إن في رسالة المحامي حربا عوانا بين الشرف والانتفاع فقد تأتيه دعوى باطلة يدعوه شرف رسالته إلى ردها وإفهام صاحبها بنتيجة الفشل فتحاربه المادة لأن من وراء ذلك ضياع الأجرة وخسارة مادية.


في هذا المعترك ،بين الجوهر والمادة يتجلى شرف الرسالة ويعود النصر إلى ما في ضمير المحامي في مناعة وقوة أحد العنصرين ،ومتى كانت المهنة غاية لا وسيلة ومتى كان صاحبها يدين بالمثل العربي الفصيح الصريح :"الحرة تموت ولا تأكل بثديها " ، أدى كل محام - مهما كانت طينته وأيا كانت حالته - في غنى ممرع او في فقر مدقع ، رسالته على الوجه الأتم والأكمل .


وكل ما أرادت المادة أن تحول دون واجب الشرف صاح بها : الحرة تموت ولا تأكل بثديها.


قدرنا الله على العمل المفيد المثمر وجعل من دمعات أقلامنا ما فيه خير موكلينا والناس أجمع وبذلك نؤدي الرسالة مرفوعي الرأس ضاحي الجبين .

المواضيع المتشابهه: