Farah A.Lawjo
09-01-2009, 04:39 PM
قد لا يبعث الموت ما يبعث على الإبهار، مع ذلك تستوقفنا كثيراً وتبهرنا بعض المشاهد التي ترد في الأفلام الأجنبية، والتي نرى فيها أصدقاء المتوفى وأحبّاءه يحيطون به في المقبرة خلال لحظات الوداع الأخيرة، ليُلقي فيها أحدهم كلمة رثاء مقتضبة معبّرة، ثم ليضع كل منهم وردة، أو باقة زهر على الفقيد، وبعدها ينسحب الجميع بصمت وهدوء يتّفقان مع جلال الموت وحرمته.
أما الموت عندنا، فهو حادث صاخب من ناحية، مرتبط بالطعام والولائم من ناحية أخرى، ولائم ليست للفقراء غالباً، بل لأقارب المتوفى وأصدقائه ومعارفه لتستكمل شروط الظهور والاستعراض في الغالب، والتي تتوج بإعلانات النعي التي تتسابق لتتصدر صفحات الجرائد بحروف متفاوتة الحجم، تبعاً لتفاوت المقدرة المادية...
هذا عدا عن أنّ كل متوفى هو امرؤ قضى عمره في أعمال البر والتقوى... حتى لتسأل نفسك، إذا كان كل المتوفّين أتقياء خيّرين، فمن ذا الذي يقترف الشرور في هذا العالم، أتراهم وافدين من كوكب آخر! وبدلاً من تلك (الكليشيه) التي استُهلكت وفقدت معناها، لكم أتمنّى لو يُقال مرة: هذا نعي لفقيد أحببناه رغم كل هفواته وأخطائه، فقد أساء، وقد أُسيء إليه... لكنه كان دائماً قادراً على الاعتذار، وقادراً على الصفح، إنسان عاش إحباطاته بصمت، ولسنا نعلم كم احتاجنا حوله ولم يجدنا... لم يجد من يُصغي إليه! لهذا، نأمل أن يسامحنا، ونعده بأن نكون أكثر تفهّماً لبعضنا بعضاً، وندعو له برحلة آمنة إلى برّ الرحمة والسلام والأمان...
وبعد، للحياة فلسفتها التي نجتهد في فهمها طوال سنوات العمر وبإصرار عنيد، وللموت فلسفته وسرّه ورهبته... فلسفة نشوّهها بالكثير من الصخب والتسطيح والاستعراض!
د.لانا مامكغ
أما الموت عندنا، فهو حادث صاخب من ناحية، مرتبط بالطعام والولائم من ناحية أخرى، ولائم ليست للفقراء غالباً، بل لأقارب المتوفى وأصدقائه ومعارفه لتستكمل شروط الظهور والاستعراض في الغالب، والتي تتوج بإعلانات النعي التي تتسابق لتتصدر صفحات الجرائد بحروف متفاوتة الحجم، تبعاً لتفاوت المقدرة المادية...
هذا عدا عن أنّ كل متوفى هو امرؤ قضى عمره في أعمال البر والتقوى... حتى لتسأل نفسك، إذا كان كل المتوفّين أتقياء خيّرين، فمن ذا الذي يقترف الشرور في هذا العالم، أتراهم وافدين من كوكب آخر! وبدلاً من تلك (الكليشيه) التي استُهلكت وفقدت معناها، لكم أتمنّى لو يُقال مرة: هذا نعي لفقيد أحببناه رغم كل هفواته وأخطائه، فقد أساء، وقد أُسيء إليه... لكنه كان دائماً قادراً على الاعتذار، وقادراً على الصفح، إنسان عاش إحباطاته بصمت، ولسنا نعلم كم احتاجنا حوله ولم يجدنا... لم يجد من يُصغي إليه! لهذا، نأمل أن يسامحنا، ونعده بأن نكون أكثر تفهّماً لبعضنا بعضاً، وندعو له برحلة آمنة إلى برّ الرحمة والسلام والأمان...
وبعد، للحياة فلسفتها التي نجتهد في فهمها طوال سنوات العمر وبإصرار عنيد، وللموت فلسفته وسرّه ورهبته... فلسفة نشوّهها بالكثير من الصخب والتسطيح والاستعراض!
د.لانا مامكغ