سلسلة كنوز المحاماة |




"نسمع أن بعضاً من المحامين يتحمل في الجلسات العلنية أثناء قيامه بواجبه نقداً لاذعاً من أحد القضاة ،يسيء فيه إليه ولحرمة المحاماة ،فيسكت ولا يبالي ولا يخبر طائفة بالأمر ،في حين أن المحامي إنسان من قبل أن يكون محامياً ،و أول واجب فرضته الإنسانية على بنيها هو أن يبدأ كل واحد باحترام ذاته ،فالأجدر بالمحامي أنه حينما يرى قولاً أو عملاً - من أي كان - فيه انتهاك لشرفه و لمكانته أن تستفزه عواطف الشمم ويغضب لذلك وينتصر لنفسه - بسلاح الحق القانوني - ويهتم لما يفقد به وسائل الاعتبار ،ولا يحني رأسه ويستسلم للإهانة ويطمئن للتصغير كأنه يفرح بالتحقير ويحمد الله على أنه خرج من الجلسة ورأسه بين كتفيه ولم يرسل إلى الحيس.

وفات مثل هذا المحامي - إن صح أن يطلق عليه هذا الاسم بعد ما تقدم - أنه لا يستطيع بعد هذا الموقف المزري الذي وقفه أن يطلب من القضاة احترام صوته ،لأنه يكون قد داس كرامته وعجز عن الدفاع عنها ولم يعد صالحاً لحماية كرامات الناس وحرياتهم ولحماية أموالهم . "

كتاب كنوز المحامين للمحامي الأستاذ اسامة توفيق أبو الفضل











المواضيع المتشابهه: