(( دعاء للنجاة من الطغاة ))
كان الخليفة العبّاسى أبو جعفر "المنصور" غشوماً حريصاً على المُلك ، لا يُطيق منافسة من أحد على كرسيه .. و كان الامام جعفر الصادق ، حفيد الحسين بن على رضى الله عنهم أجمعين، هو أفضل الهاشميين فى زمانه ..و من الطبيعى أن يغار منه المنصور ، لشعبيته الجارفة ، و محبة المسلمين له .. و قد حاول أن يصرف عنه الناس، فطلب من أبى حنيفة النعمان رضى الله عنه مناظرته .. و سأله الفقيه العظيم أربعين مسألة ، فأعطاه جعفر الصادق أقوال كل المذاهب حولها بأدق التفاصيل الكاملة ..و شهد له الامام أبو حنيفة رضى الله عنه بعلو الكعب ، و الرسوخ فى العلوم و الفقه ..فازداد الناس حُبّا للصادق ، و ازداد حقد المنصور عليه و رُعبه منه .. و تكاثرت دسائس الجواسيس و حاشية السوء ، حتى طاش صواب الحاكم ذات ليلة ، و أقسم أن يقتل جعفر الصادق ، و أمر حاجبه باحضاره ..و ما كاد الصادق يدخل المجلس حتى نهض اليه المنصور مُرحّباً ، و أجلسه بجواره ، و عطّره بيده بما لديه من أغلى العطور النفيسة !!! و بعد انصراف الامام لحق به الحاجب ، و سأله فى عجب و دهشة عما كان يهمس به من دعاء قبل دخوله على المنصور ، الذى كان عازماً على الفتك به ، ثم تغيّر موقفه تماماً على هذا النحو المُذهل ..فأخبره الصادق بدعائه الذى نجّاه الله به من بطش الطاغية ، و نصّه :
(( اللهم احرسني بعينك التي لا تنام، واكنفني بركنك الذي لا يرام، واحفظني بقدرتك علي، ولا تُهلكني. وأنت رجائي..
رب كم من نعمة أنعمت بها علي قلّ لك عندها شكري.. وكم من بلية ابتليتني بها قلّ لها عندك صبري؟ ! فيا من قلّ عند نعمته شكري فلم يحرمني، و يا من قلّ عند بليته صبري فلم يخذلني، و يا من رآني على المعاصي فلم يفضحني..
يا ذا النعم التي لا تُحصى أبداً، و يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبداً، أعني على ديني بدنيا، و على آخرتي بتقوى، و احفظني فيما غبت عنه ،و لا تكلني إلى نفسي فيما خطرت.. يا من لا تضره الذنوب، و لا تُنقصه المغفرة، اغفر لي ما لا يضرك، و أعطني ما لا يُنقصك..
يا وهّاب أسألك فرجاً قريباً، وصبراً جميلاً، والعافية من جميع البلايا، وشكر العافية)).
& ما أحوجنا الى هذا الدعاء فى هذه الأيام

المواضيع المتشابهه: