القدس... وعد السماء




القدس... يا وعد السماء... يا أنشودة الحزن الأبدي ... نقشتي السلام على جدران عزتك ... لكن أبى الطاغوت إلا أن ينقش له اسما من دماء أبنائك... يا من أرضك احتضنت المآذن والكنائس... وعلى ثراها تصارعت جيوش الحق والباطل... يوم أن علا صليل السيوف... ليشكل ملحمة تاريخية... عجزت عن وصفها بطون الكتب... ملحمة أبطالها خلدوا أسمائهم بحروف من نور... لا ليست الأوذيسة ولا الإنياذة ولا حتى ملحمة جلجامش... بل هي ملحمة الوعد الإلهي... فهذا هو مصير البشر... أن يصارعوا من أجل الحق... وأن يحاربوا من أجل السلم.

لله دركم يا من خبزت وجوهكم الشمس... يا من ختمت على جباهكم أسطورة العذاب... يا من درجتم يوما في حارات القدس وتلك الطرق المعبدة بالدم... يا من سجدتم في مسجدها وتعمدتم في كنيستها... لله درك يا من هربت يوما من دموعك من آهاتك وأحزانك.. لتحتضنك حارة المغاربة لتمشي في ممرها المسقوف متجها نحو الأقصى لتصلي به صلاتك الأخيرة قبل الوداع... لتجد نفسك راكعا في محرابه وتبكي وتبكي ... ابك أيها العربي ابك فلن يسمعك يومها سوى الله أيها المدرج بآلامك.


سيسمعك... سيبعث نفحات من نور تخفف جراحك... وسيرسل طيرا من أبابيل لينفض غبار الذل والهوان عن جدران السلام... سيمنحك بركة السماء... وسيمنح القدس وعده الذي وعد..