دمشق و أبدية الصعود

طوال سنوات فراقنا يا دمشق، كنت اذهب إلى النوم متشوقة وخائفة في آن، كما تذهب العاشقة للقاء حبيبها الاول. اتعذب ريثما اتجاوز مخاض الصحو وحواجز الارق، ثم انزلق إلى بئر السبات وانا اعرف انك تنتظرينني على الشاطىء الآخر للصحو... لاضع عند قدميك عقداً من الياسمين، مقطوفاً من البراري الوعرة لقلبي... لقد كنت دائما مجنونة غير مؤذية... احببت رجالاً لم يلتفتوا اليّ.. ركضت خلف قطارات اجهل إلى اين تمضي.. عشقت مدناً اجهل لغة اهلها... صادقت ديكة تعلن لصباحات لا تطلع.. اقترفت كمية لائقة من الحماقات... لكنني احتفظت بياسمينك في قلبي نقياً ونضراً... وحين وصلت إلى قمة عشقي لك، تابعت الصعود!
ايلول ١٩٩٣ غادة السمان الابدية لحظة حب

المواضيع المتشابهه: