موضوع دخلت إليه بسرعة عندما توقعته أكاديميا بحتا ،،،،،
هذا الأمر يجب علينا وبجدية أن ندخله في مدار بحثنا ففضلا عما ذكره الأستاذ الفاضل في مقالته السابقة هناك نقاط قانونية وتنظيمية مفيدة لقضائنا ومواطننا في حال تم النظر في هذا الأمر ...
فالشعور بالعدالة مسألة بالغة الأهمية في استقرار الشعوب ، والحرية هي جوهر العدالة وليس أقسى على المرء من حجز حريته بين جدران سجن ما حتى لو سميناه مركز إصلاح ..
صحيح أن القوانين الإجرائية عموما منحت رجال الضابطة العدلية والقضاة حصانة ضد أي إجراء مضاد للأمور التي يقومون بها بصدد قيامهم بوظيفتهم ولأجل تحقيق أهدافها ، ولا شك أن مثل هذه الحصانة مهمة لكي تقوم هذه الفئة بدورها الحساس والضروري فلو كان القاضي عند كل قرار سيتخذه سيخشى أن يتم مسائلته مدنيا عن آثاره لتردد كثيرون في اتخاذ إجراءات مهمة ، ولكن ومن الجانب المقابل أين يذهب حق المواطن الذي يتضرر من هذه الإجراءات ؟؟
المسألة تكون أسهل علينا في تقبل حق التعويض بين قيام القاضي بدوره وحق المواطن الذي ارتكب الخطأ في مواجهته حين ننظر بدقة كقانونيين إلى مصطلح ( الخطأ ) أقصد هنا أن تتم المسائلة المدنية في مواجهة الدولة عن خطأ القاضي حتى لو وصل الامر للحديث عن الخطأ الجسيم دون الخطأ البسيط ... وذلك أن الخطأ الجسيم لا يرتكبه شخص في معيار الشخص العادي بل يقع نتيجة الإهمال المتعمد وقلة الاحتراز ...
لو فكرنا بالمسألة على نحو المسائلة عن الأعمال القضائية التي تقع نتيجة الخطأ ( الجسيم ) فإننا والحالة هذه نحقق مكسبين على غاية من الأهمية والضرورة :
أولا : تحقيق حد أدنى - في زمن الحد الأدنى - من العدالة للمواطن المتضرر من الخطأ الجسيم بتعويضه عن الأضرار النفسية والمادية والإجتماعية أمام مجتمع مازال فيه عناصر من التماسك والترابط التي على الأقل ستهدأ في مواجهة هذا الفرد حين يعلمون أنه قد احتصل على تعويض حتى لو كان معنويا عن الضرر اللاحق به ،،،،، وهذا سيشعر الجميع بالأمان .
ثانيا : مسألة على قدر من الخطورة نقولها دون أن يكون ذلك نقدا أو تجريحا لقضائنا الموقر ألا وهي أن مثل هذه المسائلة قد تضع معيارا لشيء من الرقابة الموضوعية - فضلا عن فكرة جهاز التفتيش القضائي الموجود في المجلس القضائي - ومن القضاء نفسه أيضا - من الممكن أيضا أن يكون ذلك عن طريق هيئة قضائية خاصة - وهذا الأمر قد يساعد في تفحص وتنقية جهاازنا القضائي الذي نعتز به من الإهمال والأخطاء الجسيمة ....
* للعلم هناك أنظمة قضائية مقارنة عديدة تنتهج هذا الأسلوب في التعويض والرقابة ولسنا نبحث عن بدعة أو أمر لم يسبق له مثيل ..... يضيق الأمر عندي أن اتوسع في الحديث
المفضلات