لا زالت الاوساط السياسية الاردنية تتداول همسا باخرالمعطيات ذات الصلة بملف الانضمام لمنظومة دول الخليج حيث يزداد غموض المعلومات وتغيب المستجدات ولا يرصد الرأي العام الاردني، كما قيل له من البداية عملية تحول سريعة الى الحالة الخليجية خصوصا بعدما وعدت السعودية بانضمام فعال وسريع.





ويبدو ان اجتماعا مفترضا لم يعقد في وقت سابق قبل اسابيع يشير لوجود تغيير في موقف بعض دول الخليج من حكاية انضمام الاردن، ويشير كذلك لاختلاف في بعض النوايا فقد اعد وزير الخارجية الاردني ملفا متكاملا وطلب المشاركة في اجتماع تحضيري لبحث انضمام بلاده عقد في مدينة جدة السعودية، لكن اعتبارات غامضة منعت حضور الوزير جودة الذي يطمح باطلاق مفاوضات الانضمام في اسرع وقت ممكن وفي عهده كوزير للخارجية.
ولم تشرح للاردنيين مبررات واسباب تأجيل اجتماع جدة المشار اليه لكن قيل لهم بان دول مجلس التعاون الخليجي قررت تشكيل لجنة خاصة تدرس انضمام الاردن وكلفة التغييرات التي يتطلبها ذلك من الناحية التشريعية، وقد ابلغ مقر الخارجية الاردنية بمضمون هذا القرار ويمكن بوضوح ملاحظة بأن الاجتماع الذي قرر تأجيل المسألة عقد في جدة وليس في اي عاصمة خليجية اخرى.
ويعرف خبراء الدبلوماسية الاردنية بأن التحدث عن تشكيل لجنة في مسألة سبق ان تقررت لا يعني الا التهرب من الاستحقاق او الافلات من الضغط السعودي الذي يقترح ضما سريعا وفعالا للاردن للمنظومة.. لذلك انشغلت دوائر القرار الاردنية منذ اسبوعين بالبحث عن تفسيرات ومبررات لما حصل في اجتماع جدة.
ولا يخفي المسؤولون الاردنيون عموما شعورهم بأن مسؤولي دول الخليج دخلوا في مناكفات موسمية فيما بينهم على خلفية قصة 'انضمام الاردن' وهي مناكفات سمح بها، فيما يبدو الاسترخاء او غياب الحماس السعودي في جدة وغالبا ما تتخذ طابعا شخصانيا بين الامراء والشيوخ الذين يميلون لتغيير ارائهم وقناعاتهم.. لذلك وصلت الوزير ناصر جودة رسالة مباشرة من اصدقاء في ابو ظبي والكويت وقطر تقول: لا تستعجلوا تريثوا قليلا.
ولا تريد عمان ان تصيح مصالحها الحيوية مساحة للمناكفات والنكايات المعتادة بين مشايخ منظومة الخليج حيث لوحظ بأن انخفاض مستوى الضغط السعودي سمح لدول خليجية صغيرة بمنع الاجتماع التنسيقي الاول مع الاردن وفي جدة، مما يعني ترحيل الملف برمته لعدة اسابيع ودخوله في ماكينة العجلة البيروقراطية الخليجية التي تعني بأن امام الاردن سنوات طويلة.
كما لوحظ بأن هذا الفتور ترافق مع نشاط على جبهة عمان في مخاطبة الرأي العام الخليجي وبطريقة ساذجة وبيروقراطية احيانا فقد استقبل في عمان وفد اعلامي كويتي ويتم التحضير لوفد اماراتي وحظي فريق محطة الجزيرة القطرية بمجاملات من طراز خاص على هامش احداث ساحة النخيل، فيما زار عدة وزراء دول الخليج والتقوا اعلاميين فيها.. كل ذلك حصل لان عمان تريد ان توفر غطاء لانضمام سريع لمنظومة الخليج بعدما اقتربت كثيرا من السعودية بالمساعدة في عودة الامن والاستقرار في البحرين ومن قطر بالمشاركة اللوجستية في العمليات ضد القذافي في ليبيا.
ووسط تراكم مشاعر الاحباط عند الاردنيين في قنواتهم الداخلية لجأ السعوديون للتعويض فقدموا مليار المساعدات الاول من حصتهم في صندوق خاص تقول بعض المصادر انه سري او غير علني وهو صندوق مالي خصصته السعودية والكويت لمساعدة الدول المحيطة التي يهددها الربيع العربي على الطريقة التونسية والمصرية.
معلومات 'القدس العربي' ان هذا الصندوق شكل بعد مشهد الربيع المصري وعلى ايقاع الرعب من تداعيات سيناريو سقوط مبارك .. المبادرة كانت سعودية وتعاونت الكويت والامارات وجمع مبلغ يقترب من ستة مليارات دولار دفع منها المليار الاول للاردن كما يتردد.


المواضيع المتشابهه: