواقع وفي المواقف السياسية يرتبط الفعل في الممكن ولهذا فالفعل السياسي اشدها تعقيداً . ذلك هو الإسلام ويعلم ويفهم من خلال فهم الواقع [ المناط ] المراد بكلمة المناط فهم الشيء من حيث وجوده وصفته لإصدار الحكم العقلي عليه ، إذ الحكم على الشيء لا يكون إلاَّ عقليا ، بخلاف الحكم على الفعل من حيث الإيجاب والسلب ، أي من حيث الفعل أو الترك [ الأمر بالفعل والنهي عنه ] فله موازين تحددها وجهة النظر ، فمعايير المسلمين تختلف عن معايير غيرهم ، وقضية القدر تتبع معايير العقل ولا تستخرج من الوحي ، إذ للقدر [ أفعال العباد ] واقع يوضع الإصبع على مدلوله ، والواضح الآن ، أنَّ كل أحاديث القدر هي أحاديث موضوعة ، ودواعي وضعها ، هو الصراع السياسي ، على تسويغ أو عدم تسويغ ، المظالم والفسوق ، والعصيان ، فخصوم معبد ، تسلحوا بنصوص موضوعة ، لإعطاء قولهم صفة الحق المطلق ، ومع ذلك فإنَّ النصوص التي صاحبتها دعوى ، أنَّ الرسول قائلها ، بل جبريل ذاتا تمثل برجل ، لِيُعُلِّمَهَا مباشرةً لفريق من الصحابة ، لا يُعْرَفُ منه واحدٌ ، غيرَ عمرَ بن الخطاب على ذمة الراوي عن عبدالله بن عمر هذا من جهة ومن جهة أخرى فرغم كل الاهتمام بقيت في دائرة الإبْهام ومحل النزاع والأخذ والرد .

3- بحث في يحيى بن يعمر . من هو يحيى بن يعمر ؟ كيف يتأكد للقارئ أنَّ يحيى بن يعمر أشغل ذهنه فعلا في مقالة معبد ؟ : [ لا قدر ] أي لا كتابة سابقة بصورة أخرى أي لا جبر هل يعني ذلك أنَّ يحيى بن يعمر جبري ؟ على القارئ ملاحظة هذه التواريخ : عبدالله بن عمر مات سنة 73 هـ معبد الجهني قُتل سنة 80 هـ يحيى بن يعمر مات سنة 129 هـ ماذا تعني هذه التواريخ ؟ تعني أن مشكلة القدر حدثت قبل 73 هـ لماذا أثيرت قضية القدر ؟ هل كانت أحاديث القدر الكثيرة جدا ! غير معلومة ليحيى بن يعمر وصاحبه حميد بن عبد الرحمن الحميري وأهل البصرة ؟ لماذا انتشر واسعا مذهب القدرية في البصرة ؟ هل أدار أهل البصرة الظهر لرأي ابن عمر مبكراً

¨ يحيى بن يعمر الوشقي العدواني ، أبو سليمان الجدلي ! من أهل العربية والنحو أخذ اللغة عن أبيه والنحو عن أبي الأسود الدؤلي ولد بالأهواز وسكن البصرة أول من نَقَّطَ المصاحف وتشيع لأهل البيت صحب يزيد بن المهلب بن أبي صفرة وكان كاتب رسائله فأعجب به الحجاج فطلبه من يزيد فجاءه إلى العراق وحادثه فلم تُرضِ الحجاجَ صراحتُهُ ! نفاه الحجاج إلى مرو فتولى القضاء فيها أيام ولاية قتيبة بن مسلم ثم عزله بتهمة إدمان النبيذ ، عده أبو القاسم البلخي من معتزلة أهل البصرة .

¨ بلغت الأحاديث التي مرت عن طريقه إلى الصحابي كما يلي البخاري ( 5 ) مسلم ( 4 ) الترمذي ( 1 ) ابن ماجة ( 1 ) أبو داود ( 6 ) مسند أحمد ( 11 ) عدا الأحاديث المتكررة عند المحدثين والمشتركة بينهم .

ahmad albadawi
05-19-2009, 10:51 AM
الجزء الثالث

نقاط تحت المجهر

في حياة يحيى بن يعمر



1. يحيى بن يعمر بصري وأهل البصرة مشهورون بالقول بالقدر .

2. متشيع باعتدال لأهل البيت والمتشيعة المعتدلة هم عدليون قبل ظهور اسم المعتزلة .

3. لم يرض عنه الحجاج فنفاه ! فهل نفاه لقوله بالجبر ؟

4. ولاه قتيبة بن مسلم القضاء ثم عزله ! وهذه تكشف أمرين أنه على رأي أهل الكوفة بالمصنف والثاني أنه لا يمكن التسليم بأنَّ عزله تم على شربه المصنف بل لأن القائلين بشرب المصنف على الجملة ليسوا في محل التأييد لسلطة الظالمين .

5. وُصف في تهذيب التهذيب بأنَّه جدلي والجدليون اسم لأهل علم الكلام في بداية التكوين والظاهر من مدونة حياته أنه فقيه وجدلي وليس من أهل الحديث .

6. إضافة للفقه والجدل فهو من أهل اللغة وأهل اللغة خاصة الأوائل هم من العدليين .

7. يدون تهذيب التهذيب أنَّ الستة أخرجوا حديثه وأنه راوٍ عن عدد من كبار الصحابة ويعدهم تهذيب التهذيب كما يلي : عثمان ، علي ، عمار ، أبو ذر ، أبو هريرة ، أبو موسى الأشعري ، عائشة ، سليمان بن صرد ، ابن عباس ، ابن عمر ، جابر ، أبو الأسود الدؤلي وغيرهم

8. ما يظهر من نقاط تحت المجهر أنَّ تحميل يحيى بن يعمر هذا التساؤل عن القدر لتحويله إلى مفهوم الجبر عملية مطلوبة إذ المراد التشكيك في مفهوم الاختيار من داخل بيت القائلين به وقد أتقن أهل التشبيه والجبر هذه الصنعة وهي ظاهرة في أكثر من حديث .

4- بحث في الدواعي لترويج معنى أحاديث القدر : ذكر القرآن الكريم كلمة { قَدَرٍ } بتنوين الكسر سبع مرات وباستعراضها كلها يظهر أنَّ معناها الكمية وكلمة { قَدَراً } مرة واحدة وكلمة { قَدَرُ } مضافة إلى هاء الغائب المفرد مرتين وورد فيه تصاريف واشتقاقات متعددة من كلمة قدر وكلمة قدر ذات معان عدة كلها تعود إلى القدرة والتقدير والفعل الواقع على وجه الإحكام فمن أين جعل أهل السنة والجماعة معناها العلم السابق الأزلي والتسجيل الشامل ؟ وهذا التسجيل هل هو من الأزل ؟ لا بد من جواب شافٍ عن السؤالين والابتعاد عن الضلالات والجهالات .

أما و قد شُرِّعت الجهالات ، في موضوع أن الله عالم ، و انفتح باب الضلالات وحدث في الموضوع ،و حوله رجرجةٌ في القناعات ،و إذ الجدل لا يسير وفق نهج للفهم ،بل يعتمد على الذات المتعظمة و الموروث المسبق’ و المواضيع الجزئية ،و الذرية ،التي لا تنطق بمفهوم أو مقولة ، متعلقة بعلم أزلي، أو سابق، بل هي آيات وعد و وعيد و شرط، و هي تستعمل مجرد عائق لحركة تفكير كلية أصيلة تنتقل من الأصل إلى الفرع ،و ليس بجعل الفرع ناقضا للأصل، فان المراد من هذه النقاط ،إعطاء معالم و إشارات و نقاط ،لتقف الذات معها، بديلاً عن سير و جدل ،لا يظهر فيه أنه سعيٌ حثيث للمعرفة ، و طلب الحق، بل هو مجرد حالة سجالية سيئة مثل أي حالة سجالية ،موجودة في المجتمع الآن .



********



من المعلوم عند كل عدلي، بل عند كل من له معرفة بالفرق الإسلامية ،أن المعتزلة و الزيدية رافضان للقول بأن الله عالم بعلمٍ، لأن العلم ،و هو إسم معنى يقع على مدلوله ،فلا يجوز بحق ذات الله ،لان الله ليس مفتقراً لاي اسم من اسماء المعاني ،الموضوعة اصلا للمعنى أي المصادر مثل قدرة و علم و حياة و سمع و بصر و لذلك كان العدليون موضع التنديد لانهم يمنعون إطلاق ان الله قادر بقدرة أو عالم بعلم أو حي بحياة أو سميع بسمع أو بصير ببصر أو فاعل بحركة أو متكلم بحرف و صوت أو موجود في سياق الزمان والمكان و مع كل هذا الوضوح و مع كل الاتهامات للعدلية بأنهم معطلة لصفات الذات في باب الصفات و الأفعال و إن كان الاتهاميون لوجود قول للمعتزلة المتأخرين من ان الله عالم فيما لا يزال وانه عالم بجميع المعلومات على الوجه الذي يصح ان تعلم عليها و مع ان العبارة ليس من منطوقها انه عالم بعلم أو عالم بمعلومات أزلية إلا ان خصوم المعتزلة قبلوا هذه العبارة في صورة لازمة في الذهن عندهم أي ان معناها اللازم ان الله عالم بعلم أمَّا ما هو هذا العلم فالأمر لا يعنيهم .



********



إنَّ الإيمان بأن الله عالمٌ، لم يُستمدَّ من النصوص القرآنية أو غيرها،إذ الخبر من حيث

هو خبرٌ يمكن أن يكون صدقاً أو كذباً ولا يمكن الاستدلال بالنصوص القرآنية قبل إثبات التوحيد والعدل العقليين فالإيمان بأن الله عالمٌ حجتهُ استدلالية من خلال النظر في الكون فيعلم أن وقوع الفعل منه تعالى جاء على وجه الاتساق والإحكام ،فالله عالم لصحة وقوع الفعل منه على وجه الاتساق والإحكام إذ النص ليس مصدر إثبات أن الله عالم بل هو من الاستدلال العقلي المحض .



*********



ولا يقال أن الزلازل و البراكين و العواصف و الحيوانات المؤذية و الأمراض و تشويه صورة بعض من الإنسان و الآلام الحاصلة للمرضى و المجانين و الأطفال و البهائم هي أفعال ليست على مقتضى الحكمة بناءاً على ظاهرها و الحقيقة أنها على مقتضى الحكمة للاعتبار فيها و منها و للثواب العظيم الذي يحصل للمكلف على سبيل العوض و الإنسان يعلم من نفسه أنه راغب بتحمل الصعوبات و المشاق و الألم في سبيل محمدة في الدنيا أو منفعة زائلة فإذا نفي عن فعل الله العبث أدرك المكلف أن أفعال الله تحصل على مقتضى الحكمة و لهذا فأفعاله تعالى واقعة على وجه الاتساق و الإحكام و ما يرى غير ذلك فهو على وجه الألطاف للاعتبار و العوض وهي بهذا الوصف تَحْسُنُ.



**********



تلك هي الصورة الضرورية لوجود إدراك لبنية تحتية أي معلومات يتمكن بها من إدراك معنى ان الله عالم وعدم جواز القول بان الله عالم بمعلومات بما سيكون و بما سيكون كيف يكون، منذ الأزل أو القول بعلم سابق 0



***********



النقاط



لقد انشطر الرأي في معنى أن الله عالم في عديد من الحدود و التعريفات ها هي :

· إثبات العلم القديم الأزلي الشامل للكونيات و الشرعيات .

· تؤكد الدوسية بعد إيراد آيات القدر { أنها كلها جاءت للدلالة على أنَّ الله تعالى يعلم الأشياء قبل وقوعها وما يعلم أنَّهُ يقع لا بد أنْ يقع وأنَّهُ لا يقع شيء إلاَّ مما علمه .

· المطلوب من القارئ الكريم التمعن والتدبر بالجمل الثلاث التي تحتها خط .

· أو إثبات العلم الحصولي أو الإكتسابي أي حصول علم الله بسبب الأشياء و الوقائع و الحوادث لوجودها .

· أو إثبات العلم المحيط بالأشياء و الوقائع و الحوادث على ما هي عليه في ذاتها على الإحاطة و الإحاطة تقتضي فك المكان و الزمان عنها

· أو وجود علم سابق بالأشياء و الوقائع و الحوادث مع عدم وجودها مع نفي أن الله عالم بعلم و هو من القول المتناقض لأن المنفي هو عين المثبت

· أن الله عالم بالمعدومات و مع كونها معدومات إلا أنها أشياء أي إثبات شيئية المعدوم و هو إثبات غير مفهوم .

· العلم بالكليات دون الجزئيات أي العلم بالقوانين العامة والسنن الكونية الكلية و الحقائق الإنسانية النفسية و هذا يعني أن الله عالم بأنه خلق الإنسان مختارا أما استعمال اختياره على هذا الوجه أو ذاك الوجه فيعلم لوقوعه .

· المعتزلة تثبت معنى أنّ الله سميع أي بالمسموعات و بصير بالمبصرات أي أنّ الله مدرك للمسموعات و المبصرات لكونها مسموعات و مبصرات و لا يقال سميع بالمسموعات و لامسموع و بصير بالمبصرات ولا مبصر .

· يبنى على معنى سميع وبصير كما مر بأنه عليم بالمعلومات والمعلوم موجود وقبل وجود المعلومات هو عالم لا يجهل أي خلق الأشياء والوقائع والحوادث وهو عالم لا يجهل وليس لأنه يعلم معلومات عنها وهذا معنى { بديع }

· ما يفهم من مقولات الرافضين لعلم الإحاطة أن الله عالم بما سيكون من أشياء و وقائع و حوادث بكل تفصيلاتها و جزئياتها أي بما سيكون كيف يكون واللازم من ذلك أن الله عالم بعلم هو مجموع المعلومات و لا بد من تفسير لكيف أن هذا لا يكشف أن الله مجبور لمعلوماته و الإنسان مجبور لمعلومات الله و هذا يناقض معنى الألوهية ويتعارض مع العدل و خلق أفعال العباد من قبلهم ، و خلق الله لكلامه .

· إن معنى أن الله واجب الوجود أي قديم أو أزلي و أنه عالم بما هو كائن و بما سيكون وكيف يكون و هذه التي تعدت إلى( ما) هي معلومات شاملة للكونيات و الشرعيات و هذا يعني أن الله مريد لها أن تكون في وصف معلوم ،ومكان محدد وزمن معين فهل تتحول هذه إلى أشياء و وقائع و حوادث بإرادة لله واحدة قديمة أو تحدث بإرادات حادثة لابد من تفسير لهذا ؟ .

· إن الأشاعرة منسجمون مع أنفسهم حينما قالوا انه عالم بعلم أزلي لا هو هو و لا هو غيره بل هو علمه الشامل الذي يترتب عليه انه تعالى يعلم الأشياء قبل وقوعها و ما يعلم انه يقع لا بد ان يقع و انه لا يقع شيء إلا ما علمه و لهذا من الطبيعي ان يعمد الاشاعرة لرفض الأسباب الفاعلة و التمكين و الاستطاعة قبل الفعل وإنكار وقوع الهداية و الطاعة من قبل المهتدين الطائعين أو وقوع الكفر و العصيان من قبل الكافرين و العاصين بل كله خلق له تعالى و هذا هو الجبر الصريح .

· إن القائلين بالعدل و التكليف و الاختيار ليسوا في محل بناء عمارة منسقة متسقة متماسكة إذا قالوا بأن الله عالم من الأزل أو بعلم سابق بكل الأشياء و الوقائع و الحوادث قبل ان تكون و كيف ستكون إذ في الأمر تناقض واضح فالأمر معلوم قبل وجوده و يقع مطابقاً للعلم السابق و أي قيمة للاختيار بقيت ؟ ! إلا تمحل الاختيار المطابق للعلم السابق .

· ان الزمان ليس زماناً ذهنياً بل هو زمان نسبي له وجود مع المنسوب إليه فلا مادة و لا طاقة إلا و لها زمكانها الخاص و هو موجود مع وجودها على ان جعل الزمان ذهنيا فهل يكون المكان حالة ذهنية ثانية فيكون الزمكان مجرد حالة ذهنية و لعدم وجود ذهن مشترك بل هو ذهن فردي . فهل يقال ان آدم موجود لمجرد الوعي الذهني بزمانه أو هو موجود بسبب زمانه هو و في مكانه هو .

· محاولة الاستناد للقرآن الكريم في إثبات مجرد علم أو علم أزلي أو علم سابق بالادعاء بوجود ذلك في القرآن الكريم هو مجرد أقوال لا سند لها إذ ان قضايا القرآن الخبرية لا تعدو ان تكون من القصص و هذه أمور سابقة على نبوة محمد صلوات الله عليه أي هي حوادث ماضية و الادعاء بان أهل الكتاب أي النبوات السابقة اخبروا بأخبار مستقبلية فهي محمولة على باب الوعد و الوعيد و اجلى شيء ما يجده الإنسان من نفسه مع انه يعد و يتوعد و لا يعني وعدُهُ و وعيدُهُ علماً مسبقاً بل يجد من نفسه قدرة مسبقة على فعل ما وعد به أو توعد عليه فالإخبار بالنبي من بعد النبوات محموداً في سيرته وظاهر النكتة البلاغية في تسميته أحمد إذ المراد صفته لا اسمه العلم الذي أطلق عليه مع ضرورة ملاحظة العلاقة بين اسم العلم وصفته فهو اسم على مسمى خاتماً للنبوات هو في باب الوعد المصحوب بالوعيد لمن لا يسير مع هذا النبي و الإخبار عن يوم الدين هو من باب الوعد و الوعيد أيضا و الشرط يدخل في باب الطلب من جهة و يدخل في باب الوعد و الوعيد من جهة أخرى و الاستثناء من باب الوعد إن كان على وجه الثواب و من باب الوعيد إن كان على وجه العقاب و من باب التكليف و لهذا صح ان الكتاب كله هدى يهتدي يه المتقون و من المعلوم ان الكثير من الآيات القرآنية الخبرية فإنها مساقة مساق الطلب’ و إذا كان باب الوعد و الوعيد مقيداً بقيد صح القول بأنه هدى و ليس من الأنواع الإخبارية المجردة و مثل ذلك القصص لما فيها من الاعتبار و الوعد و الوعيد و لهذا فليس للقرآن مهمة إخبارية بحتة .

· ان أخبار الفتن و الملاحم و آلتي يلجأ إليها الحديثيون رغبة في التثبيط و رغبة في بناء العقل الميثولوجي الأسطوري و رغبة في نوال رضى السواد من الناس (العامة)و امتثالاً لرغبة الحكام الظلمة لإلهاء الناس عن العقل الجاد المفيد و التي لجأ إليها أصحاب الهوى في المذاهب و المقولات و أهل الوعظ شكلت تحولاً خطيراً و مؤثراً في طريقة التفكير الإسلامي فتناحرت المذاهب و أهل المقولات و الفرق و الشيع و مع هذا فإن التسليم بوجود بنية خبرية هي الفتن و الملاحم و العلامات يعني ان الأمة الإسلامية يجب ان تبقى في محل الصدام و التناقض و التشرذم فكل بنية خبرية أسسها أصحابها بطريقة تخدم مذهبهم و مقولاتهم و هيهات للزيدي ان يقيم الحجة على الامامي وهيهات للزيدي والامامي ان يقيما الحجة على الإسماعيلي و هيهات لهذه الفرق وأهل المقالات الشيعية الثلاث ان تقيم الحجة على أصحاب الدعوى انهم أهل السنة و الجماعة و كذلك الاباضية فضلاً عن ان مضمون هذه البنية الخبرية ( الفتن و الملاحم) إنما هو الجبرية التاريخية و هكذا يقدم هؤلاء أرضية فكرية و بنية تحتية للنصارى و اليهود بصحة بنيتهم الفكرية المستندة على ما يسمى بالإعلانات السرية كما هو الحال في أشعيا و حزقيال و رؤيا يوحنا اللاهوتي و غيرها .

· إنَ هذه القراءة و هذا التوضيح لمعنى انَ الله عالم استندت إلى الخطبة الغنية الثرية خطبة واصل بن عطاء المنزوعة الراء إذ يقول عن ذات الإله "فلا يحويه زمان،و لا يحيط به مكان ،"و يقول :"و علا على صفات كل مخلوق ، وتنزه عن شبيه كل مصنوع ،فلا تبلغه الأوهام ، و لا تحيط به العقول و الافهام ."أي لا تحيط به ذاتا و لا تحيط بفاعليته فهما بعد إثبات استحالة توهم ذات الله فإن أفعاله تحدث على مقتضى الحكمة و استندت من ناحية ثانية إلى تفسير النظرية النسبية للزمان و المكان من أنّهما نسبيان فما هو ماضٍ سحيق يمكن أن يكون حاضرا ماثلا إذا ما تغير حال الحاكم عليه ، على أنّ معنى الأول و الآخر مع عدم الفصل بين الأول و الآخر تعني أنّ الله تعالى لا يحويه الزمان و أنّ الظاهر و الباطن معاً بلا فصل بين الكلمتين أنّه لا يحيط به مكان فنسبية الزمان و المكان و أنّهما وجودان نسبيان فهو أمر مستبطن في أكثر من آية في القرآن الكريم سبحانه في ألوهيته.

