المثال الأوّل : محكمة العدل والإنصاف
في القرن الثالث عشر ظهرت إلى الوجود محكمة جديدة جنباً إلى جنب المحاكم الثلاث التي كانت معروفة في القضاء البريطاني وقتئذ وهي المحكمة الملكية والمحكمة المدنية ومحكمة بيت المال تلك هي محكمة العدل ( Court of Equity ) التي أوكل أمرها إلى المستشار ( Chancelor ) . [15]
ونشأت محكمة العدل نشأة تاريخية فإن كثيراً من الناس ابتهلوا إلى الملك رأساً لقصور أيديهم أو عجزهم عن إتمام الإجراءات القانونية أو جهلهم بتعقيدات ومقتضيات القانون.
فأوكل الملك أمرهم إلى المستشار الذي كان أولاً من رجال الدين ثم اصبح من رجال القانون ومنحه سلطة البت فيها وعرف الناس ذلك فأصبحوا يتقدمون إلى المستشار الذي كان ينظر في الدعوى ، ويقول الدكتور حافظ عفيفي في كتابه " الإنجليز في بلادهم " .
« وكان هذا المستشار في مبدأ الأمر من رجال الدين الممتازين بالعلم في ذلك العصر ثم صار بعد ذلك ينتخب من العالمين بالقانون .
فكان إذا ثبتت له وجاهة الالتمـاس أصـدر أمـراً " مشمـولاً بالجـزاء " ( Writ of subpoena ) إلى المدعي أن يحضر أمامه وإلا عوقب ولا يذكر في المرء شيئا غير موضوع الدعوى فمتى حضر قام المستشار بتحقيق الموضوع بكل الوسائل المؤدية إلى كشف الحقيقة غير مقيد بالأوضاع الخاصة للشريعة العامة [16] ثم يقضي في الدعاوي بما يراه مطابقاً لروح العدالة والحق ويوقع أمره بخاتم الملك فإن عصاه المدعي عليه حبس لعصيانه أمر الملك .
فكان الناس خشية العقاب ينفذون هذه الأوامر بالرغم من مخالفتها لشريعة البلاد [17]
المفضلات