المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : {سلسلة قصصية} في بيت التنين وبيوت اخرى - لـ عمر الداودية - (الحلقة التاسعة)



أحمد أبو زنط
11-07-2011, 10:45 PM
سلسلة قصصية (في بيت التنين وبيوت اخرى) لـ عمر الداودية ..(الحلقة التاسعة) http://www.lawjo.net/vb/img/big/2011116157RN502.jpeg

[11/6/2011 1:34:57 AM]

"اطلبوا العلم و لو في الصين"، "اطلبوا العلم و لو في الصين" ...

أرددها و انا في طريقي الى جامعة هينان لتدريب المعلمين متجهاً الى قسم "تعلم اللغة الصينية للأجانب".

غالبية الطلبة الدارسين للغة الصينية في الجامعة اندونيسيون. حيث يفضل هؤلاء الذهاب الى جنوب الصين، والى جزيرة هينان بالتحديد، بسبب تشابه مناخ الجزيرة مع المناخ الإستوائي الذي اعتادوا عليه في الأرخبيل الاندونيسي ...طقس دافئ و أمطار على مدار السنة.

و اذا تركنا الغالبية الاندونيسية جانباً، يجب أن أقدم لكم بعض الوجوه المميزة التي درست معي...

هناك الشاب الروسي الكسندر (الإسكندر بالعربية) أو "ساشا" كما يطلق الروس –تحبباً- على حامل هذا الإسم. و ساشا هذا درس الفيزياء ثم عمل في احد المفاعلات النووية في روسيا، و بعد بضعة سنوات من العمل قرر أن يتعلم اللغة الصينية و يبحث عن فرصة عمل في المجال النووي في احدى المفاعلات في الصين. جمعتنا هواية الشطرنج، فكنا نجلس لساعات بعد انتهاء الدوام نتبارز فيها على الرقعة، و نختلف احيانا اذا ما تطرق الحديث الى تاريخ الشطرنج و عمالقة اللعبة. كان ساشا يمجد اللاعب الروسي "غاري كاسباروف"، و كنت انا مصراً على الدوام أن الأيسلندي/الأمريكي الأصل "بوبي فيشر" هو "زيوس" و "آمون" هذه اللعبة. حدثني ساشا كثيرا عن رحلاته الى إيران و ما اطلع عليه اثناء زياراته للمنشآت الإيرانية، و عروض العمل التي تلقاها هناك، التي رفضها بعد ادراكه مدى صعوبة التأقلم في المجتمع الايراني المتزمت دينيا و المنغلق على نفسه - حسب قوله -.

و هناك الشاب الكوري الهادئ "تشوي". و هنا لابد أن أقدم نصيحة للقارئ العزيز تتعلق بالشعب الكوري. فإذا ما التقيت كورياً هنا أو هناك أثناء ترحالك في الخارج، أرجوك لا تسأله إن كان شمالياً أم جنوبيا.

عند وصولي الى جامعة سيزر ريتز في سويسرا عام 2004، و أثناء حفل التعارف بين الطلبة الأجانب الجدد...دار الحوار التالي:

انا: من الأردن ...أنت؟

هو: كوري ...

انا: شمالي أم جنوبي؟!

نظر الي للحظات ... و كأن السؤال فاجأه أو أزعجه (لم أفهم حينها) ثم قال - مبتسماً-:

- شمالي.

انا: كيف هي الحياة هناك؟

هو: عزيزي الأردني...إن كوريا الشمالية تعيش فقراً مزرياً...أبناؤها يموتون قهراً و جوعاً...و لهذا فإن أحداّ هناك لن يفكر بالسفر على نفقته الخاصة للسياحة أو الدراسة...أبناء كوريا الشمالية يسافرون الى الخارج في بعثات رسمية...سواء حكومية أو رياضية لا غير...انا كوري جنوبي...و لولا إدراكي أنك لا تعرف الكثير عن منطقتنا لقلت لك أن سؤالك - إن كنت شمالياً أم جنوبياً- طريف و مغفل في نفس الوقت ...

...............


و هناك "جيسون" ...شاب أمريكي تزوج فتاة صينية من جزيرة هينان التقى بها أثناء دراستها الجامعية في الولايات المتحدة، فعادت به الى الصين. و رغم مرور سبع سنوات على زواجه إلا أنه لا يزال يشكو صعوبة التأقلم مع المجتمع الصيني...و يتحدث دائماً عن "البرغر" و "الستيك" الأمريكي بكثير من الحنين و الاشتياق و الرومنسية و كأنه يتذكر عشيقة أو حبيبة لا تفارق مخيلته...

في الأمام يجلس العجوزان اليابانيان السيد "فوكازاوا" و صديق عمره السيد "توسدا" ... الأول في الثانية و الثمانين من العمر و الثاني يصغره بسنة. كانا جارين في مدينة هيروشيما عندما ضربت الولايات المتحدة الامريكية المدينة بالقنبلة الذرية في الحرب العالمية الثانية.

في احدى حصص المحادثة، طلبت المعلمة "صن" من الطلاب النهوض واحداً واحدا و التحدث باللغة الصينية عن طفولة كل منا. نهض يومها "فوكازاوا" و تحدث عن ذكريات الحرب العالمية الثانية، و منظر المدينة عندما خرج من الملجأ يتبعه صديقه "تسودا" ... قال فيما قال:

" في دقائق قليلة ... تحولت المدينة الصاخبة الى مقبرة للأموات...جثث هنا و هناك ...كان المنظر مرعباً ...لا يمر يوم في حياتي إلا و أتذكر تلك اللحظة التي خرجت فيها لأجد مدينتي غير تلك المدينة التي ولدت و ترعرت فيها...صراخ و عويل و بكاء في كل مكان...و الجميع يبحث عن أحبته، أولاده و ذويه ... "

توقف السيد "فوكازاوا" قليلا بعد أن تذبذب صوته كأنّ أحداً يخنقه...ثم قال: "صرخت بإسم أمي فلم أجدها ... ناديت بأعلى صوتي ...أين أنت يا أبي؟! فلا مجيب...أين ذهب الجميع؟! ماذا حلّ بالمدينة؟! ....قتلت الحرب في لحظات مدينتي و دفنت في لحظات أيضاً أحبتي الى الأبد، و تركت هذه اللحظات جرحاً لن يندمل "...

كم عظيم هو الشعب الياباني... لا يتوقفون عن التعلم حتى في أرذل العمر!!...كان فوكازاوا و تسودا نشيطان للغاية...يدرسان و يحفظان و يحلان الواجب أيضاً كأنهما لا يزالان طفلين في المدرسة !! ... و عندما أبديت إعجابي بحماسة فوكازاوا وصديقه للدراسة حتى و هو في الثمانين من العمر... نظر الي مستغربا و قال:

- في بلادك يا عمر...هل يتوقفون عن التعلم عندما يصلون الى سن الثمانين؟

انا(ضاحكاً): ثمانون .... يتعلمون ....ماذا تقول يا فوكازاوااا !! ... "قول و غيّر يا زلمه"... أولاً الشعب الأردني ليس معمراً كالشعب الياباني (الشعب الياباني هو صاحب اعلى معدل متوسط أعمار في العالم) ...و ثانياً ...يعتبر المواطن في بلادنا أن التعليم ينتهي بانتهاء الحياة الجامعية، و مع الحصول على الشهادة يودع الكتب الى غير رجعه...الا قلّة من الناس !!

هو: غريب و مؤسف !!

انا: بالطبع ...

.............

تعلم اللغة الصينية !! ...

من أين أبدأ الشرح و الوصف؟! .....


يقول وليام ميلني - الذي ذهب في رحلة تبشيرية الى الصين في أواسط القرن التاسع عشر- واصفاً صعوبة تعلم اللغة االصينية:

"تعلم اللغة الصينية غير ممكن إلا لرجال يملكون أجساداً من نحاس، رئتين من حديد، رؤوساً من بلوط، قلوباً كقلوب الرسل و ذاكرة كذاكرة الملائكة..."

عندما تبدأ في تعلم اللغة الصينية و بعد مرور بضعة أسابيع تدرك أنك في ورطة... و انها رحلة ستتطلب الكثير من الوقت و الجهد و المثابرة و التحمل. تتساءل حينها...هل تتراجع أم تمضي قدما؟!...أنظر الى "السبورة/اللوح" أمامي ...متابعاً شرح المعلمة الصينية و محاولاً "بحواسي الست" فهم ما تقول و انا أتمتم ..."شو كان بدي بهالقصة ..." !!

بالإضافة الى العربية و اليابانية و الكورية...تصنف اللغة الصينية على أنها احدى أصعب اللغات للتعلم حول العالم. و بالرغم من صعوبتها فإن الإقبال عليها في تزايد مستمر مع تنامي صعود الصين السياسي و الاقتصادي و دورها المؤثر حول العالم. تشير الإحصاءات الى أن عدد الدارسين للغة الصينية حول العالم قد تجاوز 55 مليون شخص. و تقوم الصين بدورها بإستثمارات ضخمة داخل الصين و خارجها لتسويق لغتها و التشجيع على دراستها. فمثلا أرسلت الصين حتى الآن ما يقارب من 70,000 معلم لغة صينية مهيأين و مدربين على أكمل وجه لتعليم اللغة في الخارج. أما في الداخل، فإن الدولة تشجع الأجانب على القدوم و تعلم اللغة من خلال تقديم منح دراسية، تشمل الإقامة المجانية و راتباً شهرياً مناسباً. مثلاً قدّمت جامعة هينان لتدريب المعلمين في السنة التي درست فيها 400 منحة دراسية شاملة للطلبة الأجانب كنت انا من ضمنهم.

لأكون دقيقاً ..فإنه لا يوجد فعلياً ما يدعى "اللغة الصينية". اللغة الصينية مصطلح واسع يضم تحت جناحيه عدة لغات. هنالك سبع الى ثلاث عشرة لغة تندرج ضمن مسمى اللغة الصينية. فإذا قلت أنك تتحدث اللغة الصينية عليك توضيح أي من هذه اللغات تتقن بالتحديد. "الماندارن" أو اللغة الصينية الشمالية - التي أدرسها- هي أكثر هذه اللغات انتشاراً حيث يتحدث بها ما يقارب 850 مليون صيني، و أصبحت اللغة الحكومية الرسمية للبلاد منذ عام 1924. يتبعها انتشاراً "الوو" و يتحدث بها 90 مليون صيني، ثم "الكانتونيز" و يتحدث بها 70 مليونا، ثم "المن" 50 مليونا ...وهناك لهجات محلية كثيرة.

مثلاً في جزيرة هينان يتحدثون لهجة محلية خاصة بهم تعرف بإسم "هينان هوا"، مما شكل لنا معضلة في التفاهم مع أبناء هذه الجزيرة. فبعد الحصص الدراسية نخرج الى الشارع محاولين تطبيق و ممارسة ما تعلمناه في الجامعة، لكننا نجد صعوبة في الفهم و إيصال المعلومة في الكثير من الأحيان. تخيل - عزيزي القارئ- لو أن أجنبياً يدرس اللغة العربية الفصحى في الجامعة الأردنية خرج الى شوارع عمان للممارسة، فإنه سيجد اختلافاً واضحاً بين ما تعلمه في الصف و ما سمعه في الشارع. هذا كان حالنا في جزيرة هينان.

تكمن صعوبة اللغة الصينية –أولاً- في عدم احتوائها على أبجدية/حروف. اللغة الصينية مكونة مما يعرف "بالرموز". و كل رمز هو كلمة مستقلة بذاتها، و يكتب من اليسار الى اليمين أو من أعلى لأسفل.

مثلا:

人 يعني الرمز "شخص/انسان" تنطق rén

马 تعني "حصان" تنطق mǎ

يوجد ما يقارب 60,000 رمز صيني، لكن معرفتك و حفظك لمجموعة من الرموز تتراوح ما بين 3500-4000 (وهي الرموز الأكثر تداولاً) ستكون كافية لكي تقرأ و تكتب بشكل جيد.

كنت احفظ يومياً ما بين 20-30 رمزا ...حسب "الهمة" و حسب صعوبة الرموز التي احفظها. بعض الرموز تحتاج للحظات لكي تحفظ شكلها و طريقة كتابتها، و بعضها قد يستغرق وقتاً طويلا لحفظه و تذكره مثل:



المشكلة الأخرى في اللغة الصينية تكمن فيما يعرف ب "النبرة" او "الطبقة" المتعلقة بالصوت. هنالك خمس "نبرات/طبقات" للنطق في اللغة الصينية، و استخدام أي منها قد يعطي معنى مختلفا للكلمة.

وسأعطي مثالاً هنا في اللغة الصينية/ماندارن قد تحمل خمس معان حسب اللفظ و هي :

ma

妈 وتعني "أم" تنطق mā

麻 تعني "غطاء/بطانية" تنطق má

马 تعني "حصان" تنطق mǎ

骂 تعني "وبّخ/عنّف" تنطق mà

吗 تعني "علامة استفهام" تنطق ma


و كما ترون من المثال السابق فإن على كل كلمة (ما) حركة مختلفة، و هذه الحركة تدل على درجة النبرة التي يجب استخدامها (الا "ما" الأخيرة و المعروفة ب "النبرة المحايدة").


يقول أحد الرحالة الفرنسيين الذي حاول تعلم اللغة الصينية، واصفاً مشكلة النبرات المختلفة:

" لقد قالوا لي أن الكلمة "شوو" تعني كتابا ...و لذلك اعتقدت انه بمجرد سماعي للكلمة فإن الموضوع يتعلق "بكتاب". و بعد فترة علمت أن للكلمة "شوو" معنى اخر و هو "شجرة"، و هنا بدأت اتساءل اذا ما سمعت الكلمة...هل الشخص الذي يتحدث أمامي، يناقش كتاباً؟! أم يدور النقاش حول الشجر و البيئة؟! ...و بعد فترة علمت أن للكلمة "شوو" معاني اخرى و هي "معتاد" و "رهان" و هنا اختلط الحابل بالنابل في محاولة فهمي..."

.............................

سأذكر حادثة في جزيرة هينان كان لعائق اللغة فيها دور أساسي في حصول سوء فهم كبير بيننا و بين الشرطة الصينية...

في مساء لن ينسى ... خرجت أنا و ثلة من الأصدقاء للعشاء في الخارج، أربعة منهم من كازاخستان، و الخامس هو صديقي الأمريكي جيسون . و بينما نحن نطوف شوارع الجزيرة على دراجاتنا النارية، وجدنا رجلاً ملقى على قارعة الطريق غارقاً بدمائه...

اوقفنا الدراجات و مضينا مسرعين باتجاه الرجل...

لا يتحرك أبداً ...مغمى عليه...يبدو أن احدى السيارات المارة قد دهسته و تركته ملقى بين الحياة و الموت...

والغريب بالأمر أن كثيراً من السيارات تمر قربه دون ادنى اهتمام و كأن مشاهدة رجل يحتضر على قارعة الطريق أمرا مألوفا لديهم !! ...

كنا جميعا مبتدئين باللغة حينها ...إلا الكازاخستاني "جنكيز" الذي كان في المرحلة المتوسطة، و لذلك فإن الإتصال بالشرطة أو الإسعاف و محاولة إعطاء التفاصيل و عنوان المكان، أمر فوق طاقتنا "اللغوية" ...فقررنا أن نوقف إحدى السيارات لكي يتصل سائقها مع الإسعاف.

بدأنا بالتلويح للسيارات... لكن أحداً لم يقف ...

مرت خمس دقائق...عشر دقائق...لكن الجميع أبى أن يتوقف ...

قررنا بعدها أن نشكل سلسلة متشابكة ...نحن الستة... تقف في الشارع و تمنع السيارات من المرور...

و بالفعل توقفت أول سيارة بعد تشكيل السلسلة، اشرنا لصاحبها الى الرجل الملقى و طلبنا منه الإتصال بالإسعاف.

تحدث الرجل على الهاتف بسرعة لم نستطع معها فهم الكثير مما قال، لكنه بدا خائفاً و مرتاعاً و هو ينظر الينا ثم يحدق بالرجل المصاب.

بعد خمس دقائق أو اكثر قليلاً وصلت ثلاث سيارات للشرطة تتبعها سيارة إسعاف. نزل رجال الإسعاف مسرعين باتجاه المصاب، أما الشرطة فقد إلتفت حولنا و أسلحتهم مصوبة باتجاهنا !!

ماذا يحدث ؟!!

تقدم ضابط صيني باتجاها و بدأ بالكلام صارخاً و معربداً ...لم أفهم شيئاً فالتفت الى جنكيز ...

انا: ماذا هناك؟!

قال جنكيز و هو يتأرجح في مكانه من الخوف: يسأل الشرطي لماذا قتلنا الرجل !! اخبره السائق الذي اتصل به أن بعض الأجانب قد اعتدوا على رجل صيني و اردوه قتيلاً !!

حاول جنكيز - بلغته الركيكة - شرح ما حدث للضابط، و مع تباطؤ جنكيز و تعثره في محاولة الشرح نظرا لقلقه الواضح، و نفاذ صبر الضابط الذي بدت على ملامحه علامات استفهام كثيرة في محاولة فهم جنكيز، قرر الضابط اقتيادنا الى مركز للشرطة. قبل صعودنا الى سيارات الشرطة قال جنكيز موجهاً الكلام الى الضابط:

"و لكن الدراجات لمن سنتركها ؟!" .... تلقى جنكيز صفعة مدوية من الضابط، أجزم بأنها انسته كل الرموز الصينية التي حفظها ...

حال وصولنا... تقدم أحد الضباط إلينا و بدأ يطرح نفس السؤال على كل منا:

هو: ني شي نا قوا رن؟ (من أي بلد أنت؟)

الصديق الأول: كازاخستان

الضابط: خذوه الى الأسفل

الصديق الثاني: كازاخستان

الضابط: خذوه الى الأسفل أيضا

الثالث و هكذا ...ثم جاء دور صديقي الأمريكي جيسون ...

جيسون: ماي قوا رن (من الولايات المتحدة)

الضابط: هممم... "ني تزوا" (اجلس انت)

ثم جاء دوري ...الضابط: ني؟ (و انت؟) مشيراً إلي...

ارتبكت حينها...ماذا أجيب؟! أصدقائي من كازاخستان اخذوهم الى الأسفل، أما جيسون الأمريكي فقد طلبوا منه الجلوس في المكتب...ليس احتراما له، إنما خوفاً من الدولة التي يمثلها.

انا: ماي قوا رن (من الولايات المتحدة)

نظر الي الضابط متفحصاً ... به بعض الشك ... ثم قال: تزوا (اجلس) ....


جلسنا انا و جيسون في مكتب الضابط هذا، اتصلنا حينها مع احد المعلمين في جامعتنا شارحين له - بالانجليزية - ما حدث فأتى سريعاً الى مركز الشرطة.

الشرطة بدورها أحضرت أحد المترجمين والذي استجوبنا انا و جيسون و استفسر عن الحادثة.

انتهت القصة بسلام ...

وقال الضابط الذي صفع جنكيز للمعلم الصيني ردا على سؤاله عن سبب الصفع، أنه فعل ذلك لأن الطالب الوقح قال له: "هل ستبيع الدراجات؟!" ... عندها قال المعلم الصيني، لصديقي جنكيز- بعد ان سمع منه الجملة التي قالها للضابط - انه أخطأ "لغوياً" و استخدم جملة تفيد التشكيك بذمة الضابط و نزاهته.

اخذت الشرطة ارقام هواتفنا بعد أن اتضحت لهم تفاصيل الحادثة، لكنهم لم يطلبونا بعد ذلك اليوم ...و أعطونا مفاتيح الدراجات النارية. نحن بدورنا قررنا ألا نلعب دور "المنقذ" الإنساني مرة اخرى في شوارع جزيرة نائية لا نتقن لغة شرطتها.

..........

عمر محمد الداودية

Facebook: Omar Mohammad Daoudieh

الحلقة العاشرة الأحد المقبل إن شاء الله