المدينة نيوز:- دهمة الحجايا، مثال للفتاة الاردنية التي عجزت الصعاب أمام إصرارها وعدم استسلامها لواقع رفضته.فطالبة الدكتوراة الحجايا، التي كانت أسرتها تسكن ذات يوم في بيت الشعر بعيدا عن الخدمات، حالت ظروفها الصعبة دون دخولها المدرسة في الصف الأول لبلوغها سن الثانية عشرة.وما أن لاحت بارقة أمل منحتها مديرة المدرسة لدهمة الحجايا لدخول الصف الأول كمستمعة حتى تبددت بفعل ضغوط اجتماعية على المدرسة، لكن دموع دهمة التي كانت تنساب كل صباح وهي تراقب أقرانها خلال ذهابهن وإيابهن من المدرسة لم تذهب أدراج الرياح، فقادها إصرارها الى أحد مراكز محو الأمية في الصف الاول الاساسي، بعد أن باءت محاولتها الاولى بالفشل.وبدأت الطفلة دهمة تذهب لتلقي التعليم في مركز محو الامية مع زميلات لها هن في عمر أمها، رغم ضغوطات فارق العمر الكبير بينها وبين الملتحقات في المركز، الا ان دهمة أنهت الصفوف الأول والثاني والثالث والرابع، ليصبح العلم حلمها الوحيد، فألحت على والدها لإكمال تعليمها الأساسي والثانوي.وكان لدهمة ما أرادت، فأجري لها امتحان تقييمي نجحت فيه، واصلت بعده مسيرتها التعليمية بفرح مغلف بالمعاناة بسبب فارق التأسيس بينها وبين غيرها من الطالبات النظاميات، إلا أنها آلت على نفسها إلا أن تقبل التحدي حتى أنهت المرحلة الثانوية بنجاح، فكبرت وكبر معها حلمها، والتحقت بالجامعة وحصلت على درجة البكالوريوس في الادارة العامة.لكن حلم دهمة لم يتوقف بعد أن عملت بعد تخرجها مدرسة على نظام التعليم الإضافي في إحدى المدارس، فالتحقت ببرنامج الماجستير، وحصلت على هذه الدرجة بتقدير جيد جدا، ثم تابعت قصة كفاحها فسجلت في برنامج الدكتوراة/ علم الجريمة واجتازت فصلين كاملين.وفي عام 2013 أعلنت جامعة مؤتة عن حاجتها لابتعاث عدد من الطلبة لإكمال دراسة الدكتوراة لحسابها فتقدمت دهمة وكانت الوحيدة التي انطبقت عليها الشروط وتم ترشيحها للبعثة عام 2015، لكن المفاجأة التي واجهت دهمة أن الابتعاث لا يغطي تكاليف دراسة اللغة الانجليزية - بحسب بترا - .دهمة التي أخذت عهدا على نفسها بتتويج قصة كفاحها بشهادة الدكتوراة ما تزال تكافح لاجتياز هذا الامتحان الذي أرهقها على الصعيدين المادي والمعنوي.

المواضيع المتشابهه: