كل الدلائل تشير إلى أن السنوات القادمة،ستعرف انتشارا لإرهاب الإنترنت على نطاق واسع،حيث إن التنظيمات الإرهابية بانت تنشط اليوم مستخدمة هذه الشبكة العنكبوتية،وصارت توصل عبرها رعبها إلى أكثر من مكان في العالم..فبإمكانيات أقل،ويمكن الوصول إليها بسلاسة،وبحواسيب وبرمجيات قوية بما فيه الكفاية ومتاحة في السوق القانونية تكون التقنية الآلية بذلك قد وضعت بين أيدي الإرهابيين حزمة من الإمتيازات لارتكاب اعتداءاتهم..وإمكانية اختراق أنظمة الكمبيوتر الأكثر حماية بدرجة من السهولة لم تكن متوقعة من قبل..فالحرب الرقمية قد انطلقت بالفعل ومن المرجح أن تكون عواقبها وخيمة.
منذ الأحداث الإرهابية التي وقعت يوم11 شتنبر 2001 ،والحكومات ومصالح الأمن تضاعف جهودها لتحديد أنواع الاعتداءات التي من المحتمل أن تؤثر على بنيتها الأساسية.فقد أدمجت جميع الدول بدرجة أو أخرى هدا المكون في أنظمتها الأمنية،لأن أجهزة ومعدات إرهاب القرن21 ،لم تعد تختزل في أسلحة نارية أو متفجرات فحسب،بل أيضا في حاسوب ومودم للتجول عبر شبكة الإنترنيت.
إننا نتتبع اليوم بروز شكل جديد من أشكال الإرهاب،إنه مقهى الإرهاب،فشبكة الإنترنيت،حيث أصبح الإنترنيت مركزا للقيادة للإرهابيين،حيث تكاثر وترابط شبكات الإعلاميات وزيادة إمكانية الوصول إلى شبكة الإنترنيت وأجهزة الحاسوب.
وقد حدد حلف شمال الأطلسي مركزا عملياتياnitc لمكافحة هده الآفة الجديدة،وقد حدد الناتو التهديدات الرئيسية الحالية لهده الآفة في التهديد النووي،والإرهاب الكلاسيكي وإرهاب الإنترنيت.

ماهو إرهاب الإنترنيت:
يتفق الخبراء على تعريف إرهاب الإنترنيت بأنه التقارب بين الإرهاب الكلاسيكي والشبكات،بدءا من شبكة الإنترنيت،فهو عمل عنيف وغير مشروع ورمزي يهدف بشكل متعمد إلى تخريب البيانات أو تعديلها،والعمل على تعطيل تدفق المعلومات أو نظم الإعلاميات الحيوية لمؤسسات الدولة أو للمقاولات،المعتمدة في التسيير المحكم لعمل أي بلد أو وحدة إنتاجية،والهدف من وراء ذلك إلحاق أضرار أو ترك صدى واسع لأسباب سياسية،ودينية أو إيديولوجية،وبيئية وحتى حيوية بالنسبة للأفراد في بعض الحالات.
لمادا يتسبب انتشار إرهاب الإنترنيت في كل هدا القلق؟

في هدا الصدد تتلاقى عدة أسباب لتفسير هدا الوضع،فهناك أولا،تكلفة الوصول المنخفضة جدا:فجهاز حاسوب محمول بات أقل تكلفة بكثير من اقتناء متفجرات أو سلاح ناري بالإضافة إلى ميزة القدرة على حيازة معدات المعلوميات في حدود القانون،كما أصبح عمليا باستطاعة أي شخص الوصول إلى شبكة الإنترنيت بدون ذكر الإسم،ومن أي منطقة على الكرة الأرضية،وبدون لفت الأنظار إلى نشاطه،فانتشار نقاط الولوج مثل مقاهي الإنترنيت،وخصوصا في البلدان النامية،يجعل عملية تحديد وتتبع رواد الإنترنيت غير ممكنة للغاية.
فبواسطة حفنة من الدراهم،يمكن لإرهابيي الإنترنيت الاتصال مباشرة لأزيد من ساعة،تحت اسم مستعار،وتبادل معلومات حساسة أو تلقي تعليمات متعلقة ب"هجوم إرهابي"قبل أن يختفي،ودلك انطلاقا من مقاهي الإنترنيت أو المراكز التجارية بالفنادق الكبرى في جميع أنحاء العالم.
وما يجعل هدا الخطر أكثر ضررا هو أنه يستهدف الشبكات المعلوماتية التي هي إحدى دعائم المجتمعات الحديثة،فالشبكة البنكية أو شبكة توزيع الطاقة أو نظم تنظيم حركة الطيران أيضا هي كذلك نقاط حساسة حيث أن عملا إرهابيا أقل تصويبا يمكن أن يخلف خسائر هائلة واضطرابات سيكون من الصعب تحديد مداها،فلنتصور الآثار المزعزعة للاستقرار نتيجة هذه العمليات على الاقتصاد العالمي.


ففضاء الإنترنيت يشكل امتدادا أو بديلا للفضاء الجغرافي، فإذا كان يتحتم في الماضي، على الإرهابيين الذهاب إلى أماكن محددة من أجل معرفة كيفية إنجاز عملياتهم،مع إرهاب الإنترنيت،فإن الحالة ليست نفسها تماما،فبفضل الإنترنيت،الذي يعد مصدرا لاينضب من المعلومات، والذي بواسطته يمكن لإرهابيي الإنترنيت تعلم كيفية إنجاز هجمات والاعتداء على الشبكة، وتلقي التعليمات أو المشاركة في نشر الرعب مع البقاء في بيوتهم،فالجماعات الإرهابية تستخدم بصورة متزايدة شبكة الإنترنيت للاستقطاب ،والتلقين ثم تدريب مجنديها.



إن إرهاب الإنترنيت هو الآن جزء لا يتجزأ من تكتيكات الجماعات الإرهابية، فالاحتمال كبير لكي يرتكب هجوم معلوماتي على نطاق واسع في أي وقت، فلا يوجد أي بلد أو نظام معلوماتي يمكنه أن يدعي أنه خال تماما من هذا النوع من الهجوم، فإذا تضررت الشبكة العنكبوتية، فلن يكون مبادلات رسائل البريد الالكتروني هي المتضرر الوحيد أو عملية البحث على شبكة الويب هي التي سوف تتأثر، ولكن الأمر أخطر من ذلك بكثير لأن أمننا هو الذي سوف يضيع ويصبح العالم في كف عفريت

المواضيع المتشابهه: