اكد رئيس مجلس النواب الاردني ونظيره العراقي عمق العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات والميادين، مثلما اكدا اهمية تطويرها وتعزيزها والارتقاء بها لمستوى العلاقات القائمة بين الشعبين الشقيقين.جاء ذلك خلال جلسة المباحثات الرسمية التي عقدها رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة ونظيره العراقي الدكتور سليم الجبوري في مجلس النواب، اليوم الاحد، بحضور اعضاء المكتب الدائم لمجلس النواب والوفد البرلماني المرافق للدكتور الجبوري.
وقال الطراونة "اننا في الأردن وبتوجيهات من لدن جلالة الملك عبدالله الثاني لا نألو جهدا في سبيل تمكين وتعزيز العلاقات الاردنية العربية، مثلما اننا نقف عند توجيهات جلالته بان نكون سندا للاشقاء العرب، وخاصة للاشقاء العراقيين في تحقيق كل متطلبات استقرارهم".
واضاف الطراونة ان هموم الاقليم اليوم صارت واحدة وما يعانيه هذا المثلث الحزين الذي نعيش فيه يدفعنا للتعاون على خير ومصلحة شعوبنا واستقرار منطقتنا.
وتابع ان "زراعة الارهاب في المنطقة جاء على غفلة من غياب الاستقرار السياسي واستمرار غياب قيم العدالة والمساواة، حيث تشكلت انوية الارهاب في خضم الفوضى الامنية في دول الجوار، ولقد اكتوينا جميعا بهذا المرض بعد استبدال التسامح والاعتدال بالتطرف والغلو، وها هو تنظيم داعش الارهابي وغيره يعيثون بمجتمعاتنا فسادا بعد ان شوهوا قيم ديننا الحنيف، وهو الدين الوسطي المتصالح مع كل الحضارات والاديان والافكار، وما سيرة نبينا العربي محمد صلى الله عليه وسلم الا تاكيد على ما نقول".
واضاف "واليوم وإذ نواجه بعض شذاذ الافاق، مرتزقة التشدد والتطرف والغلو، فعلينا ان نتصدى لخطرهم ونكافح ارهابهم عسكريا اولا وثقافيا وفكريا دائما، فوباء ما يفعلون هو خطر حقيقي قد يصيب اجيالا كاملة لا يحرمها الحاجات الاساسية وحسب، بل سيحرمها حرية التفكير وتكوين الثقافة وتبني الرأي المستند للحجة والبرهان لا القوة والارتهان".
واكد المهندس الطراونة اننا في الاردن كنا دائما سندا للشقيق العراقي كما كان العراق وعلى الدوام ظهيرا عربيا صادقا في الدعم مسخرا امكانياته لخير هذه الامة، وانه في السنوات الاخيرة ظلت علاقاتنا تتطور على الرغم من كل المعيقات، فمصالحنا المشتركة وتعاوننا الثنائي كان النموذج في العلاقات العربية التي يجب ان تكون مكملة لبعضها لا مقطوعة الاهداف والاتجاهات فيما بينها.
وقال انه وامام ما يعيشه الاشقاء العراقيون من محنة الارهاب على مدى اكثر من عشر سنوات، فاننا كنا الساعين بالفعل وليس القول لاستقرار العراق سياسيا واستكمال مشروع بناء الدولة المدنية الديمقراطية التي يعيش فيها الجميع دون اقصاء مذهب او تهميش طائفة او ابعاد حزب.
واضاف رئيس مجلس النواب "لقد آلمنا كثيرا ما يعيشه العراق، فعراق الحضارة والتاريخ يطرد مسيحيوه ويقصى مواطنوه ويشرد سكانه واهله ويقتل فيه الابرياء بالمجان،..
ومن هذا المقام ومن منطلق قيمنا العربية الاصيلة اقول لا راحة لجار جاره يعيش محنة او كرب، وعليه فاننا في الاردن وبتوجيهات سيدي صاحب الجلالة سنمضي برسالة مكافحة الارهاب بجميع اشكاله ومضامينه ولن نترك الساحة للتطرف فنظلم انفسنا واجيالا ستاتي من بعدنا" .
وقال الطراونة اننا نواصل كل ذلك ونحن المتأثرين بازمات الاقليم، فقد تحملنا العبء الاكبر في استضافة اشقائنا من اللاجئين السوريين ونقاسمهم في كل شيء، ونتطلع لفاتورتنا الامنية المتزايدة وكلف تحصين حدودنا الشمالية والشرقية التي باتت محمية من جانب واحد، وما زلنا نتصدى للسياسات الاسرائيلية الاحادية في القدس والضفة الغربية لنعري كذب مواقف الاحتلال المتغطرس ونناضل مع اشقائنا الفلسطينيين من اجل الحصول على حقوقهم التاريخية وهو ما يتطلب دعما عربيا يعزز صمود الأردن في مواجهة كل هذه التحديات الضاغطة.
من جانبه، قال رئيس مجلس النواب العراقي الدكتور سليم الجبوري خلال المباحثات الرسمية ان العلاقات العراقية الاردنية كانت على الدوام علاقات قائمة على الاحترام والتقدير وبما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين.
واضاف "ان مجلس النواب الاردني الذي يسعدني ان اكون فيه اليوم قد سجل تاريخا ناصعا في سفر الديمقراطية بالمنطقة، مبينا ان الاخوة العراقية الاردنية المتجذرة كانت نموذجا دائما، وما يجمع العراق بالاردن اكبر بكثير مما يختلف عليه.
واكد سعي بلاده للعمل على مواجهة التحديات في العراق والمنطقة، لافتا الى ان منظومة العمل العربي المشترك تحتاج الى تفعيل وتوحيد الجهود، مشيرا الى ان صمت البعض لشعوره بالامان حيال ما يجري بالمنطقة امر غير مقبول، وبالتالي فلا احد بمنأى عن خطر الارهاب والتطرف، "فتنظيم داعش اسرف في جرائمه الوحشية لاقامة دولة الخرافة والاساطير، وان الكل اليوم مطالب بالعمل لاستئصال هذه الجرثومة الخبيثة.
واكد ضرورة العمل على تجفيف منابع الارهاب، باعتباره مرضا ينتشر وهو اصل الكوارث والامراض ويجب التصدي له فورا وبقوة.
وقال "انني ومن خلال البرلمان الاردني اطلق مبادرة القانون العربي الموحد لمكافحة الارهاب، ليكون له دور في منع الارهاب قبل وقوعه، داعيا البرلمانات العربية الى الاسراع في النظر بالقانون لرفعه الى البرلمان العربي ليصار الى اقراره بعد ذلك باسرع وقت ممكن من قبل الجامعة العربية ليصار الى تطبيقه على المستوى العربي".
وقدم الجبوري الشكر والامتنان لجلالة الملك عبد الله الثاني وللشعب الاردني " اللذين وقفا على الدوام الى جانب العراق في جميع الظروف واحلكها ولاستضافة اللاجئين العراقيين وتقديم كل عون ومساعدة لهم في المحنة التي اصابتهم".
بعد ذلك جرى حوار موسع حول مختلف القضايا التي تهم الاردن والعراق في مختلف المجالات، وتبادل النواب الاردنيون ونظراؤهم العراقيون وجهات النظر حول تعزيز العمل المشترك ومكافحة الارهاب.
حضر المباحثات الرسمية عن الجانب الاردني النائب الاول لرئيس مجلس النواب احمد الصفدي والنائب الثاني سليمان الزبن ومساعد رئيس المجلس نجاح العزة ورئيس لجنة الاخوة البرلمانية الاردنية العراقية النائب باسل العلاونة والنائب محمد الشرمان، ومن الجانب العراقي الوفد البرلماني المرافق لرئيس مجلس النواب العراقي والسفير العراقي في الاردن جواد هادي عباس.

المصدر جريدة الدستور


المواضيع المتشابهه: