فيلادلفيا نيوز - محمد ساهر الطراونه يكتب:

كم هناك طفل جار عليه الزمان و أنتقم من حنان "أمه" ومن شجون "اباه" ليقتصه من جذور الطفولة المفعمة بأمل الأحزان الموجعة ويعلقه بملاقط الحياة المُرة التي تنزف الفقر و الطين لتلعن صباح كل يوم سنسفيل زمانه ...


كم طفل في اربد علق فوق رأسه "فردة جرابات" كان للأهتراء الجزء الأكبر منها ليستسيقظ على امل ان يضع له "بابا نويل" لعبة على شكل قطار بلاستيكي و يجتمع مع رفاق فقره في غرفتهم التي أختلطت بروائح الرطوبة و الطهارة متناسين وجع "القطار السريع" الذي غرزوه "أجاويد الله" في خد عمان "كوحمة" تشوه العاصمة على مر التاريخ و الزمان....


كم هناك طفل في الكرك علق فردة " مسود " ذات أصابع مكشوفة فوق تخته لينتظر قدوم "سانتا كلوز" يأتيه بطائرة سلكية لا تعمل الا بالبطاريات "المعضوضة" لزيادة أيام صلاحيتها , ويقودها في "حوش" المنزل الذي يفيض بروث الأغنام الذي يعنيهم أكثر من بترول الخليج و يورانيوم روسيا دون أن يعلم الطفل بحال طريق مطارعمان الذي كلف كذا وكذا مليار !!


كم هناك طفل في السلط زين شتله من الأوجاع و علق عليها أمنيات الطفولة المنهكة بالقروض و الديون يعتليها نجمه نحاسية الون سباعية الأطراف لتكون رمزا للعفة و ختماً الطهر المتمثل بمستقبل مجهول , ينتظر فجر كل يوم مجموعة من الألعاب تسود سكنهم "الكريم" حتى لو كانت من اسواق "الباله" المهترئة وداخل قرارة جدتهم ذات السبعون خريفا و السبعون فقرا غصة لتحتسب عشية كل يوم "خونة السكن الكريم" عند رب العرش العظيم وتكمل حياتها مستورة كما البقية المتعبة من أبناء القوم!!!


كم هناك في الوطن أطفال ناموا على أمل أن يأتي "بابا نويل" الأصلاح ليخلصهم من "البهلوان" الذي بات كابوسه يتخبط عرش الطفولة القائمة رغم وقف تنفيذ البراءة والمترصد قيدها الأمني بخواتم الطفر المطقع ويطفئ شموع الميلاد المجيد من دون أن يكون هناك أي رأفة أو رفق بحقوق و مقدرات الأردن الكبير...


أتمنى النوم وفوق رأسي فردة "كلسات" وأستيقظ في الصباح وهي تفيض بالفوسفات و البوتاس و بطاقات شحن أمنية و مفاتيح سكن كريم لنرد أعتبار كـل الأردنيين يا بابا نويل مع العلم أننا لن نعتب عليك لأننا نعرف ان الدعم لم يمس شريحتك أيضا!!!!

عيد ميلاد مجيد يا عرب.....


المواضيع المتشابهه: