قدرتك على تحمل التوتر.. تعتمد على شخصيتك أولا!
تقول الدراسات والإحصاءات إن أكثر من 70% من كل الحالات المرضية التي يعالجها الأطباء إنما ترجع في أسبابها إلى التوتر. ومن تلك الأمراض يمكن أن يكون الربو وضيق التنفس والصداع وبعض أنواع السرطانات وكذلك نوبات القلب القاتلة.
النظريات الطبية تقول بإمكانية معالجة الإرهاق والتوتر وذلك بأن ندرك أولاً أن الإرهاق جزء من حياة الإنسان. فالإرهاق الذي يصيب الإنسان ذهنياً أو نفسياً أو بدنياً إنما هو ظاهرة طبيعية، ولكن بقدر وحين يتجاوز ذلك القدر يتحول إلى توتر يوجب الوقاية والمعالجة.
ويرى الخبراء أن ذلك كله مرتبط بمخاوفنا الداخلية. وأهم هذه المخاوف الخوف العقلي الذي يطلق في الجسم سلسلة من ردات الفعل فحينما يحس الدماغ بوجود خطر فإنه يبعث برسالة أوامر إلى الغدد المعنية ومن ثم يزداد تدفق الدم إلى الدماغ والعضلات ويزداد خفقان القلب.
هذه الحالة تولد المزيد من الطاقة. فقدرة الإنسان على تحمل التوتر تعتمد على شخصيته أولا وعلى طريقة تفكيره كما على طفولته ودرجة ثقافته وحجم قدرته على التكيف.
الشخص العصبي المزاج الذي لا يشعر بالاستقرار هو أكثر عرضة للمعاناة من شخص هادئ الطباع سعيد في حياته وبارد الأعصاب كما تقول القاعدة الأساسية في محاربة التوتر ونتائجه هي في أن نتقبل فكرة أن التوتر ظاهرة طبيعية في حياة الإنسان.
وإضافة إلى ذلك فان من أهم عوامل التوتر كما أوضح باحثون أمريكيون في دراسة استمرت أربعة أعوام أن الرجال العاطلين عن العمل أو العاملين في وظائف ذات جو متوتر ومردود مالي قليل يعانون من تراكم كميات كبيرة من الصفائح الدهنية في شرايين الرقبة بشكل أكبر من الرجال الذين يعملون في وظائف أقل توترا وأقل دخلا.
ويعتبر تراكم مستويات كبيرة من الصفائح الدهنية في الرقبة عامل خطر رئيسيا للسكتة وذا علاقة أساسية بمستوى التراكم الدهني في شرايين القلب. ونوه الدكتور جون لانش أخصائي علم الوباء في كلية الصحة العامة في جامعة ميتشجان إلى أن معاناة الشخص من توتر وضغط عال في العمل هي أكثر العوامل خطرا للإصابة بمشكلات صحية عديدة.
وقال في الدراسة التي نشرتها مجلة القلب الأميركية (سيركوليشن) وشملت 940 شخصا إن أكبر المشكلات التي تواجه الأفراد هي انعدام الأمل والتفاؤل ليس في الطبقة الرغيدة ولكن في الطبقة الفقيرة التي تشعر أنها محرومة من فرص التقدم والحياة الأفضل مع أن كلتا الطبقتين يمكن أن تصاب بضغط العمل وتوتره مشيرا إلى أنه سيتم مستقبلا التعرف إلى آلية تأثير ضغط العمل على صحة القلب والدماغ. لذا فإن أفضل وسيلة لكي تحد من كل هذا التوتر هي التأمل والاسترخاء قد لا يعطيان إحساسا بالأمان النفسي فحسب، بل قد يبعدان خطر انسداد الشرايين وبالتالي خطر الإصابة بنوبات قلبية أو سكتات دماغية .
المواضيع المتشابهه:
المفضلات