المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حقيقة عمر الفارض سلطان العاشقين



المعتمد بن عباد
09-07-2009, 12:19 AM
عمد أعداء الإسلام خاصة المستشرقين على خلع ألقاب وأوصاف وأسماء هائلة براقة زائفة على شخصيات مشبوهة ضارة مفسدة لتروج هذه الشخصيات على المسلمين ويتأثروا بها وينقلوا كلامهم ويؤمنوا بأفكارهم وآرائهم ويرددوها بلا تفكير وتقدير لعواقب هذا الكلام وهذه الأفكار والآراء وعمد المستشرقون إلى الشخصيات القديمة بالذات لبعد الناس عنها وقلة من يقرأ في كتب التاريخ لذلك وجب علينا إماطة اللثام عن حقيقة هؤلاء لنكشف عوار كلامهم وفاسد عقيدتهم , وصفحتنا تلك تكشف حقيقة كبير مجرمي الصوفية وشاعرهم المقدم الذي لقبه المستشرقون 'بلسطان العاشقين' ليروج على كل عاشق ومحب وموله في دل النساء وهذا الرجل أحق بوصف سلطان الهالكين أو على وجه التحديد 'عابد الأنثى' .<o:p></o:p>
هو عمر بن أبي الحسين علي بن المرشد بن شرف الدين الحموي الأصل المصري المولد والوفاة وهو شيخ الاتحادية وصاحب 'القصيدة الثائية' المليئة بالكفر والزندقة والإلحاد والغير مسبوق الطافحة بوحدة الوجود , وابن الفارض يعتبر من مجددي القول بوحدة الوجود بل طورها وأخرجها في ثوب جديد , وهذه العقيدة تقتضي أن كل ما في الكون من خلائق هي عين الخالق تعالى الله علواً كبيراً عما يقولون ويفترون ففيها يصير العبد رباً والمخلوق خلاقاً , ولكن ابن الفارض هذا طورها ولخص هذه العقيدة كلها في ذاته هو ولم يفرق بين الصحو والمحور وهما مصطلحين في الصوفية معنى كل واحد منهما باختصار في دين الصوفية :<o:p></o:p>
الصحو :هو رجوع الصوفي إلى الإحساس بعد سكرته بوارد قوي وفيه يشهد الصوفي الفرق بين الإله والكون وأن الكون ليس هو الذات الإلهية .<o:p></o:p>
أما المحو : فهو فناء السوية بين الرب والعبد وتجلي الوحدة المطلقة فيرى الصوفي الخلق عين الحق والمربوب عين الرب وهذه حالة الحلول والاتحاد ووحدة الوجود .<o:p></o:p>
فجاء ابن الفارض ومحا الفرق بينهما ليحدث نوعاً جديداً من وحدة الوجود في منتهى الجرأة والشرود يكون في أجلى صوره عندما قال في قصيدته الشهيرة الثائية :<o:p></o:p>

ففي الصحو بعد المحو لم أك غيرها ... وذاتي بذاتي إذا تحلت تجلت<o:p></o:p>
فهذا الزنديق يأبى أن يثبت لربه ذاتاً ويتعالى أن يجعل له وجود ليحكم بالعدم الصوفي على رب العالمين فما ثم عند ابن الفارض من رب ولا مربوب إلا وهو ابن الفارض ويزعم أن كل ما وصف به الله عز وجل نفسه الموصوف به على الحقيقة هو ابن الفارض نفسه فيقول :<o:p></o:p>
فإن دعيت كنت المجيب وإن أكن ... منادى أجابت من دعاني ولبث<o:p></o:p>
ويقول أيضاً :<o:p></o:p>
وكل الجهات الست نحوي توجهت ... بما تم من نسك وحج وعمرة<o:p></o:p>
لهــا صلواتي بالمقام , أقيمها ... وأشهــد فيها أنها لي صلت<o:p></o:p>
فصلوات الناس كلهم وتضرعاتهم ودعواتهم لا ترفع إلى الله بزعمه إنما تتوجه بها القلوب إلى ابن الفارض رجاء رحمته وابتغاء رضاه !!<o:p></o:p>
وكان ابن الفارض لا يمل أبداً من تكرار إفكه الوثني يزعم فيه أنه هو الله فيضيف إليه أنه عين رسل الله أيضاً وعين أدم وعين الملائكة الذين سجدوا لأدم فيقول في تائيته :<o:p></o:p>
وفي شهدت الساجدين لمظهري ... فحققت أني كنت أدم سجدتي<o:p></o:p>
يقول الكاشاني وهو كان صوفي وفي شرحه لهذا البيت 'أي عانيت في نفسي الملائكة الساجدين لمظهري فعلمت حقيقة أني كنت في سجدتي أدم تلك السجدة وأن الملائكة يسجدون والملائكة صفة من صفاتي فالساجد صفة مني تسجد لذاتي' .<o:p></o:p>
