ليس انتصاراً لأحد ولكن وفاءً لكلية الحقوق التي قدمت لي ولكم يا زملائي الكثير...!!
0
ليس انتصاراً لأحد ولكن وفاءً لكلية الحقوق التي قدمت لي ولكم يا زملائي الكثير...!!
ليس انتصاراً لأحد ولكن وفاءً لكلية الحقوق التي قدمت لي ولكم يا زملائي الكثير...!!
بقلم: برناديت حنا نعمان - محامية متدربة - طالبة: ماجستير قانون الملكية الفكرية في كلية الحقوق، الجامعة الأردنية.
تفاجأت كثيراً اليوم وخلال الأيام الماضية من الحملة - التي أراها "مشبوهة" نوعاً ما.. - و "التهجم" المفاجىء على كادر كلية الحقوق من إدارة وأساتذة، فيما يخص إعادة تقييم العلامات النهائية والغش والواسطات وأسلوب الأساتذة مع الطلبة في التعامل والتدريس وغيرها... وكطالبة أنتمي إلى هذا الصرح العلمي و "العلماني" منذ أكثر من خمسة أعوام من دراستي في البكالوريوس والآن في الدراسات العليا، هذا الصرح الذي أحمل له ولمن فيه كل الاحترام والود والإخلاص والعرفان... فإنه من واجبي أولاً وحقي ثانياً الدفاع والرد، في الوقت الذي لمست فيه غياب أصوات المدافعين عنه وعلو أصوات المعترضين والثائرين لأسباب عامة، واهية، وضعيفة، موجودة في كل زمان ومكان، ولا تستند لأسباب وحجج وأرضيات واضحة ومدعومة 100%!!!
أولاً: الغش: الغش موضوع موجود ويسري بـ "دم" الغالبية العظمى من الطلبة، وهذا ما أيقنته في سنوات البكالوريوس ولمسته من خبرتي في المراقبة على الامتحانات خلال الفصل الماضي والفصل الذي انتهى منذ عدة أيام... فالطلبة عندما يدخلون للامتحان، يكون شغلهم الشاغل ترتيب أماكنهم على شكل مجموعات لتسهيل الغش ولكي "يلتخم" المراقب في معرفة مصدر صوت الطالب الذي يقوم بنقل المعلومة للطلبة الآخرين، بالإضافة إلى الطلبة الذين يقومون بتخبئة المادة - على كافة أشكالها - كي لا يراها المراقب، ليقوم الطالب بدوره بفتحها ونقل ما يحتاجه من المادة... أما أثناء سير الإمتحان فالوضع مأساوي بامتياز وهذا بسبب الطلبة وليس الأساتذة والمراقبين!! فالطالب وبمجرد التفات الدكتور أو المراقب إلى وجهة غير وجهته فإنه يبدأ بالنقل والحديث وإحداث شغب وفوضى، والوضع الأكثر مأساوية هو الاتفاق المسبق للطلبة على إحداث فوضى أثناء الإمتحان وبشكل مزعج بحيث لا يستطيع المراقب السيطرة على "الولدنة" التي لا يجب أن تكون من صفات أي طالب من طلبة كلية الحقوق... أما الغش عن طريق الهاتف فهو محارب من الكلية منذ سنوات، فالهواتف النقالة يجب أن تكون مغلقة أثناء الامتحان، وأذكر أنه في فترة من الفترات تم وضع ملصقات في الكلية لإغلاق الهواتف قبل الدخول للامتحان وحتى للمحاضرات (ولكن فئة من الطلبة غير المسؤولين قاموا بنزعها)، بالإضافة إلى تذكير الطلبة قبل بدء كل امتحان بضرورة إغلاق الهواتف... إذن المشكلة لديك أيها الطالب وليست لدى الكلية، ولم أرى يوماً دكتور أو مراقب يتغاضى عن عملية غش، وإن تبسم في وجه الطلاب أو كان "منيح" في تعامله معهم فهذا لا يعني أنها "إجازة" منه للطلاب للغش والتمادي!!!! لذلك إبدأ بنفسك ووعي زملائك ولا تفتح المجال لمن هم حولك للغش أثناء الامتحان، ومرة عن أخرى ويوماً بعد يوم ستكتشف أن هذه المشكلة قد بدأت بالتلاشي...
ثانياً: الواسطة: الواسطة مشكلة لا بل "مرض" موجود ومتفشي في كل زمان ومكان ومتجذر في مجتمعنا، وهي وإن كانت موجودة لدينا في كلية الحقوق بنسبة ضئيلة جداً، فهي متفشية بشكل كبير وواضح في مواقع أخرى في المحيط الخارج عن كلية الحقوق وفي المحيط الأكبر الخارج عن جامعتنا... ولكن لنفكر بها بشكل منطقي في حدود الكلية لأننا لسنا معنيين بما هو خارج عنها... فمثلاً الطالب الذي يحصل على علامة متميزة في مادة معينة أو مادتين لأن لديه واسطة عند الدكتور فلان (على أساس العشيرة أو الأصل أو أن الطالب ابن محامي صاحب الدكتور أو ابن مسؤول أو وزير أو موظف مرموق) فهو حتماً لن يحصل عليها في باقي المواد وهذا أمر منطقي جداً لأنه مستحيل أن يكون هناك طالب لديه واسطة مع جميع الأساتذة في الكلية!!! لذلك فإن الواسطة في الكلية على ضآلتها وانحصارها على فئة قليلة جداً وفي حالات فردية تعد على الأصابع فهي ليست حجة على تدهور الحالة العامة في تحصيل باقي الطلبة... فما زرعتموه وستزرعوه أنتم قبل الامتحان بأيديكم هو سيكون حصادكم، ولا يوجد أي من الأساتذة يقوم بتقليل تحصيلك ليدعم آخر لديه واسطة في المقابل...
ثالثاً: حجة "إذا الدكتور زعل منك فعلاماتك ستكون سيئة أو سوف ترسب في المادة": هذه حجة ليس لها أساس من الصحة وإن حدثت كما يدعي البعض فهي حالات فردية وقليلة وأجزم أنها بسبب "تكبير راس وتحدي" من الطالب، فالطالب لا شعورياً إذا حدث أي خلاف بينه وبين الدكتور فإنه سيشعر أنه انتهى مشواره في المادة، مع العلم أن "التبهير" و "الشحن" من قبل زملائه يلعب الجزء الأكبر في هذا الشعور، ليصل به المطاف إلى عدم متابعة المحاضرات وعدم دراسة المادة وإعطائها حقها كباقي المواد من الطالب، وبالتالي ينعكس الأمر على تحصيله بسبب "إهماله لها من جراء المشكلة" وبالتالي سيلصق تهمة علامته السيئة بمشكلته مع الدكتور!!
رابعاً: "موضوع تدخين الدكتور في القاعة أثناء الإمتحان": صحيح هذه الظاهرة موجودة أيضاً وبنسبة قليلة ولكن بالمقابل أيضاً أين حس الطلبة بالمسؤولية والتزامهم بعدم التدخين داخل الكلية؟؟؟ أين اعتراضكم على هذا؟؟ علماً أن عدد الطلبة المدخنين مهول جداً، وهذا يدل على أن عدم الالتزام بذلك معدوم لدى الطلبة وهذا مزعج ومضر بصحتك أكثر، كونك تتعرض "للتدخين السلبي" من أكثر من مصدر في وقت واحد!!! وخاصة أثناء الشتاء والبرد عندما تكون الأبواب والشبابيك مغلقة ولا مجال للتهوية...
خامساً: الاعتراض على الأسلوب "الحجري" في التدريس لدى بعض الأساتذة والأسئلة التي تعتمد على الحفظ فقط لا الفهم وأن الدكتور يعتبر نفسه الوحيد الذي على علم ومعرفة والطالب لا يفقه شيئاً... فهذا لا يعتبر اعتراض وسبب باتهام إدارة كلية الحقوق والأساتذة باتهامات واهية... فأغلبنا لا نحب ولا نستطيع الحفظ، وأنا أيضاً كنت أعاني من موضوع الحفظ ولم أكن أحَصِّل العلامات التي أستحقها في المواد والأسئلة التي تعتمد على الحفظ بالمقارنة بالمواد الأخرى التي تعتمد على الفهم والتي كانت علاماتي بها دائماً ممتازة... ولكن لماذا التعميم؟؟؟ كلنا نعلم أن للتدريس ووضع الأسئلة أساليب وطرق عديدة معروفة عالمياً... لذلك لكل دكتور الحق في اتباع المنهج الذي يراه مناسباً... ثم إذا كنت أنا وأنت نحبذ الفهم وليس الحفظ فبالمقابل لدينا زملاء عكسنا تماماً... وأيضاً عندما تطرح أي مادة للتدريس في كل فصل فإنها تطرح ومقابلها أستاذان أو ثلاثة لتدريسها أي أن لك الخيار في دراستها عند أي منهم وأنت تعلم كل دكتور وأسلوبه، فلك أن تختار ما يعجبك... وأخيراً موضوع تعامل الدكتور مع الطالب على أنه لا يفقه شيئاً - وأشك بمثل هذا الإدعاء -، فحسب ذاكرتي لم أرى وأسمع أي دكتور يدعي ذلك أو يتهم الطلبة بذلك، ولكن وإن حدث فالرد بسيط جداً: أنت فعلاً لا تفقه شيئاً أمامه - وأنا أتحدث بمعرفتك وعلمك في القانون ومقارنة خبرتك بخبرته نظراً للفارق العمري بينكما - وعندما تصل لعلمه ستعرف ما هو قصده.
أخيراً أتمنى أن يرتفع حس ووعي طلبة كلية الحقوق أنهم طلبة قانون (بما تحويه هذه الكلمة من معانٍ عميقة) وأنهم مختلفون عن باقي طلبة الكليات الأخرى وأقصد في تقييمهم للأمور وتفكيرهم المنطقي والتحليلي... أتمنى أن يعي كل طالب أن إطلاق الاتهامات يميناً وشمالاً دون تحديد، والإدعاء بالعموميات لا ينم عن قصد للإصلاح وحرص على مصلحة الكلية ومطالبة بحق منتهك، وإنما ينم عن أمور أخرى واضحة جداً جداً!!!
فإن كنت فعلاً صاحب حق منتهك - وأنا لا أوجه الكلام السابق واللاحق لأحد معين...-، ولديك اعتراض وشكوى بحق دكتور معين بشخصه أو بأسلوب تدريسه، فصندوق شكاوى الطلبة موجود في الكلية يمكنك اللجوء إليه إذا لم تكن تريد الكشف عن هويتك... مع أنني أجزم أن 60% من الطلبة الذين سيلجأون إليه ستكون شكاويهم "كيدية" مبنية على أسس شخصية بحتة... ولكن بتفعيل طريقة جيدة في متابعة هذه الشكاوى سيكون دور صندوق الشكاوى فعالاً في كليتنا... أما الطريقة الأخرى فهي اللجوء إلى عميد الكلية أو الأساتذة المساعدين في الإدارة الذين لم يغلقوا ولن يغلقوا أبوابهم يوماً في وجه أي طالب لديه حق مسلوب!!
ملاحظة مهمة: أعلم أن البعض لن يروق له كلامي... ولكن فقط للتذكير أنا لا زلت طالبة على مقاعد الدراسة وعانيت ولمست ما ادعى به زملائي، أي أن ما قاله زملائي يصب في مصلحتي بشكل أو بآخر... ولكن كوني بدراستي للقانون وممارستي له أنشد العدالة، وكوني أحمل مبادىء وقناعات لن أحيد عنها، فقد كان من واجبي الرد على ما تفضل به زملائي وفاءً لكليتي التي تعلمت منها الكثير، فالقانوني الحق هو من يميل نحو قول الحقيقة ولو كانت على حساب "مصلحته"!!
المواضيع المتشابهه:
رد مع اقتباس
المفضلات