على هامش المنظمات الدولية
جلس بجانبي كعادته مسترخيا ...وجلست رغما عني - خوفا من ورقة مزدحمة بتواريخ الغياب تزاحم مدينة هونكونغ وقت الذروة - كنت قد بيت النية منذ الفجر على أن أعوض جزءاً مما أفتقده من نوم في هذه الساعة ...مستحضرا صورة أعضاء مجلس النواب السابق في نومتهم الهادئة تحت قبة البرلمان ...
فجأةً وبعفوية ملحوظة على وجهه ...يقلب عبدالرحمن الزميلي - صديقي الذي يجلس مسترخيا كعادته - صفحات من أجندته ...التفت اليه راميا تلك النظرة العابسة على عينيه السوداوين لائما اياه على مقاطعة محاولات استرخائي ...تقع عيني على خريطة وجدت لسبب او لآخر في بداية اجندته ...أجبرتني تلك الخريطة ان أعود بذهني الى محاضرة ( المنظمات الدولية ) ...لكن عيني متمردة كروحي فأبت الا ان تركز على بقعة ملفتة على تلك الخريطة ...
مضيق باب المندب ...في الشرق ..يقبع اليمن السعيد ...بقاته ونزاعاته ...ظهرت فكرة في الأفق ...بين رأس المحاضر وقمة اللوح خلفه ...لكنها فكرة بالية عفى عليها الزمن ...أنواع انظمة الحكم ...تذكرت النظام الرئاسي ...عدت للخارطة مركزا عيني على صنعاء ...لا أدري ما الذي دعا تلك الفكرة الى الهروب ...كجنية الأسنان في الروايات الغربية ...تنحنح المحاضر ...لاحت منظماته الدولية مجددا في الأفق ...فقدت التركيز على صنعاء وقام اللاوعي الواعي فيّ بعملية zoom out عن اليمين ...وقام بعملية Pause في صورة باب المندب مرة اخرى ...اكتشفت انني لم أكن غبيا عندما رسبت في هذه المادة ...بعد اعادتي لها ثلاثة مرات يبدو انني أصبحت فقيها من فقهاء المنظمات الدولية ...اسمع -هذرمة- الدكتور لكنني لا افهمها ...كشاب مغرم بموسيقى الJazz يستمع عنوة الى الى Led Zeppelin ...يأبى ذهني البري الهمجي الا ان يقاطع ...يريد ان يثبت اني فقيه ...يضع اساسا لنظرية جديدة في المنظمات الدولية ...نظرية الأبواب المغلقة ...باب المندب ..اليمن في صراعها مع الحوثيين ...الصومال وصراع امراء حربها الذي سئم الموت من قتلاهم ...هذا هو التنظيم الدولي ...يثار النزاع ...فيتدخل مجلس الأمن وفقا لفصلين ...سادس وسابع ...أحلاهما مر ...هكذا تنظم الدول ...
يغلق باب المندب بسيطرة البوارج الدولية ...لأن تلك الصراعات تهدد الأمن والسلم الدوليين ...بعد ذلك ...لا تصل سيجارة الى الخرطوم ...ولا علبة Whiskey لشرم الشيخ الا بعد دفع الجزية لقراصنة من نوع جديد ...قراصنة الأمم المتحدة ...نظرية ظهرت على حين غرة وفي حالة من النوم اولاعي في محاشرة التنظيم الدولي ...تنتظر النقد من فقهاء القانون الدولي ...ومن يدري ؟؟ فقد تدرس في معهد لاهاي للقانون الدولي ...أنظر بجانبي ...فأرى عبدالرحمن - صديقي الذي اعتاد ان يجلس مسترخيا - قد وضع سماعتي اذنيه وبدأ يغفو مثلي ...في هذ اليوم ولدت نظرية الأبواب المغلقة في التنظيم الدولي
حسام الحوامدة
الساعة 11:42 صباحا
عمان - محاضرة المنظمات الدولية
29\3\2010
المواضيع المتشابهه:
المفضلات