قاعدة لاضرر ولا ضرار


بسم الله الرحمن الرحيم
أبدأ بسم الله مستعين راضي به مدبراَ معيناَ والحمد لله كما هدانا إلى سبيل الحق واجتبانا أحمده سبحانه و أشكره ومن مساوئ عملي أستغفره
وبعد:
من القواعد الفقهية التي أثبت الرسول صلى الله عليه وسلم أهميتها قاعدة " لاضرر ولاضرار" فسوف أوضح لكم بعض الأمور التي تخص هذه القاعدة وأبدأ بمكانة هذه القاعدة في الشرع هي أصل من أصول الشرع ومن أجلّ قواعده وتظهر أهميتها من خلال أمرين :

الأول : أن هذه القاعدة من القواعد ذات الأثر الواسع في أحكام الفقه فقد ذكر بعض العلماء أن نصف الفقه يندرج تحت هذه القاعدة .
الثاني: أن لهذه القاعدة صلة بعلم أصول الفقه وذلك بإعتبارها من أدلة الفقه , أو أنها تشبه أدلة الفقه , من حيث إنها يقضى بها في جزئياتها كأنها دليل على ذلك الجزئي .
أما معنى هذه القاعده فيدور حول لفضي الضرر والضرار المنفيين فالضرر إلحاق الأنسان مفسده بغير ابتداء , وأما الضرار فهو إلحاق الأنسان مفسده بمن أضر به على سبيل المجازاة على وجه غير جائز .
النفي الوارد في نص القاعده وفي نص الحديث فهو بمعنى النهي , إذاَ إن (لا) نافية , وهي ليست لنفي الوقوع , لأنه الضرر والضرار يقعان كثيراَ في الواقع , بناء عليه يكون المقصود بالنفي هنا نفي الجواز , فيثبت حينئذ التحريم شرعاَ .
هذه القاعده أساس في منع الفعل الضار وتلافي نتائجه , وهي سند لمبدأ الاستصلاح المتعلق بجلب المصالح ودرئ المفاسد ولذلك فإن كثيراَ من أبواب الفقه تنبني على هذه القاعدة , ومن ذلك :
- مشروعية الخيار بأنواعها , فإن شرع لرفع الضرر الذي يلحق بأحد المتعاقدين .
- ومن مشروعية القصاص , فإن شرع لرفع ضرر المعتدي عليه أو وليه , ولرفع ضرر متوقع , وهو الإعتداء على الناس في المستقبل.
ولقد دل على هذه القاعدة أدلة كثيرة ولعل من أقوى الأدلة على هذه القاعدة قول الرسول صلى الله عليه وسلم
" لاضرر ولاضرار" , فهذا دليل صريح على القاعدة ووجه الاستدلال منه : أن هذا الحديث قد ورد بنفي الضرر مطلقاَ , وهذا يوجب إزالته إما بدفعه بعد وقوعه بما يمثلن من التدابير التي تزبل آثاره وتمنع من تكرار ه.
وفي ختام هذا المقال أرجو أن يحيز على رضا الله ثم رضاكم فما كان من صواب فمن الله وماكان من خطأ فمني ومن الشيطان , هذا مقال نتاج دراستي لهذه القاعدة على الشيخ محمد العبدالكريم من كتاب " الممتع للقواعد الفقهية " للشيخ مسلم الدوسري .



المواضيع المتشابهه: