mohannadkh
02-01-2009, 02:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه ليست قصة حقيقية و ما هي الا خاطرة، نتجت عن اقتراب موعد النتائج، و تذكري لذلك اليوم عندما كنت انتظر نتيجتي، فأنا و الحمد لله لم امر بتجربة الرسوب، و هذا ما اظنه كان سيحصل لو رسبت..
وقفت بباب مقهى الإنترنت، نظرت من حولي فوجدت الكثير من الوجوه التي بدا التوتر عليها واضحا، حتى انا كنت متوترا، و مرعوبا، ابتعدت قليلا و اشعلت سيجارة علها تحمل مع دخانها المتصاعد شيئا من الخوف الذي عشش في عقلي، رأيت بعض اصدقائي الذين ابعدني عنهم ضيق الوقت في هذه السنة المصيرية، ناديتهم و وقفت معهم، لم نكن نضحك كالمعتاد، فكل منا غارق بالتوقعات حتى اذنيه، مرت امامي ذكريات السنة الماضيه، تذكرت نفسي و انا اذهب الى المدرسة في اول يوم، حاملا كتبي و عاقدا العزم على النجاح، تذكرت تحضيراتي لهذا اليوم، و لم اعرف للحظة انها كانت غير كافية...
لقد درست بعزم و نشاط، و غصت بالمعادلات، و كاملت و فاضلت، و حسبت مساحات و حجوم و معدلات، وصلت المواسعات، و وولدت الكهرباء، و حسبت المجالات و التيارات، و تزحلقت على الأسلاك لأرتطم بالبطاريات، زوجت الفئران مع ( مندل ) و توقعت صفات ابنائهم، بل وأسميتهم، زرعت البازيلاء ليس لأكلها ولا لبيعها، انتجت ماءا من الحموض و القواعد، و رتبت عناصر الجدول الدوري، عقدت معاهدات مع الثقافات كان من أهم بنودها رفع المعدل، سهرت و سهرت و سهرت، قالوا لي : ( اعتبر هذا العام خدمة علم ) فاعتبرت، و قالوا: ( انويه عبادة ) فترهبنت..
تركت الخروج الا للمدرسة او المعهد، استبدلت أصدقائي بالمدرسين، بمناسبة الحديث عن المدرسين، اتضح لي ان بعضهم لا يليقون بهذه المهنة الشريفة، فقد تحولوا الى مصاصي دماء، سمعت الكثير من الأكاذيب و الوعود الزائفة، رأيت كل أحلامي متجسدة بالتسعين، حللت اسئلة امتحانات اكبر مني عمرا،
درست المهم و المهمل، المتوقع و المستبعد، الكتاب و التلخيص، ياله من عام سيء....
و جائت الامتحانات، و ( عند الامتحان يكرم المرء او يهان ) ، و مرت اليالي القصار عكس ما يقال فما اسرع الوقت عند حاجتك اليه، أظنني اخرجت كل ما عندي من طاقات، و بدا ذلك واضحا علي في يوم النتائج..
قاطع احد اصدقائي شريط الذكريات المار امام عيني و قال : ( اقولك نكته؟؟ ) لعله حاول التخفيف عني و خاصة انه سبقني الى يوم مثل هذا اليوم، اكتفيت بهز رأسي رافضا، فقال : ( يا زلمة... شو ازفت اشي ممكن يصير؟؟ حتى لو رسبت مش مشكلة ) ، بل انها اكبر مشكلة، كيف ارفع عيني بعين ابي؟؟، اهكذا اجازي سهر امي معي؟؟ يا الهي، لقد تعبت من هذا الانتظار، و عندها سمعت ابواق السيارات التي اطلق لها سائقوها العنان لتزغرد فرحا بنجاح اخ او ابن او صديق، لقد ظهرت النتائج، اقتربت لأتمكن من سماع نتيجتي، كان الرجل يقرأها على الملأ، سمعت اسمي، لكن يا ليتني لم اسمع ما جاء بعده، راسب.... كلمة كانت تشكل اسوأ كوابيسي، لم اعد اسمع صوت الناس من حولي،لم اسمع الا صوتا اشبه بصوت تكسير الزجاج، و عرفت انه صوت احلامي تتهشم في رأسي...
انسحبت ببطء، لم اشأ ان يلاحظني اصدقائي، الا ان احدهم رآني، فسألني عن نتيجتي، لم أشأ ان اظهر في موقف ضعف، فأجبت : ( رسبت.. اصلا انا كنت عارف.. و انت شو صار معك؟؟ ) مع اني لم اكن اتوقع هذا الرسوب ابدا، لكن عزة النفس حتمت علي الكذب، اذكر اني كنت مبتسما، بل و اني قبلت صديقي و ضحكت في وجهه عندما قال انه حصل على معدل عال، و تمنيت له التوفيق و ذهبت قبل ان يراني أحد غيره..
رن هاتفي... اكاد احلف اني تمنيت الموت في تلك اللحظة،فتحته، فسمعت فيه الصوت الحنون الذي كان يدعوا لي و يوقظني طوال العام المنصرم ، نفس الصوت الذي تمنيت سماعه يهنئني بدلا من سماعه يواسيني، لقد قصرت كثيرا في حقك يا امي، و استكثرت عليك الفرحة، و جئتك بالهم، لكنها اخفت خيبة املها و قالت : ( مش مشكلة... لا تزعل... السنه الجاي على البواب ) ، لكني كنت اريد النجاح هذا العام
الا استحق ذلك؟؟ اين قصرت؟؟ الم ادرس؟؟ الم اتعب؟؟ الم اسهر؟؟
استغفرت الله، و تعوذت من الشيطان، و تذكرت منظر الأسد يرجع خطوة قبل ان ينقض، و منظر النملة تحمل القمحة و تصعد بها على الحائط مرارا حتى تنجح، و فكرت، و توصلت الى نتيجة، الخصها في جملة : لا عشت ان كنت اضعف من النملة او اقل شأنا من الأسد....
هذه ليست قصة حقيقية و ما هي الا خاطرة، نتجت عن اقتراب موعد النتائج، و تذكري لذلك اليوم عندما كنت انتظر نتيجتي، فأنا و الحمد لله لم امر بتجربة الرسوب، و هذا ما اظنه كان سيحصل لو رسبت..
وقفت بباب مقهى الإنترنت، نظرت من حولي فوجدت الكثير من الوجوه التي بدا التوتر عليها واضحا، حتى انا كنت متوترا، و مرعوبا، ابتعدت قليلا و اشعلت سيجارة علها تحمل مع دخانها المتصاعد شيئا من الخوف الذي عشش في عقلي، رأيت بعض اصدقائي الذين ابعدني عنهم ضيق الوقت في هذه السنة المصيرية، ناديتهم و وقفت معهم، لم نكن نضحك كالمعتاد، فكل منا غارق بالتوقعات حتى اذنيه، مرت امامي ذكريات السنة الماضيه، تذكرت نفسي و انا اذهب الى المدرسة في اول يوم، حاملا كتبي و عاقدا العزم على النجاح، تذكرت تحضيراتي لهذا اليوم، و لم اعرف للحظة انها كانت غير كافية...
لقد درست بعزم و نشاط، و غصت بالمعادلات، و كاملت و فاضلت، و حسبت مساحات و حجوم و معدلات، وصلت المواسعات، و وولدت الكهرباء، و حسبت المجالات و التيارات، و تزحلقت على الأسلاك لأرتطم بالبطاريات، زوجت الفئران مع ( مندل ) و توقعت صفات ابنائهم، بل وأسميتهم، زرعت البازيلاء ليس لأكلها ولا لبيعها، انتجت ماءا من الحموض و القواعد، و رتبت عناصر الجدول الدوري، عقدت معاهدات مع الثقافات كان من أهم بنودها رفع المعدل، سهرت و سهرت و سهرت، قالوا لي : ( اعتبر هذا العام خدمة علم ) فاعتبرت، و قالوا: ( انويه عبادة ) فترهبنت..
تركت الخروج الا للمدرسة او المعهد، استبدلت أصدقائي بالمدرسين، بمناسبة الحديث عن المدرسين، اتضح لي ان بعضهم لا يليقون بهذه المهنة الشريفة، فقد تحولوا الى مصاصي دماء، سمعت الكثير من الأكاذيب و الوعود الزائفة، رأيت كل أحلامي متجسدة بالتسعين، حللت اسئلة امتحانات اكبر مني عمرا،
درست المهم و المهمل، المتوقع و المستبعد، الكتاب و التلخيص، ياله من عام سيء....
و جائت الامتحانات، و ( عند الامتحان يكرم المرء او يهان ) ، و مرت اليالي القصار عكس ما يقال فما اسرع الوقت عند حاجتك اليه، أظنني اخرجت كل ما عندي من طاقات، و بدا ذلك واضحا علي في يوم النتائج..
قاطع احد اصدقائي شريط الذكريات المار امام عيني و قال : ( اقولك نكته؟؟ ) لعله حاول التخفيف عني و خاصة انه سبقني الى يوم مثل هذا اليوم، اكتفيت بهز رأسي رافضا، فقال : ( يا زلمة... شو ازفت اشي ممكن يصير؟؟ حتى لو رسبت مش مشكلة ) ، بل انها اكبر مشكلة، كيف ارفع عيني بعين ابي؟؟، اهكذا اجازي سهر امي معي؟؟ يا الهي، لقد تعبت من هذا الانتظار، و عندها سمعت ابواق السيارات التي اطلق لها سائقوها العنان لتزغرد فرحا بنجاح اخ او ابن او صديق، لقد ظهرت النتائج، اقتربت لأتمكن من سماع نتيجتي، كان الرجل يقرأها على الملأ، سمعت اسمي، لكن يا ليتني لم اسمع ما جاء بعده، راسب.... كلمة كانت تشكل اسوأ كوابيسي، لم اعد اسمع صوت الناس من حولي،لم اسمع الا صوتا اشبه بصوت تكسير الزجاج، و عرفت انه صوت احلامي تتهشم في رأسي...
انسحبت ببطء، لم اشأ ان يلاحظني اصدقائي، الا ان احدهم رآني، فسألني عن نتيجتي، لم أشأ ان اظهر في موقف ضعف، فأجبت : ( رسبت.. اصلا انا كنت عارف.. و انت شو صار معك؟؟ ) مع اني لم اكن اتوقع هذا الرسوب ابدا، لكن عزة النفس حتمت علي الكذب، اذكر اني كنت مبتسما، بل و اني قبلت صديقي و ضحكت في وجهه عندما قال انه حصل على معدل عال، و تمنيت له التوفيق و ذهبت قبل ان يراني أحد غيره..
رن هاتفي... اكاد احلف اني تمنيت الموت في تلك اللحظة،فتحته، فسمعت فيه الصوت الحنون الذي كان يدعوا لي و يوقظني طوال العام المنصرم ، نفس الصوت الذي تمنيت سماعه يهنئني بدلا من سماعه يواسيني، لقد قصرت كثيرا في حقك يا امي، و استكثرت عليك الفرحة، و جئتك بالهم، لكنها اخفت خيبة املها و قالت : ( مش مشكلة... لا تزعل... السنه الجاي على البواب ) ، لكني كنت اريد النجاح هذا العام
الا استحق ذلك؟؟ اين قصرت؟؟ الم ادرس؟؟ الم اتعب؟؟ الم اسهر؟؟
استغفرت الله، و تعوذت من الشيطان، و تذكرت منظر الأسد يرجع خطوة قبل ان ينقض، و منظر النملة تحمل القمحة و تصعد بها على الحائط مرارا حتى تنجح، و فكرت، و توصلت الى نتيجة، الخصها في جملة : لا عشت ان كنت اضعف من النملة او اقل شأنا من الأسد....