المطلب الثالث
تطور الألتزام بالإعلام في بعض القوانين المدنية
الالتزام بالإعلام يجد أساسه في عدم التكافؤ بين طرفي العقد المتفاوض عليه ، من حيث العلم بعناصر العقد وظروفه مما يلقي على الطرف المحترف بصفة خاصة.
الالتزام بالإعلام لا يقتصر على البيانات الجوهرية بل يكفي أن ينصب على بيان تفصيلي أو الثانوي طالماً كان دافعاً إلى التفاوض والتعاقد.
أن المشروع الفرنسي أصدر العديد من التشريعات لحماية الجمهور المشترين والمستهلكين من الشروط التعسفية والذي نظم به بالمسمى العقد الإلكتروني الذي ألزم فيه التاجر بالالتزام بالأعلام الإلكتروني عبر شبكة الأنترنت.
فقد خطى قانون المعاملات الأردني في سنة 2001 خطوة موفقة عندما نص صراحة على الالتزام بالإعلام الإلكتروني قبل التعاقد عبر شبكة الانترنت يمثل تقدماً.
وهذا ونعرض له في مبحثين:
v المبحث الأول : ما هية الالتزام بالإعلام الإلكتروني.
v المبحث الثاني : أحكام الالتزام بالإعلان الإلكتروني.
ü المبحث الأول :
- ماهية الالتزام بالأعلام الإلكتروني قبل التعاقد عبر شبكة الانترنت.
v المطلب الأول:
تعريف الالتزام بالإعلام الإلكتروني قبل التعاقد عبر شبكة الانترنت.
v المطلب الثاني:
تمييز الالتزام بالإعلام إلكتروني قبل التعاقد عبر شبكة الأنترنت.
v المطلب الثالث:
طبيعة الالتزام بالإعلام الإلكتروني قبل التعاقد عبر شبكة الانترنت.
المبحث الأول
ماهية الالتزام بالأعلام الإلكتروني قبل التعاقد عبر شبكة الانترنت.
أن دراسة الالتزام بالإعلام الإلكتروني قبل التعاقد عبر شبكة الإنترنت توفر حماية فعالة لمن يتعاون عبر شبكات الاتصال الإلكترونية من المخاطر التي قد يتعرض لها.
أن الالتزام بالإعلام الإلكتروني عبر شبكة الانترنت من أهم الضمانات القانونية لتحقيق المساواة في العلم بين طرفي العلاقة ولسلامة إرادتيهما وأن التعاقد يتم بين متعاقد مهني وبين مشتري أو مستهلك يحتاجان إلى حماية القانون.
المطلب الأول
تعريف الالتزام بالإعلام الإلكتروني قبل التعاقد عبر شبكة الانترنت
يمكن تعريف الإعلام الإلكتروني قبل التعاقد عبر شبكة الإنترنت هو أنه التزام قانوني سابق على إبرام العقد الإلكتروني يلتزم بموجبه إحدى الطرفين الذي يملك معلومات جوهرية فيما يخص العقد المزمع من إبرامه بتقديمها بوسائط إلكترونية في الوقت المناسب وبكل شفافية وأمانة للطرف الآخر الذي لا يمكنه العلم بها بوسائله الخاصة.
المطلب الثاني
تمييز الالتزام بالإعلام إلكتروني قبل التعاقد عبر شبكة الأنترنت
ý أولاً : اختلاف الالتزام بالإعلام الإلكتروني قبل التعاقد عبر الشبكة الانترنت الإعلان:
الإعلام هو عبارة عن التزام قانوني سابق على إبرام العقد يلتزم بموجبه أحد الطرفين الذي يملك معلومات جوهرية .
ويخص العقد المزمع إبرامه بتقديمها إلى الطرف الآخر بهدف أن يصدر الرضى صحيحا سليماً من طرفي العقد.
- هناك عدد من النقاط يتخلف الإعلام عن الإعلان:
· الإعلام هو نشر الحقائق والمعلومات والأخبار بين الجمهور.
· الإعلام هو نشر الثقافة وتنمية الوعي السياسي والارتقاء بالمدارك.
· الإعلام هو أحد أشكال الاتصال التي تقدم بيانات ومعلومات للجمهور.
- وهناك أيضاً نقاط يميز الإعلان عن الإعلام:
· الإعلان يهدف إلى ترويج المنتجات والخدمات بقصد تحقيق الكسب المادي.
· الإعلان يكون مدفوع الأجر عادة وبحسب الوقت والمساحة التي تشتري من مسائل الإعلام المختلفة.
· الإعلان أحد الطرق تمويل وسائل الإعلام.
الإعلام هو أكثر موضوعية من الإعلان الذي يخلو من قدر من المبالغة والتفخيم في التعبير وفي البيان أوصاف المنتجات والخدمات.
التمييز بين الأعلام والإعلان من الناحية العملية في بعض الفروض ، الإعلان تتم بصورة خفية أو مستتره في شكل تحقيق شخص أو مادة إخبارية أو برنامج تلفزيوني أو عبر شبكة الأنترنت بهدف إقناع المتلقي بيسر وإظهار الإعلان بشكل محايد وموضوعي.
الإعلام يظل مختلفاً عن الإعلان باعتباره هو الهدف منه جعل الشخص الموجه إليه الإعلام في وضع يمكنه من تدبر أمر واتخاذ قراره دون معاونة ممن وجه إليه الإعلام
ý ثانياً: اختلاف الالتزام بالأعلام الإلكتروني قبل التعاقد عن الألتزام بالإعلام اللاحق على
التعاقد أو التعاقدي:
الالتزام بالإعلام الإلكتروني قبل التعاقد هو التزام عام ينشأ في المرحلة السابقة على إبرام العقد ويهدف إلى تنوير رضاء المتعاقد الذي قدمت إليه تلك المعلومات.
الإخلال بالالتزام بالإعلان الإلكتروني قبل التعاقد يعقد مسؤلية المنتج أو البائع التقصرية وتطبيقاً لذلك الإخلال بواجب العلم قبل إبرام العقد يعتبر من قبيل الوسائل التدليسية والتدرليس يعتبر من عيوب الرضا ويؤدي إلى قابلية العقد للبطلان.
أما الالتزام بالإعلام اللاحق على التعاقد أو التعاقدي هو التزام ينشأ من العقد أو هو أثر من آثار العقد فأن الأخلال به لا يؤدي إلى بطلان العقد ولكن يؤدي إلى انعقاد المسؤلية العقدية ، الالتزام يوجب على البائع بعد إبرام العقد وعند تنفيذه ، وتزويد المشتري بكافة المعلومات الضرورية عن البيع حتى يتقى خطره ويتمكن من استعماله والانتفاع به.
الالتزام ينشأ بمناسبة كل عقد على حده وتكون الغاية منه هو حسن تنفيذ العقد ومن حيث أساس نجد أن الالتزام بالإعلام الإلكتروني قبل التعاقد عبر شبكة الإنترنت يجد أساسه في المبادئ العامة في القانون كمبدأ حسن النية.
أما الألتزام بالإعلام اللاحق على العقد فيجد أساسه في العقد الذي تم بين المنتج أو البائع وبين المشتري أو المستهلك فهو التزام عقدي هدفه حسن تنفيذ العقد.
ý ثالثاُ: اختلاف الالتزام بالإعلام الإلكتروني قبل التعاقد عبر شبكة الإنترنت وبين الالتزام بتقديم النصح أو المشورة والمساعدة الفنية والإعداد المهني:
أن الالتزام بالإعلام الإلكتروني قبل التعاقد عبر شبكة الانترنت هو التزام عام يشمل جميع أنواع العقود التي تبرم عبر الانترنت ، كالتزام بالمساعدة الفنية والأعداد المهني وكالالتزام بتقديم النصح والمشورة.
المساعدة الفنية تشكل عملية يمكن من خلالها نقل المعارف للأفراد في مجال فني معين.
المساعدة الفنية لا تخلط ما يسمى بالمعرفة ، فالمعرفة الفنية هي مجموعة المعلومات الفنية التي يبقيها صاحبها سرية فهي سمة مشتركة بينهما هي المعلومات الفنية ،فالمساعدة الفنية تستجب لمشكلة واحدة قضية اكتساب الفنون.
وتظل المساعدة الفنية متميزة عن الالتزام بالإعلام من حيث محلها ، من ناحية ، ومن حيث مصدرها ، فمحل المساعدة هو المعلومات الفنية، ومصدرها دائما الإتفاق والغرض منها هو الوصول بالمتلقى لها إلى استيعاب حق المعرفة الذي تدور حوله عقود التكنولوجيا ، بينما الالتزام بالإعلام الإلكتروني قبل التعاقد هو التزام عام سابق على ابرام العقد الهدف منه تبصير الموجه إليه لكي يتدبر أمره وبالتالي يكون رضاه سليماً ليتسنى إبرام العقد المراد إبرامه صحيحاً.
صعوبة الفصل بين الالتزام بالإعلام والألتزام بتقديم النصح أو المشورة وهي يتميز بحياد البائع حيث لا ينطوي على الدفع باتخاذ مسلك معين ، أما الالتزام بالتتحذير والتنبيه فهو ينطوي على قدر من التدخل في شئون الغير.
الالتزام بالنصح أو المشورة هو يقتضي توجيهاإيجابياً لنشاط المتعاقد وينتهي هذا الرأي بالقول ، فالنصح قد يدخل في إطار الالتزام بالإعلام ولا يجب الفصل بينهما دائماً وأبداً.
تتميز فكرة تقديم النصحية هو الهدف منها هو توجيه من يقع على عاتقة اتخاذ القرار وعلى ذلك تختلف النصحية عن مجرد إبداء الرأي ، فمجرد إبداء الرأي لا يعدو أن يكون مجرد التعبير عن رأي بصدد مسألة ما.
المشورة تختلف عن مجرد الاستعلام أو الاستخبار فهو عبارة عن العلاقة أو الموجه الذي يلقي الضوء على واقعة محدد أو مسألة بالذات، أما المشورة فهي نوع من الدفع إلى القيام بعمل أو إلى عدم القيام به
تقديم المشورة كنشاط مهني يتخذ أهمية كبرى فإن تطور الأداءات كالتزامات تعاقدية تتعلق بتقديم المشورة.
فمقدم المشورة وفقا للوظيفة الأقتصادية لا يعد وكيلا ، لأنه لا يقوم بالتصرفات القانونية لحساب العميل وأن الأداءات مقدم المشورة تتسم أساساً بالطابع الذهبي وتقديم المشورة يعد التزام منصبا على تقديم خدمة ، فإن العقد الذي يحتويها هو مقاولة.
الالتزام بالإعلام يختلف عن الالتزام بتقديم النصح أو المشورة ، فالالتزام بالإعلام لا يحتاج إلى عقد يقرره بل يلتزم به البائع قبل إبرام العقد وهدفه علم الموجه إليه بالعناصر والشروط الجوهرية التي يتم على أساسها التعاقد بعكس الالتزام بتقديم النصح أو المشورة الذي يستلزم وجود اتفاق خاص يقرره.
الألتزام بالإعلام عبارة عن تزويد المشتري بالمعلومات والبيانات الضرورية عن المبيع ليتمكن من تدبر أمر دون ان يكون معيباً بينما الالتزام بالنصح أو المشورة عبارة عن تقديم وتوجيه من يقع على عاتقه اتخاذ القرار ، سواء تعلقت المشورة بالوسائل الفنية الخاصة بالإنتاج.
أن الألتزام بالنصح هو التزام بتحقيق نتيجة ، وهي اتخاذ أو عدم اتخاذ الملتقى أو المكتسب القرار بناء على النصيحة.
أن الألتزام بالإعلام يلتزم به البائع في العقود التي تتم عبر شبكة الانترنت، سواء أكان محترفاً، أم غير محترف ، أما الالتزام بتقديم النصح أو المشورة فلا يلتزم به إلا من تم الاتفاق معه من أهل الخبرة والمعرفة.
فالنصح قد يدخل في إطار الالتزام بالإعلام ، ولا يجب الفصل بينهما دائماً وأبداً.
المطلب الثالث
طبيعة الالتزام بالإعلام الإلكتروني قبل التعاقد عبر شبكة الانترنت
إن العقد لا يوجد ولا ينعقد إلا بتوافر الرضى ، لكي يوجد الرضى لا بد وجود إرادة تعبر عنه وذلك باتجاهها إلى إحداث أثر قانوني.
