قد يكون من أصعب الأمور على الفرد منا اتخاذ قرار ما سواء كان له علاقة بعمله أم حياته أم ربما حياة الآخرين لما يترتب على ذلك من نتائج إيجابية أو سلبية، فاتخاذ قرار معين يحتمل النجاح أو الفشل وليس هناك ضمانات لذلك حتى عندما تكون كل المؤشرات واضحة وتبدو إيجابية إلا أن أمراً بسيطاً وتافهاً ولم يحسب حسابه يتسبب في فشل القرار وما يتبعه من نتائج نفسية على الإنسان نفسه، ولا عيب في ذلك فإذا لم نتخذ قراراً فاشلاً يوماً هذا يعني أننا لن ننجح أبداً فالإنسان منا يتعلم من أخطائه ومن تجاربه السابقة ولن أقول يتعلم من تجارب غيره لأن كل شخصية تختلف عن الأخرى وكل شخص يود التأكد بنفسه من تجربته وعندها فقط يقتنع بالنتائج وسيكون واجه تلك النتائج مهما كانت وحاول إيجاد الحلول المناسبة لتجنبها مرة أخرى.
ولكن كيف يمكننا أن نتخذ القرار؟
سؤال يحتار فيه الكثير ويؤرقهم ذلك وقد يضيعون فرصاً كثيرة وهم مترددون في اتخاذه وقد يندمون لأنهم لم يسارعوا في تحديد قرارهم فهناك أمور لا يمكنها أن تنتظر ويجب حسمها في لحظتها مهما كانت النتائج ومن هنا تظهر شخصية الإنسان ومدى قدرته على تحديد مصيره ومن معه فالتردد يدل على اهتزاز الشخصية وعدم اتزانها وقدرتها على مواجهة الأمور والخوف من النتائج المترتبة وفي حالة استمرار الشخص على هذا التردد فهذا يعني أنه سيظل مهزوزاً طيلة حياته وستكون قراراته سلبية أو فاشلة لأنه لا يستطيع التفكير بشكل صحيح ومنطقي وسيكون بحاجة دائماً إلى شخص آخر يتخذ قراراته عنه وفي المقابل نجد أن الشخص القوي الشخصية هو الذي يستطيع اتخاذ قراره بنفسه مهما كانت نتائجه ولا يتقوقع إذا ما أخطأ في حساباته بل يحاول إيجاد البدائل وتصحيح أخطائه بقرارات صائبة وعلى الأقل فهو حاول مواجهة الموقف ولم يظل مكتوف الأيدي خائفاً من النتائج التي ربما تصب في مصلحته أو تأتي بشكل إيجابي على غير توقعه فالتوكل على الله ثم التفاؤل يصنعان المعجزات أما التخاذل والتردد يورثان السلبية والبلادة في الشخصية.
وما ينطبق على الحياة الشخصية ينطبق على الحياة العملية أيضاً فعندما يتم ترشيحك لمنصب إداري ما فرئيسك في العمل يتوقع أن تقوم بمهامك على أكمل وجه وأن تدير إدارتك أو قسمك بطريقة صحيحة حتى لو لم تكن خالية من بعض الملاحظات،ومكانتك تعطيك الحق في اتخاذ القرارات التي تراها مناسبة ولكن البعض يلجأ لمديره في كل صغيرة وكبيرة ولا يستطيع اتخاذ القرار ومن ثم يشتكي من مركزية المدير..كيف لا تخلق المركزية إذا كان الموظفون هم من ساهموا في ذلك لأنهم لا يستطيعون التصرف ولا إصدار القرارات المناسبة رغم أن الفرصة كانت متاحة لهم بحكم مناصبهم وهذا ما يخلق لدى المدير أو المسؤول عدم ثقة في الموظفين وفعلاً يصبح المدير مركزياً في إداراته.
أعتقد أن على الأفراد استغلال الفرص المتاحة لهم ومحاولة إثبات قدراتهم في الإدارة سواء كانت إدارة حياتهم أو إدارة عملهم لأن ذلك يخلق منهم شخصيات قوية يُعتمد عليها ويشعرون فيها باعتزازهم بأنفسهم وتزداد ثقتهم في قراراتهم وفيمن حولهم




الكاتبة ::أمل عبد الملك


المواضيع المتشابهه: