rozaleta
05-18-2009, 10:09 AM
عمون – قصي جعرون - بعد مضي ثلاثة أسابيع ما زالت الجهود الرسمية والشعبية تواصل البحث عن الطفل " ورد " ابن الخمسة أعوام الذي فقد في ظروف غامضة من قرية جديتا بمحافظة اربد .
منزل عبد المجيد ربابعة والد " ورد " لا يخلو من الزوار حيث تنقسم تعابير الوجوه الحاضرة بين متأمل و متشائم حول مصير الورد المفقود .
http://www.ammonnews.net/ammoneNewsImage/2009517big8797658.jpeg
يتبادل الضيوف مع والد الطفل ورد الحديث يسألونه عن أحواله وعائلته محاولين كسر الحواجز وتلطيف الأجواء ، وفي بيته تجد الصمت يعم المكان لفترات طويلة ويأخذ عبد المجيد ربابعة أنفاسا عميقة حين يتهيأ لرواية قصة ولده ليعود بذاكرته إلى الوراء حيث اليوم " المشؤوم" عند اختفاء طفله ويبدأ الحديث عما جرى في ذلك اليوم .
كعادته والد الطفل يخرج صباحاً قاصداً رزقه ، ليستيقظ ورد وعبيدة بعد خروج والدهما للعمل ، الفطور الشعبي هو احد الأشكال في نمطية العيش بالمجتمع القروي فالحمص والفول والفلافل وشراء الخبز ساخناً من المخبز عادة تسلكها معظم العائلات في القرية ، يذهب ورد صباحاً لشراء حاجيات المنزل و يأخذ معه وعاءً مكوراً فارغاً ليملئه "حمصا" من المطعم و يأتي بالخبز من السوق الذي يبعد 500 متراً عن منزله في هذا العرف الشعبي .
طال غياب ورد مما دعا لخروج والدته لتفقد ابنها والاطمئنان عليه بعد تأخره سالكة نفس الطريق المؤدية للمكان الذي قصده ورد علها تجد ابنها ، لتجد نفسها وسط تزاحم الناس في السوق الشعبي و تبدأ سؤالها لصاحب المخبز عما إذا آتى ابنها إليه لينفي ذلك الرجل أنه رأى ولدها الذي يتردد اليه يوميا لأخذ حاجتهم من الخبز فتتوجه الأم للمطعم المجاور بالسؤال عنه ليعلمها انه قد اخذ صحن الحمص وغادر منذ فترة وفي مصادفة لها بالسوق يسألها أحد أصدقاء زوجها وهو " لحام " عمن تبحث عنه فتروي له و يبادر بالذهاب لمكان عمل والد الطفل لإبلاغه ، يعم الخبر البلدة ويحتشد أهالي البلدة عند منزل ورد والبدء بالبحث عن الطفل ويتم إبلاغ الأجهزة الأمنية فتتكاتف الجهود في البحث لتطول أيام دون جدوى .
وينفي عبد المجيد ربابعة وجود أية خلافات بين عائلته والعائلات الأخرى فيما يؤكد أحد أقارب الطفل لـ "عمون " أن هنالك خلافات تعود بين أهل والد الطفل وعشيرة أخرى تعود للجد الثالث وأن مفهوم الحقد والانتقام موجود في البلدة ليستشهد بحادثة اختطاف طفل حدثت قبل سنتين كان قد تم الاعتداء عليه وقتل من قبل الجاني مضيفاً أن هنالك شخصا قام بالاعتداء على أرض أقارب الطفل ليقطع أشجار الزيتون فيها وهو موقوف حالياً لغايات التحقيق ، مستبعدين أن يكون لهذا الشخص علاقة بفقدان الطفل ورد حسب قولهم .
ويتساءل والد الطفل عن سبب إنكار صاحب المخبز رؤية طفله لمدة ثمانية عشر يوما منذ اختفائه والدافع الذي أجبره على الصمت طوال هذه الفترة مضيفاً أن صاحب المخبز قام بتمزيق الدفتر وإخفائه والذي يستخدمه في تسجيل الأسماء لحفظ تراتبية المصطفين عند باب المخبز ، و يذكر ربابعة أن طفل آخر من أهالي البلدة تواجد أمام المخبز حين قام فريق من التلفزيون الأردني بإجراء مقابلة مع صاحب المخبز وقال أنه رأى ورد عند المخبز وأعطى صاحب المخبز ربع دينار وسجل اسمه ليشور عليه بالذهاب للمطعم إلى حين أن يأتيه الدور ، و لا يزال صاحب الزخبز البالغ من العمر سبعة وأربعون عاماً موقوفاً لدى الأجهزة الأمنية لغايات التحقيق بعد اعترافه برؤية الطفل وإخفائه للدفتر الذي قد يكون المفتاح الرئيسي لفك اللغز المعقد مؤكداً أن في ذلك تضليل مقصود لأجهزة الأمن .
فيما يؤكد عم الطفل ووالده أن " ورد " لديه من الفطنة والذكاء وأنه يكبر جيله فيجالس الكبار و يجامل ويعي الكثير من الأمور الحياتية الأمر الذي يجعلهم يستبعدون ذهاب طفلهم مع أشخاص لا يعرفهم وفي ذلك إشارة إلى أن من قاد الطفل وقد يكون اختطفه شخص مقرب أو يعرف الطفل و ذويه .
" عمون " تسأل ربابعة عن الأوقات التي يمضيها وحده ، بماذا تفكر ؟ يتساءل ربابعة عن الأشخاص الذين تواجدوا بالقرب من " ورد " عند المخبز وعن الأسباب التي دعت صاحب المخبز إخفاء الدفتر ، حيث يمكن من خلاله الاستدلال عليه أو معرفة مكان تواجده والمتسبب بإختفاءه .
و يرجح أقارب " ربابعة " أن يكون الطفل اختطف لخارج البلدة سائلين الباري أن تكون اعتقاداتهم خاطئة و أن يعيد الطفل لحضن والديه .
و يناشد ربابعة و أقاربه المجتمع الأردني بأن يساعدونهم بالكشف عن مصير " ورد " وذلك بالتعاون حول أي شيء يرونه بما يتعلق بالحادثة والاتصال على مديرية الأمن العام.
وينعم ذوي الطفل بجرعة من الأمل لما وجدوه من اهتمام الشارع الاردني وتعاطف ابناء البلد الطيب ومتابعة الاجهزة الامنية لقضية طفلهم مما هون عليهم الأمر وخفف العبىء النفسي الذي يعانون منه .
من جهة أخرى تطوع الدكتور محمد الطراونة أستاذ الأنثروبولوجيا بجامعة اليرموك ليسخر خبرته و كل ما اكتسب من علم من اجل التوصل إلى حقيقة أمر الطفل " ورد " ويؤكد الطراونة لـ "عمون " أن العلم وسيلة من الوسائل الأخرى المكملة لحل المشكلات الواقعة على المجتمع وكون تخصصه يعنى بعلم الإنسان وهو أقرب لمحاكاة المشاكل الاجتماعية التي تنتج عن أفكار ومواقف و سلوكيات لا تتناغم مع روح المجتمع ، و كونه عضو في جامعة اليرموك و أحد الرسائل المهمة للجامعة والتي تعنى بها هي خدمة المجتمع المحلي ، لذا فقد تم اعتبار فقدان الطفل " ورد " هي أحد المشاكل التي يواجهها المجتمع المحلي .
مشيراً أن خطف أو فقدان الأطفال هي ظاهرة عالمية لا تنحصر على الأردن مؤكداً أن ما حصل مع ربابعة أوعز للعديد من العائلات الأردنية للاهتمام بأطفالهم و تقديم الرعاية لهم في ظل المشكلات الدخيلة على مجتمعنا .
و يتساءل الباحث شمس التيني عن ازدياد الجريمة بمجتمعنا في ظل التطورات الاقتصادية الأخيرة و عن إمكانية العودة إلى زمن ينعم بالاستقرار النفسي ، والذي طالما يدق ناقوس الخطر باب أغلبية الأسر المتوسطة الدخل .
ويبقى نبض الشارع تجوله أسئلة حول إمكانية تجول أطفالنا في شوارعنا بدون خوف ، و متى يلعب الأطفال في الحدائق والحقول لالتقاط بعض " الجلتون " و يشتري رغيف الخبز من الفرن ليمارس صنعة من أجمل المتع لدى أطفالنا .. ومتى سيلقى القبض على الجاني حتى يعاود ورد الربيع من جديد.
ظهيرة يوم السبت تضاربت أنباء حول العثور عن الطفل ورد في مناطق الجنوب سرعان ما تم نفي هذه الشائعات من قبل الدكتور اعوض الطراونة رئيس مركز الطب الشرعي في اقليم الجنوب.
وقال الطراونة في حديث ل " عمون " أن هنالك تعميما قد صدر لابلاغ ادارة مركز الطب الشرعي حال ورود أي معلومة تتعلق بالعثور عن أي طفل أو لا سمح الله جثة طفل .
واشار إلى أن هذه الشائعات قد تكون مقصودة بهدف جلب الانتباه وتشتيت الجهود لإحداث ارباك في عمل الامن بين مناطق الجنوب والشمال مؤكدا انه في جميع مناطق الجنوب لم يتم اخباره عن العثور عن أي جثة حتى اللحظة داعيا الى عدم ترديد هذه الشائعات التي قد تكون مقصودة
منزل عبد المجيد ربابعة والد " ورد " لا يخلو من الزوار حيث تنقسم تعابير الوجوه الحاضرة بين متأمل و متشائم حول مصير الورد المفقود .
http://www.ammonnews.net/ammoneNewsImage/2009517big8797658.jpeg
يتبادل الضيوف مع والد الطفل ورد الحديث يسألونه عن أحواله وعائلته محاولين كسر الحواجز وتلطيف الأجواء ، وفي بيته تجد الصمت يعم المكان لفترات طويلة ويأخذ عبد المجيد ربابعة أنفاسا عميقة حين يتهيأ لرواية قصة ولده ليعود بذاكرته إلى الوراء حيث اليوم " المشؤوم" عند اختفاء طفله ويبدأ الحديث عما جرى في ذلك اليوم .
كعادته والد الطفل يخرج صباحاً قاصداً رزقه ، ليستيقظ ورد وعبيدة بعد خروج والدهما للعمل ، الفطور الشعبي هو احد الأشكال في نمطية العيش بالمجتمع القروي فالحمص والفول والفلافل وشراء الخبز ساخناً من المخبز عادة تسلكها معظم العائلات في القرية ، يذهب ورد صباحاً لشراء حاجيات المنزل و يأخذ معه وعاءً مكوراً فارغاً ليملئه "حمصا" من المطعم و يأتي بالخبز من السوق الذي يبعد 500 متراً عن منزله في هذا العرف الشعبي .
طال غياب ورد مما دعا لخروج والدته لتفقد ابنها والاطمئنان عليه بعد تأخره سالكة نفس الطريق المؤدية للمكان الذي قصده ورد علها تجد ابنها ، لتجد نفسها وسط تزاحم الناس في السوق الشعبي و تبدأ سؤالها لصاحب المخبز عما إذا آتى ابنها إليه لينفي ذلك الرجل أنه رأى ولدها الذي يتردد اليه يوميا لأخذ حاجتهم من الخبز فتتوجه الأم للمطعم المجاور بالسؤال عنه ليعلمها انه قد اخذ صحن الحمص وغادر منذ فترة وفي مصادفة لها بالسوق يسألها أحد أصدقاء زوجها وهو " لحام " عمن تبحث عنه فتروي له و يبادر بالذهاب لمكان عمل والد الطفل لإبلاغه ، يعم الخبر البلدة ويحتشد أهالي البلدة عند منزل ورد والبدء بالبحث عن الطفل ويتم إبلاغ الأجهزة الأمنية فتتكاتف الجهود في البحث لتطول أيام دون جدوى .
وينفي عبد المجيد ربابعة وجود أية خلافات بين عائلته والعائلات الأخرى فيما يؤكد أحد أقارب الطفل لـ "عمون " أن هنالك خلافات تعود بين أهل والد الطفل وعشيرة أخرى تعود للجد الثالث وأن مفهوم الحقد والانتقام موجود في البلدة ليستشهد بحادثة اختطاف طفل حدثت قبل سنتين كان قد تم الاعتداء عليه وقتل من قبل الجاني مضيفاً أن هنالك شخصا قام بالاعتداء على أرض أقارب الطفل ليقطع أشجار الزيتون فيها وهو موقوف حالياً لغايات التحقيق ، مستبعدين أن يكون لهذا الشخص علاقة بفقدان الطفل ورد حسب قولهم .
ويتساءل والد الطفل عن سبب إنكار صاحب المخبز رؤية طفله لمدة ثمانية عشر يوما منذ اختفائه والدافع الذي أجبره على الصمت طوال هذه الفترة مضيفاً أن صاحب المخبز قام بتمزيق الدفتر وإخفائه والذي يستخدمه في تسجيل الأسماء لحفظ تراتبية المصطفين عند باب المخبز ، و يذكر ربابعة أن طفل آخر من أهالي البلدة تواجد أمام المخبز حين قام فريق من التلفزيون الأردني بإجراء مقابلة مع صاحب المخبز وقال أنه رأى ورد عند المخبز وأعطى صاحب المخبز ربع دينار وسجل اسمه ليشور عليه بالذهاب للمطعم إلى حين أن يأتيه الدور ، و لا يزال صاحب الزخبز البالغ من العمر سبعة وأربعون عاماً موقوفاً لدى الأجهزة الأمنية لغايات التحقيق بعد اعترافه برؤية الطفل وإخفائه للدفتر الذي قد يكون المفتاح الرئيسي لفك اللغز المعقد مؤكداً أن في ذلك تضليل مقصود لأجهزة الأمن .
فيما يؤكد عم الطفل ووالده أن " ورد " لديه من الفطنة والذكاء وأنه يكبر جيله فيجالس الكبار و يجامل ويعي الكثير من الأمور الحياتية الأمر الذي يجعلهم يستبعدون ذهاب طفلهم مع أشخاص لا يعرفهم وفي ذلك إشارة إلى أن من قاد الطفل وقد يكون اختطفه شخص مقرب أو يعرف الطفل و ذويه .
" عمون " تسأل ربابعة عن الأوقات التي يمضيها وحده ، بماذا تفكر ؟ يتساءل ربابعة عن الأشخاص الذين تواجدوا بالقرب من " ورد " عند المخبز وعن الأسباب التي دعت صاحب المخبز إخفاء الدفتر ، حيث يمكن من خلاله الاستدلال عليه أو معرفة مكان تواجده والمتسبب بإختفاءه .
و يرجح أقارب " ربابعة " أن يكون الطفل اختطف لخارج البلدة سائلين الباري أن تكون اعتقاداتهم خاطئة و أن يعيد الطفل لحضن والديه .
و يناشد ربابعة و أقاربه المجتمع الأردني بأن يساعدونهم بالكشف عن مصير " ورد " وذلك بالتعاون حول أي شيء يرونه بما يتعلق بالحادثة والاتصال على مديرية الأمن العام.
وينعم ذوي الطفل بجرعة من الأمل لما وجدوه من اهتمام الشارع الاردني وتعاطف ابناء البلد الطيب ومتابعة الاجهزة الامنية لقضية طفلهم مما هون عليهم الأمر وخفف العبىء النفسي الذي يعانون منه .
من جهة أخرى تطوع الدكتور محمد الطراونة أستاذ الأنثروبولوجيا بجامعة اليرموك ليسخر خبرته و كل ما اكتسب من علم من اجل التوصل إلى حقيقة أمر الطفل " ورد " ويؤكد الطراونة لـ "عمون " أن العلم وسيلة من الوسائل الأخرى المكملة لحل المشكلات الواقعة على المجتمع وكون تخصصه يعنى بعلم الإنسان وهو أقرب لمحاكاة المشاكل الاجتماعية التي تنتج عن أفكار ومواقف و سلوكيات لا تتناغم مع روح المجتمع ، و كونه عضو في جامعة اليرموك و أحد الرسائل المهمة للجامعة والتي تعنى بها هي خدمة المجتمع المحلي ، لذا فقد تم اعتبار فقدان الطفل " ورد " هي أحد المشاكل التي يواجهها المجتمع المحلي .
مشيراً أن خطف أو فقدان الأطفال هي ظاهرة عالمية لا تنحصر على الأردن مؤكداً أن ما حصل مع ربابعة أوعز للعديد من العائلات الأردنية للاهتمام بأطفالهم و تقديم الرعاية لهم في ظل المشكلات الدخيلة على مجتمعنا .
و يتساءل الباحث شمس التيني عن ازدياد الجريمة بمجتمعنا في ظل التطورات الاقتصادية الأخيرة و عن إمكانية العودة إلى زمن ينعم بالاستقرار النفسي ، والذي طالما يدق ناقوس الخطر باب أغلبية الأسر المتوسطة الدخل .
ويبقى نبض الشارع تجوله أسئلة حول إمكانية تجول أطفالنا في شوارعنا بدون خوف ، و متى يلعب الأطفال في الحدائق والحقول لالتقاط بعض " الجلتون " و يشتري رغيف الخبز من الفرن ليمارس صنعة من أجمل المتع لدى أطفالنا .. ومتى سيلقى القبض على الجاني حتى يعاود ورد الربيع من جديد.
ظهيرة يوم السبت تضاربت أنباء حول العثور عن الطفل ورد في مناطق الجنوب سرعان ما تم نفي هذه الشائعات من قبل الدكتور اعوض الطراونة رئيس مركز الطب الشرعي في اقليم الجنوب.
وقال الطراونة في حديث ل " عمون " أن هنالك تعميما قد صدر لابلاغ ادارة مركز الطب الشرعي حال ورود أي معلومة تتعلق بالعثور عن أي طفل أو لا سمح الله جثة طفل .
واشار إلى أن هذه الشائعات قد تكون مقصودة بهدف جلب الانتباه وتشتيت الجهود لإحداث ارباك في عمل الامن بين مناطق الجنوب والشمال مؤكدا انه في جميع مناطق الجنوب لم يتم اخباره عن العثور عن أي جثة حتى اللحظة داعيا الى عدم ترديد هذه الشائعات التي قد تكون مقصودة