كلمة رئيس الـجامعة

في الثاني والعشرين من شهر آذار عام واحد وثمانين وتسعمائة وألف، صدرت الإرادة الملكّية السامية بالموافقة علــى قانون جامعة مؤتة، ومركزها مؤتة في محافظة الكرك،لتكون مؤسسةً وطنّية للتعليم العالي المدنّي والعسكري، وجاءت جامعة مؤتة تجسيداً لرؤية الملك الراحل المغفور له الحسين بن طلال طيّب الله ثراه في بناء صرح علمي متميز في إقليم الجنوب من الوطن الغالي.

وهكذا تحقق حلمُ الأردنيين وبدأت مرحلة مشرقة في تاريخ الجنوب الوفي عندما أطل المغفور له الحسين بن طلال رحمه الله في يوم أردني ّمشهود معلناً ولادة جامعة مؤتة ، جامعة مدنية وعسكرية، وجاء اسم مؤتة وكذا موقعها على أرض معركة مؤتة الخالدة بكل ما تحمله من معانٍ سامية.

ولنقرأ من دفتر التاريخ والوطـن ما قاله الحسين طيب الله ثراه: لمؤتة في النفس مكانــة وفي القلب منزلــة، وفي الخاطر رعشة اعتزاز، كما لها في الذكرى مستقر مجد وانتماء، ففي بطاح مؤتة تم أول احتكاك بين عرب الإسلام وغيرهم، وعلى أرض مؤتة سال نجيع الشهداء زيد وجعفر وعبدالله، فمنحوا هذه الأرض قيمة تاريخّية وأودعوا فينـا أمانة حماية هذا الثرى الطاهر بما نملك من قدرات، وبما نعدّ من أسباب القّوة والمنعة، وعهدوا إلينا حمل الرايــة وإبقاءها عالية خفاقة ،مثلما فعلوا ومن أجله استشهدوا، فوفاءً لهذه المعاني جاء اختيارُ الموقع، وجاءت التسميـة لتكون جامعة مؤتة تجسيداً علمياً وعملياً للعبر المستخلصة من معركة مؤتة.

وانطلقت المسيرة منـذ ذلـك اليوم الأعزّ، وتواصـل التقدّم مستلهمـة أهدافهـا من عظمـة الإرث التاريخّي والحضاريّ لآل البيت الأطهار،تسير على هدي من رؤى داعمها وراعيها جلالة الملك عبداله الثاني بن الحسين يحفظه الله ويرعاه. لم تكن جامعة مؤتة جامعة عادية ،فهي وارثة لتاريخ وحاملـة لرسالـة، وقـد قام على تأسيسهـا رجال مخلصون من قادة الجيش والسياسين والمفكرين والتربويين، وكان الأوائل منهم بناة حقيقييـن، وتاريــخ مؤتـة حافـل بالأحداث الكبيرة منذ تشكيل اللجنة الملكية برئاسة دولة الأستاذ أحمد اللوزي، ثمّ سيادة الشريف (الأمير) زيد بن شاكر طيّب الله ثراه، ثم انتقال رئاسة مجلس أمنائها إلى سمو الأمير طلال بن محمد المعظم، وسمو الأمير فيصل بن الحسين المعظم الذي نقلها إلى تخوم قرن جديد من العلم والمعرفة، يتولى بعده دولة الدكتور معروف البخيت رئاسة المجلس.

وتعاقب على رئاستها قادة علم وفكر، ولهم الفضل فيما وصلت إليه هذه الجامعــــة من تقدم وانجاز، فلهؤلاء الكبار الشكر الموصول لما قدّموا وأعطوا من الجهد، وما بذلوا من جهود، وجامعة مؤتة اليوم تقـف علـى قمـة عاليـة مـن الإنجازات الحقيقيّة، وتحظى برعاية جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظـم، ولها أولوية وقيمة خاصة بيـن شقيقاتها الجامعات الأردنّية. وتضم اليوم اثنتي عشرة كلية في الجناح المدني الذي تأسس في عام ستة وثمانين وتسعمائة بعد الألف. كما تضم ثلاث عمادات للدراسات العليا، والبحث العلمي، وشؤون الطلبة. أما الجناح العسكري فيضم كلية العلوم العسكرية، وكلية العلوم الشرطية، وكلية الأميرة منى للتمريض والمهن الطبيّة المساندة، وكلية القيادة والأركان الملكيّة، وكلية الدفاع الوطنيّ الملكيّة الأردنيّة، ويتبع له كلية الأمير الحسن للعلوم الشرعية.

وتضم كليات الجناح المدني 48 تخصصاً في البكالوريوس، وتسعة وعشرين تخصصاً في برنامج ماجستير، وخمس تخصصات في برنامج الدكتوراه، ويبلــغ عدد طلبة مؤتة سبعة عشرألف طالب وطالبة ،بالإضافة إلى طلبة الجناح العسكري، وتخرّج منها (40) ألف طالــب وطالبة. أمّا عدد أعضاء الهيئة التدريسية فيبلغ خمسماية وخمسين عضواً،ويعمـل فيهـا ألفان وثلاثمائة موظف إداري وعامل . وهي منارة إشعاع وتنمية، ورافد مهم لاقتصاد منطقة الجنوب النامية. وتسيـر الجامعة ضمـن إستراتيجية واضحة للعقد القادم، وتركّز على العلوم المستقبلية في مجال تكنولوجيـا المعلومات، وتتبنّـى برامــــج دراسية للتحوّل إلى الاقتصاد المعرفي.

وأسرة الجامعة بجناحيها العسكري والمدني ترفع إلى مقام قائد الوطن جلالـة الملـك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، أسمى آيات الشكر والامتنان لرعايته جامعة مؤتـة ودعمها، ونعاهده أن نبقى الأوفياء للوطن وقائده، ضارعين إلى الله أن يحفظ الأردن قوياً مزدهراً، ويمد في عمر قائده، ويديم ملكه ويؤيّده بنصره.


رئيس الجامعة
مؤتة / الكرك / الاردن

منقوله من موقع الجامعه

المواضيع المتشابهه: