المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تقاطع



Farah A.Lawjo
09-02-2009, 10:25 PM
كان خاتم الخطبة يتلألأ في أصبعيهما وهما يجلسان معاً في أحد المقاهي الهادئة، حين بادرها بالسؤال قاطعاً استغراقها في أحلام ورديّة عذبة... هل تقدّسين الحياة الزوجيّة؟.

فأجابت ضاحكة: عبارتك هذه تذكّرني بطلبات التعارف والزواج في بعض المجلات، كنت أقرؤها ولا أفهم ماذا يعنون بها بالضبط. ثمّ أضافت بجدية: أنا أقدّس أية علاقة إنسانيّة بين اثنين قائمة على الحب والصدق والاحترام والثقة، وعليه يمكنك القول أنّي أقدّس الحياة الزوجيّة حسب التعبير الدارج.

بعد مدّة تزوّجا، فأعلن لها الشهر الأوّل أنّه غير راض عن علاقتها بإحدى صديقاتها، بداعي أنّها لا تبدو بالرزانة المطلوبة.

قالت: ولكنّها صديقة طفولة، وأعلم جيّداً مدى معاناتها في حياتها... كما أعرف مدى نقائها بالمقابل.

قال: كل هذا لا يستوقفني، أرجو قطع علاقاتك بها، هذه رغبتي وأنت حرّة! وشاءت ذات مرّة أن تغيّر تسريحة شعرها، فقال محتدّاً: أنا أحببتك واخترتك بشعرك الطويل، فلماذا التغيير؟ قالت: الجو حار كما ترى، ووقتي محدود هذه الأيام، وقص شعري سيكون مريحاً أكثر، فأجاب وهو يغادر المنزل: هي رغبتي، على العموم أنت حرّة! واستجابت لرغبته فعدلت عن فكرتها، وسارت الأمور في هدوء بعض الوقت إلى أن خطر لها أن تتعلّم لغة أجنبيّة في أحد المراكز خلال الفترة المسائيّة، ولم تكد تبلغه بالفكرة حتّى احتدّ قائلاً: هل تعلمين أيّة ساعة ستصلين فيها إلى البيت، سيكون الوقت متأخّراً، وهذا لا يليق بسيّدة متزوّجة! أجابت: إنّنا في فصل الصيف، والشوارع تزدحم في المساء أكثر من ساعات النهار، ولن أتأخّر كثيراً كما تعتقد، ثمّ هل أفهم أنّ العودة المتأخّرة مساءً تليق أكثر بالفتاة غير المتزوّجة، هناك مفاهيم تستغلق على فهمي تماماً! فقال دون أن ينظر إليها: لا أريد الخوض في الفلسفة الآن، ثمّ أنّك تتقنين لغة أجنبيّة، فما الداعي لأن تتعبي نفسك وتتعبيني بلا طائل؟ أجابت بهدوء: إنّه أمر سيفيدني جدّاً في عملي. ولم يجب، فمرّت فترة صمت ثقيلة حتّى قال أخيراً: أنا غير موافق، وأنت حرّة على أيّة حال! فأطرقت وهي تقول لنفسها: أهذا ما عناه ذات يوم حين تحدّث عن تقديس الحياة الزوجيّة...

ثمّ رفعت رأسها، ونظرت نحوه وهمست لنفسها: فاتني يومها أن أخبرك أنّي أقدّس أكثر ما أقدّس شيئاً من الحرية الحقيقيّة... وبعضاً من الهواء الطلق!.

وبعد، لست أذكر من قال يوماً أن النساء كالنباتات... بعضها ينمو بأقلِّ قدرٍ من النور، وبعضها الآخر يحتاج إلى مقادير سخيّة من ضوء الشمس، وثمّة نباتات لا تنمو وتزهر إلا في الهواء الطلق مثل الأشجار الخضراء الباسقة ! وعلى الرجل الحكيم أن يدرك أي نوعٍ هي المرأة التي ينوي الارتباط بها.

ولعلَّ صاحب المقولة السابقة عن ذهنه إن الطحالب وحدها هي التي تنمو وتنتشر وتمتد في العتمة الخالصة... لذا، فقد يجدر أن سأل كلَّ رجلٍ نفسه أي صنفٍ من النساء يجب أن يختار لأن تكون شريكة لحياته، وأمّا لأبنائه... أهي التي تخاف من الحريَّة، أم التي تخاف الحريَّة منها ؟

د.لانا مامكغ

Essa Amawi
09-03-2009, 01:09 AM
حينما تغيب قابلية النقاش والتغيير من كلا الطرفين
وتبدأ الاصوات تتعالى اثناء الحديث

فليعموا انها " أآآآآربت " على قوله الختيار تبع باب الحاره ^_^