المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : {سلسلة قصصية} في بيت التنين وبيوت اخرى - لـ عمر الداودية - (الحلقة السادسة)



أحمد أبو زنط
10-03-2011, 07:41 AM
(الحلقة السادسة)

في مدينة بريغ الجبلية الواقعة في "كانتون فاليه" السويسري والناطقة باللغة الألمانية/السويسرية، استيقظت ذات أحدٍ من منتصف شهر يناير، لتستقبلني المدينة من النافذة بصباح ثلجي أبيض غطى المدنية و حجب معالمها.

طقوس الثلج في هذه البلاد الباردة مختلفة جدا عما عهدته سابقا. كان الثلج في الأردن أيام الطفولة مدعاة للفرح و السعادة، ننتظره بشوق من عام الى عام، حيث تصاب عمَان بحالة من الشلل تتوقف فيها الدوائر الحكومية و المدارس عن العمل. و نخرج نحن الأطفال ابتهاجاً بالضيف الأبيض الناصع، نعانق بعضنا البعض فرحاً بالعطلة المدرسية التي جاءت على غفلة، ثم تبدأ معركة اللكمات الثلجية التي تنتهي عادة ببكاء أحد الأطفال، بعد ان يتلقى كرة ثلجية وضع داخلها أحد الأطفال بطارية صدئة وجدها أثناء اللعب.

و بينما كان الثلج خفيف الظل في بلادنا، فإنه يطول شهوراً هنا في "بريغ" المحاذية لجبال الألب الشاهقة، و معه تطول محنتنا نحن الطلبة الأجانب الغير معتادين على هذا البرد القارص، حيث تصل درجات الحرارة بعض الأحيان الى -20 مئوية.

أطل من النافذة لأرى الآليات تعمل بشكل منظم و سريع على فتح الطرقات و إزاحة أطنان الثلج جانبا، حيث لا يمكن السماح للأحوال الجوية بالتأثير على روتين المدينة المعتاد، و إلا فإن حركة المدينة ستتوقف لأربعة شهور كل عام. حتى المركبات السويسرية تكون مهيأة لعبور الشوارع الثلجية بدون انزلاقات، حيث أن القانون في سويسرا يطالب جميع المركبات بتغيير إطاراتها/عجلاتها قبل حلول فصل الشتاء و استبدالها بإطارات شتوية تكون أكثر مقاومة للإنزلاق.

نهضت لتحضير فنجان قهوة تركي من كيلو البن الذي وضعته أمي في الحقيبة قبل مغادرتي، حيث لا يزال كيلو القهوة هذا صامداً لشهور عدة. كيف لا و أنا أضع ملعقة صغيرة جدا منه كل صباح فقط، ليس لشرب القهوة، انما لارتشف و اتذوق شيئاً من الوطن البعيد.

فتحت الخزانة لألتقط بعض الملابس الشتوية الثقيلة استعداداً للخروج الى المخبز المجاور لشراء بعض "الكرواسون" و خبز "التوست" و بعض الأجبان السويسرية التي استعضنا بها –مضطرين- عن فطور الحمص، الفول، الزيتون و الخبز العربي.

تحوَل هدوء هذا الصباح الى صخب فجأة عندما بدأ طرق شديد على الباب ...

أنا: من هناك ..؟!

الطارق: أنا .. أنا لوسيو يا عمر .. افتح الباب ارجوك، هناك أمر طارئ ...


فتحت لأجد لوسيو مرتاعاً، يتنفس بسرعة كبيرة كأنه انتهى للتو من سباقٍ للمارثون..!!


أنا: ما بك يا لوسيو ... ماذا حدث ؟!

هو : جوشوا يا عمر ... جوشوا ...

انا: ماذا به جوشوا .. هل هو بخير؟!

هو: لم ينم البارحة في السكن الجامعي، استيقظت لأرى سريره على حاله مرتباً لم يمسسه أحد .. حاولت الإتصال به لكن هاتفه مغلق !!

انا: ربما نام عند أحد الأصدقاء، هدأ من روعك يا لوسيو ...

هو: لا ... اتصلت بأغلب الطلاب في السكن، لم يره أحد ... عاماً كاملاً و أنا اسكن مع جوشوا في نفس الغرفه، لم يفعلها من قبل، لابد أن امراً ما حدث. اتصلت على لوكا صاحب الحانة التي يذهب اليها، حيث قال أن جوشوا كان هناك و غادرها في حوالي الساعة الواحدة صباحاً ... وحيداً ...

كان "الكيني" جوشوا معروفا بمعاقرته للخمر، حتى أن الجامعة فصلته لفترة لحضورة الى الحصة الصباحية ثملاً تفوح منه رائحة الفودكا الروسية.

لوسيو: عمر ماذا نفعل الآن؟! تخيَل لو سقط مغشياً عليه خلال عودته من الحانه، سيكون الآن مدفوناً تحت أكوام من الثلج. هل نسيت عندما قرر المشي على مياه البحيرة المتجمدة أثناء اقامتنا في قرية "لوو بوفغية" ثم تكسَر الجليد الهش من تحته و سقط في الماء؟!

أنا (ضاحكاً) : و هل تنسى تلك الحادثة ؟!! (سقط يومها جوشوا الثمل في المياه المثلجة، و بدأ يستغيث طالباً النجدة، لكن احداً لم يمتلك الشجاعة على الخوض في مياه البحيرة المتجمدة، حيث درجة الحرارة تحت الصفر في الخارج...حتى اذا ما ادركنا انه هالكٌ لا محالة، شكَلنا سلسلة بشرية نزلت ببطء الى البحيرة و سحبته الى الخارج).

لوسيو: أو ربما اعترضه حليقو الرأس ... لا تنسى أنه أسود و هم منذ فترة يتحينون الفرصة للإنفراد به، كما حصل مع الشاب الأردني "تمَام" قبل فترة عندما أوسعوه ضرباً و ترك على قارعة الطريق بين الحياة و الموت.

أنا: لنخرج الآن يا لوسيو ... سنسأل أصحاب المحلات المجاورة و كل من يعرفه...


بحثنا على جوشوا دون جدوى ... اتصلنا بكل من يعرفه ... لكن أحداً لا يعلم أين اختفى الرجل ...كل ما نعرفه انه غادر الحانة ليلاً...

لوسيو: يجب ان نتصل بإدارة الجامعة، و نخبر الشرطة أيضاً عن اختفائه...

انا: حسناً ...

لوسيو: انظر هناك ... سيارة شرطة على باب السكن الجامعي ...

أصابنا الذهول ...عندما خرج جوشوا الذي نبحث عنه منذ الصباح من السيارة يصاحبه الشرطي ...

لوسيو : جوشواااا ... أين كنت .. ماذا حصل؟! و لماذا ترافقك الشرطة ؟؟!

الشرطي (موجهاً الكلام الى جوشوا) : هذه الأوراق و التعهد الذي وقعت عليه ...و هذا هاتفك النقال...أرجو أن لا تعيد فعلتك هذه مرة أخرى و إلا تعرضت لخطر الترحيل من سويسرا... مع السلامة...

أنا: جوشوا ... ماذا حصل؟!! قل لنا ...

جوشوا: لا إجابة ...

دخل الى السكن الجامعي و مضينا انا و لوسيو خلفه باتجاه غرفته ...

جلس جوشوا على الكنبة ... ممتعظاً، حزيناً ...على وشك البكاء ..!!

جوشوا: يبدو أني سأكمل هذا الشهر على أكل الخبز و الزبدة فقط ...دفعت غرامة قدرها 650 فرنك سويسري (حوالي 500 دينار أردني) في الشرطة، بالإضافة الى الليلة التي قضيتها في مركز الشرطة...

لوسيو: 650 فرنك !!! لماذا ؟! ماذا فعلت يا أحمق ؟!

جوشوا: ماذا فعلت ؟! ... على المرء قراءة القانون السويسري بعناية، قبل أن يقرر البول في الأماكن العامة !!

خرجت من الحانة كالعادة، و بدا الطريق الى السكن الجامعي -و أنا مخمور- طويلاً ...فقررت قضاء حاجتي قرب إحدى الاشجار ... !! لم أكد أبدأ حتى توقفت سيارة الشرطة قربي ... اقتادوني الى احد المراكز القريبة. في المركز طلبوا مني تفسيرا عن سبب قضاء حاجتي في الشارع العام !! ماذا اقول لهم ؟! ... في كينيا تقضي حاجتك حين تشاء في أي مكان تشاء في وضح النهار !! طلبوا مني دفع غرامية مالية و التوقيع على تعهد بعدم تكرار الحادثه... ظننت أن الغرامة ستكون بسيطة... لكن 650 فرنك !! تخيَلوا !!! 650 فرنك على بولة لم أكملها حتى !! ماذا أفعل الآن ... لم يتبقى معي سوى القليل من النقود و نحن في أول الشهر ...كيف سأطلب مالاً من والدي و كيف سأفسر له الحادثه ؟! لن يصدق !!

اصابتنا نوبة ضحك هستيرية أنا و لوسيو ...

جوشوا: تضحكون ؟!!

انا: نعم نضحك ... "الله لا يعوضلك يا جوشوا" ...

جوشوا: ماذا؟ّ! ... ماذا قلت بالعربية؟!

انا: لا .. لا شيئ ... هل تعرف ماذا سيحدث لو تم تطبيق هذه الغرامة في البلاد العربية؟! لن تعاني أي دولة من نقص أو عجز في الموازنة ...و ستمتلئ السجون بالمخالفين !!

.............

في سويسرا و مع طلوع كل فجر جديد ... تسمع بقانون جديد.. حقوق في حقوق..بعضها يخص الإنسان و بعضها يخص الحيوان و بعضها يخص النبات و بعضها يخص الحجر.. و آداب للمرور و لاجتياز الشارع و لإلقاء القمامة... و آداب للسعال و العطس....و بروتوكول لأكل الطعام و شرب القهوة و الإكرامية و أمور أخرى لن استطيع عدها أو إحصاءها. و النظام رائع...لكن الإفراط فيه مزعج.

و قد بات الرجل الغريب منا في بلادهم يمشي في الشارع قلقا لعله ينتهك قانونا هنا أو هناك قد يخالف أو يحبس أو حتى يرحل لأجله. و أكثر ما يزعجك و أنت تمشي على أرصفتهم و خاصة في أوقات الذروة هي الكلاب و القطط. فأنت تخاف أن تدوس بالخطأ أثناء المشي السريع على ذيل قط مدلل هنا أو هناك، و إذا ما فعلت ساهيا و نظر إليك القط باستهجان و ماء (من مواء) بشتيمة أو اثنتين فانك تطلب الصفح بنظرة استعطافية و لسان حالك يقول : "عزيزي القط ، أرجو أن تغفر زلتي، و قد تجد لي في قلبك بعض الصفح إن علمت أنني وافد جديد لم اعتد بعد على المشي بين مئات من الكلاب و القطط جنبا إلى جنب".

و لا تتفاجأ عزيزي القارئ و خذ ما سأقوله الآن على محمل الجد. فقد لاحظت بعد مدة قصيرة من إقامتي في سويسرا أن هنالك اختلافات في العادات بين الشعوب لا تخص البشر وحدهم، إنما الحيوانات أيضا !!

فعندما بدأت التجول في شوارع "لوو بوفغيه" -و هي بلدة صغيرة في جنوب سويسرا تطل على بحيرة جنيف الساحرة – لاحظت أن الكلاب و القطط تمشي بثقة غير عابئة ولا آبهة باقتراب البشر منها. كنت في حيرة من أمري خلال تجربتي الأولى مع الظاهرة الجديدة فانا أتيت من بلاد يكفي أن يرى فيها القط ظل بشر حتى يولي الإدبار هاربا. و بينما أنا امشي في أيامي الأولى متفحصا البلدة لاحظت قطا "مكزدرا" باتجاهي، فأهل القرية الصغيرة يطلقون كلابهم و قططهم في الشوارع وحيدة و هي تعرف –في الغالب- طريق العودة، و إن تاهت و عثر عليها احدهم فسترشده قلادة معلقة على الرقبة و مكتوب عليها اسم القط أو الكلب و اسم مالكه و العنوان مكتوب على الوجه الخلفي للقلادة.

المهم..بدأت المسافة بيني و بين القط تتضاءل و كنت أتمتم قائلا: لابد انه لم يلحظ اقترابه مني.. سينتبه الآن.. سيهرب .. لازال يقترب!! سينطلق الآن راكضا مرتاعا...و لم أزل أتمتم حتى مر بي بخيلاء و ثقة !!


إن القطط هنا لا تخاف البشر فمنذ ولادتها لم تركل و لم ترم من طابق علوي أو سفلي ولم توضع في شوال مغلق في طمبون السيارة وتنقل من الزرقاء إلى القطرانة حيث تلقى هناك وحيدة !! و لم يسئ احدهم معاملتها، و هي لا تتصعلك قرب حاويات القمامة و لا تجوع و لا تتعارك على عظمة أو فأر ميت !! القطط هنا لها حقوق و "بريستيج" تماما كمالكيها من البشر !! و لو أن قطا في بلادنا مر بأحدكم بخيلاء و ثقة لقبضت عليه ثم دعوت أصدقاءك و أطفال الجيران و عاقبت هذا النمرود "بالشلوت" .

و كما أن ناسهم مختلفون عنا، فقططهم مختلفة كذلك. و السبب يعود إلى ما اعتادت عليه الحيوانات من معاملة البشر لها. و لو انك أحضرت احد قططنا البائسة إلى هذه القرية السويسرية فانه لن يغادرها أبدا. و ستحتاج إعادة تأهيله و دمجه مع المجتمع الكثير من الوقت و الجهد. و لابد انه سيخضع للكثير من العمليات التجميلية لوجهه بعد أن يلاحظ المهتمون السويسريون نفور قططهم منه و رفضهم صحبته. و هو بدوره سيغير اسمه من "سبع الحاويات" إلى اسم لطيف..."ماريو" مثلا. فهنا لا داعي للأسماء المرعبة، فالجميع من بشر و دواب يعيشون بسلام.

...............


تعود حادثة جوشوا ماثلة أمامي في طريقنا الى مطعم البيتزا هت، حيث توقف سائق التاكسي الصيني على غفلة و خرج من المركبة، لقضاء حاجته على حافة الطريق في وضح النهار. نظرت متفآجئا الى صديقي مارك، و صديقاً صينياً آخر يتحدث الإنجليزية ساعدني على التسجيل في الجامعه فدعوته الى العشاء...

لا يبدو أن أحداً منهم تفآجأ ...

مارك: هذا عادي في مدينة هايكو ... لا تتفاجأ اذا اوقف سائق التاكسي المركبة فجأة و قام بهذا...على شرط أن يوقف العداد ...

انا: حسنا سأعتاد على كل هذا مع مرور الوقت ...

...وصلنا الى مطعم البيتزا هت ...

أثناء إقامتي في اندونيسيا كنت اتذمر و اشكو من صعوبة التواصل مع أبناء الشعب الاندونيسي و خاصة في المطاعم و المحلات التجارية، حيث ان المتحدثين باللغة الانجليزية هم قلة، لكنني عندما أتيت الى هايكو، ادركت انني كنت في نعيم هناك في الأرخبيل الأندونيسي. لا أحد يتحدث اللغة الانجليزية هنا، الا القلة من طلبة الجامعات، اذا لم تتحدث اللغة الصينية فإنك لن تستطيع شرح طلباتك الى موظفي المطعم الا بالإشارات و الصور الموجودة على قائمة الطعام حيث ستحتاج الى مرافق صيني يساعدك اينما ذهبت على قضاء حاجاتك الى أن تبدأ فك طلاسم اللغة الصينية.

الشاب الصيني: كيف وجدت هايكو في يومك الثاني؟

أنا: مختلفة جدا عمَا توقعت ... اعتقد أني ساواجة مشكلة بالطعام هنا !

هو: ستتأقلم بعد فترة، أنا لم أغادر الصين يوماً لذلك لا أعرف كيف هو العالم خارجها، وبالتالي لا استطيع فهم سبب اندهاشك الكبير. و بالنسبه للطعام، هنالك بعض المطاعم الشعبية المسلمة في هايكو، سناخذك إلى إحداها لاحقاً.

جاءت البيتزا..و معها سال لعابي..الوجبة الأولى بعد وصولي الى الصين !!...

التقطت الشوكة و السكين و التهمت القطعة الأولى بسرعة كبيرة، رفعت نظري لأخذ قطعة أخرى، فإذا بي أجد الشاب الصيني لم يبدأ بعد ... يمسك الشوكة و السكين بطريقة تنم عن أنه لم يستعملها من قبل، و يحاول تقطيع البيتزا بصعوبة بالغة.

هو: أنا غير معتاد على استعمال الشوكة و السكين، نحن لا نأكل إلا بالعيدان الصينية...

انا: لا بأس، ضع الشوكة و السكين جانباً ..

هو: و كيف سآكل ؟

وضعت انا أيضا الشوكة و السكين جانبا و قلت: انظر .. مثلي، استخدم يدك ببساطة!

تنفس الصيني الصعداء، وبدأ أخيراً بالأكل ...

أنا: إن الاختلافات بين الشعوب تكون بعض الأحيان طريفة و خاصة في موضوع الطعام. حدث مرة أن دعى الرئيس الفرنسي جاك شيراك أحد القادة الأفارقة الى مأدبة عشاء في قصر الشانزليزيه. على شمال كل ضيف كان هناك طست من الماء وضعت فوقه بعض أوراق الزهور لغسل اليدين بعد الإنتهاء من العشاء، فظن الرئيس الأفريقي أن طست الماء هذا ليس إلا حساءاً/شوربة. أمسك الرئيس الأفريقي بهذا الطست بكلتا يديه ثم ارتشف منه، لينتبه بعدها، ان هذا الطست لا يحوي إلا ماءاً !! لاحظ الحضور ما قام به رئيس الدولة الزائر، فما كان من جاك شيراك و تجنبا لإحراج الضيف، إلا ان قام برفع الطست الموجود الى جانبه و الشرب منه تماما كما فعل ضيفه الإفريقي.

هو: تصرف رائع من قبل الرئيس الفرنسي لانقاذ الموقف ...

انا: بالفعل !!

.........


عمر محمد الداودية


الحلقة السابعة الأحد المقبل ...

للاطلاع على الحلقة الخامسة : {سلسلة قصصية} في بيت التنين وبيوت اخرى - لـ عمر الداودية - (الحلقة الخامسة) (http://www.lawjo.net/vb/showthread.php?18953-ط³ظ„ط³ظ„ط©-ظ‚طµطµظٹط©-ظپظٹ-ط¨ظٹطھ-ط§ظ„طھظ†ظٹظ†-ظˆط¨ظٹظˆطھ-ط§ط®ط±ظ‰-ظ„ظ€-ط¹ظ…ط±-ط§ظ„ط¯ط§ظˆط¯ظٹط©-(ط§ظ„ط­ظ„ظ‚ط©-ط§ظ„ط®ط§ظ…ط³ط©))

هديل ابوزيد
10-03-2011, 03:49 PM
بانتظار الحلقه سابعه
:)))))))

ALIAH Y ALTARAWNEH
10-03-2011, 04:29 PM
^________^