فالتراضى بين الطرفين المتعاقدين يتم بإيجاب من أحدهما وقبول مطابق من الطرف الآخر ، الإيجاب بصفة عامة هو عبارة عن عرض جازم وكامل للتعاقد وفقا لشروط معينة يوجهة شخص إلى شخص معين أو إلى أشخاص غير معينين.
وفقاً للقواعد العامة أن يكون الإيجاب جازماً بمعنى أن يعبر عن إرادة مصممة وعازمة نهائياً على إبرام العقد وأن يتضمن كافة العناصر الأساسية اللازمة للعقد المراد إبرامه ويجب أن يتصل الإيجاب بعلم من وجه إليه.
أن تعريف الأيجاب فيه يجب أن يتم في ظل تعريف الإيجاب في هذه العقود ، العقود أنه كل اتصال عن بعد يتضمن كل العناصر اللازمة بحيث يستطيع المرسل إليه أن يتقبل التعاقد مباشرة.
وأهم التعبير عن الإيجاب يتم من خلال شبكة عالمية للاتصالات عن بعد وذلك بوسيلة مسموعة مرئية وتسمح هذه الوسيلة لمن يصدر عنه الإيجاب باستخدام وسائل للإيضاح البياني أكثر ملائمة بالنسبة لأنواع معينة من البيوع .
يحقق الإيجاب الذي يتم بواسطة البريد الإلكتروني ميزة استهداف العرض لأشخاص معينين وذلك في الحالة التي يرغب فيها التاجر أن يخص بالإيجاب الأشخاص الذين يرى أنهم قد يتهمون بمنتجه دون غيرهم من أفراد الجمهور.
تسمح تقنية البريد الألكتروني بالعلم بسهولة بالعروض التعاقدية ، كما تسمح بتحقيق الشروط التي تتطلبها التشريعات المخلتفة في إيجاب دون صعوبة كبيرة.
أن التاجر يحرص على ألا يلتزم إلى حد بعيد وذلك لكي يعتبر العرض المقدم منه مجرد إعلان لا يكفي لانعقاد العقد إذا قبله من وجه إليه وهو ما يعطيه فرصه للتراجع تحسباً لظروف معينة
أن الإيجاب الإلكتروني الذي يتم عبر شبكة الانترنت وفقاً للقواعد العامة ، طالما توافر على الشفافية والأمانة، مستجمعاً كافة عناصر الإيجاب الجوهرية، ذلك الحالة التي يرغب فيها التاجر أن يخص بالإيجاب الأشخاص الذين يرى أنهم يهتمون بمنتجه دون غيرهم من أفراد الجمهور.
أن العميل المحتمل لم يحدد بعينه فيكون الإيجاب المرسل عبر شبكة الانترنت عاما، ويكون لمستعمل الشبكة الحرية في الرد على الإيجاب وفي التعاقد وفي هذا الفرض نكون أمام إيجاب عام فأن إجابة مستعمل الشبكة تجعل منه هو الموجب وتكون الرسالة الإلكترونية التي يرسلها المنتج أو المهني بعد ذلك هي القبول الذي ينعقد به العقد.
الالتزام بالإعلا م الإلكتروني قبل التعاقد هدفه تنوير وتبصير المتلقى وذلك عن طريق إدلاء المنتج أو المهني بكافة المعلومات والتي على أساسها يستطيع أن يتدبر المتلقى أمره بالقبول أو الرفض ، وأن يصدر رضاه بالعقد المزمع مع إبرامه سليماً.
أن الالتزام بالإعلام الإلكتروني قبل التعاقد قد أوجدته وسائل الاتصال الحديثة نتيجة التقدم الهائل في وسائل الاتصال، ونتيجة حلول التفاوض الإلكتروني محل التفاوض بالطرق العادية.
يكون الالتزام بالإعلام بمثابة دعوى إلى التعاقد ، إذا لم يتوافر على عناصر الإيجاب الحقيقي ، وأن كان عاما،أو استخدم المرسل بعض العبارات عبر شبكة الانترنت والتي تجعل من مستعمل الشبكة هو الموجب.
المفضلات