·الميراث عند اليهود
- الأسس التي يقوم عليها الميراث عندهم:
اليهود بطبيعتهم يعيشون متماسكين متكتلين فيما بينهم يحرصون على جمع المال واكتنازه بشتى الوسائل التي تمكنهم من ذلك ويعتزون به اعتزازهم بحياتهم . ومن أجل هذا كان من الطبيعي أن يحرصوا كل الحرص على عدم ذهاب شيء من مال الميت الى غير الأحياء من أصوله وفروع أسرته ولو كان بعيداً في درجة قرابته منه , حتى تحتفظ الأسرة فيما بينها بأموالها التي تعبت في جمعها والتي تعتز بها كوسيلة للسيطرة والظهور في المجتمعات.
وانطلاقاً من هذا المبدأ كانوا لايجعلون للبنت حظاً من ميراث الأب إذا كان له ولد ذكر. كما كان الوثني الذي يترك دينه الى اليهودية يرث مما يتركه أبوه وأقاربه الذين ظلوا على وثنيتهم على حين لايرث الوثني من أبيه الذي يصير يهودياً.
فمن الأسس التي تحكم نظام الميراث عندهم أن الشخص له كامل الحرية في ماله يتصرف فيه كيف يشاء بطريق الهبة أو الوصية,, فله أن يحرم ذريته وأقاربه من الميراث إذا أراد ذلك , وله أن يوصي بماله كله لمن يشاء حتى ولو كان أجنبياً لسبب يراه جديراً بالرعاية.
والرجل في شريعتهم هو عماد الأسرة بصفة عامة ولهذا فالمرأة في شريعتهم لاحظ لها من الميراث سواء كانت أماً أو بنتاً أو زوجةً أو أختاً للميت مادام يوجد لهذا الميت قريب كالابن أو الأخ أو الأب .
- أسباب الميراث عندهم:
أسباب الميراث عندهم أربعة: ((البنوة والأبوة والأخوة والعمومة)).
بالتالي فإن الزوجية ليست من أسباب الميراث عندهم,, فالزوجة لاحظ لها فيالميراث وإذا ترك الميت ذكوراً وإناثاً كانت التركة من حظ الذكور وحدهم, ويكون للبنت حق النفقة في التركة حتى تتزوج, ويكون للولد البكر مثل حظ اثنين من اخوته, وإذا لم يكن للميت ذرية ولا أصولاً وكان له أقارب فالميراث له ويكون أحقهم بالميراث أقربهم درجة الى الميت, وإذا لم يكن له أقارب كانت أمواله التي يتوفى عنها مباحة يتملكها أسبق الناس الى حيازتها.
- نظام الميراث عند اليهود ليس بعادل:
إن نظام الميراث عند اليهود مهما يكن متفقاً وحياة اليهود الاجتماعية والاقتصادية ومهما تكن أسسه دينية ترجع الى التوراة وشروحها _كما يزعمون_ فهو ليس بنظام عادل لأنه لم يراع ظروف كل وارث. إذ ليس من الانصاف أن يختص الذكور بالميراث دون الاناث, فيرث الولد دون البنت, ويرث الزوج زوجته ولاترثه, مع أن الانثى تسهم في تكوين الأسرة وفي جمع الثروة وفي مكابدة الحياة, ثم كيف يعطي الولد البكر حظ اثنين من اخوته ولا ذنب لأحد منهم إلا أنهم ولدوا بعده, وهذا ليس ذنباً اقترفوه ولاحول لهم ولاقوة في ذلك.

المواضيع المتشابهه: