المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تووووووووووووووووووووووووت



صفاء الايمان
05-12-2009, 10:17 AM
http://jonon.jeeran.com/سكة%20قطار.jpg


توووووووووووووووووووووووت

صوت القطار
كلنا مسافر وها هو الظلام يحيط بنا
لماذا كلنا خائفونّ
وأنا.... خائفة
الطريق غير واضح المعالم
لا زال صوته مسموع...لكنه لم يظهر بعد!
تعالوا وحدثوني قليلا لعلني أأنس بكم

الخوف

الظلام
الموت
القبر
طلوع الروح
المجهول
كلها أشياء تجعلنا نرتبك...وربما نكره أن نتحدث عنها لأن مجرد ذكرها يعني أننا سنواجهها وحدنا
تتلاشى أمامها كل معاني كلمة(الأمان) وتتبخر من بين أيدينا( الطمأنيمة)
لماذا؟
لماذا نخاف؟


http://tn3-2.deviantart.com/fs20/300W/i/2007/231/a/7/train_by_msconfig.jpg


الأنس بمن؟

ولماذا نأنس ببعضنا البعض رغم أننا على يقين أن هناك أمور سنواجهها وحدنا
وحدنا تماما
أنت لن تساعدني
وأنا لن أساعدك
وحتى لا يكون الخوف(مرضا) ويكون خوفا(محمودا ومستحبا)لابد أن نواجه أنفسنا
ونتحدث عن ما يخيفنا
ونحاول أن نتسلح بشيء ما ليصاحبنا في رحلتنا لنواجه تلك المخاوف

الخوف نعمة من الله لأنه يوجهنا إلى الأفضل فنستمسك به ونفعله ونحن نرجو رحمة الله


ولو تأملنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"أَكثروا ذكر هادم اللذات"
أكثروا.....أي كثيرا لتعتاد أنفسنا على ذكر الكلمة وتخيل ما فيها وما بعدها
هاااااااااادم...أترون أحبتي....هادم يكسر اللذة ويمحوها ويفتتها ويبعثرها
اللذات..وما أكثرها وما أحبها لأنفسنا...نستمتع بها وهي أول من سيفارقنا

ولكن هل نخاف إلى درجة تمنعنا من التواصل مع الآخرين والإندماج معهم
هل نخاف إلى درجة الرعب..
يتخشب اللسان
وتتجمد الأطراف
ويتندى الجبين بالعرق
وتتسارع الأنفاس
ونقبع في أماكننا ننتظر الفزع الأكبر
لا
لا
لا
هذا الخوف ليس هو المطلوب
هذا مرض لابد أن نعالجه



حقيقة الموت
هو لقاء الله سبحانه وتعالى
الرحمن الرحيم
الذي وهبك عينك التي ترى بها هذا الكلام
وأنفك التي يمر خلالها هذا الهواء اللطيف الآن ليربت بحنان على أضلاعك وأنت تردد
(لا إله إلا الله)
هيا قلها
ما أيسرها وأسهلها
أرأيت كيف أنست بها
وأنا أيضا أراحتني
أشعرتني أن هناك ما أركن إليه
توحيد الإله
ولو نظرنا إلى الأمر هكذا لاشتقنا لرؤية وجه الله الكريم وبعدها ستطمئن جوارحنا لأننا سندرك أن الموت إنتقال من حال لآخر
ولو اطمأنت جوارحنا سنهدأ وستعشش السكينة في شغاف القلوب
وسنبدأ بالتغريد
ستتحول حياتنا إلى شيء آخر
رائع
ناعم
جميل وممتع
كل شيء فيه محسوب لأننا نعد أنفسنا للقاء الله
نتعطر بماء الوضوء
نجمل وجوهنا بالسجود
نكحل عيوننا بصرف أبصارنا عن كل منظر قبحه الله حتى لا تتنجس تلك العين التي نأمل أن ننظر إليه سبحانه وتعالى بها
سنحسب خطواتنا وسنسأل ونتساءل قبل أن نسير
وربما هجرنا الفراش لأن أنفسنا تتقلب شوقا للوقوف بين يديه
سنعرف أننا في صلاتنا نحدثه
وسنستشعر عظمته وحضوره




http://farm3.static.flickr.com/2100/2051851145_5de48cab54.jpg





السكينة

ستشعر أخي بقشعريرة وأنت تترنم بالقرآن عندما ينام الجميع وأنت فقط..الوحيد الذي نهض من فراشه وسار على أطراف أصابعه ليخشع في ركعتين
وستشعرين أختي بشيء لا يرى ولا يوصف لكنه يحس
سينساب في سلام إلى صدرك
ربما ستستنشقينه أو تتنفسينه لا أدري
لكنه حقا ويقينا ستشعرين به
يا الله
كم نحبك
فهل أحببتنا
هل ناديت في الملأ الأعلى أنك تحبنا
هل ذكرتنا عندك
أغبط من سبقونا بكثرة السجود
أغبط من سبقونا بحفظ كتاب الله
أغبط الشهداء الأحياء عندك يا ربنا
أغبط من هم في معيتك
أغبط كل من تحبه يا إلهي

هناك من يخاف فيخشع فيخشى الله
وما أجمل الخشية

الخشية
من أعلى المقامات وأشرفها وأسمى الصفات
صفة الملائكة المقربين يا صحبة الخير
دعونا نتشبه بهم

الذين قال الله فيهم:

يَخَـٰفُونَ رَبَّهُمْ مّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ


صفةَ النبيين :

ٱلَّذِينَ يُبَلّغُونَ رِسَالـٰتِ ٱللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ ٱللَّهَ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِيباً

صفة عُمَّار مساجد الله :

إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَـٰجِدَ ٱللَّهِ مَنْ ءامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءاتَىٰ ٱلزَّكَوٰةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ ٱللَّهَ فَعَسَىٰ أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُهْتَدِينَ

ترى هل أنت تخشاه ومتى كانت آخر خطواتك للمسجد؟

وقد يأخذك الخوف إلى الزهد

http://www.qwled.com/vb/imgcache/99730.imgcache





الزهد

الزهد أن تكون كالطائر الحر
الزهد في الشيء لا الإعراض عنه لعدم الرغبة فيه أو الميل إليه
ولا عدم الإحساس بأهميته
ولا العجز عن القدرة على الاستمتاع به
وإنما الزهد المحمود هو الزهد في الشيء الذي يقاوم فيه المسلم شهوة حية في داخل نفسه للشيء المزهود فيه
وما يقاوم إلا طمعًا في فضل أكبر من الله عز وجل
ترى ما الذي زهدت فيه إبتغاء وجه الله ومرضاته
فكر قليلا




عندما لا تنام الذنوب

نعم
أنت تنام والملك على يسارك يكتب
لأنك دللت فلان على شر وتركته يغرق في المعصية ونسيت ربما...واستسلمت للنوم
والذنوب لا تنام
ربما أغضبت والديك فقهرت قلبيهما وذهبت لتنام
وكلاهما لا يذوق طعم النوم حسرة عليك
ذنوبك لا تنام
ربما أغضبت أختي زوجك ولم تحسني إليه ولا لأمه
فتركتيها غاضبة عليه بكلمة منك وذهبت لتنامي
وذنوبك لا تنام
ربما أهملت أخي الكريم ولدك ولم ترعاه لتقيه شر النار وذهبت لتنام
وهو هائم على وجهه
وذنوبك لا تنام
إننا لا نتحمل ذنوبنا فكيف نتحمل ذنوب الآخرين
ألا تكفينا ذنوبنا!
هيا لنزرع الخير لنحصده هناك

من دعا إلى هدىً، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم
شيئاً،
ومن دعا إلى ضلالةٍ، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص من آثامهم
شيئاً

أنصت لصوت الأقلام..واستشعر حديث الملائكة
عن يمينك ملك كريم يحاول أن يشفع لك عند الملك الآخر الذي على يسارك
يسأله أن يمهلك ساعة لعلك تستغفر
وتتوب ليمحو تلك السيئة
وهذه الخطيئة
هيا
الآن وأنت تقرأ كلامي
استغفر الله
الآن
عن كل سيئة في حياتك قصدتها أو لم تقصدها
لعلها تمحى
أو تنقلب بتوبتك إلى حسنة فتفرح يوم اللقاء بها
اللهم إنا نشهدك أننا اجتمعنا هنا على هذه الصفحة
فتذكرنا الموت
فخفنا
وتذكرنا رحمتك
فطمعنا
واستشعرنا معيتك
فحضرت الخشية
فخجلنا من ذنوبنا
فاستغفرناك
اللهم اغفر لنا
اللهم إننا خفنا في هذه الدنيا من غضبك ومن نار جهنم
تعتصر قلوبنا حزنا عندما نتخيل للحظة أننا سنحرم من رؤية وجهك إن كانت آخرتنا في النار
نعوذ بك
نعوذ بوجهك
اغفر لنا
استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
هل لا زلت خائفا من الموت
لا أظنك ستخاف أبدا من لقاء الله
لم نرى من يخرج من القبر ليبشرنا أن الموت سهل
وليس هناك من يصف لنا كيف تخرج الروح
ولن نعرف حتى نرى بأنفسنا
لكننا نعرف يقينا أن الله لم يخلقنا ليعذبنا
وأن رحمته سبقت غضبه
وأنه أرحم بنا من أمهاتنا
هل تتخيل أن أمك تذبحك أو تخنقك أو تقطع جسدك بسكين حاد
لا
أنت على يقين أنها ترحمك وتحبك
والله عزّ وجل أولى وله المثل الأعلى
فلنظن بالله خيرا
ولا نخاف أبدا من الموت
بل نستعد لتلك الرحلة
أظن القطار قادم
لأنه يسير ولا يتوقف أبدا
أنظروا
ها هو الضباب يحيط بنا
لا أراه جيدا ولا أعرف متى سيصل
كلنا قطعنا التذكرة عندما ولدنا
إنها في اتجاه واحد
البداية ربما نعرفها
لكننا لا نعرف أين النهاية
لكننا نتمنى ونحن ننظر من نوافذ هذا القطار أن تكون النهاية في مكان نحبه ونشتاق إليه
لأننا هناك سنرفع رؤوسنا في إتجاه واحد
وتكشف الحجب
ونشعر بقشعريرة جميلة
ونهتز من روعة اللقاء

لقاء الله
اللهم أرزقنا لذة النظر إلى وجهك
والشوق
ألى
لقائك