لقد كان العدل عند عمر أن يقاسم ولاته ثرواتهم وكان العدل في القرآن بالنسبة لزوجات الرسول " يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشه مبينة يضاعف لها العذاب يوم القيامة وكان ذلك على الله يسيراً " .
وحاشا أن يكون في هذا ظلم ، وإنما هو ملاحظة مستوى لا يتحقق فيه العدل إلا بهذا المقياس .
وأبدع الإسلام بحكم استلهامه للعدالة مبادئ لا نجدها في القوانين الأخرى مثل عدم سقوط الحق بالتقادم وعدم مشروعية تصرف بُنَّيَ على باطل مهما كان التصرف في حد ذاته سليما حتى ولو كان " الصلاة " التي لا يجيزها الفقهاء على أرض مغصوبة ... فنحن نرى هنا تطبيق العدالة إيجابا وسلباً فالباطل لا يكب والحق لا يخسر .
وفي سبيل تحقيق العدل سن الإسلام " لا يضيع دم في الإسلام " فإذا تعسر معرفة القاتل فلا بد من تعويض أهل المقتول إما بالقسامة أو من بيت مال المسلمين .
وهو ما لا يتوفر في معظم القوانين الوضعية .
وثمة قضية وقعت في مصر في الخمسينات ورزقت شهرة عريضة عن سيدة من عائلة معروفة صدمت بعربتها شخصاً فقتلته واقتحمت صيدلية فخربتها واستطاعت المتهمة أن توجد من الشبهات ما لم يجعل الأدلة قاطعة فبرأتها المحكمة .
وكان معنى هذه البراءة إهدار دم مواطن وخراب صيدلية .
ولو طبقت مبادئ العدالة الإسلامية لنال أهل القتيل وصاحب الصيدلية تعويضا من بيت مال المسلمين لأن المبدأ " لا يضيع دم في الإسلام " وقد أعطى الإسلام لكل واحد الحق في المطالبة بتحقيق عدل انتهك أو مقارنة ظلم وقع عندما أوجب على المسلمين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
وجعل المسلمين عدولاً يسعى بذمتهم أدناهم .
وبالتالي يكون لكل واحد حق رفع القضايا دون أن يكون " صاحب مصلحة " مباشرة في الموضوع .
لأنه وهو مواطن في مجتمع متماسك له مصلحة في تماسك هذا المجتمع وعدم انهياره .
المفضلات