«في شي غلط»


حمدت الله كثيرا وطويلا عندما انتهى شهر آب..فقد مر ثقيلا عنيفا حادا بطيئا مثل حد السكين..كنت اعد ايامه ولياليه بخوف وترقب كما تعد الولادة ساعات مخاضها..كنت خائفا من الفتنة وفورة الدم والعودة الى الثأر والغزو العشائري وتمدد الجريمة على رقعة الوطن..بصراحة اكثر كنت خائفا على ال 6 مليون مواطن..فنحن مجرد 6 مليون لا أكثر ... وأي مشاجرتين عشائريتين ستأتيان على نصفنا...

آب كان شهرا قانيا..لا اعتقد ان سبق في تاريخ المملكة من قبل ان ينفذ هذا الكم وهذا النوع من الجرائم البشعة في شهر واحد، ونحن الوطن الصغير الدافىء، ابناء البداوة والفلاحة البسيطة، اكثر الشعوب مصالحة مع ذاتها، واكثر الشعوب تسامحا مع الآخر، أكثر الناس عاطفة: نبكي على الطير الطاير ، واقدرهم على الغفران والصفح والرضا، كلنا نعرف بعضنا، وبعضنا يعرف كلنا ..مدننا ليس لها ميزاج شيكاغو ولا طبائع تكساس، ولا يوجد لدينا عصابات ومافيات وشبكات سطو مسلح، وتصفيات رؤوس كبيرة في المخدرات وغسيل الأموال..فمن اي شق تسللت الينا رياح الجريمة، وهواية القتل، واستسهال العقاب..

في شي غلط !!!..بنا نحن ربما، بمنسوب ايماننا، بوازعنا الديني..ببعدنا عن قيمنا عن شيمنا، عن انسانيتنا ، عن كل شيء جميل فينا..صدقوني أنا لا انظر، فكما اردد دائما..ابغض الحلال عند الكاتب الساخر هو التنظير..لكني، حزين، حزين جدا على كل قطرة دم سفكت من غير حق، حزين على أطفال يتموا بلا سبب ..وعلى شباب كانوا بيننا قبل ايام وقضوا على اتفه الأسباب..حزين على العيد الذي سيأتي دون وجودهم، وعلى دماء سفكت في الحي ورش فوقها ملح النسيان..حزين على وجه مجتمعنا الجميل الذي تشوهه ضربة موس ...

***

غطيني يا كرمة العلي وخبي السكاكين ما فيش فايدة.

طبعا هلمقاله هاي من جريدة الرأي للكاتب احمد حسن الزعبي
حبيت اخذ رايكو بلنسبه لظاهرة النزاع العشائري

المواضيع المتشابهه: