سجن الجويدة.. انتهاكات صارخة بحق النزلاء
سجن الجويدة.. انتهاكات صارخة بحق النزلاء
2011-08-01
عمون – امل غباين- برغم تطور آليات التعامل مع نزلاء السجون، والتي حُولت على أساسها السجون إلى مراكز إصلاح وتأهيل وبالرغم من مسماها الحديث الا أن الاسم القديم لها بقي راسخاً متجذراً بعقلية القائمين عليها.
لطالما كشفت بيانات أصدرتها منظمات حقوق عالمية ومحلية مدى المعاناة التي يعايشها السجين وعن مدى الانتهاكات التي يتعرض لها ابتداءً من عملية الاعتقال والاستجواب إلى المحاكمة والاستجواب.
دول العالم الثالث وحسب تقارير عالمية تعتبر الأعلى نسبة في تلك الانتهاكات حتى تلك الدول الموقعة على معاهدات حقوقية ومنها الأردن.
رئيس مركز الجسر العربي لحقوق الإنسان والتنمية المحامي أمجد شموط، شاهد عيان على ما يدور في مركز إصلاح وتأهيل الجويدة الذي بات حسب وجهة نظره معتقلاً لا يصلح لإيواء الحيوانات.
الأسبوع المنصرم قام شموط برفقة وفد من المركز بزيارة إلى "الجويدة" وتلك لم تكن الزيارة الأولى له كونه رئيساً لمركز يُعنى بحقوق الإنسان إلا أن هذه الزيارة كانت الأكثر تأثيراً عليه لما شاهد من انتهاكات صارخة بحق النزلاء.
شموط بدأ بسرد حيثيات تلك الزيارة لـ عمون عن مدى تردي مبنى "الجويدة" حيث انه وحسب قوله أصبح "خرابة" باستثناء بعض أقسامه إذ شاهد تشققات بسقوف البناء والجدران وتظهر رائحة الرطوبة والعفونة بنسبة اعلى من العام الماضي كما ان رائحة المهاجع كريهة للغاية بسبب عدم وجود صرف صحي بالمبنى ووجود الحفر الامتصاصية فيه.
ورأى شموط أن تلك الرائحة من شأنها التسبب بالأزمات الصدرية والقلبية والربو للنزلاء، مشيراً أيضاً إلى أن الأَسرة والبطانيات غير صالحة للاستعمال الآدمي.
وفيما يتعلق بعملية تفتيش النزيل حال دخوله السجن أكد شموط أنه يتخللها انتهاك لأدنى مقومات حقوق الإنسان مشيراً إلى انها غرفة واسعة تم استحداث قواطع اسمنتية غير مرتفعة بالحد المطلوب كما انه لا يوجد لها باب أو قطعة قماش تستر عورات السجناء.
وأشار شموط إلى أن تفتيش السجناء أمام بعضهم البعض دون وجود ما يستر عوراتهم يعتبر ضرباً لكرامة الإنسان ودينه كما انها تعدٍ صارخ على شرفه.
وبين شموط أنه يوجد 889 نزيلاً في "الجويدة" منهم 89 موقوفاً إدارياً و745 موقوفاً قضائياً منهم 70 نزيلاً ينفذ عقوبة "محكوم".
وأرجع شموط العدد الكبير من الموقوفين إلى التوسع في التوقيف الإداري وفقا لقانون منع الجرائم والذي أشار اليه على انه سالب للحريات يستخدمه الحاكم الإداري بمزاجية ومحسوبية مطالباً بإلغاء الاحكام الادارية كونها تعدياً صارخاً على أعمال السلطة القضائية –حسب قوله-.
وأكد شموط أن آثار التعذيب بدت واضحة على معالم بعض النزلاء، مشيراً إلى ان عمليات الضرب خارج اسوار السجن ممنهجة خاصة من قبل أفراد إدارة مكافحة المخدرات وإدارة البحث الجنائي.
وحول الخدمات الصحية المقدمة للنزلاء قال شموط إن وزارة الصحة تخصص 7 أسرة لمرضى السجون وهذه تشكل معاناة للنزلاء إذ انه يتم اعادة بعضهم للسجن ولمرات عديدة نظراً لعدم وجود أسرة كافية إضافة إلى قيام إدارة السجن بمنع بعض المرضى من مراجعة المستشفى أو زيارة الطبيب، مستشهداً بنزيل ستيني تعرض لهتك العرض من قبل أفراد أمن سوريين خلال زيارته لسوريا ومنع من قبل إدارة سجن "الجويدة" من مراجعة المستشفى رغم الآلام الشديدة التي يعاني منها.
ولاحظ شموط خلال زيارته سيادة جو من الفتنة الداخلية بين النزلاء معيداً الأمر إلى ما يتم من تحشيد للنزلاء ضد بعضهم البعض مستشهداً بتوزيع ريع صندوق المقصف دون عدالة بين النزلاء وقال إن لائحة الحقوق غير موجودة داخل السجن، مشيراً إلى أن هذه المظاهر تسيء لسمعة الأردن في المحافل الدولية.
وقال إن وسائل الضرب تعزز الروح الانتقامية والاحباط وبالنتيجة تكون قنبلة موقوتة تنفجر بسبب غياب العمل المؤسس داخل المركز، مؤكداً أنها لا تحقق الهدف من العقوبة والمتمثلة بالردع المنشود بقدر تعزيزها الروح الاجرامية المقترنة بالانتقام.
وطالب شموط الجهات المعنية التدخل الفوري بإلغاء سجن الجويدة الذي اعتبره وصمة عار سوداء في مسيرة الإصلاح بالأردن. واصفه بالمعتقل وليس بالسجن.
المواضيع المتشابهه:
المفضلات