ويعتبر ابن الفارض هو مؤسس عبادة الأنثى عند الصوفية فلقد قام هذا الزنديق المجرم بتصوير ربه الذي يعبده وفيه كل صفات الأنثى فزعم هذا الشيطان أن ربه يتجلى في صورة أنثى عاشقة لما كان في قلوبهم من نار الشهوات والإلحاح الجسدي لنزوات الصوفية واسمع لما يقول :<o:p></o:p>
ففي النشأة الأولـى تراءت لأدم ... بمظهر حوا قبل حكــم النبوة<o:p></o:p>
وتظهر للعشاق في كل مظهر ... من اللبس في أشكال حسن بديعة<o:p></o:p>
ففــي مرة 'لبني' وأخرى 'بثينة' ... وأوتــه تدعي 'بعزة' عزت<o:p></o:p>
فهذا اللعين يزعم أن ربه ظهر لأدم في صورة حواء ولقيس في صورة لبنى ولجميل في صورة بثينة ولكثيرة في صورة عزة فما الأنثى عنده إلا الحقيقة الإلهية , وهذه أعرض دعوى للزندقة والفجور فماذا يحدث للشباب المسلم لو آمن بهذه الصوفية ؟!! عندها ينغمسون في الخطيئة والزنا والفجور وهم يظنون أنهم في حالة اتحاد إلهي مع ربهم .<o:p></o:p>
أما عن قول أهل العلم فيه فيقول الذهبي :' كان سيد الشعراء في عصره وشيخ الاتحادية صور الاتحاد في ألذ عبارة وأرق استعارة كالفالوذج المسموم' , وقال ابن حجر عنه ' لا ينعق بالاتحاد الصريح في شعره وهذه بلية عظيمة وتحت زي الصوفية فلسفة وأفاع , وقد سألت شيخنا الإمام سراج الدين البلقيني عن ابن عربي فبادر بالجواب بأنه كافر , فسألته عن ابن الفارض فقال : لا أحب أن أتكلم فيه , قلت فما الفرق بينهما والموضوع واحد ؟ وأنشدته التائية فقطع علي بعد إنشاد عدة أبيات بقوله : 'هذا كفر هذا كفر' .<o:p></o:p>
وقال ابن حجر : 'ورأيت في كتبا التوحيد للشيخ عبد القادر القوصي قال حكى لي الشيخ عبد العزيز بن عبد الغني المنوفي قال كنت بجامع مصر وابن الفارض في الجامع وعليه حلقة فقام شاب من عنده وجاء إلى عندي وقال 'جرى لي مع هذا الشيخ حكاية عجيبة يعني 'ابن الفارض' قال دفع إلى دراهم وقال اشتر لنا بها شيئاً للأكل فاشتريت ومشينا إلى الساحل فنزلنا في مركب حتى طلع الهنسا 'الصعيد' فطرق باباً فنزل شخص فقال : بسم الله وطلع الشيخ وطلعت معه فإذا بنسوة في أيديهم الدفوف والشبابات وهم يغنون له فرقص الشيخ إلى أن انتهى وفرغ ونزلنا وسافرنا حتى جئنا إلى مصر فبقي في نفسي و فلما كان هذه الساعة جاءه الشخص الذي فتح له الباب فقال له يا سيدي 'فلانة ماتت وذكر واحدة من أولئك الجواري فقال : اطلبوا الدلال وقال اشتر لي جارية تغني بدلها, ثم أمسك أذني فقال 'لا تنكر على الفقراء' .<o:p></o:p>
وكان ابن الفارض من الذين يكذبون على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول : 'إنه رآه مناماً وإنه سأل ابن الفارض عن قصيدته التائية ما سماهها ؟ فأجابه بأنه سماها 'لوائح الجنان وروائح الحنان' فقال له النبي صلى الله عليه وسلم 'لا بل سمها 'نظم السلوك' ولما كانت تلك حياته فحتما ولابد أن تكون نهايته مثلما كانت حياته فلقد عانى معاناة رهيبة عند موته وتأوه وصرخ صرخة عظيمة وبكى بكاءاً شديداً وتغير لونه وأنشد قائلاً :<o:p></o:p>
إن كان منزلتي في الحب عندكم ... ما قد رأيت فد ضيعت أيامي<o:p></o:p>
أمنـية ظفرت روحي بها زمناً ... واليوم أحسبها أطفأت أحـلام<o:p></o:p>
والجدير بالذكر أن ابن الفارض مدفون في الصحراء الغربية على بعد مسافة كبيرة من القاهرة تجاه الجنوب في إقليم البهنسا ومع ذلك ما زال حتى وقتنا الحالي يقام له موالد واحتفال سنوي يأتي له أناس من شتى أنحاء العالم ! من أوروبا وأمريكا وآسيا غير صوفية المسلمين وتنشد فيه القصيدة المشئومة والتائية وأشهر من ينشد هذه القصيدة رجل اسمه الشيخ 'ياسين التهامي' وذلك في جوف الصحراء إحياءاً لذكرى هذا الزنديق المجرم !