بسم الله الرحمن الرحيم



الدستور - محمود كريشان



مع اشراقة العيد السعيد، تنهض ذاكرة الحج ايام زمان في عمان القديمة ، حيث يقول المؤرخ عبدالله رشيد ان الحكومة العثمانية كانت تسير قوافل الحجيج وتقوم بحمايتها فيما عرف بـ»المحمل»، وهو عبارة عن «بعيرين» نصب فوق احدهما شبه هودج مستطيل ، صنع من السجاد العجمي واثواب الحرير ، وبداخل هذا الهودج ادوات الرسول عليه الصلاة والسلام ، كالسيف والترس ، وكانت هذه الاشياء يحتفظ بها ولاة الامر من المسلمين على مر العصور ، وكان المحمل يسير عادة في مقدمة القوافل بحماية عدد كبير من العساكر العثمانيين ولايقل عددهم عن مئتي رجل ، وحين كان المحمل يمر من شرق مدينة عمان كان قائد المحمل وبمعيته عدد من الجنود وعليه القوم في القوافل يحلون ضيوفا على اهالي عمان في مضافات الوجهاء امثال سعيد خير وسليمان النابلسي ، وقد استمر هذا التقليد الى ان مدت سكة الحديد فأوقف المحمل ، واخذت الحكومة العثمانية تقدم مكافآت نقدية لشيوخ البدو من اجل حماية الخط الحديدي وكانت هذه المكافآت تسمى «الصرّ».



تقاليد الحج

كان اهل الحاج في عمان القديمة يحتفلون بهذه المناسبة بطريقة معبرة تتراوح بين الحزن والفرح على ذلك الحاج الذي سيقطع الاف الاميال بقصد اداء فريضة الحج وزيارة قبر الرسول الكريم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في رحلة تستغرق اكثر من ثلاثة اشهر ، ومن يدري ايعود سالما بحياته فيفرحون بعودته ويتبركون منه ، ام تودي به الطريق فيترك في القلوب غصة تلازمهم مدى الحياة.

وحين ينوي المرء على الحج يتقاطر عليه الاهل والاصدقاء مودعين ، فيقوم الرجال بتقديم «النقوط» النقدية له بينما تقوم النسوة بالغناء ، اما بالاسلوب العادي بالتصفيق والضرب على الطبلة والمهاهاة ، واما بالاسلوب الثاني الذي يسمى بالترويد او التحنين ، ومن كلمات الاسلوب الاول: (والحجي طاح البحر بيده كيلهْ.. يارب ترجعو سالم لا هـ»العيله»/ والحجي طاح البحر في منديله.. يا رب ترجعو سالم ونغنيله/ حجي حجي ومنين لك هالعطية.. من رضى الوالدين وجبر الولية/ حجي حجي ومنين لك هالعطايا.. من رضى الوالدين وجبر الولايا).



احتفاء خاص

ومن كلمات الاسلوب الثاني: (ياطريق النبي كوني مريّة.. تحفظ الجاج روحة مع جيّة/ ياحجاج البحر كونوا سالمين.. تيجوا ع السلامة يا ربي يا كريم).

فيما كانت مداخل البيوت «العمانية» تتزين بسعف اشجار النخيل وسجاجيد الصلاة واقواس خشبية احتفالا بعودة الحاج سالما من الديار المقدسة.

في غضون ذلك يقول الحاج احمد عبدالرحمن الرحاحلة كان وجهاء عمان كما علمت من والدي يحتفلون بوصل محمل الحج الشامي ويقيمون الولائم على شرف حجاج بيت الله الحرام حيث كان المرحوم الحاج عبدالرزاق الشربجي والحاج ابوصلاح الشربجي والبقاعي وعائلة بدير وغيرهم من الوجهاء يقومون باكرام وفادة قوافل حجاج بيت الله الحرام.

المواضيع المتشابهه: