المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عدوي العزيز



WALEED ALZAWAHREH
09-09-2011, 07:29 AM
عدوي العزيز

لم يقنع أحد يوماً بأنه يجب على الإنسان أن يحب عدوه و يوقره، و لا زلت أدافع عن هذه الفكرة أبدا، إذ لا قيمة للدول، و لا حاجة للحصون، و تسمية ثغور، دون أن يكون هناك من يهدّدها - حقيقة-، بل لا حاجة لتسمية دول، فتكون الأرض دولة واحدة و انتهى الأمر.

و إذا سئلت عن أحزن موقفين سأتعرض لهما بحياتي، و قد سئلت، و لطالما كانت إجابتي: عند فقدي لعدوي العزيز، أو صديقي اللدود، و طالما ظن بيَ الناس الجنون، لكنهم نسوا قوله تعالى:" الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين"، فكل خلّ هو ليس بمتقّ ربه، هو صديق لدود، فيطعنك بسرك الذي أسررت له إذا فقدته، فستحزن لفضحه سرك، أما عدوي العزيز فإني لا يمكن أن أقدره بثمن، فإذا فقدته فقدت الحياة سببها، و لست وحدي من قنع بهذا الرأي، بل إن الولايات المتحدة، و بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، بقيت فترة من الزمن ليست بطويلة، تبحث لنفسها عن عدوّ، إلى أن وجدت عدواً قوياً، و وحشاً ربته في حظيرتها، و دربته ليكون عدواً للمستقبل، و أسمته الإرهاب.

و لكن، ألا نجد التناقض فيما بين المواقف، فهل ترد الدول السلام و الحياة الهانئة الهادئة، أم تريد الدول الحرب و التقتيل، و أرى أنه لا مانع من التمحيص في البحث، لنعود في الماضي، منذ نشأة الولايات المتحدة، إذ نشأت من شعوب ذات أعراق عديدة، من سكان أصليين، و من الغزاة الفرنسيين و البريطانيين و الألمان و سواهم كثير، ليس لهم ما يوحدهم، و كان الحلم الذي أقضّ مضاجع قادتهم منذ التفكير بالاستقلال، البحث عما يوحدهم، و أول خطوة خطوها كانت توحيد اللغة، و جرى استفتاء في ذلك الوقت بين الألمانية و الانجليزية، و كان أن تقدمت الانجليزية على الألمانية بأصوات قليلة، لكن ذلك لم يكف، فبقيت حروب الشوارع، و العصابات، التي كثيراً ما سمعنا عنها في التاريخ الأمريكي، في نيويورك، و الحرب الأهلية التي استمرت أربع سنين، و من هنا كان اكتشاف السر، إذ اتحد كل أهل الجنوب الأمريكي على فكرة واحدة، و هم من شتى الأصول و المنابت، و كذلك فعل أهل الشمال.

و بعد اكتشاف هذا السر الخطير، الذي لا أجد وصفاً له أروع مما سمعته في أحد المسلسلات: " أن أجمل ما في الحرب أمرين: فصل الناس بين شريفهم و خائنهم، و توحيد الشرفاء لهدف واحد هو النصر"، و هذا ما لم تتوانَ عنه الولايات المتحدة، و بدأت به فعلاً، منذ حرب تحرير كوبا ضد إسبانيا في مطلع القرن العشرين، إلى الحرب العالمية الأولى، فالثانية، و في كل مرة أظهرت فيها تمنعا عن الالتحاق بالحرب، ثم تقبل، و في الأولى كلنا نعرف عن كارثة سفينة ( البريتانيك) التي فـُجّرت، و اتهمت ألمانيا بها، و بهجومها على سفينة هي مشفىً عائم، مما قض مضجع الولايات المتحدة، خاصة و أنه كان من رجالها عليها، فدخلت كالفارس الشجاع إلى الحرب، و أنقذت موقف الحلفاء، و في الثانية، عند قصف ميناء (بيرل هاربر) متناسين أن الولايات المتحدة كانت تدعم الحلفاء بالسلاح في حربهم، دون ن تدخل الجنود، و حجتها، أنها ترعى اقتصاداً حراً، و لشركات صناعة الأسلحة بيع من شاءت، ثم دخلت الحرب الباردة.

و بعد أن آن الأوان بانهيار الاتحاد السوفييتي، فكت أسر وحشها المفترس، الذي أسمته الإرهاب، ليكون عدوها الأول، و نعم العدوّ! إنه مطاط، لا معرّف له، فتارة يغزوها في عقر دارها، و تارة يضربها في كل مستقر و مستودع لها، حتى هاج العالم كله من استهداف المدنيين و ضربهم، و كان هذا الهيجان العالمي تحت لواء واحد، فلنقض على الإرهاب، و لكن يا ليته كان للإرهاب دولة، فنقضي عليه بها، فهو يتشكل في كل شكل و موقف، فهو عدو مثالي لدولة ذات قدرات عسكرية مثالية، عدوّ لا تعرف ماهيّته، فلا يمكن القضاء عليه، فيبقى الشعب متحداً، يداً، بل قبضة واحدة تضرب الإرهابيين الأشرار في كل معقل و وكرٍ يمكرون به لضرب السلام العالمي، و الحق يقال: أنها فتحت على نفسها باباً كما يقولون، فأصبح لزاماً عليها دعم الدول الفقيرة و الضعيفة، لتحارب الإرهاب معها، و أصبح الفالح و الصالح من أعلن الحرب على الإرهاب، فتفتح له مخازن الأسلحة، و صوامع الطعام، و إلا فهو راعٍ للإرهاب، حامٍ له.

هذا درس بحق، علمنا إياه الأمريكيون، بالصبر و الجد و المثابرة، لتحقيق الوحدة، و لم يكتفوا بذلك، بل هو درس لكل شعب اختلفت أصوله و منابته، فعليهم بالحرب، أو على الأقل، أن يخترعوا عدواً من بنات أفكارهم، و أن يكون عدوًّا يعتقد شعبها أنه عدوّ بحقّ، غريب عنه، ليوحد شعبه، فلن يعود أحد للبحث عن منبت أو حتى ثأر، و لن يعود هناك جرائم خطيرة، فالجيش بخدمته الإلزامية يضبطهم و يعلمهم الأخلاق الفاضلة، بل حتى أنه ينشئ الرجال، فهناك عدوّ غاشم غادر يتربص بهم.

عدوي العزيز، و بعد أن أريتك كم أنت مهم بالنسبة لي، أيلومني أحد على حبي لك، ألا أحزن على فقدك، ألا أشتاق لك، ألا أرفض التخلي عنك، إن و الله للعدو لمعزة في صدري، لا يعلمها إلا ربي، و سع ربي كل شيء علماً.



وليد الزواهره


Waleed_alzawahreh@hotmail.com

WALEED ALZAWAHREH
09-09-2011, 07:30 AM
معلش
حطيته هون لإنه بيحكي عن علاقات دولية

o:)

أحمد أبو زنط
09-09-2011, 01:10 PM
يا صديقي العزيز وليد..

لقد فهم فقهاء المسلمين (نفعنا الله بعلمهم إلي يوم الدين) فهموا هذا المعنى فأقاموا له وزنه وأعدوا له عدته فقد أجمع الفقهاء وعلى رأسهم ابن تيمية قدست روحه وابن عبد البر والقرطبي وغيرهم من العلماء على أن العدو الصائل إذا داهم بلاد المسلمين تعين دفعه على أهل القطر كلهم وتعين أيضاً على كل من يستطيع غياثهم من بقية الأقطار حتى يدفع العدو الصائل.

وذكر ابن تيمية أنه إذا ما داهم العدو بلاد المسلمين فإنه لم يعد للخلاف معنى .. فإن كان علمائنا قد أدركوا هذه الحقيقة منذ قرون عديدة وأجمعوا أمرهم عليها .. فماذا بقي لنا من القول !! إلا أن نقول أننا أضحينا كالحمار يحمل أسفارا !

على كل لم أجد وصف لما تفضلت به خير من قول الله تعالى (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض)

شكرا على الموضوع القيم والتحليل السليم والنتيجة الحقة التي تنسجم مع مقومات الفطرة وتدل فيما تدل على نقاء السريرة وسلامة المنطق والتفكير وخلوه من المفساد .

+50

Essa Amawi
09-09-2011, 03:29 PM
الموضوع فعلا اكثر من قيم
والتحيلي المبني عليه مقنع للغاية

+50

big boss
09-09-2011, 03:33 PM
جميل

يارا النجادات
09-09-2011, 04:11 PM
كعادتك مبدع

WALEED ALZAWAHREH
09-10-2011, 07:58 AM
يا صديقي العزيز وليد..

لقد فهم فقهاء المسلمين (نفعنا الله بعلمهم إلي يوم الدين) فهموا هذا المعنى فأقاموا له وزنه وأعدوا له عدته فقد أجمع الفقهاء وعلى رأسهم ابن تيمية قدست روحه وابن عبد البر والقرطبي وغيرهم من العلماء على أن العدو الصائل إذا داهم بلاد المسلمين تعين دفعه على أهل القطر كلهم وتعين أيضاً على كل من يستطيع غياثهم من بقية الأقطار حتى يدفع العدو الصائل.

وذكر ابن تيمية أنه إذا ما داهم العدو بلاد المسلمين فإنه لم يعد للخلاف معنى .. فإن كان علمائنا قد أدركوا هذه الحقيقة منذ قرون عديدة وأجمعوا أمرهم عليها .. فماذا بقي لنا من القول !! إلا أن نقول أننا أضحينا كالحمار يحمل أسفارا !

على كل لم أجد وصف لما تفضلت به خير من قول الله تعالى (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض)

شكرا على الموضوع القيم والتحليل السليم والنتيجة الحقة التي تنسجم مع مقومات الفطرة وتدل فيما تدل على نقاء السريرة وسلامة المنطق والتفكير وخلوه من المفساد .

+50




و الله ما نبغي غير وجه الله

و أرجو أن ينفعني فعلي يوم لا ينفع المرء سوى أعماله

و أتشرف بأنها نالت إعجابك


الموضوع فعلا اكثر من قيم
والتحيلي المبني عليه مقنع للغاية

+50



أنا مفلسف كالعادة ههههههههههههههه
و محلل و معلق رياضي كمان :)


جميل

و هجومي كالعادة ولا هالمرة أخف ؟؟


كعادتك مبدع


مش قلتلك بنتعلم منكم
:)

WALEED ALZAWAHREH
09-11-2011, 11:32 AM
على فكرة التقييمات ما وصلوا
:(

ههههههههههههههههههههههه

naayf alomari
09-12-2011, 04:45 PM
تلميذي روعة