الشاعر العراقية لميعة عباس عمارة
قصيدة : شهرزاد
ستبقـى ، ستبقـى شفاهـي ظمِـاءْ
ويبقـى بعينـيَّ هــذا النــداءْ
ولـن يبـرح الصدرَ هـذا الحنيـن
ولـن يُخرسَ اليـأسُ كـل الرجـاء
* * *
سيبقـى لكفِّـيَ هـذا البـــرودْ
ولـن تعـرف الـدفء حتى تعـود
عنــاق الأكف أثــار الدمــاء
وعلمنـي كيف يُنْسـى الوجــود
* * *
ستبقـى دمائـي لظـىً واحتـراقْ
وتبقـى ضلوعـي منـىً واشتيـاق
فكـل حياتـي هـوىً يـائــسُ
لقـاء قصيـر المـدى ، فافتــراق
* * *
لعينيـكَ أنـتَ يلـذّ العـــذابْ
و يستعـذب القلـب مـُرَّ الشـراب
ففيـك عرفـت الحبيـب الوديــع
ومـا كنـت أعـرف إلا ذئــاب
* * *
هـوانــا وأشواقنــا الخالــدهْ
وثــورة أرواحنــا الحـاقــدهْ
لأعجــز مـن أن تمـدّ يـــدا
تمــزق أسطــورة بـائـــده
* * *
أسـاطيـر نمّقهـا الخـادعــونْ
وأشبـاح مـوتـى تجـوب القـرون
لتخنــق أجـمـل أحـلامنـــا
وتُبعـث فينــا ، فيـا للجنـون !!
* * *
ستمضي ، فمن لـي بـأن أمنعـكْ ؟
ستمضـي ، فهـل لـي أن أتبعـك ؟
فقلبي ، وشعري ، وعمـري سـدى
إذا لــم أُمَتَّــعْ بعيشــي معــك
* * *
سأهـواك حتـى تجـف الدمـوعْ
بعينـي ، وتنهـار هـذي الضلـوع
مـلأتَ حياتـي ، فحيـث التفـتُّ
أريــج بذكـراك منهـا يضــوع
* * *
سيبقـى هـواي لظـىً مضرمــا
ولـن أعـرف اليأس لـن أسأمــا
سيبقـى انتظـاري يذيـب السنيـن
وأعلــمُ أنــك لــن تقـدمــا
* * *
وفـي ليلـة مـن ليالـي الشتــاءْ
وقـد لَفِّنـي وفتاتــي غطـــاء
سـأرنـو إلـى البـاب مرتاعــةً
وأتلـو عليهـا ( نشيـد اللقـــاء )
* * *
سأغمـر بـالذكريـات البِعـــادْ
مُنـىً في النهـار ، رؤىً في الرقـاد
ويبقـى حديـث الهـوى قصــة
أبـت أن تُتَمّمَهـــا شهـــرزاد