تعريفها
هي تجمعات أو جمعيات دون غاية ربحية (NGOs) Nongovernmental organizations، ممّا يميزها عن الشركات المتعددة الجنسيات، يشكلها أفراد طبيعيون أو اعتباريون، عامون أو خاصون، ذوو اهتمامات مشتركة، لأغراض إنسانية أو بيئية أو إيديولوجية أو اجتماعية، أو صحية، أو رياضية أو سياسية. وتقوم على حرية الاختيار في الانضمام، لتعبر عن تضامن يتجاوز حدود دولة ما، بين أشخاص يقومون بعملهم طوعياً، ولا تدخل الدول في التركيبة القانونية لهذه التجمعات.
مركزها القانوني
هي جمعيات خاضعة للقانون الوطني للدولة التي يوجد فيها مقرها الرئيسي، ويُطبّق عليها ما هو سارٍ على الأشخاص الاعتبارية في القانون الخاص في دولة المقر، إذ يُعدّ نشاطها العابر للحدود national trans في كثير من الأحيان عاملاً معوِّقاً لحركتها، وتتعامل الدول معها غالباً وكأنها جمعيات وطنية، غير أن بعض الدول تتميز بتعامل ليبرالي مع هذه المنظمات، كفرنسا مثلاً التي أعفت المنظمات غير الحكومية الأجنبية من الترخيص المسبق.
على الصعيد الدولي لا يوجد اتفاقية دولية تحدد لهذه المنظمات مجال عملها، ما عدا اتفاقية ستراسبورغ لعام 1986 حول الشخصية القانونية للمنظمات غير الحكومية في إطار الاتحاد الأوربي.
العلاقة بين المنظمات الحكومية والمنظمات غير الحكومية
تعدّ المنظمات غير الحكومية حسب تقدير العديد من المنظمات الحكومية عاملاً مساعداً على تحقيق بعض المهام التي يصعب على منظمات تمثل دولاً القيام بها، لكن من جهة أخرى لا تحبذ الدول التي تشكِّل المنظمات الدولية [ر. المنظمة الدولية] تطور المركز القانوني للمنظمات غير الحكومية؛ لأن هذه الأخيرة غالباً ما تعارض سياسات الدول وتحاول الضغط عليها لتحقيق مصالح غير منسجمة مع مصالح الدول، ممّا جعل العلاقة بين هذين النوعين من المنظمات تتأثر سلباً. ومع ذلك تشير الإحصاءات إلى وجود 600 منظمة غير حكومية لها علاقات رسمية مع منظمات دولية حكومية، وثمة ما يربو على 1500 منظمة غير حكومية ذات برامج إعلامية متينة متعلقة بالقضايا التي تهم الأمم المتحدة.
وكانت عصبة الأمم في مادتها 24 قد أشارت إلى التعاون مع المنظمات غير الحكومية، كما أن ميثاق الأمم المتحدة نص في مادته 71 على أنه: «يمكن للمجلس الاقتصادي والاجتماعي أن يتخذ كل الإجراءات اللازمة من أجل استشارة المنظمات غير الحكومية والتي تهتم بالشؤون التي تدخل في اختصاصه»، كما أن العديد من الوكالات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة مثل اليونسكو[ر] ومنظمة العمل الدولية[ر] وغيرها من الوكالات، إضافة إلى المنظمات ذات الطابع الإقليمي مثل الاتحاد الأوربي[ر] قد نصت على أحكام متشابهة.
قدم الظاهرة
لا تعدّ ظاهرة المنظمات غير الحكومية ظاهرة جديدة، لكنها تطورت تطوراً مهماًً في العقود الأخيرة، إذ بلغ عددها في بداية القرن الماضي نحو 180 منظمة، وفي عام 1945 (560) منظمة،ثم ارتفع في عام 1960 ليضم 1300 منظمة، وصار 2535 في أيار/مايو عام 2004، من بينها 126 في الدول العربية والرقم في تصاعد مستمر، وخاصة مع تطور مفهوم عالمية حقوق الإنسان، وسقوط المعسكر الشرقي، وانتشار العولمة، إضافة إلى سهولة الاتصال وتناقل المعلومات، علماً أن غالبية هذه المنظمات موجودة في القارة الأوربية، وهي أقل تواجداً في القارة الأمريكية، ونادرة في القارتين الآسيوية والإفريقية والدول العربية. ويقسم المجلس الاقتصادي والاجتماعي هذه المنظمات إلى فئات، فهناك حتى أيار/مايو 2004 (134) منظمة تحظى بالصفة الاستشارية (الفئة العامة) و1474 منظمة تحظى بالصفة الاستشارية (الفئة الخاصة) و924 منظمة فقط تحظى بالصفة الاستشارية (فئة القائمة) Roster.
دورها
تمارس المنظمات غير الحكومية ضغوطاً مباشرة في نطاق نشاطها على السلطات الحكومية وعلى المنظمات الدولية الحكومية من أجل تغيير سياساتها الداخلية والدولية، ومع ذلك لا يمكن الحديث عن دور فعال بالصورة الكافية. في هذا الإطار تعد مساعي منظمة «السلام الأخضر Green Peace» من أكثر المساعي نجاحاً لضبط التجارب النووية ومنع نقل نفاياتها.
كما يظهر دور هذه المنظمات واضحاً في تطور مفهوم حقوق الإنسان وانتشاره زمن السلم عن طريق منظمة حقوق الإنسان «Human Rights Watch»، ومنظمة العفو الدولية «Amnesty International»، وزمن النزاعات المسلحة عن طريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر «ICRC» وذلك في مساعيها لنشر قواعد القانون الدولي الإنساني وتطبيقه.
أشكال نشاطها
1- المنظمات غير الحكومية التي تضم أحزاباً سياسية: بعد أن بقيت الأحزاب ظاهرة وطنية مدة طويلة جداً، بدأت تظهر تجمعات تضم أحزاباً متشابهة في عدة دول، أولها كان عام 1876 وتمثل في «الجمعية العالمية للعمال»، ثم ظهرت «العالمية الشيوعية»، و«العالمية الاشتراكية» والتي تضم 52 حزباً من 47 دولة.
2- المنظمات غير الحكومية التي تضم نقابات من اتجاهات سياسية مختلفة.
3- المنظمات غير الحكومية ذات الأهداف المتنوعة: وتظهر هنا كل ما تكونه الأديان المختلفة من جمعيات تخدم أهدافها (إسلامية، مسيحية، يهودية، بوذية) وعلى الصعيد الإنساني. وإضافة إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، يوجد اتحاد جمعيات الصليب والهلال الأحمر وأطباء عبر الحدود وأطباء العالم.



المواضيع المتشابهه: