صفاء الايمان
05-11-2009, 02:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.amina-abdulla.com/aminaup/w.jpg
عشاق الجسد
قد يعشق الرجل امرأة
وقد تعشق المرأة رجلا
ولكن أن تعشق الأم وأبنائها الجسد!
دعوني أخبركم بقصتهم التي تتكرر كل يوم
سارت ببطء شديد وهي لا تشعر بأطرافها الباردة وقد أنهكها الجوع وخلفها أبناءها الأربعة بين صراخ وأنين
للأسف ليس لهم بيت يضمهم بحنان ليخفف عنهم هذا الألم
أخيرا وصلوا كالعادة إلى وليمة من تلك الولائم التي لا يدعى إليها إلا أمثالهم..
في كل مرة يختلف مذاق الطعام وتختلف الكمية...بل ويختلف الأمر تماما
كانت تأمر أبناءها أن لا يتطلعوا كثيرا إلى الوليمة حتى لا يلفتون الأنظار لكن أنينهم اختلط بأصوات أمعائهم وهي تصرخ طالبة لقضمة واحدة
واحدة فقط
-أمي..لقد تعبت...لا أحتمل
-انتظر يا بنيّ لم ينهوا الطقوس بعد
رفع ابنها الآخر رأسه بيأس وخنوع وقال لها بصوته الحاد:
-هل سيطول الأمر يا أمي؟
ربتت على كتفه وقالت:
-لا..لحظات والكل ينصرف يا حبيبي..وسيتركون لنا الوليمة كلها
-يا الله...لقد أطالوا البقاء
-تعلم يا بنيّ لابد من بعد الأسئلة...وتلك الترتيبات التي يكررونها كل مرة
-وما فائدة كل تلك الترتيبات ونحن سنأكل كل هذا في النهاية؟
-هكذا تعودوا..وهذا أفضل يا بنيّ
أخيرا انصرف الجميع...وتركوا لهم الوليمة
صرخت الأم وهي تهرول:
-أسرعوا لنفوز بأفضل الأصناف
أسرعوا خلفها...وأسرع معهم كل من كان ينتظر...
وأخيرا وصلت...وبدأت تمزق البشرة ثم رفعت رأسها ودفعته بقوة لتبدأ في الولوج إلى لحم الجثة التي دفنت منذ لحظات
ناداها ابنها من فوق الجسد والدماء تسيل من فمه
-أمي...أتعلمين..خشيت أن نمنع عن تلك الوليمة كما منعنا عن تلك الوليمة الشهر الماضي.
ابتسمت ابتسامة هادئة ونظرت إليه وهي تقول:
-لا تقلق..هذا ليس شهيدا يا فتى
انتهت مراسم الدفن
وانتهى السؤال
وكانت الإجابة...
ورحلت الروح...ليبقى الجسد لعشاقة.
منهم من يقرض اللسان
ومنهم من ينهش الأذنان
والكثير يهجم على الصدور
والبعض ينعم بمحتويات البطون
يا لها من وليمة
ويا له من دود
رحمتكم بنا يا ...عشاق الجشد
http://www.amina-abdulla.com/aminaup/w.jpg
عشاق الجسد
قد يعشق الرجل امرأة
وقد تعشق المرأة رجلا
ولكن أن تعشق الأم وأبنائها الجسد!
دعوني أخبركم بقصتهم التي تتكرر كل يوم
سارت ببطء شديد وهي لا تشعر بأطرافها الباردة وقد أنهكها الجوع وخلفها أبناءها الأربعة بين صراخ وأنين
للأسف ليس لهم بيت يضمهم بحنان ليخفف عنهم هذا الألم
أخيرا وصلوا كالعادة إلى وليمة من تلك الولائم التي لا يدعى إليها إلا أمثالهم..
في كل مرة يختلف مذاق الطعام وتختلف الكمية...بل ويختلف الأمر تماما
كانت تأمر أبناءها أن لا يتطلعوا كثيرا إلى الوليمة حتى لا يلفتون الأنظار لكن أنينهم اختلط بأصوات أمعائهم وهي تصرخ طالبة لقضمة واحدة
واحدة فقط
-أمي..لقد تعبت...لا أحتمل
-انتظر يا بنيّ لم ينهوا الطقوس بعد
رفع ابنها الآخر رأسه بيأس وخنوع وقال لها بصوته الحاد:
-هل سيطول الأمر يا أمي؟
ربتت على كتفه وقالت:
-لا..لحظات والكل ينصرف يا حبيبي..وسيتركون لنا الوليمة كلها
-يا الله...لقد أطالوا البقاء
-تعلم يا بنيّ لابد من بعد الأسئلة...وتلك الترتيبات التي يكررونها كل مرة
-وما فائدة كل تلك الترتيبات ونحن سنأكل كل هذا في النهاية؟
-هكذا تعودوا..وهذا أفضل يا بنيّ
أخيرا انصرف الجميع...وتركوا لهم الوليمة
صرخت الأم وهي تهرول:
-أسرعوا لنفوز بأفضل الأصناف
أسرعوا خلفها...وأسرع معهم كل من كان ينتظر...
وأخيرا وصلت...وبدأت تمزق البشرة ثم رفعت رأسها ودفعته بقوة لتبدأ في الولوج إلى لحم الجثة التي دفنت منذ لحظات
ناداها ابنها من فوق الجسد والدماء تسيل من فمه
-أمي...أتعلمين..خشيت أن نمنع عن تلك الوليمة كما منعنا عن تلك الوليمة الشهر الماضي.
ابتسمت ابتسامة هادئة ونظرت إليه وهي تقول:
-لا تقلق..هذا ليس شهيدا يا فتى
انتهت مراسم الدفن
وانتهى السؤال
وكانت الإجابة...
ورحلت الروح...ليبقى الجسد لعشاقة.
منهم من يقرض اللسان
ومنهم من ينهش الأذنان
والكثير يهجم على الصدور
والبعض ينعم بمحتويات البطون
يا لها من وليمة
ويا له من دود
رحمتكم بنا يا ...عشاق الجشد