· إنّ الإنسان و هو مشدود بوعيه إلى الزمان و المكان يعجز عن إدراك معنى عالم بالإحاطة و لهذا إذ يعجز عن تفسير معنى الإحاطة تراه ينشدُّ إلى معنى العلم الكامل كما هو في وعيه و ذهنه فيلغي الإحاطة فيرتبط ذهنه بالعلم الأزلي أو العلم السابق الكامل أو يحاول ان يدرك الإحاطة من التعاقب للزمان و التجاور بالمكان فيرتبط وعيه و ذهنه بالعلم الحصولي فالأول و الوعي الذهني له انه الأكمل و الثاني و الوعي الذهني له انه العلم الناقص يجعله يميل إلى الأول و لو علم ان وعيه و إدراكه الذهني هو إدراك الإنسان الذي لا ينفك عن الزمكان لعلم انه في محل العجز عن تفكيك معنى الإحاطة فالأصل به ان يسلم بمعنى الإحاطة كما هو معرف ببداية هذه النقاط رافضاً لأزلية العلم أو العلم السابق و نافياً للعلم الحصولي .

· إن خطورة العلم الأزلي أو السابق انه هادم لنظرية التكليف من جهة و محولاً ذات الله إلى أنه أسير لعلمه السابق فالله في محل العجز في الكونيات من أن يفعل إلا ما قد علمه في الأزل و لهذا رأى بعض الناس أي الإمامية أنه و هو منزه عن أن يكون أسيرا لعلمه فقالوا بجواز البداء على الله تعالى وهي تعني أنه بدا لله تعالى أن يفعل غير ما قدره وهذه البداء خطورتها معروفة لأن ظاهرها أنه تعالى يعتريه التردد و الخواطر و التغيرات ولهذا شنَّ عليها أهل السنة هجوماً شديدا ويظهر أنَّ مرادهم ليس ظاهر كلمة البداء ،ويستشهدون لذلك بآية يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب .

عند العودة لكتاب الأصول من الكافي [ باب البداء ] والباب يحوي 16 نصاً منها عن أبي عبدالله المقصود جعفر الصادق [11 ] نصاً وعن أبي جعفر أي محمد الباقر [ 3 ] نصوص وعن علي الرضا نص واحد وعن العالم أي عن علي الهادي نص واحد وهي بهذه الطريقة هي مقولات إسلامية لأصحابها ولا تعط مكانة الحديث أو الأثر ولكنها عند الشيعة الإمامية نصوص معصومين وهذه هي النصوص : ـ

1- في سنده كما هو في الكافي عن أحدهما عليه السلام قال : ما عبد الله بشيء مثل البداء وفي رواية هشام بن سالم عن أبي عبدالله [ المقصود جعفر الصادق ] عليه السلام ما عُظِّمَ الله بمثل البداء ويعلق الطباطبائي بالهامش قائلاً : البداء من الأوصاف التي ربما تتصف بها أفعالنا الاختيارية من حيث صدورها عنا بالعلم والاختيار فإنَّا لا نريد شيئا من أفعالنا الاختيارية إلاَّ بمصلحة داعية إلى ذلك تعلق بها علمنا وربما تعلق العلم بمصلحة فقصدنا الفعل ثم تعلق العلم بمصلحة أخرى توجب خلاف المصلحة الأولى فحينئذ نريد خلاف ما كنا نريده قبلُ وهو الذي نقول بدا لنا أنْ نفعل كذا أي ظهر لنا بعد ما كان خفياً عنا كذا والبداء الظهور فالبداء ظهور ما كان خفياً من الفعل لظهور ما كان خفياً من العلم بالمصلحة ، ثم توسع في الاستعمال فاطلقنا البداء على ظهور كل فعل كان الظاهر منه خلافه فيقال بدا له أنْ يفعل كذا أي ظهر له من فعله ما كان الظاهر منه خلافه ، ثم إنَّ وجود كل موجود من الموجودات الخارجية له نسبة إلى مجموع علته التامة التي يستحيل معها عدم الشيء وعند ذلك يجب وجوده بالضرورة وله نسبة إلى مقتضيه الذي يحتاج الشيء في صدوره منه إلى شرط وعدم مانع فإذا وجدت الشرائط وعدمت الموانع تمت العلة التامة ووجب وجود الشيء وإذا لم يوجد الشرط أو وجد مانع لم يؤثر المقتضى أثره وكان التأثير للمانع وحينئذ يصدق البداء ، فإنْ كان هذا الحادث إذا نسب وجوده إلى مقتضيه الذي كان يظهر بوجوده خلاف هذا الحادث كان موجوداً ظهر من علته خلاف ما كان يظهر منها ، ومن المعلوم أنَّ علمه تعالى بالموجودات والحوادث مطابق لما في نفس الأمر من وجودها فله تعالى علم بالأشياء من جهة عللها التامة ، وهو العلم الذي لا بداء فيه أصلاً ، وله علم بالأشياء من جهة مقتضياتها ، التي موقوفة التأثير على وجود الشرائط وفقد الموانع ، وهذا العلم يمكن أنْ يظهر خلاف ما كان ظاهراً منه بفقد شرط أو وجود مانع وهو المراد بقوله تعالى { يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب }

2- في سؤال لأحد أفراد الشيعة حول المفهوم عند الشيعة للعلم والبداء قال ما يلي ناقلاً نصاً من كتاب التوحيد للصدوق ما يلي : أبي عن سعد عن محمد بن عيسى عن إسماعيل بن سهل عن حماد بن عيسى قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام هل الله عالم ولا معلوم ؟ قال : كيف يكون عالماً ولا معلوم ! قلت : وهل الله سميع ولا مسموع ؟ قال : كيف بكون سميعاً ولا مسموع ! قلت : وهل الله بصير ولا مُبْصَر ؟ قال : كيف يكون بصيراً ولا مُبْصَر !



******



· إن السلفية و حتى لا تشتط ضد هذا الفهم بلا روية تقول بحلول الحوادث في الله تعالى أي تقول يفعل : [ كيف شاء متى شاء ] لأنها حاولت تنزيهه عن فقدان فاعليته التي يدل عليها قوله تعالى :*(كل يوم هو في شأن)*. و قوله تعالى :*(إنما أمره إذا أراد شيئاً ان يقول له كن فيكون )*. فإن الإحاطة تعني فاعلية الله تعالى أي القيومية المطلقة مع نفي الحوادث عنه تعالى والقول بعلم الإحاطة يمنع حلول الحوادث في الله تعالى مع إثبات فاعليته .

· لقد ورد في ثنايا القول السابق ، أنَّ الحديثيين [ أهل الحديث ] و يشاركهم غيرهم من المذاهب ، و أهل المقولات ، بنوا عقلاً ميثولوجياً أسطوريا ، فإنه لا بد من توضيح أن معنى الميثولوجيا و الأسطورة : هي الحادثة التي يظهر فيها البطلان ، لمخالفتها المعقول الحسي ، أو لأن بنيتها هي تمكين القادر بقدرة ، من فعل لا يمكن ان يحدثه إلا القادر بذاته ، أو لأن مصدرها ظن أو هوى لأسباب تحريفية أو تسويغية و لهذا فإن المعجزات والآيات التعليمية التي ظهرت على يد الأنبياء أو كإرهاص لهم في زمانهم و أوردها النص المقطوع به انه من الله تعالى بدليل العقل أي نص القرآن تحديداً لا بد من التسليم بها و نفى المعنى الميثولوجي و الأسطوري عنها رغم أنها بالقياس إلى المعقول الحسي فيها معنى الميثولوجيا و الأسطورية و لكن بالقياس إلى أنها نص قرآني و أنها جاءت على سبيل المعجزة أو الإرهاص و أنها فعل القادر لذاته دون إسنادها إلى غيره من خلقه و أنها دليل و برهان و حجة و سلطان أو تعليم في زمن نبي أو إرهاص منبئٌ بزمن نبي فإن هذه النصوص تقطع الأدلة بزوال الأسطورية والميثولوجية عنها بخلاف نصوص الحديث أو نصوص التراث أو نصوص أهل الكتاب أو النصوص المسندة إلى السحرة أو الأولياء أو أهل السيطرة على الجان أو فعل الجان ذاته فإنها كلها لا مستند لها و لا مرجعية و تفقد الحجة و السلطان و البرهان و الدليل فالقرآن محجوج له بحجة العقل و لهذا يجري التسليم بمقالاته أما غير ذلك فلا حجة له بل هو مجرد الظن و الظن لا يغني عن الحق شيئاً والحجة للسنة هي حجة للسنة فقط على وجه الإجمال و ليست حجة لمفردات السنة التي يصدق عليها إسم سنة أمَّا إذا تحولت إلى نص حديثي خبري فإن نسبة الحديث إلى الرسول صلوات الله عليه محلُّ أخذٍ و ردّ .

· إنَّ الذّي يدرك هذه النقاط و الإشارات يعلم علم اليقين مقدار قدرته أي [ قدرة الإنسان ] على الفاعلية (أي يخلق أفعاله) فيُشمِّر عن ساعد الجِدِّ و يعلم أنّه يطلب إمداد الله وتوفيقاته وألطافه و عونه و ان الله في محل الفاعلية فيطلب التأييد في معركة يخوضها ضد العدو لتحقيق النصر و بطلب الإمداد بشحذ عزيمته لتحمل مشاق الدعوة و يهرع إلى الله لِيلطف به فيشفيه من مرضه ويرجو من الله عونه على تحمل مشاق كبح شهواته لأنه يعلم أن --ليس علماً حدّد فاعلية الله و بهذا تظهر جدية المكلف في أفعاله

محامي خلع
11-15-2009, 11:41 PM
ليش كل الغلبة يا اخواني المسلمين فقط
انتو كبرتوا الموضوع وخليتوا الاديان التانية تشك فينا
يا اخواني بس اقراء سورة البقرة بتمعن وانتا راح تعرف الجواب
واذا قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة

أحمد أبو زنط
11-18-2009, 08:31 PM
بصراحه يا أحمد .. ما قرأت إلي كتبتوا وما بعرف شو في .. لأنو طويل كتير ,, وانا ما بقدر أقرأ كل هذا عن شاشة الكمبيوتر ..

بس ما بعرف إذا في أي تناقد مع أي ما قلت .. أظن الجواب كان أقرب ما يكون للكلمات الدارجة وبعيدا كل البعد عن الاسهاب في الشرح .. مجرد جواب مباشر مع توضيح بعض الحقائق اليقينية .. هيك أوضح ^_^

محمد ريحان
12-01-2009, 03:21 PM
يا اخ احمد مشكور على اثارة هذا الموضوع بس انتا حقيقتا تداخلت المواضيع عندك فالافضل انك تفصل
انتا بدأت بالسؤال هل الانسان مخير ام مجبر
الاجابه بمختصر مفيد انو في عالمين لكل انسان
عالم الاراده الخارجيه وهو متروك لله عز وجل ولا يمكن للانسان ان يتدخل فيه و هو مجبر كان يولد لانسان في اسره معينه و يكتسب دين معين فهذا لا خيار لنا فيه
و عالم لاراده الداخليه و هذا الانسان مخير فيه و الدليل على ذلك الايه القرانيه التي تقول (وهديناه النجدين)
أي ان الانسان مخير بين الشر و الخير
ايضا العدل الالهي يتطلب ان الله عندما خلق الجنه و النار ان يترك الخيار لبني البشر بحرية افعالهم و اذا تعمقنا بالحديث ربما نرتكب المعاصي لان العدل المطلق في السماء و من باب اولى ان الله عندما يحاسب البشر على تصرفاتهم يجب ان يكونو مخيرين في افعالهم لا مجبرين
وشكرا

محمد ريحان
12-01-2009, 03:27 PM
يا اخ احمد مشكور على اثارة هذا الموضوع بس انتا حقيقتا تداخلت المواضيع عندك فالافضل انك تفصل
انتا بدأت بالسؤال هل الانسان مخير ام مجبر
الاجابه بمختصر مفيد انو في عالمين لكل انسان
عالم الاراده الخارجيه وهو متروك لله عز وجل ولا يمكن للانسان ان يتدخل فيه و هو مجبر كأن يولد الانسان في اسره معينه و يكتسب دين معين و يحمل اسم معين و عائله معينه سواء ثريه و او لا فهذا لا خيار لنا فيه
و عالم الاراده الداخليه و هذا الانسان مخير فيه و الدليل على ذلك الايه القرانيه التي تقول (وهديناه النجدين)
أي ان الانسان مخير بين الشر و الخير فلا يجوز القول اذا زنا شخص انه مكتوب عليه ان يزني هذا حرام شرعا
ايضا العدل الالهي يتطلب ان الله عندما خلق الجنه و النار ان يترك الخيار لبني البشر بحرية افعالهم و اذا تعمقنا بالحديث ربما نرتكب المعاصي لان العدل المطلق في السماء و من باب اولى ان الله عندما يحاسب البشر على تصرفاتهم يجب ان يكونو مخيرين في افعالهم لا مجبرين
وشكرا