المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حلم ليلة خريف



Farah A.Lawjo
03-05-2009, 08:34 AM
هذه خاطرة اكثر من رائعة للصحفي موفق ملكاوي..... اتمنى ان تعجبكم


ليلة أمس حلمت بها أيضا.


كعادتها، كانت تجلس ساكنة، لاهية عن كل من حولها.

يدها اليسرى تمسك بوردة.. لا أذكر الآن لونها. قد تكون حمراء.. ربما. لا أظن ذلك مهما الآن، فأنا لم أعد أذكر لونها.. تعلمون كم تبدو المشاهد باهتة في الأحلام، والألوان الوحيدة التي نميزها فيها هي تلك التي نريدها لها نحن.

كعادتها، جلست في المكان نفسه. الملابس التي رأيتها فيها مئات المرات، هي نفسها التي كانت ترتديها. وكعادتها تشغل نفسها بأي شيء، حتى لا تنظر في عينيّ.

كنت أريد أن أقول لها إنني أيضا لا أستطيع النظر في عينيها!

أصاب بالضعف الشديد، وأشعر أنني على وشك التراجع عن كلّ شيء.. وربما الإقدام على أي شيء.



ولكنها لم تنظر في عينيّ.. وأنا لم أقل لها شيئا.



المشاهد التالية تبدو متداخلة، ولا أستطيع ترتيبها: كان هناك أناس آخرون يذرعون المكان. لم نعد وحدنا. في الطريق رجال أنيقون رموا شِباكهم نحوها.. ربما نحونا. لم يصيدوا شيئا مهما، ولكن شباكهم لم تكن خالية تماما.

أظنها قامت مع أحد ما. جلست معه. سمعتهما يقهقان بأصوات مزقت سمعي. لست متأكدا مما حدث في يلي من مشاهد.. (أظنهما اختفيا عن المشهد.. ترى أين ذهبا؟!)



يا إلهي كم هي الأحلام مخادعة، فالمشهد يعود إلى وضوحه التام.

تجلس كعادتها، ممسكة بوردتها التي لا أستطيع حتى الآن التكهن بلونها. تمسكها بكلتا يديها، وتمررها أمام وجهها. كانت تلامس بها شفتيها، فيما عيناها تنمان عن نصف إغماضة.

حين فتحتهما فجأة، وجدتني أحدق في وجهها بفضول!

خيّل لي أنها تبسمت لي بشبه ودٍّ. ارتبكتُ أكثر مما ينبغي، فأنا لم أحضّر نفسي لمثل هذه المفاجأة، كما إنني أجهل ما يمكن أن يقال في مثل هذه المواقف.

سارعت إلى مداراة ارتباكي بابتسامة واهنة. حركت شفتيّ بما يشبه الحديث، اعتقدت بأنني قلت شيئا ما، ولكن الحروف لم تطاوع حنجرتي. كان ثمة خوف كبير يجثم فوق قلبي.

استجمعت شجاعتي من جديد، وقلت: أحبك.

لم تجب على إعلاني مباشرة. شرحت لي في البداية كيف أن الوهم يمكن أن يسيطر على الإنسان، ويجعله يعتقد بما هو ليس صحيحا. ثم أخبرتني أن الحب يحتاج إلى فترة اختبار طويلة، ونحن بالكاد نعرف بعضنا بعضا. عندها سألتني فجأة:

كم مضى على معرفتنا؟

قلت: منذ أن جئنا إلى الحياة.

رسمت ابتسامة الواثق على شفتيها، وقالت: أترى.. هذا ليس كافيا..

قلت لها: أعلم أن معرفتنا قصيرة، وأعلم كذلك أن الوقت المتبقي أمامي قصير جدا لأشرح كل شيء. الحياة أيضا قصيرة، لذلك لا داعي لشرح أي شيء.

لم تقل شيئا، عندها قلت: كلمة محبط، ربما ستكون ملائمة للشعور الذي يلازمني.. إن كانت هناك كلمة أخرى أكثر ملائمة، فلربما تكون يائس، ولكن هذا ليس مهما على ما أظن.

لم يبد عليها أنها اكترثت لكلامي، لذلك تابعتُ: أردت أن أحدثك كثيرا عما شعرت به.. في الحقيقة أنا حدثتك كثيرا، على الأقل بيني وبين نفسي، إذ لم يتسن لي أن أقول لك أي شيء مواجهة. هل تهربين مني، أم أنا الذي أهربك منك؟

لا بأس، لا بأس.. ليس هناك أمر لا يمكن احتماله، ولكن قولي لي أنت: إلى متى سأظل معلقا من قدمي؟

ابتسامة الوثوق لم تفارق شفتيها، فيما هي تنهض، تحتضن الوردة التي ما أزال أجهل لونها حتى اللحظة، وتسير نحو الممر المعتم المعتاد، والذي يضيق بجثتي دائما. تدخله وهي تلوح لي بيدها.. كما تفعل دائما.. وتغيب…

.. هكذا ينتهي الحلم الليلكي كل ليلة..



وككل المرات.. أصحو على صداع نصفي، وجفاف في الحلق أركض لأداريه بغبّ كأس كامل من الماء.. فيما أنا أضرب رأسي بيدي، وأصرخ بحزن أليم:

لماذا أنسى في كل مرة أن أسألها عن اسمها!!!!!!

فـيـصـل الـبـلـوي
03-05-2009, 02:45 PM
سلمت يمينك فرح....... تصوير رائـــع وجميل ... إستمتعت وانا أقرأها .. ولكن للمعلومية هذه ليـست خاطرة بمعناها الأدبي

أسلوب السرد والتصوير من أساليب الفن القصصي

أعتقد بأنها أقصوصة وليست خاطره




أكرر شكري أختي لإحسانك الإختيار


وبانتظار جديدك



تحياتي


.
http://xs225.xs.to/xs225/08135/4289_1203425525924.gif

أبو المشاكل
03-05-2009, 03:18 PM
لقد تم حذف المشاركة الأصلية للعضو أبو المشاكل

تم تحرير الرد بواسطة الادارة

يرجى الالتزام باداب الحديث .. والا فسنضطر اسفين لاتخاذ الاجراء المناسب بحقك ..

عامل الناس كما تحب ان تعامل ^_^


الادارة ....