حكاية تصلح كسيناريو جيد لعمل درامى مختلف، فى الحقيقة عالم الجريمة خلال الأعوام الأخيرة أفرز لنا غثاء نعجز جميعًا عن تحمله، فالواقعة هذه المرة ربما تكون غريبة نوعًا ما، فالأم تجبر ابنتها على تحليل الـ«dna» لتؤكد لها أنها ليست ابنتها، لتحرمها من الميراث، ليأخذه ابنها الوحيد.

البداية كانت عند مصطفى أحمد، تاجر نوبى، قضى حياته بين النوبة والقاهرة، بسبب عمله كتاجر، ولما أراد أن يتزوج ويستقر فى القاهرة، ومن خلال معارفه فى بولاق الدكرور، تعرف على «تغريد»، وكان يتمنى أن يكون لديه «عزوة» من الأولاد، ليكونوا سندًا وعونًا له فى التجارة والحياة، إلا أن أحلامه تبددت عندما فوجئ بعدم حمل زوجته، وذهبوا إلى الأطباء ولكن لم يجدِ نفعاً، إلى أن رزقهما الله بـ«أحمد» بعد ثلاث سنوات من التعب، وسافر الأب إلى النوبة، وعاد مرة أخرى، وأثناء غيابه أصيبت الأم بآلام شديدة، ونصحها بإزالة الرحم.

كان وقع الصدمة شديدًا على الأم، فكيف تواجه الأب بما حدث، فأخفت الأمر عن الجميع إلا أختها فقط، والتى تعمل سجانة بسجن القناطر، وقالت لها: «لا تقلقي لدى سجينة حامل محكوم عليها بالمؤبد، وبمجرد وضعها سأحضر المولود ونكتبه باسم زوجك ولن يعرف أحد شيئًا، وبالفعل تم ما خططا له وعاد الزوج وانطلت عليه الحيلة، وضعت السجينة طفلةً، وأخبرتها السجانة أنها ماتت، وأنها ستدفنها بمعرفتها، وأخذتها لأختها وربتها مع ابنها، الذي كان يبلغ وقتها ١٠ سنوات.

مرت السنوات ولم يحدث أى شيء يعكر صفو العائلة، إلا أن الأب توفى والبنت لديها ١٧ عاماً، وترك لعائلته أراضى وأموالًا من تجارته، وذهبت العائلة إلى المحكمة لاستخراج إعلام وراثة، لتجد اسم البنت بجانب اسم الولد فى الإعلان، وقتها خرجت المرأة عن صمتها، وأخبرت المحكمة بأن الميراث كله للأم والابن فقط والبنت ليس لها أى شيء، لم يقتنع الابن والابنة بما فعلته الأم، إلا أن الأم لم تفصح عما بداخلها، ومع موت أختها الكبرى، أصبح السر حبيس صدرها هى فقط، ومع إصرار الابن وتعاطفه مع أخته، أقنع الأم أن تتحدث معه، فصارحته الأم بكل شيء حدث منذ دخول البنت بيتهم منذ ١٧ عاما، ولم يتحمل الابن، فرغم كل شيء هذه شقيقته التى تربى معها، وحاول أن يقنع الأم أن تعطى للبنت نصيبها، وصارح شقيقته بما حدث، فلم تقتنع وذهبت للأم لتطالبها بحقها، فقالت الأم: «طوال ١٧ سنة كنت بنتى وقريبة منى، ولكن بالنسبة للميراث فلن تأخذى منه شيئا فهذا شرع الله»، فانفجرت البنت فى أمها وقالت: «الآن تقولين الله.. فأين كان الله منذ ١٧ عاما عندما أخذتنى من أمى بدون وجه حقه، وأنا لن أتنازل عن حقى فى الميراث»، ومع الوقت استطاعت الأم أن تقنع ابنها بالوقوف فى صفها ضد الفتاة، وطلب منها أن تجرى تحليل «dna»، لكن الفتاة رفضت، فذهبت الأم مع ابنها إلى المحكمة لترفع دعوى إخضاع للبنت لإجراء تحليل الحمض النووي.

المواضيع المتشابهه: