لا أعتقد أن أفضل لحظات حبي لك كانت في الأوقات التي من المفترض أن أحبك فيها.. أو بشكل أدق.. اللحظات التي كان يجب أن أبدي حبي فيها.. كعيد زواجنا مثلا.. أو لحظة ولادة طفلتنا الأولى.. حتى ما أقوله في تلك اللحظات.. لا يعبّر حقيقة عني.. هل تذكرين تلك الليلة التي شاهدنا فيها فيلم الفتى الهندي الضائع في البحر؟ هل تذكرين نقاشنا وضحكاتنا بعد الفيلم؟ لقد أحببتك تلك الليلة بشكل لا يصدق.. كنت أنظر لك وأنت نائمة كأنك كنز.. لكني لم أقل شيئا..
نفس الشيء ينطبق على المواقف الحزينة.. لم أحزن كثيرا في اللحظة التي توفي فيها والدي.. كنت في لحظة صدمة وذهول.. لكن كان لا بد من القول بأنني حزين.. كان الكل يتوقع مني ذلك.. لكن الحقيقة أن قلبي تحطم بعد ذلك بيومين.. عندما كنت جالسا إلى طاولة المطبخ في الليل وحدي.. حينها تمزق قلبي .. وبكيت كطفل ضائع .. لكنني لم أقل شيئا..
أعتقد جازما أن كل ما نقوله في محاولة للتعبير عن مشاعرنا يبقى في إطار المحاولة.. لا كلام فعليا قادر على التعبير عن المشاعر.. ما تقوله هو ما يمكنك قوله .. لكنه ليس الحقيقة.. المشاعر الحقيقية التي تشكلنا لا يمكن التعبير عنها.. إنها تشكلنا من الداخل فقط.. ولا يمكنها الخروج..
#‏كتابات_ديك_الجن

المواضيع المتشابهه: